
ترجمة وتحرير / نسيم الفيل - عرب جورنال
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" انه مع تعثر المفاوضات حول وقف اطلاق النار في غزة يسعى الاحتلال الاسرائيلي مجدد لافشال اي مسار يقود الى تهدئة دائمة، فبعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة في 1 مارس، يواصل الاحتلال مماطلته، رافضًا تنفيذ التزاماته، بينما تتمسك المقاومة الفلسطينية بحقها في تحقيق اتفاق عادل ينهي العدوان ويفرض الانسحاب الكامل من القطاع.
وفي يناير الماضي، نجحت المقاومة الفلسطينية في إتمام المرحلة الأولى من الاتفاق، حيث أفرجت عن 33 أسيرًا إسرائيليًا، مقابل انسحاب جزئي للاحتلال وإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة. لكن مع اقتراب موعد المرحلة الثانية، التي تتطلب الإفراج عن باقي الأسرى الأحياء وتسليم جثامين الشهداء مقابل انسحاب إسرائيلي كامل، يحاول الاحتلال التهرب من التزاماته عبر فرض شروط جديدة تهدف إلى استمرار عدوانه على القطاع.
وبحسب الصحيفة، بدلًا من الالتزام بما تم الاتفاق عليه، أعلن الاحتلال خلال عطلة نهاية الأسبوع وقف جميع المساعدات الإنسانية إلى غزة، في خطوة تهدف إلى ممارسة الضغط على المقاومة لإجبارها على تقديم تنازلات إضافية. كما هدد الاحتلال بعمل عسكري جديد إذا لم توافق حماس على تمديد المرحلة الأولى من الهدنة وإطلاق سراح نصف الأسرى المتبقين دون أي ضمانات مقابلة.
في المقابل، ترفض المقاومة الابتزاز الإسرائيلي، متمسكة بحقها في تنفيذ جميع بنود الاتفاق، خاصة أن الأسرى المتبقين هم الورقة الأهم التي تملكها للضغط على الاحتلال لإجباره على الانسحاب الكامل من غزة وإنهاء العدوان بشكل نهائي.
وفي ظل هذه التطورات، تتزايد الضغوط الدولية من مصر وقطر والولايات المتحدة لمنع الاحتلال من تفجير الأوضاع مجددًا، وضمان استمرار الهدنة بما يسمح بتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة، التي راح ضحيتها أكثر من 48 ألف شهيد بفعل القصف الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 15 شهرًا.
ورغم أن الاحتلال يحاول التذرع بـ"حقه في الدفاع عن النفس"، إلا أن جرائمه بحق المدنيين، من قصف للمباني السكنية والمستشفيات والمدارس، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، تجعله متهمًا بارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، في الوقت الذي تواصل فيه المقاومة الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
وتشير "واشنطن بوست" إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يحقق هدفه في القضاء على المقاومة، بل على العكس، ازدادت صلابة موقفها، وباتت قدرتها التفاوضية أقوى من أي وقت مضى. ومع ذلك، فإن الأولوية الآن يجب أن تكون إنهاء العدوان، ثم التحرك نحو إعادة إعمار غزة التي دمرها الاحتلال في حربه الوحشية.
وبينما يعرقل الاحتلال الانتقال إلى المرحلة الثانية من الهدنة، فإن الحل الوحيد هو إجباره على الالتزام بوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الأسرى، والانسحاب الكامل دون شروط، حتى لو أدى ذلك إلى إسقاط حكومة نتنياهو. فبدون إنهاء الاحتلال، سيظل قطاع غزة يعاني تحت وطأة العدوان والحصار، ولن يكون هناك أي فرصة لتحقيق سلام عادل ودائم.