أبريل 13, 2025 - 17:09
غزة حقل موت مفتوح.. العالم يصمت على إبادة جماعية تستخدم التجويع كسلاح


ترجمة وتحرير / نسيم الفيل - عرب جورنال 

تعيش غزة اليوم واحدة من أحلك لحظات التاريخ المعاصر حيث تحولت إلى ما وصفته الصحفية أروى مهداوي في مقالها بصحيفة "أوبزيرفر" بأنه "حقل الموت" الذي يُستخدم فيه التجويع كسلاح لإبادة جماعية ممنهجة، في ظل تواطؤ وصمت عالمي يثير تساؤلات حول الإنسانية والمواقف الأخلاقية للمجتمع الدولي.

تشير مهداوي إلى أن ما يحدث في غزة ليس حربا بالمعنى التقليدي ولا دفاعا عن النفس بل عملية إبادة موصوفة، تؤكدها شهادات خبراء الإبادة ومنظمات دولية مثل أمنستي إنترناشونال التي توصلت إلى أن إسرائيل ترتكب جرائم إبادة بحق الفلسطينيين، رغم استمرار الدعم الغربي سواء بالتمويل أو بالصمت الإعلامي والتواطؤ السياسي.

ومنذ 18 شهرا تتوالى المجازر بحق المدنيين في غزة وتزداد الفظائع دون توقف من حرق صحفيين أحياء إلى تجمد الأطفال حتى الموت، ومن دفن المسعفين في مقابر جماعية إلى قتل الأطفال وهم نائمون، كل ذلك وسط محاولة شرسة لقمع الأصوات المتضامنة مع غزة في الدول الغربية، حيث أصبح الحديث عن حقوق الفلسطينيين جريمة قد تجر صاحبها إلى الاعتقال أو الترحيل.

وتشير التقارير إلى أن الاحتلال الاسرائيلي  استخدمت الجوع كسلاح حرب مباشر منذ بداية مارس حيث تم قطع الإمدادات الغذائية والطبية عن القطاع في محاولة لإجبار الفلسطينيين على شروط سياسية مجحفة، وذلك بالتزامن مع تدمير شبه كامل للبنية الزراعية إذ تفيد بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من 90% من الماشية قد نفقت وتضررت أكثر من 70% من الأراضي الزراعية بينما يستخدم الماء كسلاح من خلال تدمير محطات التحلية وقطع الكهرباء.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وصف الوضع في غزة بأنها "ساحة قتل" مؤكدا أن المدنيين يعيشون في حلقة موت مستمرة، فيما لا تجد تصريحات تحريضية مثل تلك التي أطلقها نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي نيسيم فاتوري طريقها إلى وسائل الإعلام الغربية إذ دعا إلى فصل الأطفال عن النساء وقتل البالغين في غزة، مع تهديد واضح بتكرار التجربة في مدن فلسطينية أخرى مثل جنين.

أما على الصعيد السياسي فيتضح من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هناك خطة واضحة للتهجير الجماعي للفلسطينيين وإعادة توطينهم في دول مثل السودان أو الصومال، وهي خطط نوقشت علنا مع الإدارة الأمريكية ضمن ما يسمى بخطة ترامب للهجرة الطوعية.

وعلى الرغم من أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرات اعتقال بحق قادة إسرائيليين مثل يوآف غالانت، بتهم جرائم حرب تشمل التجويع والقتل والاضطهاد، فإن بعض وسائل الإعلام الغربية تواصل تطبيع هؤلاء عبر استضافتهم في حوارات ودية تغفل جرائمهم، ما يجعل الموقف الإعلامي شريكا في هذه الإبادة بصيغة التعتيم والتجاهل.

وتختم مهداوي مقالها برسالة مؤثرة تعبر عن اليأس من صمت العالم ولكنها تؤكد أن رفع الصوت ومواصلة فضح الجرائم هو السلاح الوحيد المتبقي لدى الشعوب والأفراد، مشيرة إلى أن التاريخ سيسجل كل المواقف وأن اليوم الذي يصبح فيه قول الحقيقة آمنا سيكشف حجم التواطؤ والتجاهل الذي مورس ضد الفلسطينيين.