
في حوار خاص تستضيف "عرب جورنال" عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الديمقراطي الأردني، محمد زرقان، للحديث عن خطورة الإعتداءات والمشاريع الصهيونية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني والتي كان آخرها قرار الكيان المحتل إنشاء شبكة طرق تفصل شرق مدينة القدس المحتلة، وتأتي بالتزامن مع توسيع الاحتلال الإسرائيلي دائرة الاستطيان في القدس والضفة الغربية، وفي خضم مخططات التهجير التي يسعى لتمريرها في غزة من خلال مجازر الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق أبناء القطاع الفلسطيني. ويناقش الحوار أهم وأبرز المستجدات السياسية والعسكرية التي تشهدها المنطقة وعلى رأسها العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة، والمستمرة بوتيرة عالية. ويسلط الحوار الضوء على مخاطر استمرار الصمت العربي والإسلامي تجاه العدوان والمشروع الأمريكي الصهيوني الذي يتهدد كل أرجاء وشعوب الأمة العربية والإسلامية.
عرب جورنال / حوار / حلمي الكمالي
ألف تحية لليمن بحجم هذه الوقفة العظيمة والإسناد الدائم العملي والملموس لدعم المقاومة الفلسطينية، ومواجهة العدوان الصهيو_أمريكي والتصدي له
سيطرة اليمن على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، هذا الممر المائي الدولي الحيوي، وحجم الاستنفار الدولي من عدة جيوش لمواجهة هذه الخطوة الشجاعة؛ يؤكد أن لدينا قدرات وإمكانيات لو تم استثمارها بشكل مبدئي ومسؤول لما تجاوز هذا العدو وتمادى في عدوانه
اليمن وشعبها العظيم قلب العروبة النابض، شكّلَ حالة إسناد فاعلة للمقاومة أعادت الاعتبار لمفهوم وحدة الساحات ووحدة الموقف،وقدمت إسهاماً ودعماً ساعد المقاومة في إلحاق خسائر هائلة بالعدو الصهيوني ورفع كلفة العدوان
العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة أسهمت في رفع الروح المعنوية للمقاتلين وأبطال المقاومة، كما رفعت الروح المعنوية لكل الجماهير العربية على إمتداد الساحات
لقد أصبح اليمن وشعبه وأرضه ومياهه الإقليمية وصواريخه عنواناً للمقاومة والعزة والصمود، وكأننا جميعنا يمنيون من المحيط إلى الخليج
ما يحدث في فلسطين المحتلة، قطاع غزة والضفة الغربية،؛ هي حرب إبادة وحشية تقترفها عصابات العدو الصهيوني،ليس رداً على طوفان الأقصى، بل في إطار مخططات ممنهجة تستهدف إزالة الوجود العربي الفلسطيني
الإجراءات الإسرائيلية في القدس والضفة،تهدف لإطالة أمد الاحتلال للقدس والضفة وتقطيع أوصالها،كما يهدف لتثبيت الأوضاع القائمة الآن وتهويد الأرض الفلسطينية وترحيل سكانها الأصليين
نرفض ما حدث في جلسة المجلس المركزي وهجوم السلطة الفلسطينية على المقاومة، وقد عبرت القوى الوطنية والتقدمية الفلسطينية عن موقفها الرافض لهذه الإجراءات
اجتياح الكيان الصهيوني للأراضي السورية، يعد خطراً على الأردن، الذي أصبح في مواجهة مع العدو الصهيوني على الحدود الشمالية والغربية، والأطماع الصهيونية تهدد كل المنطقة
ربما مرت على المنطقة موجات غزو واحتلال، وعبر التاريخ كانت أكثر وحشية مما نراه اليوم، ولكن الشعوب لم تستكن، بل بالعكس قاومت هذه الغزوات وحررت أراضيها ليعود وجه الأرض حراً ناصعاً بأبنائه وأهله الشرعيين
المقاومة فكرة لا تنتهي، وما حدث في غزة أو جنوب لبنان أو على أرض اليمن، من إسناد وتضحيات دليل وملهم أن جذوة المقاومة لا تنطفئ، وأن الشعوب لن تستكين
_ بعد أكثر من 18 شهراً على الإجرام الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ماذا يمكن القول في هذا الإطار في ظل استمرار الموقف الاستسلامي للنظام الرسمي العربي والإسلامي؟ وهل تعتقدون أن كل الصامتين أمام أبشع مجازر الإبادة الجماعية في العصر الحديث سواء كانوا دولاً وشعوباً، سيكتوون بنفس النار وبعواقب التآمر والصمت والتخاذل؟ في المقابل، ماذا يعني لكم طوفان الأقصى وصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة في وجه العدوان والمؤامرة الصهيونية الأمريكية؟
ما يحدث في فلسطين المحتلة، قطاع غزة والضفة الغربية،؛ هي حرب إبادة وحشية تقترفها عصابات العدو الصهيوني ليس رداً على طوفان الأقصى، بل في إطار مخططات ممنهجة تستهدف إزالة الوجود العربي الفلسطيني على أرض غزة واستهداف قضية اللاجئين وانهاءها بشكل تام، لأن اللجوء الفلسطيني وتمسك اللاجئين الفلسطينيين بأرضهم وحقهم في العودة إلى أراضيهم التي هُجّروا منها يشكل خطراً على مفهوم الدولة الصهيونية من وجهة نظرهم، وهو مفهوم شوفيني لا يمت للإنسانية بصلة.
_ برأيكم ما دوافع الكيان الصهيوني من قراره إنشاء شبكة طرق تفصل شرق مدينة القدس المحتلة عن جنوبها؟ وما علاقة هذه الخطوة بتوسيع الاحتلال الإسرائيلي دائرة الاستطيان في القدس والضفة الغربية خلال الآونة الأخيرة؟ وكيف يمكن قراءة هذه الخطوة التي تأتي أيضاً في خضم الإبادة الجماعية المستمرة في غزة ومخططات التهجير التي تستهدف أبناء القطاع؟ وما تعليقكم على ما يجري في المشهد الفلسطيني اليوم بشكل عام في ظل أيضاً هجوم سلطة عباس على المقاومة وتعيين نائباً لعباس دون أي إجماع وطني؟
أولاً، فيما يخص إنشاء شبكة الطرق والبنى التحتية، فهو يهدف أولاً لإطالة أمد الاحتلال للقدس والضفة وتقطيع أوصالها. كما يهدف لتثبيت الأوضاع القائمة الآن وتهويد الأرض الفلسطينية وترحيل سكانها الأصليين وتثبيت الوضع القائم المخالف للقانون الدولي، لأن القدس أرض محتلة والاستيطان القائم غير شرعي، وهو بالتأكيد لا ينفصل عن اتساع شهية وأطماع المجتمع الصهيوني التوراتي، حيث ترافق مع اتساع جرائم الإبادة وحصار خانق على غزة بمنع وصول الأغذية وانتشار الأوبئة والأمراض.
إضافة لما يجري على الأرض من شق طرق وبنية تحتية لتثبيت وجود دائم للجيش الصهيوني على أرض غزة والسيطرة على معبر فيلادلفيا لمنع أهل غزة من التواصل مع أي منفذ حدودي عربي وحشر سكان غزة في جيب صغير يعتمد اعتماداً كلياً ويقع تحت سيطرة العدو الصهيوني.
أما فيما يتعلق بما حدث في جلسة المجلس المركزي وهجوم السلطة الفلسطينية على المقاومة، فقد عبرت القوى الوطنية والتقدمية الفلسطينية عن موقفها الرافض لهذه الإجراءات، وأحيلكم إلى كلمة ممثلة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في كلمتها في الجلسة الافتتاحية ثم إعلان الإنسحاب احتجاجاً على هذا النهج وهذا التفرد، إضافة إلى مواقف المبادرة الفلسطينية والجبهة الشعبية وحزب الشعب.
_ هل تعتقدون أن ما يحدث اليوم من توترات واضطرابات في سوريا قد يؤثر بشكل سلبي على الداخل الأردني بحكم الجوار والقواسم المشتركة؟ كيف ذلك؟ وأي تداعيات خطيرة للتوغل الإسرائيلي في عمق الأراضي السورية على أمن واستقرار الأردن ؟ وهل تعتقدون أيضاً أن المؤامرات والتحديات التي تعيشها سوريا في الوقت الراهن هي نفسها التي تتهدد أو قد تشكل تهديداً مباشراً للأردن في المستقبل؟ وما خيارات الأردن للنأي بنفسه عن هذه المخاطر ؟ وهل تعتقدون أن قرار حظر جماعة الإخوان في الأردن له علاقة بالخشية من التطورات في سوريا؟
هذا سؤال عميق وثري ويحتاج لمساحة للإجابة عليه. أولاً، سوريا دولة عربية شقيقة وجارة، وهناك روابط مشتركة تربط الشعبين الأردني والسوري، وهناك تكامل اقتصادي حقيقي وتبادل تجاري مثبت بالأرقام. ناهيك عن المشاريع الإقتصادية المشتركة سواء في المياه أو الزراعة أو الصناعة.
والخطر الصهيوني والأطماع الصهيونية بلا شك لا تستثني الأردن ولا سوريا، بل تهدد كل المنطقة، ونحن ننظر بقلق للتوسع الإسرائيلي واجتياح الأراضي السورية، ونعتبره خطراً على الأردن، سيما وأن الأردن أصبح في مواجهة العدو الصهيوني على الحدود الشمالية والغربية، والأردن شعباً وحكومة موحد في موقف الدفاع عن وحدة الأراضي السورية ووحدة الشعب السوري.
أما فيما يتعلق بحظر جماعة الإخوان المسلمين، أعتقد أن هذا القرار أتى في سياقات مختلفة وكان لحزب جبهة العمل الإسلامي وعدد من الأحزاب مواقف واضحة من هذه القضية، والآن ما سبب حظر الجماعة، هي قضية منظورة أمام القضاء تم صدور قرار قضائي بحظر النشر في تفاصيلها ونحن نحترم قرار القضاء الأردني.
_ ماذا تقولون بحق الموقف اليمني التاريخي في دعم غزة من خلال العمليات العسكرية المباشرة في عمق الكيان الصهيوني والحصار البحري على الملاحة الإسرائيلية بالرغم من العدوان الأمريكي الذي فشل في وقف العمليات اليمنية؟ وأي دلالات وتأثيرات إيجابية قد خلفها هذا الموقف بالنسبة لغزة وللعرب، خصوصاً في ظل صمت النظام الرسمي العربي عن أداء واجبه الديني والأخلاقي والإنساني تجاه فلسطين؟ وماذا يعني أن ينجح اليمن في السيطرة النارية على البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب ويفرض حصاراً بحرياً خانقاً على الملاحة الإسرائيلية بعد تمكنه من تحييد الأساطيل الأمريكية والبريطانية وهذا باعتراف الأوساط الأمريكية والغربية؟
اليمن وشعبها العظيم قلب العروبة النابض، شكّلَ حالة إسناد فاعلة للمقاومة أعادت الاعتبار لمفهوم وحدة الساحات ووحدة الموقف وقدمت إسهاماً ودعماً ساعد المقاومة في إلحاق خسائر هائلة بالعدو الصهيوني ورفع كلفة العدوان، وهو ما أسهم ليس في رفع الروح المعنوية للمقاتلين وأبطال المقاومة وحسب، بل لكل الجماهير العربية على إمتداد الساحات.
لقد عاشت الأجيال السابقة بطولة ومأثر فراس العجلوني وخالد اكر، وها هي اليوم تشاهدها رأي العين، ليصيح اليمن وشعبه وأرضه ومياهه الإقليمية وصواريخه عنواناً للمقاومة والعزة والصمود، وكأننا جميعنا يمنيون من المحيط إلى الخليج.
سيطرة اليمن على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، هذا الممر المائي الدولي الحيوي وحجم الاستنفار الدولي من عدة جيوش لمواجهة هذه الخطوة الشجاعة؛ يؤكد أن لدينا قدرات وإمكانيات لو تم استثمارها بشكل مبدئي ومسؤول لما تجاوز هذا العدو وتمادى في عدوانه.
ألف تحية لليمن بحجم هذه الوقفة العظيمة والإسناد الدائم العملي والملموس لدعم المقاومة ومواجهة العدوان الصهيو_أمريكي والتصدي له.
_ في ظل التطورات والمتغيرات التي تشهدها المنطقة العربية والإسلامية.. أي أهمية إستراتيجية لصمود وثبات معادلة المقاومة في وجه المشاريع والتهديدات والضغوط الأمريكية الصهيونية التي تهدد جميع دول وشعوب المنطقة؟ وماذا تقولون في هذا السياق على ضوء انعاكسات معركة طوفان الأقصى؟
بالتأكيد أن المقاومة فكرة، والفكرة لا تنتهي ربما مرت على المنطقة موجات غزو واحتلال، وعبر التاريخ كانت أكثر وحشية مما نراه اليوم، ولكن الشعوب لم تستكن، بل بالعكس قاومت هذه الغزوات وحررت أراضيها ليعود وجه الأرض حراً ناصعاً بأبنائه وأهله الشرعيين، وما حدث سواء في غزة أو جنوب لبنان أو على أرض اليمن من إسناد وتضحيات دليل وملهم أن جذوة المقاومة لا تنطفئ، وأن الشعوب لن تستكين.
ونحن الأردنيون على وجه التحديد ومنذ فجر التاريخ، كنا في حالة صراع دائم مع موجات الغزو، ومنذ القرن التاسع قبل الميلاد لا زلنا نستذكر الملك المؤابي ميشع بطل أول معركة ضد اليهود في التاريخ، وكان الملك ميشع (ملك مملكة مؤآب العربي الأردني) حيث كان العبرانيون يعتدون على الأردنيين (المؤآبيين) ويستغلون كرمهم، ويسلبون ثمارهم وأغنامهم وخاصة الخراف الذكور وتكررت اعتداءات وظلم اليهود العبرانيين للمؤابيين لدرجة لا يمكن تحمله، فتجاوز اليهود العبرانيين العهود بأفعالهم المتمادية، فقتلوا وسفكوا الدماء، وسرقوا الخراف، ونهبوا الثمر والقمح، وكانت مملكته تدار من مكان قلعة الكرك حاليا معتليا الجبال، وقد طلب من شعبه طهي اللحم باللبن في يوم معين ليتأكد له أن شعبه العارف بالتعاليم اليهودية معاديا لليهود ومخالفا لعقيدته.
ويوم أخبرته عيونه أن الشعب كله في المملكة الواقعة مابين النهر (نهر الزرقاء امتداد نهر أرنون (الموجب حاليا) إمتداداً إلى ما بعد منطقة معان لتصل الحجاز وغربي النهر وشرقيه ) قد طهو اللحم باللبن فقد أيقن الملك ميشع المؤابي (العربي)، أنه حان نسف كل العهود مع اليهود العبرانيين الذين غدروه وخالفوا كل عهودهم معه، وبذلك سميت هذه الأكلة بالمنسف لأنها نسفت العهود مع اليهود العبرانيين فأعلن الملك ميشع الحرب على اليهود وانتصر عليهم وهزمهم شر هزيمة، ثأرا للغدر ، وقد قتل في هذه المعركة الشباب المؤابيين الذين استرجعوا كرامتهم وكان منهم شهيد الوطن ابن الملك ميشع حيث مات ابن الملك ميشع على آسوار الكرك (مؤاب أنذاك ) بعد معركة طاحنة تكللت بالنصر للمؤابيين، وكان أول انتصار للعرب على العبرانيين اليهود.