
عرب جورنال / كامل المعمري -
أما بعد
فهذه أول معركة بحرية تخوضها اليمن،
والطرف الآخر أمريكا وبريطانيا. لا داعي للتعريف بالتكنولوجيا العسكرية التي يمتلكونها، والقدرات والخبرات والمناورات، وغيرها... أعظم قوتين في العالم.
لم يحدث أن تحدى بلد فقير، محاصر، ومنهك بحرب مستمرة منذ سنوات، منظومة الهيمنة الدولية في قلب المجال الأشد حساسية في العالم.
تعالوا نرى ماذا حققت اليمن.؟
ثبّت اليمن معادلة البحر بحيث لم تمر أي سفينة للكيان في البحرين الأحمر والعربي.
فشلت أمريكا وبريطانيا في حماية سفن الكيان التجارية، بما في ذلك سفنهما التجارية.
أصبح البحر الأحمر والعربي محرمًا على القطع البحرية الأمريكية والبريطانية منذ أغسطس 2024، ولم تجرؤ أي قطعة حربية أمريكية أو بريطانية على الاقتراب من المياه اليمنية.
تراجعت القطع الحربية إلى أقصى البحر الأحمر، على بعد 1000 كم بين جدة وينبع، ورغم هذه المسافة، استطاع اليمن أن يجعل تلك المنطقة غير آمنة بالنسبة لحاملة الطائرات.
تمكن الجيش اليمني من تحقيق معادلة ردع على بعد 1000 كم مع حاملة الطائرات "ترومان"، وذلك عبر عمليات هجومية منسقة متزامنة ومتتالية، وتنفيذ أعقد التكتيكات العسكرية للاشتباك مع حاملة الطائرات لساعات. مثل هذه العمليات معقدة للغاية.
تمكنت الطائرات المسيرة والصواريخ اليمنية من إرباك دفاعات "إيجيس" الأحدث في العالم، والتشويش عليها، وتنفيذ عمليات دقيقة أصابت معظمها الحاملة والسفن المرافقة لها.
استطاعت القوات اليمنية إفشال عمليات هجومية عدوانية كانت تخطط لها البحرية الأمريكية، فتم تنفيذ عمليات استباقية.
استطاع الجيش اليمني دراسة نقاط ضعف البحرية الأمريكية وتنفيذ أعقد العمليات العسكرية التي كانت ناجحة، وتمثلت بالتسبب في إسقاط طائرتين من نوع "F-18"، وذلك في عمليات هجومية مدروسة بدقة جعلت دفاعات العدو في حالة إرباك، وفي مرات أخرى عطلّت تمامًا تلك الدفاعات، مما جعل الحاملة مكشوفة.
استنزاف الذخائر الأمريكية بشكل غير مسبوق، وأصبحت تحذيرات المسؤولين الأمريكيين بشكل علني من أن الحوثيين استنزفوا مخزون أمريكا من الصواريخ، وأنها اضطرت لفتح مخازن في المحيط الهادئ.
تمكن الجيش اليمني من التأثير على عملية الانتشار للبحرية الأمريكية بحيث أصبح نصف الأسطول في الصيانة، كون الولايات المتحدة شاركت بخمس حاملات، وكلما غادرت حاملة، جاءت بأخرى، مما أثر على الانتشار.
تمكن الجيش اليمني من التأثير على جاهزية البحرية الأمريكية من الاستعداد لأي معركة في المحيط الهادئ مع الصين، بل وأصبحت البحرية الأمريكية في وضع لا يمكنها من مواجهة الصين نتيجة نفاد مخزونها من الصواريخ، إضافة إلى أن نصف الأسطول في الصيانة.
برز اليمن كقوة إقليمية فاعلة ومؤثرة، تمكنت من تعرية البحرية الأمريكية وكشفت نقاط ضعفها، بحيث أصبحت وسائل الإعلام الصينية والروسية أكثر متابعة ورصدًا لهذه المعركة، واستفادوا منها بشكل كبير.
الاستخبارات اليمنية جعلت العدو الأمريكي في حالة صدمة واندهاش من القدرات الاستخباراتية الدقيقة التي اخترقت واستغلت أبرز نقاط الضعف وأهمها، مثل العملية الأخيرة التي أدت إلى إسقاط طائرة "F-18" في توقيت كان يتم فيه سحب طائرة من الحظيرة ماجعل دول عظمى تتساءل كيف عرف اليمنيون بهذه المعلومة والبعض وضع سيناريوهات
هل استخدم الحوثيون طائرات استطلاع؟
كيف حدد الحوثيون لحظة الهجوم بهذه الدقة؟
ربما لديهم عميل داخل الحاملة نفسها؟
أم أن قائد الحاملة سرّب التوقيت بنفسه عبر منشور عفوي؟ على صفحته في منصة إكس؟
تمكنت القوات اليمنية من تغيير مستقبل الحروب البحرية تمامًا وأدخلت عليها قواعد جديدة (الحرب غير المتكافئة).
إدخال منظومات صاروخية جديدة على مستوى العالم قادرة على ضرب الاهداف المتحركة
اغلاق ميناء ايلات تماما وتكبد الكيان لخسائر كبيرة
اليمن، بذكاءه، قلب الطاولة على البنتاغون ..الأمريكان كانوا يظنوا البحر ملعبهم، كل شيء محسوب على هواهم، وفجأة لاقوا الطائرات المسيرة من اليمن تيجي مثل البرق، تتخطفهم بدون ما يحسوا. زي اللي يظن إن الباب مقفول ويلاقيه مفتوح، وكلما حسوا إنهم في أمان، لاقوا أنفسهم في فخ ما كانوا متخيلينه...
البنتاغون اصبح يهذي صفقات لتصنيع سلاح غير مكلف لصد تهدايدات المسيرات ورغم انفاق اكثر من مليار دولار فشلوا في ذلك مامعاهم الا يطلقوا صواريخ ابو اثنين مليون دولار على مسيرة قيمتها الفين دولار
فما الذي تحاولون إقناعنا به الآن، يا أمريكا؟ أنكم لا زلتم سادة البحار؟ أم أن (غرير العسل ) هو من يقف وراء هزيمتكم؟ كفى سردياتٍ بائسة! اليمن أسقط هيبتكم، وما سقط. إن لم توقفوا حماقتكم، فستضطرون لاستيراد الأكاذيب، لأن صناعة الكذب الأمريكية، على ما يبدو، قد أفلست أيضًا!