
عمر العامري - أديب وشاعر يمني
لا كهاوٍ يُغازلُ الشعرَ بل كمجاهدٍ أشهرَ الحرفَ سيفاً والقصيدةَ تٌرساً من صفيحِ الوعي والتاريخِ والوجع، يطّلُ الشاعرُ والأديبُ والمُترجمُ اليمني "عمر العامري" بقصيدةٍ جديدةٍ براقةٍ تفيضُ شعراً ووعياً ومسؤوليةً في زمنِ الارتخاءِ العربي المُخزي مؤكّداً أنَّ اللغةَ خندقُ مواجهةٍ متقدمٌ في وجهِ العدوِ الغاصب.
في قصديتهِ الجديدةِ "فلَسطيـنُ حـرَّة" وبوعي لا يُهادن يمتشقُ "العامري" اللغةَ سيفاً عارجاً بها في فضاءاتِ "أدب المقاومة" نُصرةً لمظلوميةِ الأزمانِ وضميرِ الإنسانيةِ "فلسطين".
"فلَسطيـنُ حـرَّة"- نص القصيدة:
فِـ ـداءً لَكِ القُـ ـدسُ ولاغـيرَهَا نَفـ ـدِي
وحقٌّ علينا النَّصــرُ من سَابِقِ العَهٔــدِ
على تلّةِ الزيتونِ تَعدُو خُيـولُنَا
وسَـ ـلَّ صــلاحُ الدينِ سيــفًا مِنَ الغِمـ ـدِ
ولِلمَســجِــد الأقـ ـصَى مفاتيحُ ضُيِّعَـتْ
بِغَيرِ يَدِ الفَــاروقِ أرخَتْ لَهَا الأيْدِي
وكيفَ لَنَا أيْدٍ تطولُ على الوَغَــى
وكلُّ بِلادِ العُــرْبِ أسرَى بِلا قَيْـدِ
أَلَا يَا صَـ ـلاحَ الديـنِ عُـذرًا فإنّنا
قليلون بالأقوى كثيرون بالعَـدِّ
وذِي أمَّةُ المِـ ـليَارِ بالــ ـذُّلِّ تَرتَدِي
تُنادِي لِمَن يَأتي لنُـ ـصرَتِها يُسدِي
وَلَكِنّ جُــندَ الله في غــ ـزَّةِ الفِـدَى
شَكِيمَتُهُم في الحَـ ـربِ أُسْدٌ على أُسْدِ
بِهِم تُرفَعُ الرَّأسُ التي طَــالَ حَنْيُـ ـها
سَنَا بَرقِهِم يَعلُو ويَقْصِفُ بِالرَّعدِ
وتَجــفـلُ أذنَـ ـابُ الـ يَـ هــ و دِ إذا رَأتْ
رَصَـ ـاصَــاتِ أبطَالِ الوَغَـ ـى مِنهُمُ تُـ ـرْدِي
بُطُـ ـولَاتُهم مَـدٌّ وجَزرٌ على العِـ ـدَى
فيا لَهُ مِنْ جَـزرٍ ويَا لَهُ مِنْ مَــدِّ !
فـ لسطـ ينُ تَجْرِي في دِمَـ ـاهُم وإنّها
لَوَلّادَةُ الأحـ ـرَارِ كلٌّ لَهَـا يَفـدِي
ترَاهُم خِـ ـفِافًا إلى الله سَـ ـارَعُوا
نفـ ـورًا إلَى الهَيجَـ ـاءِ بالحَرِّ والبَرْدِ
وأرواحُـ ـهُم طُهرٌ من الـ ـذلِّ والخَـ ـنَا
وصَيحَـ ـاتُهم بالحقِّ تخـ ـتالُ بالزَّندِ
زَمَـ ـانٌ بِهِ الأحْـ ـرَارُ قَلُّوا وحُـ ـورِبُوا
وَلَكنْ دَمُ الأحـ ـرارِ يَعلو بِلا نِـدِّ
وغــ ـزّةُ لِلأحـ ـرَا رِ مَـأوَى ومـلجَـأٌ
إذا شِئتَ فاغْدُو في أواصِرِهَا جُـ ـنـدِي
وغـ ــزَّةُ حِصْنُ المســلمينَ وعِـزَّةٌ
فلا تَأمَـ ـلوا مِنْهَا خُضُـ ـوعًا بِلا رَدِّ
وفِيهَا عُـلُو جُ الغَـربِ مَنَّوا نُفُوسَـهُم
ومَا نَحنُ نُعطِي الأمـانِي ولانُهـدِي
فَإِنْ شَــاءَتْ الأَقْــدَارُ تَبْقَــى بِلادَنَا
وَإنْ لَمْ تَشَأْ شِـئْنَا وَمَا لَكَ مِنْ بُـدِّ