
عرب جورنال / زين العابدين عثمان -
في إطار الجولة الحالية من التصعيد والاسناد لغزة ومع تشديد كيان العدو الاسرائيلي والامريكي ضغوطه وجرائم الابادة التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بدأت القوات المسلحة اليمنية بإتخاذ موقف عملياتي جديد من حيث مستوى إستخدام القوة و زخم العمليات الهجومية لضرب أعماق كيان العدو الاسرائيلي . حيث تم زيادة استخدام وسائل القصف البعيدة المدى على رأسها صواريخ HIBERSONIC "فلسطين2 " وصواريخ ذو الفقار والتكنولوجيا الحديثة من الطائرات الانتحارية التي يمكنها جمعيا بلوغ مدايات إستراتيجية تفوق 2000كم وضرب أدق الاهداف في عمق كيان العدو سيما الاهداف ذات القيمة الحيوية العالية.
حيث نفذت بالامس القوات المسلحة اليمنية بعون الله تعالى احدى أقوى الضربات الصاروخية على عدة أهداف داخل أراضي فلسطين المحتلة تم خلالها أستهداف ولاول مرة قاعدة الصواريخ "سودت ميخا" في منطقة أسدود بصاروخ فلسطين2 وإستهداف مطار بن غوريون في يافا المحتلة بصاروخ ذو الفقار بالاضافة الى إستهداف موقع حيوي في منطقة عسقلان بطائرة مسيرة .
تقييم السلوك العام لهذا الضربات النوعية ومستوى أبعادها يوضح أن الصواريخ والمسيرات اليمنية مازالت تحتفظ بقدراتها الفعالة على التحليق لمسافات تصل 2500 كم واختراق حصون الانظمة الدفاعية لكيان العدو الاسرائيلي , كذلك هذه الضربات تؤكد ان القوات المسلحة اليمنية بعون الله تعالى بدأت تطبيق نمط اكثر صرامة في عمليات القصف أولا من ناحية إختيار نوعية الاهداف والتي تتدرج من الهامة الى الأكثر أهمية حيث بدا إدخال أهداف بالغة الحساسية منها قاعدة الصواريخ "سودت ميخا" في أسدود في العمق الاستراتيجي والتي تعتبر أكثر المناطق تحصينا باحدث النظم الدفاعية. ثانيا إعتماد قواتنا المسلحة لاستراتيجية القصف المتعدد بدلا من القصف الاحادي حيث يتم توجيه عدة ضربات على مجموعة اهداف في توقيت موحد وهو سيناريو يتطلب مستوى متقدم من الزخم و التنسيق العملاني بين الوحدات الضاربة في الصاروخية وسلاح الجو المسير .
أهمية قاعدة" سيدوت ميخا" تعود لكونها احدى قلاع تخزين واطلاق الصواريخ الباليستية لكيان العدو الاسرائيلي حيث تحتوي على صواريخ من نوع أريحا الباليستية بالاضافة الى بطاريات انظمة الدفاع الجوي حيتس 2 وحيتس 3 . لذلك عملية استهداف هذه القاعدة له اهمية خاصة من الناحية التقنية والعسكرية ويمثل ضربة مباشرة لاهم نقاط القوة التي يحتفظ بها كيان العدو في ترسانته كونها احد المراكز الرئيسية لتجميع وتخزين الصواريخ الباليستية التي يمتلكها هذا الكيان .
من الناحية الاخرى إستهداف مطار بن غوريون جانب اخر من الواقع العملياتي الذي تعتمده قواتنا المسلحة في هذه المرحلة حيث يتم التركيز على ضرب المنظومة الامنية لهذا المطار وحظر مختلف الرحلات الجوية فيه ,وقد بدأت العمليات الاخيرة بفضل الله تعالى تحقق تأثيرا مهما في ايقاف رحلاته اكثر من مرة خصوصا في خلال الضربة الصاروخية يوم امس التي شلت حركة المطار لمدة ساعة .
في الاخير نؤكد أن ذهاب القوات المسلحة اليمنية لتحويل نيران القصف باتجاه هذه القواعد والاهداف يشكل مستوى جديد من التأثير والضغط الاستراتيجي على كيان العدو فمع تصاعد الضربات سيكون هناك تاثير وخسائر مباشرة تصدم هذا الكيان دراماتيكيا ونذكر مسألة تعطل جاهزية قدراته الهجومية وبالتحديد سلاحة الصاروخي بالاضافة الى تعطل مطار بن غوريون وانهيار المنظومة الامنية أمام نشاط الرحلات والحركة التجارية. لذا لم يكن مستغرب أن تعيش قيادات هذا الكيان واقع من القلق والتخبط الشديد وان تستشعر امريكا ايضا تداعيات مثل هذه الضربات الصاروخية التي بدأت تدمر منظومة الامن القومي -الاستراتيجي لكيان العدو.