مايو 9, 2025 - 10:42
من مطار اللد الى مطار رامون ..اليمن يوسع جحيم الحظر الجوي على الكيان المحتل

عرب جورنال / زين العابدين عثمان - 

في إطار استراتيجية الحظر الجوي الشامل على كيان العدو الإسرائيلي، بدأت القوات المسلحة اليمنية في تكثيف جهودها العملياتية لاستهداف أهم مطارات العدو الرئيسية. وقد تم البدء بمطار اللد بن غوريون في يافا المحتلة، حيث تم استهدافه، بعون الله تعالى، بواسطة ضربة صاروخية دقيقة أدت إلى شل حركة الملاحة الجوية وتوقف معظم الرحلات فيه. 

تلت ذلك عملية استهداف مطار رامون الواقع في منطقة أم الرشراش المحتلة، التي تُعتبر الأولى من نوعها ضد هذا المطار الحيوي منذ بداية معركة الإسناد. تُظهر هذه العمليات طبيعة الاستراتيجية العسكرية التي تتبناها قواتنا المسلحة، والتي تتدرج في ضبط الأولويات وتسلسل نوعية الأهداف وفق درجة الاهمية من جهه والعمل على توسيع نطاق الضربات وقوة تأثيرها باتجاه أهم المطارات والمرافق الجوية للعدو من جهة اخرى.

أهمية مطار رامون تاتي في كونه ثاني أكبر مطار دولي في كيان العدو الاسرائيلي بعد مطار اللد "بن غوريون "ومن أكثر المطارات نشاطا في الحركة الاقتصادية والتجارية والمسافرين حيث يمكنه إستقبال نحو 2مليون مسافر سنويا وهذا مايجعله هدفا حيويا واستراتيجيا مهم للغاية .


بالتالي إختيار القوات المسلحة اليمنية لهذا المطار كهدف عسكري بعد"مطار اللد بن غوريون " هو إختيار مدروس ويأتي ضمن تدرج الاولويات العملياتية التي تقتضي ممارسة الحظر الجوي على أهم مطارات كيان العدو , حيث يستقبل مطار اللد بن غوروين مانحوه 24مليون مسافر سنويا اما مطار رامون فيستقبل 2مليون مسافر سنويا. لذا مع وضع هذين المطارين تحت مظلة الاستهداف المباشر فان القوات المسلحة اليمنية ستتمكن بعون الله تعالى من تحقيق حظر جوي بنسبة 60-70% من الحركة الجوية الشاملة لكيان العدو الاسرائيلي وتعطيل استقبال 26 مليون مسافر سنويا .


تداعيات حظر على مطارات العدو

يعتمد كيان العدو الإسرائيلي بشكل كبير على شبكة من المطارات في نشاطه التجاري والاقتصادي والعسكري، وتعتبر مطارات اللد (بن غوريون)، ورامون، وحيفا من أهم المنافذ الجوية التي تمثل ثلاثة أرباع النشاط العام للملاحة الجوية لهذا الكيان. لذا، فإن استهداف وحظر هذه المطارات بشكل عملي سيؤدي إلى شلل اقتصادي وتجاري غير مسبوق للعدو، حيث ستتعطل حركة النقل الجوي للبضائع والسلع، إضافة إلى توقف رحلات نقل المسافرين والسياحة وعمل شركات النقل الجوي الأجنبية.
اذ يمكن القول إن كيان العدو سيجد نفسه في حالة عزلة شبه كاملة عن العالم ، ليصبح أشبه بسجن جوي مدمر بالاقتصاد والأمن القومي الاستراتيجي. وستجعل هذه الحالة ملايين الصهاينة عالقين داخل البلاد وخارجها.

الامر المهم ان القوات المسلحة اليمنية ستواصل تنفيذ إستراتيجية الحظر وهي اليوم في خضم تطوير المنظومة التسليحية بمستويات متقدمة تضمن تنفيذ عمليات إستهداف مركزة ودورية على مطارات كيان العدو سواءا عبر نظام الصواريخ فرط صوتية او المسيرات الانتحارية بعيدة المدى فالهدف الاساسي هو ايصال هذه المطارات الى حالة الاغلاق والحظر الكامل ومن الممكن أن يتم توسيع شعاع العمليات لتضم مطارات أخرى تشمل مطار حيفا ومطار بئر السبع وغيرها من المطارات الثانوية .


نؤكد في النهاية أن العمليات الهجومية تجاه كيان العدو الإسرائيلي لن تتوقف، ولا توجد خطوط حمراء أو ضوابط عسكرية أمام اليمن وقواته المسلحة فيما يتعلق بتطبيق استراتيجية الحظر الجوي. الأمر مشروط كليًا بوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، فلا خيار آخر أمام كيان العدو الإسرائيلي ووراءه الولايات المتحدة سوى تنفيذ وقف العدوان ورفع الحصار على غزة. وإلا، سيستمر اليمن في استهداف المطارات والأهداف الحيوية في العمق الفلسطيني المحتل حتى يتم تحقيق هذا الشرط الاستراتيجي والإنساني الثابت.


- باحث في الشؤون العسكرية