مايو 7, 2025 - 21:08
مايو 8, 2025 - 17:25
عضو الأمانة العامة للحزب الناصري المصري محمد بركات لـ(عرب جورنال): القرار اليمني بفرض حصاراً جوياً شاملاً على مطارات الاحتلال سيجبر العدو على وقف عدوانه على غزة والضربات اليمنية على الأساطيل الأمريكية دفعتها لوقف العدوان على اليمن

في أعقاب الهجوم اليمني الذي ضرب قلب مطار "بن غوريون" وإعلان القوات المسلحة اليمنية فرض حصاراً جوياً شاملاً على مطارات الاحتلال رداً على توسيع العدو عملياته في غزة، تستضيف "عرب جورنال" المصري، عضو الأمانة العامة للحزب الناصري الديمقراطي المصري، محمد نجاح بركات، لمناقشة أبعاد وأهمية هذا القرار التاريخي الذي يأتي في ظل حصار يمني خانق على الملاحة الإسرائيلية والمستمر منذ أكثر من عام ونصف، وانعاكساته على سياق المعركة القائمة في غزة، لما قد يشكله هذا القرار من ضغوط هائلة على أمريكا و"إسرائيل" قد يدفع الأخيرة لوقف عدوانها على القطاع الفلسطيني، خصوصاً وأنه يتزامن مع خضوع أمريكي على خلفية قرار يمني آخر بحظر مرور السفن التي تحمل النفط الأمريكي من البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب والمحيط الهندي. ويتطرق الحوار إلى دوافع مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، النظام المصري بالسماح لمرور السفن الأمريكية من قناة السويس مجاناً. 

عرب جورنال / حوار / حلمي الكمالي 

المقاومة اليمنية هي آخر نفس في المقاومة المسلحة في الوطن العربي، ولم تأتي الهجمة الأمريكية على اليمن، إلا بعدما فشل الصهاينة في التصدي لصواريخ اليمن الأبية 

الدعم والإسناد اليمني لغزة، هو نقلة نوعية في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، حيث يخوض اليمن حرباً واسعة مع أمريكا وبريطانيا و"إسرائيل" دفاعاً عن أهل فلسطين، وهو واجب قومي وديني كان يفترض على كافة الأمة العربية والإسلامية أن تقوم به 

القرار اليمني بفرض حصاراً جوياً شاملاً على مطارات الاحتلال سبّب خللاً كبيراً بمنظومة الأمن الإسرائيلية، وسيكون أحد العوامل الرئيسية التي ستجّبر العدو على وقف عدوانه على غزة، وهو أهم أسلحة المقاومة على مائدة التفاوض حول وقف إطلاق النار 

صمود الجيش اليمني أمام الهجمات الأمريكية والضربات اليمنية على القطع الحربية والأساطيل البحرية الأمريكية، وقرار الحظر على إمدادات النفط الأمريكي، هو الذي دفع ترامب لوقف الهجمات على اليمن، وسيدفع الولايات المتحدة لإجبار "إسرائيل" على وقف العدوان على غزة، وذلك لحماية المصالح الأمريكية في البحر الأحمر 

اليمن اليوم في حالة حرب مع هذا العدو المتغطرس،ومن حقه اتخاذ ما يلزم من إجراءات عسكرية تجاه العدو ورداً على العدوان الصهيوني والأمريكي، ونثق تماماً أن هذه الإجراءات لن تتوقف إلا بوقف العدوان على غزة 

مصر رفضت المشاركة في العدوان الأمريكي على اليمن، بحجة حماية قناة السويس. وقد أكدت مصر أن وقف العدوان على غزة فقط، هو من سيجعل اليمن تتوقف عن إجراءاتها التصعيدية ضد أمريكا و"إسرائيل" 

صمود اليمن وصمود المقاومة؛ هو صمام أمان لمصر ولكل دول الوطن العربي، في ظل هذه المؤامرات التي تحاك ضد مصر وكل أقطار الأمة العربية والإسلامية

رسالتي للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة: صمودكم تجاه أسوأ مجازر التاريخ بحق البشرية يشعرنا بخجلنا ونشد على أيديكم في الحفاظ على أرضكم، والثبات أمام الإستعمار والعنصرية البغيضة؛ فالنصر حليفكم بإذن الله تعالى 

طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسماح لمرور السفن الأمريكية من قناة السويس مجاناً، يأتي في إطار الضغوط القصوى التي تمارسها الإدارة الأمريكية على مصر لقبول تهجير أبناء الشعب الفلسطيني من أرضه، لكن هذا المخطط لن ينجح

لم يعد هناك نظام عربي لنقدم له النصيحة، فهو ميت تماماً. فهل يمكن أن نطلب شيئاً من نظام ميت؟! النظام العربي دخل حالة الإنعاش بسقوط بغداد ومات إكلينيكياً بسقوط دمشق وانهيار الخرطوم 

رغم أنها تعيش في ظروف اقتصادية صعبة،لكن الرهان دائماً على الشعوب هو الرابح، وكل ما عليها الصمود الآن والضغط على الأنظمة التي تحكمها لاتخاذ مواقف جادة للضغط على الاحتلال لوقف العدوان على غزة

_ ما تعليقكم على قرار القوات المسلحة اليمنية فرض حصاراً جوياً شاملاً على مطارات الاحتلال رداً على توسيع العدو عملياته في غزة، وذلك بعد فرضها حصاراً بحريا خانقا على الملاحة الإسرائيلية على مدى أكثر من عام ونصف؟ وأي انعكاسات إستراتيجية لهذا القرار التاريخي، خصوصاً بعد نجاح الصواريخ اليمنية في الوصول إلى قلب مطار "بن غوريون" الصهيوني متجاوزةً 4 منظومات أمريكية وإسرائيلية، وذلك في قلب موازين المعركة برمتها وخنق اقتصاد الكيان؟ وهل تعتقدون أن قرار ترامب بوقف الهجمات الأمريكية على اليمن جاء على خلفية تهديد اليمن بفرض حظر على مرور السفن التي تحمل النفط الأمريكي من البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب والذي يأتي بالتزامن مع إعلان صنعاء إفشال المرحلة الأولى من العدوان الأمريكي على اليمن؟ 

المقاومة اليمنية هي آخر نفس في المقاومة المسلحة في الوطن العربي، وذلك بعد إسقاط سوريا و تحجيم قدرات حزب الله واستشهاد السيد حسن نصر الله. ولم تأتي الهجمة الأمريكية الشرسة على اليمن، إلا بعدما فشل الصهاينة في التصدي لصواريخ اليمن الأبية.

الدعم والإسناد اليمني لغزة، هو نقلة نوعية في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، حيث يخوض اليمن حرباً واسعة مع أمريكا وبريطانيا و"إسرائيل" دفاعاً عن أهل فلسطين وهو واجب قومي وديني كان يفترض على كافة الأمة العربية والإسلامية أن تقوم به.

القرار التاريخي اليمني بفرض حصاراً جوياً شاملاً على مطارات الاحتلال الصهيوني رداً على توسيع العدو عملياته في غزة؛ هو عمل مقاوم شريف وبطولي، لم يحدث منذ عقود طويلة، وقد سبب خللاً كبيراً بمنظومة الأمن الإسرائيلية، وهذا الحصار سيكون أحد العوامل الرئيسية التي ستجبر العدو الإسرائيلي على وقف العدوان على غزة، وسيشكل دعماً كبيراً وورقة قوية في يد المفاوضين من المقاومة الفلسطينية وسيحسن من شروطها على طاولة المفاوضات، فالحصار اليمني هو أهم أسلحة المقاومة على مائدة التفاوض حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

اليمن اليوم في حالة حرب مع هذا العدو المتغطرس ومن حقه اتخاذ ما يلزم من إجراءات عسكرية تجاه العدو ورداً على العدوان الصهيوني والأمريكي، ونثق تماماً أن هذه الإجراءات لن تتوقف إلا بوقف العدوان على غزة.

القرار التاريخي اليمني الآخر، بحظر مرور السفن التي تحمل النفط الأمريكي من البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب والمحيط الهندي، قرار جريء وغير مسبوق، والضربات اليمنية المستمرة والناجحة على القطع الحربية والأساطيل البحرية الأمريكية في البحر الأحمر، هي التي دفعت ترامب لاتخاذ قرار بوقف الهجمات الأمريكية على اليمن، وسيدفع أمريكا لوقف العدوان الصهيوني على غزة.

ونحن نراهن على صمود الجيش اليمني أمام الهجمات الأمريكية العدوانية الأخيرة، لأن فشل الأمريكان في تحقيق مخططهم بإذن الله تعالى ، سيضطر الأمريكان لإجبار "إسرائيل" على وقف العدوان على غزة، وذلك لحماية المصالح الأمريكية في البحر الأحمر.

_ ما هي المخاطر المترتبة على استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة والتصعيد الإسرائيلي في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتأثيراته المباشرة على أمن واستقرار مصر ؟ وماذا تقولون للنظام الرسمي العربي في هذا السياق وهو يتفرج لمجازر الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؟ وما هي رسالتكم للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة الصامدين في وجه آلة القتل الصهيو_أمريكية لأكثر من عام ونصف؟ 

لا شك أن استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة والتصعيد الإسرائيلي في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة وكذلك في سوريا ولبنان واليمن، سيكون له تأثيراته السلبية على أمن واستقرار مصر، باعتبارها في نطاق الجوار الفلسطيني، وهدفا إسرائيلياً أيضاً.

وبالتأكيد لولا تقاعس وتخاذل النظام الرسمي العربي لما تجرأ الكيان الصهيوني في خوض هذا العدوان وارتكاب مجازر الإبادة الجماعية بحق أهلنا في غزة وفلسطين المحتلة.

بعد تدمير العراق وسوريا، لم يتبقى من الجمهوريات التي نشأت بعد الإستعمار إلا مصر والجزائر وتونس، وللأسف هذه الدول منهكه اقتصاياً ومشغولة بمشاكلها الداخلية.

والعدوان الأمريكي الذي يستهدف اليمن العربية ذات الطابع الحضاري القديم الأصيل، يريدون به تدمير الشخصية العربية الأصيلة والمقاومة.

ورسالتي للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في قطاع غزة: إن صمودكم بهذا الشكل تجاه أسوأ مجازر التاريخ بحق البشرية يشعرنا بخجلنا ونشد على أيديكم في الحفاظ على أرضكم، والثبات أمام الإستعمار والعنصرية البغيضة؛ فالنصر سيكون حليفكم بإذن الله تعالى يوما، ولن يبقي للصهاينة وجود في أرضكم مهما طال الزمن. 

_ ما تعليقكم على دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسماح لمرور السفن الأمريكية من قناة السويس مجاناً ؟ وما علاقة هذه التصريحات الأمريكية بالتطورات التي تشهدها المنطقة ومحاولات الأمريكي فرض الضغوط على القاهرة بشأن تهجير أبناء غزة إلى الأراضي المصرية؟ وهل تعتقدون أن سياسة الابتزاز التي ينتهجها ترامب ستنجح ؟ وأي ردة فعل يتوجب على النظام المصري اتخاذها لمواجهة هذه الابتزازات؟ وكيف أن العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة تساعد في إنهاء عسكرة القوى الأجنبية للبحر الأحمر وهو ما يخدم أمن واستقرار قناة السويس ويقوض محاولات ترامب السيطرة عليها؟ 

طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسماح لمرور السفن الأمريكية من قناة السويس مجاناً، يأتي في إطار الضغوط القصوى التي تمارسها الإدارة الأمريكية على مصر لقبول تهجير أبناء الشعب الفلسطيني من أرضه في غزة إلى سيناء، ولكن مصر رفضت هذا الطلب.

إن على مصر اليوم دور كبير، وهو الصمود بوقف تهجير أبناء غزة، مهما تحملت من ضغوط لإدارة ترامب، لأن التهجير هو تصفية القضية الفلسطينية للأبد، وهذا يعني خطراً حقيقياً ليس على فلسطين فقط بل على الأمن القومي المصري والأمن القومي العربي بشكل عام.

صحيح أن مصر بعد اتفاقية "كامب ديفيد" خرجت من دول المواجهة مع المحور الصهيوني لتلعب دور الوسيط، إلا أن القدر وضعها مرة أخرى اليوم من ضمن دول المواجهة، بعدما رفضت مخطط التهجير.

ربما الأيام القادمة قد تكون صعبة جداً على مصر مع هذه الضغوط الأمريكية، ولكن تخطيط ترامب لن ينجح بإذن الله تعالى، لأنه يظن أن القضاء على اليمن، سيتيح فتح ممر قناة السويس كما كان من قبل، ولكن ذلك لن يحدث.

إن مصر تعي ما يحدث اليوم، وقد تحدثت التقارير الدولية أن الدولة المصرية رفضت مشاركة أمريكا في عدوانها على اليمن، بحجة حماية ممر قناة السويس، وقد أكدت هذه التقارير الدولية أن مصر أكدت أن وقف العدوان على غزة فقط هو من سيجعل اليمن تتوقف عن إجراءاتها التصعيدية ضد أمريكا و"إسرائيل".

لذلك، نؤكد أن صمود اليمن وصمود المقاومة؛ هو صمام أمان لمصر ولكل دول الوطن العربي، في ظل هذه المؤامرات التي تحاك ضد مصر وكل أقطار الأمة العربية والإسلامية.

_ ما هي رسالتكم التي يمكن أن توجهونها اليوم للشعب المصري ولكل شعوب الأمة العربية والإسلامية في هذه الظروف التي تشهدها المنطقة على وقع معركة طوفان الأقصى ؟ ولماذا على العرب اليوم الالتفاف حول المقاومة ومكتسباتها؟ في المقابل أي نصائح تقدمونها للنظام الرسمي العربي؟ 

لم يعد هناك نظام عربي لنقدم له النصيحة، النظام العربي ميت تماماً. فهل يمكن أن نطلب شيئاً من نظام ميت؟!

النظام العربي دخل حالة الإنعاش بسقوط بغداد ومات إكلينيكياً بسقوط دمشق وانهيار الخرطوم.

وكما نعلم القاهرة خرجت من دائرة الصراع من 1978، أما الممالك العربية في الخليج وغيره لا أمل فيها.

لذلك، على المقاومين الأحرار الإعتماد على أنفسهم، ولا ينتظرون شيئاً من أحد.

الشعوب العربية، ما زال الرهان عليها، وعلى وعيها وقدرتها على تجاوز المرحلة الراهنة، وكلي ثقه بأن هذه الشعوب ستنجب أبطالاً يُغيّرون الأوضاع برمتها يوما ما.

رغم أنها تعيش في ظروف اقتصادية صعبة لكن دائما الرهان على الشعوب هو الرابح، وكل ما عليها الصمود الآن والضغط على الأنظمة التي تحكمها لاتخاذ مواقف جادة للضغط على الاحتلال لوقف العدوان على غزة.