أبريل 17, 2025 - 21:01
أبريل 18, 2025 - 06:59
رئيس حزب الوفاء اللبناني لـ(عرب جورنال): اليمن رفضَ عروض أمريكية مغرية واستمسك بدعم غزة والثبات اليمني في قرار الإسناد أفشل العدوان الأمريكي

في حوار خاص تستضيف "عرب جورنال" رئيس حزب الوفاء اللبناني، د. أحمد علوان، لمناقشة أبرز التطورات التي تشهدها المنطقة العربية والإسلامية وعلى رأسها استمرار العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومخاطر استمرار الصمت العربي والإسلامي تجاه هذا العدوان على أمن واستقرار المنطقة بشكل عام. كما يناقش الحوار دوافع وتداعيات الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وما إذا كان في سياق التمهيد لاستئناف العدوان على لبنان. ويتطرق الحوار إلى تطورات الأوضاع في سوريا وتأثيراتها المباشرة  على الداخل اللبناني. كذلك يتطرق الحوار إلى مواصلة القوات المسلحة اليمنية عملياتها العسكرية المساندة لغزة وانعكاساتها العميقة والإستراتيجية على وضع الكيان الصهيوني من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى. 

عرب جورنال/ حوار / حلمي الكمالي 

الرجال الأسود في اليمن يفعلون ما يقولون وينفذون عملياتهم في الميدان دعماً لغزة رغم أنف العدوان الأمريكي الصهيوني الغربي، حيث يقفون وقفة رجل واحد في وجه هذه الغطرسة، ويتحدون كل هذه القوى من أجل قضية العرب والمسلمين 

اليمنيون هم الرجال الأوفياء الصادقين الذين يحتذى بهم، وقد عرضت أمريكا على اليمن أن يأخذ ما يريد من مال وجاه ليترك غزة، لكنه رفض وبقي على مبادئه في مساندة غزة

الصمود والثبات اليمني في قرار مساندة غزة، هو الذي أفشل العدوان الأمريكي، ولأن اليمن كان يداً وقوةً واحدة وعلى كلمة واحدة، وأظهر اليمنيون للعدو الأمريكي الصهيوني أنهم قوة لا تتنازل ولا تبيع ولا تساوم على مبادئ قد ساوم وباع قبلهم بعض العرب، وهذا الذي يخيف الغرب والأمريكان 

صمود اليمن مع فلسطين، يعني صمود اليمن للأمة العربية، ويجب على الدول العربية أن تفخر باليمن وبرجالها لحمايتهم الأمة وليس فقط فلسطين، واليوم أصبح الغرب والأمريكان يعرفون أن في هذه الأمة رجال يقفون في وجههم

الدعم والإسناد اليمني فرضَ معادلة ردع عسكرية في وجه أمريكا والصهاينة، وهذا الذي ثبّت وأنعش هذا الموقف اليمني وأعطاه قوة معنوية كبيرة في دعم وإسناد فلسطين

الصمت العربي يشجع الكيان الصهيوني على الاستمرار في إبادة وتهجير الشعب الفلسطيني واغتصاب الأراضي الفلسطينية، وما يحدث من عدوان وجرائم في غزة قد ينتقل لمختلف العواصم العربية 

ننصح بالالتفاف حول المقاومة واستمرار وتوسيع التظاهرات الشعبية للضغط على الأنظمة والحكومات للضغط بدورها باتجاه وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة

المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران تعد تراجعاً أمريكياً، خاصةً بعد تهديداتها بالحرب على الجمهورية الإسلامية 

العدو الإسرائيلي يريد الحرب ولا يريد السلام، واستمرار الخروقات الإسرائيلية التي تحصل ضد لبنان تحت مرأى العالم وسكوته؛ قد يؤدي إلى إعادة الحرب

الصهيوني يريد المنطقة مضطربة ومنشغلة بضرب بعضها، وأن تذهب إلى الحضيض، لبيقى هو مسيطر، وكل ما يحدث هو في سياق مخطط صهيوني أمريكي لتنفيذ مرادهم وأطماعهم التوسعية في المنطقة ليقضموا أكثر من الأراضي العربية 

محور المقاومة ما زال متماسكاً، ولم ينفرط عقده، والمشروع الأمريكي طال تنفيذه في المنطقة، لأنه يواجه هذه المقاومة، ونحن نعول على الصبر والصمود، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة

_ برأيكم أي مخاطر لاستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة في ظل استمرار الصمت العربي الإسلامي المخزي؟ ولماذا نقول إن ما يجري من جرائم صهيونية بشعة وإبادة جماعية في قطاع غزة قد ينتقل إلى مختلف العواصم العربية وعلى رأسها المحيطة بفلسطين؟ وما هي رسالتكم ونصائحكم في هذا الصدد للأمة العربية والإسلامية شعوباً وأنظمة؟ وأي أهمية لتوسيع نطاق التظاهرات الشعبية كوسيلة من وسائل الضغط على الحكومات لتفعيل دورها للضغط على الاحتلال الإسرائيلي؟

هناك مخاطر كثيرة باستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، أولا استمرار إبادة وتهجير الشعب الفلسطيني واغتصاب الأراضي الفلسطينية، وإمعان العدو الصهيوني في هذا العمل في ظل الصمت العربي، كأنه يعطيه كما يقولون، شرعية للاستمرار في هذا العمل، وحجة الإسرائيليين المستوطنين واليهود أن الفلسطينيين هم المعتدون علينا. أمّا لماذا نقول إن ما يجري من جرائم صهيونية بشعة وإبادة جماعية في قطاع غزة قد ينتقل لمختلف العواصم العربية؟ أولاً هذا الكلام أكيد، لأنه حين ينتهون من غزة سينتقلون إلى الضفة ومنها إلى سيناء إلى النقب، وهذا في عقيدتهم وتاريخهم ومنهجهم العسكري والسياسي، هذا ما يضمرونه في صدورهم ضد أهلنا وضد المسلمين، والقضاء على جميع المسلمين وأخذ أرضهم وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وهذا ما نشهده الآن فيما يفعلونه في سوريا، فقد أخذوا مساحة في سوريا أكبر من مساحة غزة، وكما تعرفون لو كان بإمكانهم أخذ لبنان سيأخذوه، لكن المقاومة في لبنان منعتهم أن يأخذوا جزءاً منه.

نصيحتي، هي يجب على العرب والمسلمين أن يتكاتفوا وأن يقووا مصادر القوة، وتكمن في المقاومة والالتفاف حولها، أي أن يجتمعوا على كلمة سواء؛ كلمة المقاومة، لأنه مع هذا العدو لا سبيل إلا السلاح والحرب، وأرضنا لن نأخذها إلا بالدم والقوة ولن يعطينا إياها على طبق من فضة وورود.

بالطبع أنا مع توسع التظاهرات المساندة لغزة في كل البلدان، وقد شاهدنا حتى في أمريكا وكندا والبرازيل، وشهدنا أن التظاهرات قد تأتي بنتيجة وتشكل ضغوطات على الحكومات في بلدانها، والضغط بالتالي سيكون على الكيان الإسرائيلي، فالمظاهرات تأتي من بلاد تدعي الحرية والعدالة بالتالي ستأتي بثمارها. 

_ بماذا تصفون العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة والمستمرة رغم استمرار العدوان الأمريكي على اليمن؟ وما تعليقكم على فشل هذا العدوان في ثني اليمن عن دعم غزة، واضطرار واشنطن لإرسال حاملة طائرات ثانية إلى المنطقة لمواجهة الهجمات اليمنية على الأراضي الفلسطينية المحتلة والحصار البحري المفروض على الملاحة الصهيونية؟ وماذا يعني لكم الدعم والإسناد الذي يقدمه اليمن لقضية الأمة العربية والإسلامية بشكل عام؟ وما الذي غيره هذا الدعم في معادلات الردع العسكرية على الساحة الإقليمية والدولية من جهة، وفي إطار الصراع العربي الصهيوني من جهة أخرى؟

الرجال الأسود في اليمن يفعلون ما يقولون وينفذون عملياتهم في الميدان دعماً لغزة رغم أنف العدوان الأمريكي الصهيوني الغربي، يقفون وقفة رجل واحد في وجه هذه الغطرسة، يتحدون كل هذه القوى من أجل قضية العرب والمسلمين، ويدفعون ثمناً غالياً مساندةً لغزة، فقد كلف هذا الدعم اليمن الكثير، ورغم ذلك اليمن صامد بوجه هذا العدوان الصهيوني.

لقد عرضت أمريكا على اليمن أن يأخذ ما يريد من مال وجاه ليترك غزة، لكنه رفض وبقي على مبادئه في مساندة غزة، هؤلاء اليمنيين هم الرجال الأوفياء الصادقين الذين يحتذى بهم.

نعم العدوان الأمريكي على اليمن فشل، لأن اليمن كان يداً وقوةً واحدة وعلى كلمة واحدة، وأظهر اليمنيون للعدو الأمريكي الصهيوني أنهم قوة لا تتنازل ولا تبيع ولا تساوم على مبادئ قد ساوم وباع قبلهم بعض العرب.

لذلك هم ثبتوا على مبادئهم، وهذا الذي يخيف الغرب والأمريكان، وهذا الصمود والثبات اليمني في قرار مساندة غزة، هو الذي أفشل العدوان.

لقد أرسل الأمريكيين حاملات الطائرات، ولكن اليمن بقي على كلمته وقصف حاملات الطائرات.

اليوم يتحمل اليمن الكثير من أجل غزة، لكنه بصموده ضد هذا العدوان يظهر عجز الغرب والأمريكان في تقدمهم بشيء كبير ضد اليمن، لأنهم يعرفونهم الآن وجربوا أنهم رجال صامدون وبصدق مع قضية فلسطين.

صمود اليمن لفلسطين يعني صمود اليمن للأمة العربية، ويجب على الدول العربية أن تفخر باليمن وبرجالها لحماية الأمة وليس فقط فلسطين، الآن أصبح الغرب والأمريكان يعرفون أن في هذه الأمة رجال.

هذا الدعم والإسناد اليمني فرض معادلة ردع عسكرية في وجه أمريكا والصهاينة، وهذا الذي ثبّت وأنعش هذا الموقف اليمني وأعطاه قوة معنوية كبيرة في دعم وإسناد فلسطين. 

_ ما تعليقكم على المفاوضات الجديدة بين طهران وواشنطن والتي احتضنتها العاصمة العمانية مسقط؟ وهل تعتقدون أن ترامب أبدى تراجعاً في التعامل مع الجمهورية الإسلامية مع طرقه أبواب الحوار معها بعد سلسلة من التهديدات الكلامية، بمعنى أن واشنطن تدرك أنها غير قادرة على خوض أي تصعيد عسكري مباشر ضد طهران؟ وهل تتوقعون نجاح هذه المفاوضات بعد انتهاء الجولة الأولى منها وتأكيد الطرفين على أنها كانت جيدة؟ وهل تعتقدون أن الكيان الصهيوني قد يذهب لإفشال هذه المفاوضات بدافع الهروب من الفشل في غزة إلى التصعيد في الإقليم؟ 

بالنسبة للمفاوضات الإيرانية الأمريكية، فقد كنت أبديت رأيي فيها قبل أن تعقد، وقد توقعت حدوثها.

لا شك أن المفاوضات هي لصالح الطرفين، لكن بالنسبة لأمريكا التي تريد السيطرة على إيران، فالمفاوضات الجارية تعد تراجعاً لها، خاصةً بعد تهديداتها بالحرب على الجمهورية الإسلامية.

وكما نعرف أن ترامب تاجر ويفكر في الدرجة الأولى بالاقتصاد فإذا قصف إيران، إيران لديها محور يتحرك مثل الصين، والبلاد المجاورة، ويمكن أن يتطور الأمر إلى حرب عالمية، وسيقع الاقتصاد الأمريكي.

أما بالنسبة للنووي، فالإمام الخمينائي لديه فتوى بخصوص استخدام النووي والتي تنوه على عدم استخدامه كسلاح.

أمريكا لديها مصالح في دخولها السوق الإيراني، وبإبعاد إيران عن الصين وروسيا، وليس لديها مصالح في الحرب معهم، لذلك تراجع ترامب عن الضرب العسكري.

أنا أتأمل أن يكون هناك نجاح في هذه المفاوضات، لكنه لم يتبين بعد إلى الآن أن هناك تحرك أمريكي لشن ضربة على إيران. وأعتقد أن أي صفقة ستحسن وتقوي الاقتصاد الأمريكي أكثر ، أما الحرب مع إيران ستكون مكلفة.

أما بالنسبة لمحاولات الكيان الصهيوني لإفشال هذه المفاوضات فقد يكون غير وارد، فعندما ذهب نتنياهو إلى أمريكا عاد خالِ اليدين وليس لديه قرار للحرب على إيران، أو حتى مواجهة تركيا في سوريا.

لذلك أعتقد أن ترامب سيذهب للمفاوضات مع إيران، وسيبحث عن زوايا لتحسين وضعه على طاولة المفاوضات وخاصةً فيما يتعلق بالاقتصاد. 

_ في ظل استمرار خروقات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان.. ما تعليقكم؟ وكيف تتعامل الدولة اللبنانية والمقاومة في لبنان مع هذه الخروقات؟ وهل تعتقدون أن الكيان الصهيوني يمهد من خلال هذه الخروقات المستمرة لاستئناف عدوانه على لبنان على غرار غزة؟ وما رأيكم بطبيعة الأوضاع السياسة التي تشهدها لبنان خلال الآونة الأخيرة ؟ وإلى أين تتجه البلاد على ضوء مستجدات المرحلة القائمة التي تشهدها المنطقة في خضم معركة طوفان الأقصى؟ 

استمرار الخروقات الإسرائيلية التي تحصل ضد لبنان تحت مرأى العالم وسكوته؛ قد يؤدي إلى إعادة الحرب، وهنا يجب تفاعل القوى المقاومة في لبنان وشد أزرها لإعادة صيغة التكلم بالنار ومواجهة هذه الخروقات.

الدولة اللبنانية جربت كل الطرق الدبلوماسية، لكن ما زالت الخروقات والحرب والدمار الإسرائيلي على جنوب لبنان مستمر.

لذلك، أظن أن استمرار الخروقات قد يدفع لإعادة الحرب على لبنان، لأن العدو لن يقبل بهدوء في جنوب لبنان، لطالما يرى بنفسه أنه القوي ولا يزال متعطشاً للحرب والدمار والعنجهية، وأظنه يحاول إعادة الكَرة مرة ثانية.

الأوضاع السياسية في لبنان ما بين شد الحبال، وهناك أناس يتكلمون بلسان الصهاينة، لكن ما زالت المقاومة قوية في لبنان وما زالت الكلمة للمقاومة، يطالبونها اليوم بنزع السلاح وهذا لن يحصل ولن نسلم السلاح.

استمرار العدوان على غزة وعلى لبنان قد يؤدي إلى تفعيل الحرب وازدياد في وتيرة العدوان، وأن يدفع بالمقاومة لإعادة المبادرة.

هذا العدو يريد الحرب ولا يريد السلام، لطالما كان الغرب والأمريكان في صفه ويمدونه بالسلاح والمال، لذلك هو مستمر في عدوانه وهذه هي خطتهم، خطتهم كبيرة يريدون تقوية الضربات وتثقيل العيار ليصلوا في الأخير إلى مرحلة التطبيع والسلام.

وقد رأينا أمريكا تتحرك في زيادة الضغط على لبنان وهذه التحركات هي لصالح الإسرائيلي.

_ تشهد سوريا خلال الآونة الأخيرة توترات وأحداث متزاحمة في ظل اشتباكات أهلية وقصف على القرى اللبنانية من الجانب السوري، وذلك بالتزامن مع التوغل والعدوان الإسرائيلي في العمق الإسرائيلي.. ما الذي يجري بالضبط في سوريا؟ ولمصلحة من يحدث كل ذلك؟ وما علاقة كل ما يحدث بالأطماع التوسعية للكيان الصهيوني والمشروع الأمريكي الجديد الذي يستهدف المنطقة؟ وأي تأثيرات وتداعيات مباشرة لما يجري اليوم في الداخل السوري على لبنان؟ 

يسعى الأمريكي والإسرائيلي لإحداث صدام بين سوريا ولبنان، والإسرائيلي اليوم يقضم أراضٍ في سوريا والكل يتفرج.

سوريا ليست بخير سوريا الآن في خطر، وقد تذهب إلى التقسيم، وقد تتدحرج الكرة إلى فرط عقد سوريا، فأين حاكم سوريا مما يحدث؟!

هناك عدة مناطق في سوريا ليست تحت السيطرة السورية ،ويوجد مشاكل فيها وتسفك الدماء، وبعض الفصائل ما زالت متناحرة وليسوا على توافق. وحاكم سوريا ماذا يحكم اليوم ؟! يحكم فقط الشام "دمشق"!.

وكل هذا يحدث لمصلحة الصهيوني، الذي يريد المنطقة مضطربة ومنشغلة بضرب بعضها، وأن تذهب إلى الحضيض، لبيقى هو مسيطر.

كل الذي يحدث هو مخطط له من قِبل الكيان الصهيوني لتنفيذ مرادهم وأطماعهم التوسعية في المنطقة ليقضموا أكثر من الأراضي العربية، هم في سوريا الآن يأخذون منها على مهلهم والكل يرى ولا يتكلم.

هذا مشروع أمريكي وكما تعرفون أن المشروع الأمريكي الجديد، هو تهجير غزة وأن يأخذ الصهيوني جزء من سوريا، وأن يبقى لبنان مضطرباً، وأن يأخذ جنوب لبنان، لكن الأخيرة مستحيلة، لأننا في لبنان لدينا مقاومة شديدة وقوية، وأيضاً أن يهجر جزءاً من الفلسطينيين إلى النقب وجزءاً إلى سيناء، فهذا مشروعه لكن هل يستطيع تنفيذه أو لا، هذا ما ستخبرنا به الأيام القادمة. 

نحن نلاحظ أن محور المقاومة ما زال متماسكاً إلى الآن، لم ينفرط عقده بعد ، لذلك المشروع الأمريكي طال تنفيذه بالمنطقة، لأنه يواجه هذه المقاومة، ونحن نعول على الصبر والصمود.

لا شك أن هذه التداعيات والتأثيرات التي يمارسها الصهيوني من ضغوط عسكرية وسياسية واقتصادية على المنطقة، يؤثر على الداخل السوري، الشعب السوري الآن ازداد فقراً بسبب الحصار والضغط، وخاصةً أن أراضيه أيضاً تسلب منه وهو صامت، والرئيس المدعو الشرع الآن لا يحرك ساكناً.

بالنسبة لتداعيات ما يجري في سوريا على لبنان، فلصبر حدود، فإن تحركت المقاومة ستتغير المعادلة، لأن العدو لا يفهم إلا لغة المقاومة وبالمقاومة نتحدث، ما إن تتحرك لغة الرصاص تتغير المبادرات والأحوال.

العدو هو من طلب الهدنة أثناء الحرب وأرسل مندوباً أمريكياً إلى لبنان ليطلب الهدنة، الآن هل يستطيع أن يعاود الكرة مرة أخرى والضغط علينا ؟ هل لديه القدرة على التحرك كما كان ؟ 

أنا في شك في ذلك، لأن المقاومة ستتحرك هذه المرة وسترد الصاع صاعين، المقاومة تتجهز وتنتظر أي شيء من هذا العدو.

يقيناً هذا العدو لا يريد بنا خيراً ومتربص بنا وبأمتنا، لذلك نحن دائماً على أهبة الاستعداد لمواجهة هذا العدو من اليمن إلى سوريا إلى لبنان إلى إيران والعراق. 

صحيح هو بالتأكيد يسبقنا بعدة مراحل من ناحية التكنولوجيا، لكن على الأرض أثبتنا نحن في لبنان أن خمس فرق ما استطاعت دخول الجنوب، وكما تعرفون أن هتلر دخل فرنسا بفرقتين فقط.

فنحن على استعداد إن عاود العدو الكرة، فنحن جاهزون للدفاع عن وطننا، أمتنا ، بيوتنا ، وأرضنا.

وبالطبع ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، هذه الأرض أرضنا وسندافع عنها لآخر نفس.