مارس 27, 2025 - 23:09
مارس 28, 2025 - 15:02
عضو المكتب السياسي للتيار الشعبي التونسي وليد العباسي لـ(عرب جورنال): اليمن اختار المقاومة وعدم الخنوع للهيمنة الصهيونية الأمريكية واستمرار الدعم اليمني لغزة يؤسس لمرحلة جديدة في مصلحة فلسطين والأمة

في حوار جديد تستضيف "عرب جورنال" عضو المكتب السياسي للتيار الشعبي التونسي، وليد العباسي، للحديث عن آخر تطورات العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة في جولته الثانية، وتداعيات هذا العدوان على أمن واستقرار المنطقة العربية والإسلامية والأفريقية. ويناقش الحوار عنهجية الإدارة الأمريكية وسياساتها الحمقاء والعدوانية التي تستهدف الجميع دون استثناء بما فيهم الحلفاء والوكلاء الإقليميين. كما يناقش الحوار ممارسات القمع والتعسف التي ترتكبها السلطات الأمريكية بحق الطلاب والنشطاء المتضامنين مع غزة، في محاولة فاشلة لإنقاذ السردية الإسرائيلية والأمريكية التي سقطت أمام مرأى ومسمع العالم أجمع. ويتطرق الحوار إلى أهمية استمرار العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة رغم العدوان الأمريكي.

عرب جورنال/ حوار/ حلمي الكمالي 

الموقف اليمني الداعم لغزة والمقاومة الفلسطينية؛هو تجسيد حقيقي لوحدة المصير بين قوى التحرر في المنطقة، وتأكيد على أن فلسطين ليست قضية تخص شعبها وحده، بل هي قضية كل أحرار الأمة 

صمود اليمن في وجه التحالفات والضغوط والعقوبات الغربية، وإصراره على استمرار عملياته العسكرية ضد الاحتلال حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، يعكس مستوىً عاليًا من الالتزام المبدئي الذي تفتقده الكثير من الأنظمة العربية

أثبت اليمن أن القضية الفلسطينية ليست مجرد شعار، بل التزام عملي يتجسد في مواقف واضحة وتضحيات ملموسة، فبعد أكثر من عام على بدء عمليات استهداف الملاحة الإسرائيلية، لم تنجح الضغوط الدولية في ثني اليمن عن موقفه 

الجبهة اليمنية أصبحت ركيزة أساسية في معادلة الردع الإستراتيجي ضد الكيان الصهيوني، وتؤكد أن المقاومة اليوم لم تعد محصورة داخل فلسطين، بل أصبحت تمتد عبر محور متكامل يمتلك إرادة المواجهة وكسر المعادلات 

استمرار الدعم اليمني لغزة يؤسس لمرحلة جديدة في الصراع، حيث تصبح معركة تحرير فلسطين مسؤولية محور متكامل، وليس مجرد معركة فلسطينية معزولة 

العدوان الأمريكي على اليمن، ليس مجرد رداً على العمليات اليمنية ضد الاحتلال وحسب، بل هو استمرار لسياسة أمريكية استعمارية تهدف إلى إخضاع أي دولة تخرج عن الهيمنة الغربية 

اليمن اختار المقاومة وعدم الخنوع للهيمنة الصهيو_أمريكية، بينما اختارت أنظمة عربية أخرى الخنوع والذل والتواطؤ، خاصة الأنظمة المطبعة، التي لم تجلب لها هذه السياسات سوى مزيد من التضييق والحصار والابتزاز الأمريكي الرخيص

استمرار العدوان الصهيوني على غزة في جولته الثانية يمثل تصعيدًا خطيرًا، يكشف الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني ككيان استيطاني عنصري 

سياسة التهجير القسري التي يعمل الاحتلال على تنفيذها ضد الشعب الفلسطيني، سواء عبر القتل والتدمير أو عبر الحصار والتجويع، تأتي اليوم في إطار مخطط ممنهج لضرب القضية الفلسطينية في عمقها الديمغرافي والجغرافي 

الموقف الشعبي التونسي كان وما يزال في طليعة الداعمين للقضية الفلسطينية، غير أن المواقف الرسمية، رغم إدانتها للعدوان، لا تزال دون المستوى المطلوب 

السياسات الأمريكية والإسرائيلية، وخاصة تحت إدارة ترامب، تشكل تهديدًا حقيقيًا لجميع الدول، بما في ذلك تلك التي كانت تعتبر حليفة لأمريكا على مدار عقود، لكنها بدل المواجهة اختارت التواطؤ والصمت 

أمريكا باستهدافها للطلاب والناشطين المتضامنين مع غزة، تفضح نفسها كداعم رئيسي للإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، وتُظهر أنها لا تلتزم بأي من القيم التي تدعي أنها تدافع عنها، لكن القمع والتضييق على المتضامنين مع غزة لن يؤدي إلا لزيادة فضح سياسات أمريكا و"إسرائيل"، وتوسيع دائرة التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية

_ أي تداعيات لاستمرار العدوان الصهيوني على غزة في جولته الثانية؟ وما موقفكم من المخططات الأمريكية الإسرائيلية لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني من قطاع غزة خاصةً بعد إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي إنشاء وكالة لتهجير  الفلسطينيين من غزة والمصادقة على الاعتراف بـ 13 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية؟ وإلى أي مدى يمكن تمرير هذه المخططاة على أرض الواقع؟ وأي تداعيات خطيرة لهذه المخططات على فلسطين كقضية ووجود وعلى أمن واستقرار المنطقة العربية والإسلامية؟ 

استمرار العدوان الصهيوني على غزة في جولته الثانية يمثل تصعيدًا خطيرًا، يكشف الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني ككيان استيطاني عنصري لا يرى في الشعب الفلسطيني سوى عقبة يجب إزالتها بأي وسيلة كانت. سياسة التهجير القسري التي يعمل الاحتلال على تنفيذها ضد الشعب الفلسطيني، سواء عبر القتل والتدمير أو عبر الحصار والتجويع، تأتي اليوم في إطار مخطط ممنهج لضرب القضية الفلسطينية في عمقها الديمغرافي والجغرافي. وهو ما يظهر جليًا من خلال إعلان حكومة الاحتلال إنشاء وكالة خاصة لتهجير الفلسطينيين من غزة، بالتوازي مع التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية عبر المصادقة على مستوطنات جديدة، في سعي واضح لحسم المعركة لصالح المشروع الصهيوني عبر خلق وقائع ديمغرافية وجغرافية جديدة، تهدف إلى تصفية الوجود الفلسطيني على أرضه.

لكن السؤال الجوهري الذي يجب طرحه هنا هو: إلى أي مدى يمكن تمرير مثل هذه المخططات على أرض الواقع؟ إن تجربة الصراع الممتدة منذ أكثر من سبعين عامًا أثبتت أن الشعب الفلسطيني عصي على الاقتلاع، وأن كل المحاولات السابقة لفرض التهجير القسري فشلت أمام إرادة الصمود والمقاومة. فلا في نكبة 1948 نجح الاحتلال في اقتلاع كل الفلسطينيين، ولا في نكسة 1967 استطاع أن ينهي وجودهم. بل على العكس من ذلك، فكل جولات العدوان كانت تدفع نحو مزيد من التمسك بالأرض، ومزيد من المقاومة.

وبالتالي، فإن الرهان على تهجير الفلسطينيين من غزة، رغم كل الظروف القاسية، يبقى رهانًا خاسرًا.

أما التداعيات على القضية الفلسطينية وعلى المنطقة ككل، فهي كارثية. إذ أن تمرير مخطط التهجير يعني ضرب جوهر القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني، وتحويلها إلى مجرد قضية إنسانية مرتبطة باللجوء والشتات، وهو ما يسعى إليه العدو الصهيوني بالتواطؤ مع القوى الغربية الداعمة له. وهو ما يجعل من واجب كل القوى القومية والوطنية في الوطن العربي والإسلامي أن تتحرك لمنع تنفيذ هذا المخطط، لأن نجاحه سيعني فتح الباب أمام موجات جديدة من التهجير في مناطق أخرى، كما أنه سيعزز هيمنة الكيان الصهيوني على المنطقة بأسرها على حساب الأمن القومي العربي.

إن المقاومة بكل أشكالها تبقى الخيار الوحيد لمواجهة هذه المخططات، فلا تحرير بدون مقاومة، ولا بقاء للحقوق بدون قوة تحميها. وما نشهده اليوم في غزة والضفة وكل فلسطين المحتلة من صمود أسطوري، هو رسالة واضحة بأن الشعب الفلسطيني لن يركع، ولن يغادر أرضه، مهما بلغت التضحيات.

_ ما تقييمكم للموقف الشعبي والرسمي في تونس مما يجري من عدوان صهيوني مدعوم أمريكياً وأوروبياً على قطاع غزة، وكذلك موقفكم في حزب التيار الشعبي من جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني؟ وهل تعتقدون أن ما يحدث في غزة والإعتداءات الإسرائيلية الأمريكية على المحيط العربي المقاوم قد يمتد آثاره إلى المحيط الأفريقي عموماً وتونس على وجه الخصوص؟ وما هي تصوراتكم لمواجهة المشاريع الصهيو_أمريكية على المستوى العربي والإسلامي؟ 

الموقف الشعبي التونسي كان وما يزال في طليعة الداعمين للقضية الفلسطينية، إذ تعكس المسيرات الحاشدة والمواقف الرافضة للتطبيع التزام التونسيين العميق بفلسطين كقضية مركزية للأمة. غير أن المواقف الرسمية، رغم إدانتها للعدوان، لا تزال دون المستوى المطلوب، حيث يجب أن تتجاوز التصريحات نحو قرارات جريئة، كإقرار قانون يجرم التطبيع، وفرض تضييق كامل على الشركات الداعمة للاحتلال، وسد الطريق أمام كل محاولات الاختراق الصهيوني. كما يجب دعم الجهود القانونية لمحاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب، باعتبار أن ما يجري في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل جريمة إبادة جماعية ممنهجة تستهدف اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه. إن هذه الجرائم تستوجب ردودًا عملية لا تقتصر على الإدانة، بل تشمل دعمًا فعليًا للمقاومة، التي أثبتت أنها الخيار الوحيد لمواجهة العدوان وإفشال مخططاته.

إن العدوان الصهيوني الأمريكي على فلسطين هو جزء من مشروع استعماري يستهدف المنطقة بأسرها، ولن تتوقف تداعياته عند حدود غزة، بل ستمتد لتشمل الدول العربية والإفريقية، ومنها تونس، التي تواجه بدورها محاولات لاختراقها عبر بوابة التطبيع والهيمنة الاقتصادية. لذلك، فإن التصدي لهذا المشروع يتطلب توحيد الجهود بين كل القوى الداعمة للمقاومة، وتعزيز التحالفات مع المحور المناهض للهيمنة الصهيو_أمريكية، ودعم حركات المقاومة في فلسطين والمنطقة بكل الوسائل المتاحة. فالمعركة اليوم ليست فقط من أجل فلسطين، بل هي معركة وجود ومصير للأمة بأكملها، ولا مجال فيها لأنصاف المواقف أو الحسابات الضيقة، بل يجب أن يكون خيار المواجهة الشاملة مع المشروع الصهيوني هو البوصلة التي تحدد توجهات المرحلة القادمة.

_ اليمن أعلن استئناف عملياته العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي وحصاره للملاحة الإسرائيلية حتى وقف العدوان وفتح معابر قطاع غزة وإدخال المساعدات، بعد عام ونيف من صمود اليمن كجبهة إسناد قوية لغزة، حيث واجه ويواجه التحالفات والتصنيفات والعقوبات والإعتداءات الأمريكية الغربية في سبيل الانتصار لمظلومية غزة والشعب الفلسطيني.. ما تعليقكم على هذا الإصرار اليمني على دعم غزة ؟ وما موقفكم كشعوب عربية ونخبة سياسية من العدوان الأمريكي على اليمن والذي يأتي رداً على القرار اليمني باستئناف العمليات العسكرية ضد الاحتلال إسناداً لغزة، حيث يواجه اليمن اليوم وحيداً عدواناً أمريكياً لأنه يدافع عن قضية العرب والمسلمين؟ وأي انعاكسات إيجابية لهذا الدعم اليمني ؟

الموقف اليمني في دعم غزة ومساندة المقاومة الفلسطينية؛ هو تجسيد حقيقي لوحدة المصير بين قوى التحرر في المنطقة، وهو تأكيد على أن فلسطين ليست قضية تخص شعبها وحده، بل هي قضية كل أحرار الأمة. إن صمود اليمن في وجه التحالفات والضغوط والعقوبات الغربية، وإصراره على استمرار عملياته العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، يعكس مستوىً عاليًا من الالتزام المبدئي الذي تفتقده الكثير من الأنظمة العربية.

اليمن اليوم يثبت أن القضية الفلسطينية ليست مجرد شعار، بل التزام عملي يتجسد في مواقف واضحة وتضحيات ملموسة. فبعد أكثر من عام على بدء عمليات استهداف الملاحة الإسرائيلية، لم تنجح الضغوط الدولية في ثني اليمن عن موقفه، وهو ما يؤكد أن هذه الجبهة أصبحت ركيزة أساسية في معادلة الردع الإستراتيجي ضد الكيان الصهيوني، ويؤكد أن المقاومة اليوم لم تعد محصورة داخل فلسطين، بل أصبحت تمتد عبر محور متكامل يمتلك إرادة المواجهة وكسر المعادلات.

أما بخصوص العدوان الأمريكي على اليمن، فهو ليس مجرد رد على العمليات اليمنية ضد الاحتلال، بل هو استمرار لسياسة أمريكية استعمارية تهدف إلى إخضاع أي دولة تخرج عن الهيمنة الغربية. اليمن اليوم يواجه هذا العدوان وحيدًا لأنه اختار أن يكون في الصفوف الأولى لمقاومة المشروع الصهيو_أمريكي، بينما اختارت أنظمة عربية أخرى الخنوع والذل والتواطؤ، خاصة أنظمة الخليج والأنظمة المطبعة، التي لم تجلب لها هذه السياسات سوى مزيد من التضييق والحصار والابتزاز الأمريكي الرخيص. لقد ثبت بالوقائع أن من يراهن على الرضوخ للإملاءات الصهيو_أمريكية لن يحصد سوى الإذلال ونهب الثروات، بينما من يختار المواجهة ويدافع عن قضايا أمته يصبح رقمًا صعبًا في معادلة القوة.

ومن هنا، فإن الشعوب العربية والنخب السياسية مطالبة باتخاذ مواقف واضحة تجاه ما يتعرض له اليمن، لأن المعركة ليست فقط يمنية، بل هي معركة كل الأمة. لا يمكن القبول بأن يبقى اليمن وحيدًا في مواجهة هذه الحرب الظالمة، خاصة وأن دعمه لغزة شكل نقطة تحول استراتيجية أثبتت أن الاحتلال ليس محصنًا، وأنه يمكن ضربه في أي نقطة من المنطقة.

إن استمرار هذا الدعم اليمني يؤسس لمرحلة جديدة في الصراع في مصلحة فلسطين والأمة ، حيث تصبح معركة تحرير فلسطين مسؤولية محور متكامل، وليس مجرد معركة فلسطينية معزولة.

_ من الواضح أن سياسة ترامب في المنطقة، والقائمة على الغطرسة، تشكل خطراً على الجميع حتى على الدول التي يتم وصفها بأنها دول حليفة للولايات المتحدة الأمريكية على مدى العقود الماضية.. لماذا لا تُحرك هذه الدول ساكناً تجاه عنهجية ترامب والمخططات الأمريكية الإسرائيلية التي تطالها بشكل مباشر؟ ومتى يمكن أن تدرك أن مصالحها وأمنها القومي باتت في خطر حقيقي بسبب هذا "الحليف" المتغطرس؟ ولماذا يفشل النظام الرسمي العربي في أن يبلور موقفا عربيا موحدا وفعليا ضد المخططات الأمريكية الإسرائيلية التي تتهدد جميع دول المنطقة؟ 

إن السياسات الأمريكية والإسرائيلية، وخاصة تحت إدارة ترامب، تشكل تهديدًا حقيقيًا لجميع الدول، بما في ذلك تلك التي كانت تعتبر حليفة لأمريكا على مدار عقود. ولكن ما يثير الاستغراب هو أن بعض الأنظمة العربية، بدلاً من أن تقف في وجه هذه السياسات الاستعمارية، اختارت التواطؤ والصمت على العدوان الإسرائيلي. بل إن هذه الأنظمة تواصل التماهي مع السياسة الأمريكية والصهيونية، مما يعزز من حالة التبعية والضعف في المنطقة. الموقف الرسمي العربي في هذا السياق يعكس حالة من التخاذل والخيانة تجاه قضايا الأمة الكبرى، وخاصة القضية الفلسطينية. إن السكوت عن الجرائم الإسرائيلية والمواقف اللامبالية تجاه المخططات الأمريكية والإسرائيلية يسهم في تدمير ما تبقى من استقرار في المنطقة، ويهدد بزعزعة الأمن القومي العربي.

أما في ما يتعلق ببعض الأنظمة الخليجية التي أصبحت الحليف الموضوعي للكيان الصهيوني، فإن موقفها بات أكثر خيانة لقضايا الأمة العربية والإسلامية. هذه الأنظمة لا تكتفي فقط بالتساهل مع الاحتلال الإسرائيلي، بل أصبحت تشارك في تنفيذ الأجندات الصهيونية عبر التطبيع الكامل، مما يعزز الهيمنة الإسرائيلية الأمريكية في المنطقة. ما هو أشد إيلامًا هو أن هذه الأنظمة لا تزال تظن أن تحالفاتها مع أمريكا وإسرائيل ستجلب لها الأمن والاستقرار، بينما في الواقع هي تفتح الباب أمام المزيد من التبعية والابتزاز الأمريكي، وتزيد من حالة التفكك والانقسام في العالم العربي. إن الموقف الرسمي العربي الذي يكتفي بالتنديد الشكلي دون اتخاذ خطوات عملية يعكس ضعفًا غير مبرر وغيابًا تامًا لإرادة سياسية حقيقية، مما يجعل هذه الأنظمة تشارك في تدمير القضية الفلسطينية والوجود العربي في المنطقة.

_ شنت السلطات الأمريكية خلال الأيام الماضية حملة اعتقالات وترحيل واسعة بحق الطلاب والناشطين المتضامنين مع غزة، وفصلهم من الجامعات الأمريكية.. ما تعليقكم وموقفكم من هذه الخطوة؟ وكيف تكشف هذه الإجراءات كذب الشعارات الأمريكية المتشدقة بحرية التعبير وحقوق الإنسان في وقت تمارس السلطات الأمريكية أبشع أنواع القمع بحق كل من يرفض الإبادة الجماعية التي يشنّها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني؟ وهل تعتقدون أن استهداف المتضامنين مع غزة هي محاولة فاشلة لإنقاذ السردية الإسرائيلية والأمريكية التي سقطت أمام مرأى ومسمع العالم أجمع.

ما قامت به السلطات الأمريكية من حملة اعتقالات وترحيل بحق الطلاب والناشطين المتضامنين مع غزة وفصلهم من الجامعات يكشف عن وجه أمريكا الحقيقي: دولة تتاجر بحرية التعبير وحقوق الإنسان في الظاهر، بينما تمارس أبشع أنواع القمع بحق أي شخص يرفض دعمها لجرائم الاحتلال الإسرائيلي. هذه الإجراءات تكشف زيف الشعارات الأمريكية التي تدعي أنها حامية للحقوق والحريات، بينما هي في الواقع لا تتردد في سحق أي صوت يعارض إرهابها ودعمها للممارسات الوحشية ضد الشعب الفلسطيني. أمريكا، بتصرفاتها هذه، تفضح نفسها كداعم رئيسي للإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين وتُظهر أنها لا تلتزم بأي من القيم التي تدعي أنها تدافع عنها.

إن استهداف المتضامنين مع غزة ليس سوى محاولة يائسة وفاشلة لإنقاذ السردية الإسرائيلية والأمريكية التي سقطت أمام مرأى ومسمع العالم. هذه المحاولة الفاشلة تؤكد أن الولايات المتحدة والإحتلال الإسرائيلي في حالة انكسار، ويخشون من أن يكشف العالم حجم جرائمهم. الولايات المتحدة تحاول بكل الوسائل كتم الصوت المعارض، ولكنها لن تنجح في إخفاء الحقائق. إن القمع والتضييق على المتضامنين مع غزة لن يفعل سوى زيادة فضح سياسات أمريكا وإسرائيل، وتوسيع دائرة التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية.