فبراير 28, 2025 - 21:23
مارس 1, 2025 - 15:42
الأمين العام لجبهة الثوابت الوطنية الأرترية لـ(عرب جورنال): العمليات اليمنية المساندة لغزة قلّصت الهيمنة الأمريكية وأخرجت القواعد البحرية الإسرائيلية عن الخدمة وأثبتت قدرة الدول المشاطئة للبحر الأحمر على تأمينه

في حوار خاص تستضيف "عرب جورنال" الأمين العام لجبهة الثوابت الوطنية الإرترية، إبراهيم قبيل، للحديث عن انعكاسات معركة طوفان الأقصى وتأثيراتها الإقليمية والدولية، والأهمية الإستراتيجية لهذه المعركة بالنسبة للشعب الأرتري خصوصاً، ولشعوب القارة الأفريقية عموماً. ويناقش الحوار الانعاكسات الإيجابية للعمليات اليمنية المساندة لغزة في البحر الأحمر على إريتريا، خاصةً بعد نجاح اليمن في تهشيم الهيمنة الأمريكية الصهيونية في هذه المنطقة الحيوية البحرية التي تشكل أسمرة جزءاً منها بحكم الجغرافيا. ويسلط الحوار الضوء على الأزمات المشتعلة في المحيط الأفريقي لإرتريا وتداعياتها على أمن واستقرار البلد. كما يسلط الحوار الضوء على الوضع الداخلي الذي تشهده إرتريا في ظل الحديث عن اضطرابات سياسية وأزمات معيشية. 

عرب جورنال/ حوار / حلمي الكمالي

طوفان الأقصى غيّرت كثيراً من المفاهيم لدى الرأي العام العالمي لاسيما الغربي، حيث كشفت حقيقة الطبيعة العدوانية للكيان الصهيوني وعرته حتى أمام شعوب دول حليفه له،وأدت المعركة إلى إعتراف دول في أوروبا وأمريكا اللاتينية بدولة فلسطين 

أثبت المقاوم الفلسطيني أنه يملك قدرات خارقة استطاع بها هزيمة الآلة العسكرية الإسرائيلية الجبارة، وهذا ملهم لكل الشعوب المقهورة لا سيما شعوب القارة الأفريقية 

نحيي الشعب اليمني الشقيق لدوره البطولي المساند والداعم للمقاومة الفلسطينية من خلال فرضه حصاراً بحرياً على الكيان الصهيوني، ومنعه تقديم أي نوع من الدعم له؛ إضافة إلى قدرة اليمن على المشاركة في المعركة بشكل مباشر، وضربه للمواقع الإستراتيجية في العمق الإسرائيلي 

لقد نجحت القوات اليمنية في إخراج القواعد البحرية الإسرائيلية في ميناء "إيلات" عن الخدمة، واستطاع اليمن تقليص الهيمنة الأمريكية في البحر الأحمر، بعد أن فشلت الأساطيل الأمريكية في التصدي لضربات الجيش اليمني الموجعة 

لأول مرة يشتكي الكيان الصهيوني باكياً دولة عربية لمجلس الأمن بعد فشل الولايات المتحدة و"إسرائيل" في التصدي للصواريخ والطائرات اليمنية 

اليمن أثبت للعالم أن الشعب العربي قادر من خلال قدراته الذاتية، أن يواجه بكل جدارة الكيان الصهيوني وحتى القوى العظمى وأساطيلها البحرية ويجعلها عاجزة 

العمليات اليمنية أكدت أن الدول المطلة على البحر الأحمر قادرة على تأمين هذا المجرى المائي الدولي الهام، وليست بحاجة للأساطيل الأجنبية

لقد أكدت المقاومة اليمنية وعملياتها العسكرية المساندة لغزة، ضرورة احترام إرادة الشعوب، وأعتقد أن الرسالة اليمنية وصلت إلى أذهان أصحاب القرار الدولي 

الأنظمة الحاكمة في دول القرن الأفريقي لا تسمح بنشر السلام في المنطقة، لأنها ببساطة تعتاش على الأزمات داخل دولها ومحيطها الجغرافي، وصناعة الأزمات الداخلية والإقليمية هي لضمان بقائها في السلطة أطول فترة ممكنة 

الوضع في أرتريا مزري إلى أبعد الحدود، وسط حالة من احتقان شعبي نتيجة الأزمات التي يعيشها، ولعدم وجود بارقة أمل في إصلاح الوضع السياسي والاقتصادي، ويجب تسليم السلطة للشعب

رسالتي الوحيدة هي أن تدرك الشعوب وأولهم الشعب الأرتري أن ضمان مستقبل أجيالها لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل الحكم الديمقراطي الحر المعزز بمبادئ العدالة الإجتماعية وحكم القانون

_ برأيكم أي أهمية إستراتيجية مثلتها معركة طوفان الأقصى وصمود المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في وجه آلة القتل والعدوان الصهيو_أمريكية، بالنسبة لشعوب القارة الأفريقية عموماً والشعب الأرتري على وجه الخصوص؟ وكيف أن هذه المعركة باتت مهلمة لكل الشعوب الحرة، في وقت أثبتت أن المقاومة هي الخيار الأمثل والأول لدحر الغزاة والمحتلين أينما كانوا وفي أي زمان وفي أي مكان أو بلد؟

أهمية معركة طوفان الأقصى، هي أنها غيرت كثيراً من المفاهيم لدى الرأي العام العالمي لاسيما في الغرب، حيث كشفت حقيقة الطبيعة العدوانية للكيان الصهيوني وعرته حتى أمام شعوب دول حليفة له.

وبالتالي انقلب الموقف فيها إلى صالح الشعب الفلسطيني، وأدى ذلك إلى إعتراف عدداً من الدول الأوروبية الغربية بالدولة الفلسطينية، وفي أمريكا اللاتينية أيضا.

ولعل صدور مذكرة للقبض على نتنياهو ووزير دفاعه من قبل المحكمة الجنائية الدولية، وإعلان عدد من الدول الغربية استعدادها تسليم نتنياهو إلى المحكمة إذا وطأ أراضيها، ما كان هذا يتحقق لولا معركة طوفان الأقصى. وعلى الصعيد العسكري أثبت المقاوم الفلسطيني أنه يملك قدرات خارقة استطاع بها هزيمة الآلة العسكرية الإسرائيلية الجبارة أمام أنظار العالم، وهذا أمر ملهم لكل الشعوب المقهورة حيث أكد للعالم كله أن لا شيء اسمه مستحيل أمام إرادة الشعوب الحية، وقد أثر ذلك في كل الشعوب لا سيما شعوب القارة الأفريقية. 

_ ما موقفكم من العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة والتي استمرت بوتيرة ومراحل تصاعدية طوال معركة طوفان الأقصى؟ وهل تعتقدون أن تأثيرات هذه العمليات ستنسحب إيجاباً على إريتريا من جهة، وسلباً على النفوذ الصهيوني الأمريكي في البلد الأفريقي من جهة أخرى، خاصةً بعد نجاح العمليات اليمنية في تقليص الهيمنة الأمريكية الغربية على البحر الأحمر، هذه الهيمنة التي كانت تشكل خطراً حقيقاً على الأمن القومي الأفريقي عموماً والارتري على وجه الخصوص؟ 

أولاً نحيي الشعب اليمني الشقيق لدوره البطولي المساند والداعم للمقاومة الفلسطينية من خلال فرضه حصاراً بحرياً على الكيان الصهيوني، ومنع تقديم أي نوع من الدعم له؛ إضافة إلى قدرته على المشاركة في المعركة بشكل مباشر، وضرب المواقع الإستراتيجية للكيان الصهيوني.

لقد نجحت القوات اليمنية في إخراج القواعد البحرية الإسرائيلية في ميناء "إيلات" عن الخدمة، ولأول مرة يشتكي الكيان الصهيوني باكياً دولة عربية لمجلس الأمن. والأهم أنه كما ذكرت في سؤالك، فقد استطاع اليمن أن يقلص الهيمنة الأمريكية على البحر الأحمر، حيث وقفت أساطيلها البحرية عاجزة في التصدي لضربات الجيش اليمني الموجعة لها، وعدم قدرة هذه الأساطيل على حماية أجواء الكيان الصهيوني من الصواريخ اليمنية المميتة.

وهذا بدوره أثبت للعالم أن الشعب العربي قادر من خلال قدراته الذاتية أن يواجه بكل جدارة الكيان الصهيوني وحتى القوى العظمى وأساطيلها البحرية ويجعلها عاجزة.

لقد أكدت القدرات العسكرية اليمنية للجميع، أنه لا حاجة إلى حماية الأساطيل الأجنبية في البحر الأحمر، لأن الدول المطلة على البحر الأحمر قادرة على حماية هذا المجرى المائي الدولي الهام وموانئها الدولية متى ما تحررت من عقدة الخوف من بعبع القوى العظمى.

لقد أكدت المقاومة اليمنية وعملياتها العسكرية في البحر الأحمر والمساندة لغزة، ضرورة احترام إرادة الشعوب، وأعتقد أن الرسالة اليمنية وصلت إلى أذهان أصحاب القرار الدولي.

_ نلاحظ مؤخراً أن هناك تصاعداً في الأزمات بين ارتريا وأثيوبيا من جهة، وارتريا وجيبوتي من جهة أخرى.. ما أسباب اشتعال هذه الأزمات في هذا التوقيت بالذات؟ وكيف تؤثر الأوضاع الملتهبة في المحيط الأفريقي بأمن واستقرار ارتريا؟ وهل تعتقدون أن القوى الغربية الأجنبية ضالعة في تسعير هذه الأزمات ؟ ومتى يمكن أن يشهد القرن الأفريقي تهدئة أو تسوية لكل الملفات المشتعلة؟

إن طبيعة الأنظمة الحاكمة في دول القرن الأفريقي لاسيما النظام الدكتاتوري الأرتري لا تسمح بنشر السلام في المنطقة، لأنها ببساطة تعتاش على الأزمات داخل دولها ومحيطها الجغرافي، لأن صناعة الأزمات الداخلية والإقليمية هي لضمان بقائها في السلطة أطول فترة ممكنة.

_ بالنسبة للشأن الداخلي الأرتري.. هل يمكن أن تطلعونا على آخر التطورات والمتغيرات السياسية والاقتصادية في البلد الذي يشهد حالة سخط واسعة ضد نظام أفورقي الحليف المقرب من الولايات المتحدة والقوى الغربية؟ وأي مستقبل ينتظر الشعب الأرتري في ظل الاضطرابات السياسية والأمنية والأوضاع المعيشية المزرية؟ وما هي رؤيتكم لإصلاح هذه الأوضاع؟ 

الوضع في ارتريا مزري إلى أبعد الحدود، ولذا تسود الآن حالة من احتقان شعبي نتيجة الأزمات التي يعيشها الشعب الأرتري، ولعدم وجود بارقة أمل في إصلاح الوضع السياسي والاقتصادي من قبل النظام الدكتاتوري الحاكم في أسمرة، والذي فشل على كافة الأصعدة، فشلاً ذريعاً، وأراد أن يصرف نظر الشعب الأرتري من خلال محاولة إيجاد ثقل إقليمي يشفع له داخليا إلا أنها فشل أيضا.

ولعل زيارة رئيس دولة الصومال "الحليف" المفاجئة أخيراً إلى أديس أبابا، وحل إشكالاته مع نظام أبي أحمد، بدعم تركي؛ كان بمثابة القفز من مركب أفورقي الذي على وشك الغرق.

وبالتالي أكد حقيقة أن الرهان على أفورقي رهان خاسر لا جدوى منه، وهو موقف من الرئيس الصومالي كان أيضاً بمثابة صفعة في وجه أفورقي، حيث كان لها صدى داخلى حتى في الأوساط الحاكمة، لذا فإن لحظة الانفجار الداخلي أصبحت مسألة وقت لا أكثر يمكنك توقعها في أي لحظة.

نحن في جبهة الثوابت الوطنية الأرترية نرى أن الأمور لن تستقيم في بلادنا إلا إذا تم تسليم السطلة للشعب، وذلك عبر إعادة العمل بالدستور الأرتري الشرعي، وبالتالي عودة النظام الديمقراطي الذي تأسس عليه الكيان الوطني الأرتري.

ونرفض أن يكون البديل حتى ولو كانت قوى التغيير نفسها، ولعل ما آلت إليه الأمور في دول الجوار وحتى ثورات الربيع العربي، كان سببها أن قوى التغيير هي التي استولت على السلطة كغنيمة ولم تسلم السلطة للشعب. وهذا خطأ لا يجب أن يكرر في بلادنا.

_ في ظل كل التطورات والمتغيرات الإقليمية والدولية.. ما هي رسالتكم للشعب الأرتري وللشعوب الأفريقية والعربية والإسلامية؟ 

رسالتي الوحيدة هي أن تدرك الشعوب وأولهم الشعب الأرتري، أن ضمان مستقبل أجيالها لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل الحكم الديمقراطي الحر المعزز بمبادئ العدالة الإجتماعية وحكم القانون.