
عرب جورنال / خالد الأشموري -
هاجم الرئيس الامريكي دونالد ترامب الرئيس بايدن في سياق خطابة الذي ألقاه أمام الكونجرس الأمريكي في 4/مارس من الشهر بقوله : لقد كان بايدن أسواء رئيس أمريكي في التاريخ ، وجهة نظر ترامبية ، وكأن العالم في عهد ترامب شهد نقطة تحول في التاريخ، حيث وصف نفسه بأنه الأنجح وأن إدارتة مكرسة لفجر عصر جديد من منطلق شعار "أمريكا أولاً" ومن المصلحة الذاتية التي تأتي في المقام الأول وقيادة العالم سواء مع الحلفاء او الخصوم بتصرف أحادي ودون عواقب .. ويشمل ذلك برأي المراقبين "سيطرة ترامب وفريقة على الحكومة الأمريكية من عدة جبهات بهدف تقليص البيروقراطية وتغيير الأولويات الراسخة في السياسات الداخلية والخارجية".. وما هو جدير بالذكر أن الرئيس ترامب منذ ان عرفة العالم في العام 2016 مرشحاً للانتخابات الرئاسيه وهوالشخصية الأكثر تناولاً في وسائل الإعلام.. فمنذ تولية منصب الرئاسة صار لا يتوقف عن التصريحات أو إتخاذ القرارات التي تشعل ألاخبار عالمياً(حديث عن افعالة وعن اقواله ومايشكل من خطورة على النظام العالمي ، رغم ان الأهداف المعلنة لسياسة إدارتة الخارجية تركز على إنتهاج مبدأ التجارة أولا ً- أي تحديد المصالح الأمريكية العالمية من الناحية الأقتصادية البحتة ، وثانياً الدبلوماسية التي يصبح" الأعداء القدامى أصدقاء" والتي بموجبها تشير بحسب" الساسة "إلى ان مواقف السياسة الخارجية التي عبر عنها ترامب خلال حملاتة الانتخابية الرئاسية تغيرت مراراً ، وإن سعى إلى تعزيز الصداقة وحسن النية مع دول العالم !!.
نهج مفضوح حيث تكشف حقيقة أهدافة ومراميةإلى خلق عصر جديد من الإستكبار والتفرد الامريكي في الهيمنة والسيطرة على ثروات الشعوب. ووفقا للكاتب المعروف من لبنان زياد ماجد "القدس العربي": أن ترامب ومنذ سنوات ولايتة الأولى العام2017 شخص أمتهن الديماغوجية والمراوغة وحَول الأرقام الإقتصادية والمعطيات العلمية إلى وجهة نظر، معروف عنه السوقية في الكلام كركيزة من ركائز تصريحاتة تجاه كل من لا يوافقة الرأي داخلياً وخارجياً ، وهو رغم كل فضائحة الخاصة والعامة والدعاوي ضدة عاد وفاز بولاية ثانية وبتصويت تفوق على منافستة هذه المرة، والآن وهو يستهل ولايتة الثانية نجدة يشن حملات عدائية مليئة بالتهديدات ضد عدد من شعوب العالم ، داعياً الى السطو على مرافق وأراضي وضم دول ، غير الفضائح الدبلوماسية وآخرها لقاءه بزلنسكي الرئيس الاوكراني في28/فبراير المنصرم.
وفي إطار العلاقات الدولية الجديدة أوضح الكاتب ماجد : أنه يصعب التكهن الآن في ما سيفضي إليه الحكم الترامبي من تبدلات في تحالفات العالم وديناميات علاقاتة الدولية.
إذاً نحن أمام مرحلة كثيرة الأسئلة وقليلة الإجوبة وتسارع الأمور يشي بأن سنوات الولاية الترامبية الثانية ستحول أمريكا والعالم إلى مسرح أحداث دراماتيكية من المرجح ان تكون أوكرانيا وفلسطين والمنطقة العربية أبرز المتضررين منها.
وفي هذا السياق نشرت صحيفة أندبندنت البريطانية 6/مارس من العام الجاري تحت عنوان "في عهد ترامب ينهار النظام العالمي الذي ساعدت امريكا في بنائه" ذكرت فيه : إن قطع أحجية ترامب وأضحة بما يكفي للكشف عن الصورة الأكبر وهي صورة صادمة ومهمة لدرجة أن قلة من الناس يجرؤون على التحدث عنها ، وانه اذا جمعنا بين تصريحات ترامب والرواية والمطالب التي يروج لها والمطالب التي يفرضها الآن فسوف تظهر رؤية مقلقة ، إذ أختفى اي شعور بالواجب الوطني لدعم وإصلاح النظام العالمي .
وفي مقال نشر في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية للكاتب توماس فريدمان : ان استراتيجية فريق ترامب تقوم على مايُعرف بمصطلح "الصدمة والترويع" كعملية سريعة وواسعة النطاق ، وهي أي العملية التي سبق وان استخدمتها إدارة الرئيس جورج دبليو بوش في غزوها للعراق عام 2003 حيث توقع "ديك تشيني " نائب الرئيس الامريكي ان يتم إستقبال الامريكيين على أنهم محِررون .. ويتساءل الكاتب أنه اذا كان العراق والشرق الاوسط قد تزعزع استقرارهما بسرعة بسبب"الصدمة والترويع" فكيف سيكون أثر ذلك على الحكومة الامريكية وتغيير سياستها الداخلية والخارجية ?
ونشرت الجزيرة -نت نقلا عن صحيفة لوتان السويسرية جزءً من مقال منشور للكاتب السويسري غوتية أمبروس الذي قال وبنبرة انتقاد : ان امريكا تغيرت ولم تعد القيم مهمة فيها ، بل فتحت الباب على مصراعية للواقعية في علاقات القوة تحت شعار" أمريكا أولاً" وهو ما كان له تأثير مزعج للغاية يترك المرء مذهولا وفقا للكاتب ، اذ لا يلاحظ اعتما ذلك على أي نقاط مرجعية كما لو كان الواقع في الأساس مجرد مادة سائلة مصنوعة من خطابات نقوم بتشكيلها وإعادة تشكيلها من تغريدةإلى أخرى وفقا لإملاءات اللحظة حسب تعبير الكاتب.
ونشر موقع Dw في11/2/2025: ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب ومنذ اليوم الاول من توليه منصبة قد خلق فوضى عارمة فهو لم يتوقف عن الخروج بتصريحات مكثفة ومتناقضة أحيانا واتخاذ قرارات تثير القلق في العالم ، فتصرفات الرئيس تنبئ بتحول دائم في المشهد السياسي وليست مجرد حركة مفتاح يعود إلى وضعة الطبيعي بعد اربع سنوات .. لقد عمت الفوضى العالم بعد تنصيب ترامب ، فقد اصبح السعوديون غاضبين ، والدنماركيون في حاله هياج ، وكولومبيا تراجعت ، والمكسيك وكندا تستعدان لحرب رسوم جمركية مع الولايات المتحدة ، اما بكين فأطلقت حربها التجارية مع واشنطن رداً على قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب فرض رسوم بنسبة10% على المنتجات الصينية ، حتى البريطانيين الذين طالما كانوا فخورين بعلاقاتهم الخاصة مع الولايات المتحدة ، لجأوا إلى تقاليدهم في الدبلوماسية الهادئة للتعامل مع سياسات وأفكار ترامب ، حيث أصبح المشهد العالمي يبدو وكأن الرئيس دونالد ترامب ألقى كيساً من الزجاج المكسور تحت أقدام زعماء دول العالم الذين غالبا ما تضافرت جهودهم على مدى ثمانية عقود في إطار النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية وهو أي ترامب رجل متسلط تجاه بعض مؤسسات الحكومة الامريكية .. ويتساءلون عن دور امريكا في النظام الدولي بعد الحرب الباردة : ماذا عن الادوار الامريكية في حلف شمال الاطلسي (الناتو) والأمم المتحدة والبنك الدولي وغيرها من ركائز النظام الدولي؟ وفيما يتصل بحلف شمال الأطلسي الذي تسيطر علية الولايات المتحدة لطالما شكك ترامب في قيمتة وهدد بعدم الدفاع عن الدول الأعضاء في الحلف التي تفشل في زيادة إنفاقها العسكري إلى المستوى الذي يطالب به.. وفي أول يوم له في المكتب البيضاوي قرر ترامب الإنسحاب من منظمة الصحة العالمية للمرةالثانية ، وهو التصرف الذي من شأنه أن يترك الوكالة التابعة للأمم المتحدة بدون اكبر ممول لها.
وعندما ننتقل إلى رغبة الرئيس ترامب في إمتلاك غزة ، ففي حديثة عن غزة يقول: ان الولايات المتحدة ستستولي عليها ، وفيما استبعد إستخدام الجيش الامريكي لتهجير سكان غزة البالغ عددهم حوالي مليوني شخص من أرضهم إلى مكان آخر ، لكنة متمسك بخطتة لتهجير الفلسطينيين وتحويل القطاع إلى منتجع سياحي فاخر .
حلم لن يتحقق بأذن الله وبقوة وصمود المقاومة الفلسطينية ونصرة الأحرار من العرب والمسلمين قادة وشعوب.
ووفقاً للموقع Dw فلن يتوقف الرئيس ترامب عند حقيقة أن اصدقاء الولايات المتحدة وخصومها بدءاً من الشرق الأوسط المتقلب وحتى الصين ناهيك عن بريطانيا يعارضون خطتة لغزة ، وقد أعلنت المملكه العربية السعودية رفضها المطلق للخطة ، كما ان هذه الخطة يمكن ان تنسف وقف إطلاق النار الهش بين الفلسطينيين والاسرائليين وكذلك اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل ، كما انها تمثل انتهاكا للقانون الدولي.
وفي تعليق للباحثة والإعلامية "منى حوا" في تدوينه على حسابها x عن خرجات ترامب و قراراتة منذ تولية الرئاسة : ان مايفعلة ليس مجرد هراء سياسي ، بل هو تلاعب استراتيجي محسوب يعتمد على خلق واقع واهي بحيث تصبح الأفكار المستحيلة قابلة للنقاش والمشاريع غير القابلة للتنفيذ تبدو وكأنها سيناريوهات مطروحة .. وأضافت حوا " هذه ليست سياسية مرتجلة ، بل أسلوب مدروس مستوحى من نظريات سياسية وإعلامية تستهدف إعادة تشكيل الوعي العام ودفع الخصوم الى مواقع دفاعية بدلاً من إبقائهم في موقع الهجوم "
وفي تحليل للإعلامي ستيفين كوليز في CNN في 3/فبراير /2025 قولة : لقد أمضى دونالد ترامب الشهر الأول من ولايته الثانية في مهمه غير عادية ، وهي تفكيك النظام العالمي الذي أمضت الولايات المتحدة الثمانين عاماً الماضية في بنائه .. ولقد كان من الممكن دائماً من الناحية النظرية أن يفقد الغرب صداه مع تحول الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة الى ذكريات بعيدة على نحو متزايد ، لكن لم يتوقع أحد ان يرى رئيساً أمريكياً يمسك بالفأس ، وعندما فاز ترامب في إنتخابات 2024 كان هناك شعور بين بعض الدبلوماسيين الغربيين في واشنطن بأن حكوماتهم تعرف كيفية التعامل مع رئيس كان في فترة ولايته الأولى يصنع السياسة الخارجية من خلال تغريداتة .. لكن الصدمة التى دفعت الزعماء الأوروبيين الى الاجتماع الطارئ في باريس تشير الى أنهم قللوا من تقدير مدى الدمار الذي قد تكون عليه ولاية ترامب الثانية ".
نخلص الى ان ترامب متخبط ولن يحقق طموحاته التوسعية في دول العالم وتهديداته وبخاصة في اوروبا ، حتى ان موقف القادة الاوروبيين من ترامب غير موحد .. وبحسب المراقبين : فأن أوروبا لاتستطيع ان تفعل شيء الآن ، بعد أن أصبحت أمريكا الدولة التى أعادت بناء القارة من رماد الحرب العالمية الثانية قوة معادية بشكل علني؟ .