
في حوار خاص تستضيف "عرب جورنال" رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، د.أحمد ويحمان ، للوقوف عند آخر وأبرز التطورات المتعلقة بمعركة طوفان الأقصى وعلى رأسها إعلان القوات المسلحة اليمنية استئناف الحصار البحري على الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب المندب وخليج عدن، وذلك للضغط على الكيان الصهيوني لرفع حصاره الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ويناقش الحوار أهمية وانعكاسات هذا القرار اليمني الذي يأتي في أعقاب فشل النظام العربي الرسمي في اتخاذ قرار واحد جريء لمواجهة المخططات الأمريكية الإسرائيلية ضد فلسطين والأمة العربية والإسلامية، بعد قمة هزيلة. كما يناقش الحوار عدد من الملفات الساخنة، بينها استمرار التحركات الإسرائيلية لتوسيع التطبيع مع النظام المغربي، واستعراض موقف الدول الإفريقية الرافض للكيان الصهيوني وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
عرب جورنال/ حوار / حلمي الكمالي
معركة طوفان الأقصى لحظة فارقة في تاريخ الصراع مع الكيان الصهيوني،فقد أعادت الاعتبار لخيار المقاومة المسلحة،وأثبتت أن الحق لا يُنتزع إلا بالقوة،وصمود الشعب الفلسطيني ومقاومتـه الباسلة يمثل أعلى مراتب التضحية والصبر
نحيي موقف المقاومة الصلب وإدارتها الحكيمة لاتفاق وقف إطلاق النار،وإصرارها على عدم الرضوخ لمناورات العدو، مع الاحتفاظ بالقدرة على العودة للقتال إذا استمر الحصار
انتصار غزة ليس انتصارًا للفلسطينيين وحدهم،بل هو انتصار لكل أحرار الأمة العربية والإسلامية،ولنهج المقاومة في لبنان واليمن والعراق وسوريا، ورسالة بأن الأمة قادرة على إسقاط مشاريع الهيمنة والتطبيع إذا اجتمعت على خيار المواجهة والجهاد
نحيي عاليا الموقف البطولي للقوات المسلحة اليمنية،التي أثبتت بالفعل أن هناك دولاً في الأمة قادرة على إسناد فلسطين ميدانيًا وليس فقط بالشعارات،فتحية خاصة لهمم اليمن،شعبا،وقوات مسلحة باسلة وقيادة شجاعة وحكيمة لها محبة كل أحرار الأمة والعالم
قرار استئناف الحصار البحري على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب عمل مقاوم تاريخي غير مسبوق في دعم غزة، وأحرج الأنظمة المتخاذلة التي تكتفي بالكلام الفارغ، بل والتواطؤ بالنسبة لبعضها
الدعم العسكري الذي قدمته اليمن لغزة طوال معركة طوفان الأقصى، سواء عبر الهجمات البحرية أو الصواريخ والطائرات المسيرة،غيّر قواعد الاشتباك وأرغم الصهاينة على التفكير ألف مرة قبل الاستمرار في عدوانهم
الدعم اليمني أضاف بعدًا استراتيجيًا للصراع،وأكد أن غزة ليست وحدها،وأن جبهة المقاومة باتت موحدة من فلسطين إلى اليمن فلبنان والعراق وسوريا..وهذا ما رفع وضع اليمن الاعتباري في وجدان الأمة إلى أعلى المراتب، لا يتقدمه أي بلد آخر
"الخطة العربية" التي خرجت بها قمة القاهرة حول غزة، بعيدة كل البعد عن نبض الأمة واحتياجات الشعب الفلسطيني،إذ تتفادى عن عمد ذكر المقاومة، وكأنهم يريدون فرض "حل" يفصل الشعب عن مقاومته الشرعية
تهديدات ترامب الأخيرة للمقاومة،والتي عقبت القمة العربية،هي نتيجة مباشرة لهذا الموقف العربي المتراخي، فلو وجد العدو وأمريكا موقفًا عربيًا صلبًا داعمًا للمقاومة ورافضًا للتهجير، لما تجرأوا على التهديد
نحن في المرصد المغربي لمناهضة التطبيع نؤكد أن التطبيع خيانة لفلسطين والمغرب،وخيانة لدماء الشهداء في غزة وجنين وبيروت وصنعاء
موقف القمة الإفريقية الأخير الذي أدان الاحتلال وجرائمه وطالب بمحاكمة "إسرائيل" ووقف التطبيع معها،صفعة قوية للمطبعين العرب، ورسالة واضحة أن أفريقيا اليوم في طليعة الداعمين لفلسطين
_ ما موقفكم من معركة طوفان الأقصى؟ وماذا تقولون بحق صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة على مدى قرابة 500 يوماً ؟ وما تعليقكم على الثبات والإصرار الذي تظهر عليه المقاومة الفلسطينية بموقفها الصلب في إدارة زمام اتفاق وقف إطلاق النار وتصديها بشجاعة لمحاولات الكيان الصهيوني إفشال الاتفاق؟ وماذا يعني انتصار غزة اليوم لشعوب ودول الأمة العربية والإسلامية؟
باسم المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، نؤكد أن معركة طوفان الأقصى لحظة فارقة في تاريخ الصراع مع الكيان الصهيوني. فقد أعادت الاعتبار لخيار المقاومة المسلحة، وأثبتت أن الحق لا يُنتزع إلا بالقوة.
صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة طيلة ما يقارب 500 يوم من العدوان والإبادة الجماعية، في ظل حصار خانق وخذلان عالمي وعربي، يمثل أعلى مراتب التضحية والصبر، ويدلّ على أن هذا الشعب مستعد للقتال حتى آخر رمق دفاعًا عن أرضه ومقدساته/ تنا.
أما بخصوص موقف المقاومة من وقف إطلاق النار، فنحن نحيي موقفها الصلب وإدارتها الحكيمة لهذا الاتفاق، وإصرارها على عدم الرضوخ لمناورات العدو، مع الاحتفاظ بالقدرة على العودة للقتال إذا استمر الحصار.
انتصار غزة اليوم ليس انتصارًا للفلسطينيين وحدهم، بل هو انتصار لكل أحرار الأمة العربية والإسلامية، ولنهج المقاومة في لبنان واليمن والعراق وسوريا، ورسالة بأن الأمة قادرة على إسقاط مشاريع الهيمنة والتطبيع إذا اجتمعت على خيار المواجهة والجهاد.
_ ما تعليقكم على إعلان القوات المسلحة اليمنية استئناف الحصار على السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي ومضيق باب وذلك من أجل الضغط على الاحتلال لرفع حصاره على غزة والسماح بدخول المساعدات؟ وكيف يمكن مقارنة هذا الموقف الحازم والعملي بقرارات القمة العربية الأخيرة والتي لم تستند على أي إجراءات عملية ميدانية من أجل الضغط على الاحتلال وتقويض مشاريعة ضد الشعب الفلسطيني؟ وبماذا تعلقون على الدعم العسكري الذي قدمته القوات المسلحة اليمنية لغزة على مدى أكثر من عام من بدايات معركة طوفان الأقصى وحتى اللحظات الأخيرة لإعلان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بشكل عام؟ وأي إضافة إستراتيجية قدمها الدعم اليمني لغزة ؟
نحن في المرصد المغربي لمناهضة التطبيع نحيي عاليا الموقف البطولي للقوات المسلحة اليمنية، التي أثبتت بالفعل أن هناك دولاً في الأمة قادرة على إسناد فلسطين ميدانيًا وليس فقط بالشعارات.
قرار استئناف الحصار البحري على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب عمل مقاوم تاريخي غير مسبوق في دعم غزة، وأحرج الأنظمة المتخاذلة التي تكتفي بالكلام الفارغ، بل والتواطؤ بالنسبة لبعضها .
مقارنةً بهذا الموقف العملي، فإن القمة العربية الأخيرة للأسف أثبتت عجزها، إذ اكتفت ببيانات خاوية، دون أي إجراءات عملية كوقف التطبيع أو طرد سفراء العدو أو حتى التلويح بقطع العلاقات، حتى وأن مشاهد الكلاب تأكل جثامين الشهداء في غزة ما انفكت تهز العالم كله باستثناء الحكام العرب، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
إن الدعم العسكري الذي قدمته اليمن لغزة طوال معركة طوفان الأقصى، سواء عبر الهجمات البحرية أو الصواريخ والطائرات المسيرة، غيّر قواعد الاشتباك وأرغم الصهاينة على التفكير ألف مرة قبل الاستمرار في عدوانهم.
إن الدعم اليمني أضاف بعدًا استراتيجيًا للصراع، وأكد أن غزة ليست وحدها، وأن جبهة المقاومة باتت موحدة من فلسطين إلى اليمن فلبنان والعراق وسوريا.. وهذا ما رفع وضع اليمن الاعتباري في وجدان الأمة إلى أعلى المراتب، لا يتقدمه أي بلد آخر .
فتحية خاصة لهمم اليمن، شعبا، وقوات مسلحة باسلة وقيادة شجاعة وحكيمة لها محبة كل أحرار الأمة والعالم.
_ ما رأيكم وموفقكم من الخطة العربية التي تم المصادق عليها في القمة العربية الأخيرة بشأن غزة والتي احتضنتها العاصمة المصرية القاهرة؟ وهل تعتقدون أن مواجهة المخطط الأمريكي الإسرائيلي لتهجير أبناء قطاع غزة، والشروع في بدء إعادة إعمار غزة، يحتاج إلى خطة واضحة وصريحة لا تتجاوز المقاومة وتضحيات الشعب الفلسطيني؟ وهل يمكن القول بأن تهديدات ترامب للمقاومة الفلسطينية، والتي جاءت مباشرةً بعد ساعات من الانتهاء من انعقاد القمة العربية، تأتي بسبب تراخي الموقف العربي تجاه غزة ومخططات التهجير وظهور النظام الرسمي العربي بموقف يتماشى مع أجندات العدو؟
ما سُمي بـ"الخطة العربية" التي خرجت بها قمة القاهرة حول غزة، بعيدة كل البعد عن نبض الأمة واحتياجات الشعب الفلسطيني.
هذه الخطة تتفادى عن عمد ذكر المقاومة، وكأنهم يريدون فرض "حل" يفصل الشعب عن مقاومته الشرعية.
إعادة إعمار غزة لا يمكن أن يكون مشروعًا فوقيًا يتجاهل أن ما دمره العدو لن يُبنى دون سواعد المقاومة التي حمت الأرض والشعب.
أما تهديدات ترامب الأخيرة للمقاومة، فهي نتيجة مباشرة لهذا الموقف العربي المتراخي. لو وجد العدو وأمريكا موقفًا عربيًا صلبًا داعمًا للمقاومة ورافضًا للتهجير، لما تجرأوا على التهديد.
إذن نحن أمام محاولة لتصفية القضية عبر "إعادة الإعمار" المشروطة، والمرور فوق تضحيات الشهداء والمجاهدين، وهذا مرفوض جملة وتفصيلًا.
وتبقى الحقيقة على الأرض؛ هي أن الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني هو مقاومته بما قدمته من تضحيات تعبر عن تضحيات الشعب الفلسطيني الذي تحمل ما تنوء منه الجبال ..على مدى خمس عشرة شهراً من الإبادة والتقتيل والترويع والتجويع.
فلا يحق لأحد ولا لأية جهة، كانت من تكون أن تتحدث باسم الشعب الفلسطيني، ولاسيما الأنظمة العربية بالذات التي ما انفكت تتفرج على مأساة الفلسطينيين، ولم يمدوهم بما ياكلون ولا بالماء ولا الدواء. بل إنهم يتفرجون - كما اسلفنا - على مشاهد الكلاب تأكل جثامين الشهداء في غزة .. ! فليخجلوا من أنفسهم !
_ من الواضح أن هناك محاولات إسرائيلية لتعزيز حضور الكيان السياسي والاقتصادي في المغرب.. ما موقفكم من هذه المحاولات التي تصاعدت بشكل ملحوظ في خضم الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي؟ وما تقييمكم للرفض الشعبي للتطبيع مع الكيان الصهيوني؟ ولماذا يقدم النظام المغربي فرصة للاحتلال بإقامة علاقات معه، في وقت ينبذه الكثير من الدول حول العالم بعد ما تعرى على حقيقته خلال عدوانه الغاشم على غزة؟ وبماذا تنصحون في هذا السياق؟
ما نشهده اليوم من محاولات متصاعدة للكيان الصهيوني لاختراق المغرب سياسيًا واقتصاديًا، في ظل المجازر في غزة، هو عار وجريمة وطنية.
نحن في المرصد المغربي لمناهضة التطبيع نؤكد أن التطبيع خيانة لفلسطين والمغرب، وخيانة لدماء الشهداء في غزة وجنين وبيروت وصنعاء.
ورغم تواطؤات الحكومة وخضوعهم التام للضغوط والإملاءات الأمريكية والصهيونية، فإن الشعب المغربي عبر وما انفك يعبر عن رفضه الساحق للتطبيع في مسيرات مليونية، وأثبت أن فلسطين قضية وطنية لا تخضع للحسابات السياسية الضيقة.
أكثر من كل هذا، فإننا في المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، توقفنا عند مؤامرات كيان الاحتلال والإبادة الجماعية على المغرب نفسه وعلى الدولة نفسها، رغم كل ما قدم الحكام من تنازلات ورغم كل الانبطاح والخنوع والخضوع للمشاريع التطبيعية .. وقد فضحنا المخططات التآمرية للصهاينة التي لم يشفع للمطبعين تهافتهم وهرولتهم إلى تل أبيب الإجرام !
ونحن ندعو كل قوى الشعب المغربي إلى مزيد من الضغط الشعبي والجماهيري، ونطالب ونناصل من أجل إسقاط التطبيع والمطبعين، حماية لكرامة المغرب ومكانته في الأمة.
_ القمة الإفريقية الأخيرة المنعقدة في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، أدانت بشدة الحرب الإسرائيلية والعدوان الهمجي على قطاع غزة، ودعت إلى محاكمة "إسرائيل" دوليا، ووقف التعاون والتطبيع مع "إسرائيل" حتى تنهي احتلالها وعدوانها على فلسطين.. أي أهمية لموقف الدول الإفريقية تجاه القضية الفلسطينية، في هذا التوقيت بالذات؟ وكيف يدعم هذا الموقف السردية الفلسطينية في المجتمع الدولي؟ وهل تعتقدون أن مثل هذا الموقف سيقوض محاولات الإسرائيلي التوغل في القارة الإفريقية؟
إن موقف القمة الإفريقية الأخير الذي أدان الاحتلال وجرائمه وطالب بمحاكمة "إسرائيل" ووقف التطبيع معها، صفعة قوية للمطبعين العرب، ورسالة واضحة أن أفريقيا اليوم في طليعة الداعمين لفلسطين.
وهذا الموقف يعزز السردية الفلسطينية عالميًا، في وقت تحاول فيه "إسرائيل" فرض سرديتها عبر المال والابتزاز والضغوط بالنفوذ الأمريكي والغربي الداعم لها بدون حدود.
إن الموقف الإفريقي يمثل تحولاً مهمًا في ميزان المعركة الدولية، ويعيد الاعتبار للتضامن مع فلسطين في المحافل الدولية.
ونعتقد أن هذا سيعيق المخططات الصهيونية للتغلغل في إفريقيا، خصوصًا أن شعوب القارة لا تزال تحتفظ بذاكرة النضال ضد الاستعمار، وترى في الكيان الصهيوني امتدادًا للاستعمار الغربي ولنظام الفصل العنصري ( الأبارتهايد ).
ولا يفوتنا هنا توجيه تحية خاصة إلى كل من جنوب إفريقيا والجزائر وجهودهما الكبيرة لإسقاط صفة مراقب للكيان بالاتحاد الإفريقي وجرجرته أمام المحاكم الدولية بفضل جهود دولة جنوب إفريقيا .
وفي الختام نوضح أننا، في المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، نؤكد دوما على :
_ دعمنا المطلق لخيار المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وكل ساحات الإسناد بما فيها، وأساسا، الجمهورية الإسلامية الإيرانية .
_ إشادتنا العميقة بالشعب اليمني ومقاومته التي أكدت أن فلسطين في قلب الأمة.
_ إدانتنا للخذلان والتواطؤ الرسمي العربي، ورفضنا لأي تسويات تمس كرامة المقاومة.
_ دعوتنا لتصعيد المقاطعة للكيان الصهيوني وكل أشكال التطبيع.
_ إيماننا بأن تحرير فلسطين مسؤولية الأمة كلها، وأن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحقيق ذلك.
تحيتنا لكل أحرار العالم
رحم الله الشهداء والشهداء القادة.
وإنه لجهاد .. نصر أو استشهاد
والسلام عليكم ونصر الله وبركاته..