مارس 19, 2025 - 23:19
هل يسعى الاحتلال الاسرائيلي  لاستفزاز حماس أم تمهّد لحرب شاملة في غزة؟

ترجمة وتحرير / نسيم الفيل - عرب جورنال 

استأنف الاحتلال الاسرائيلي غاراته الجوية على قطاع غزة صباح الثلاثاء، بعد أسابيع من الهدوء النسبي الذي فرضته محاولات التوصل إلى اتفاق هدنة جديد.

و يأتي هذا التصعيد بعد تعثر المفاوضات مع حركة حماس، حيث فشلت الوساطات الدولية في التوصل إلى حل يضمن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مقابل ضمانات لحماس.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن الغارات الأخيرة تحمل دلالات على أن إسرائيل ترغب في اختبار ردود فعل حماس قبل اتخاذ قرار بشن هجوم بري واسع النطاق. ونقلت الصحيفة عن المحلل الإسرائيلي ميخائيل ميلشتاين قوله إن التركيز الإسرائيلي على الضربات الجوية بدلًا من العمليات البرية هو محاولة لدفع حماس إلى تقديم تنازلات تفاوضية، لكنه استبعد أن توافق الحركة على ذلك بسهولة.

ورغم مرور أكثر من ست ساعات على بدء القصف، لم ترد حماس بأي هجمات عسكرية مباشرة، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت قدراتها قد تضررت بالفعل أو أنها تتبع تكتيكًا استراتيجيًا لتجنب تصعيد أكبر. لكن الحركة أصدرت بيانًا حاد اللهجة اتهمت فيه إسرائيل بتعريض حياة الأسرى للخطر، محملة إياها مسؤولية انهيار التهدئة.

وعلى الجانب الإسرائيلي، أبدى وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش رغبته في تصعيد القتال وتحويله إلى "عملية مختلفة تمامًا عما سبق"، بينما بدت الحكومة الإسرائيلية أكثر حذرًا في تصريحاتها، متجنبة الإشارة إلى أي خطط واضحة لحرب برية جديدة. ومع ذلك، أصدر الجيش تعليمات لسكان بعض المناطق القريبة من الحدود بمغادرة منازلهم، مما قد يكون مؤشرًا على تصعيد محتمل.

ويرى المحللون أن استمرار الضغط العسكري دون تقدم في المفاوضات قد يؤدي إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، خصوصًا في ظل رفض كل طرف تقديم تنازلات. وفي الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل لتحقيق مكاسب استراتيجية من خلال القصف الجوي، تبقى ردود فعل حماس غير محسومة، مما يجعل سيناريو المواجهة الشاملة احتمالًا قائمًا خلال الأيام المقبلة.