أبريل 19, 2025 - 18:27
هل تتمكن فرنسا والجزائر من إصلاح العلاقات بينهما ؟

عرب جورنال/ عبدالله مطهر
 
قال موقع ”ميدل إيست آي“ البريطاني إن العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا والجزائر شهدت توترا وسط صراع على الهوية والنفوذ والروايات التاريخية... وتأتي الأزمة الحالية، إثر اعتقال مسؤول قنصلي جزائري في فرنسا.

وأكد الموقع أن المسؤول القنصلي كان من بين ثلاثة مواطنين جزائريين وجهت إليهم النيابة العامة الفرنسية اتهامات بشأن اختطاف أمير بوخرص ، وهو منتقد للحكومة الجزائرية يقيم في باريس، في عام 2024..وردا على ذلك،  طردت الجزائر 12 موظفا دبلوماسيا فرنسيا هذا الشهر، مما دفع  فرنسا إلى طرد 12 مسؤولا جزائريا في خطوة مماثلة، كما استدعت  سفيرها في الجزائر .

وذكر الموقع أن في عام 2021، تصاعدت حدة التوترات عندما  شكك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وجود  دولة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، واتهم النظام الجزائري باستغلال الذاكرة التاريخية لتحقيق مكاسب سياسية.. ومع ذلك ردّت الجزائر  باستدعاء سفيرها ومنع الطائرات العسكرية الفرنسية  مؤقتًا  من استخدام مجالها الجوي.

وتابع الموقع أن المشهد الجيوسياسي زاد من توتر العلاقات..وقد اعتبرت الجزائر تأييد فرنسا لخطة الحكم الذاتي المغربي للصحراء الغربية العام الماضي خيانةً، نظرًا لدعمها لجبهة البوليساريو..كان هذا التحول في  السياسة الفرنسية  موضع خلاف، مما أدى إلى تراجع التجارة والتعاون بين البلدين.. إضافةً إلى ذلك،  أدانت الجزائر المناورات العسكرية المشتركة بين فرنسا والمغرب قرب الحدود الجزائرية، ووصفتها بأنها " استفزاز ".

وأورد أنه غالبًا ما تُشكّل الاعتبارات السياسية الداخلية في كلا البلدين مواقف السياسة الخارجية.. ففي فرنسا،  يستغلّ السياسيون من مختلف الأطياف السياسية  قضية الجزائر والهجرة لإثارة المشاعر القومية.. أما في الجزائر، فيُسهم انتقاد فرنسا أيضًا في تعزيز  المكانة القومية ، وصرف الانتباه عن التحديات الداخلية، كالركود السياسي والاقتصادي.

الموقع كشف أنه ما يزيد الأمور تعقيدا أن فرنسا هددت بمراجعة اتفاقية الهجرة التي أبرمتها مع الجزائر عام 1968، والتي سهلت توطين الجزائريين في فرنسا، وسط نزاع حول رفض الجزائر استعادة المواطنين المرحلين..كما أثارت العلاقات المتنامية بين الجزائر وقوى مثل روسيا والصين وتركيا قلق باريس ، في حين أن التنافس بين الجزائر والمغرب الحليف الوثيق لفرنسا يخلق توترات إضافية.

وفي قطاع الطاقة، تُعدّ الجزائر موردًا رئيسيًا للغاز إلى أوروبا، وقد سعت إلى الاستفادة من جهود القارة لتنويع مصادر الطاقة في ظل الأزمة الأوكرانية .. وقد يتعارض طموح فرنسا في أن تكون مركزًا للطاقة في البحر الأبيض المتوسط ​​مع دبلوماسية الجزائر في مجال الطاقة.

في قطاع الدفاع، نوّعت الجزائر مشترياتها من الأسلحة بعيدًا عن فرنسا، مفضلةً الموردين الروس والصينيين.. كما تتجلى الخلافات الاقتصادية في اتفاقيات التجارة وسياسات الاستثمار، حيث تبنت الجزائر  موقفًا أكثر حمائية  في السنوات الأخيرة.