
في حوار جديد تستضيف "عرب جورنال"، نائب رئيس حزب الاتحاد اللبناني، أحمد مرعي، لمناقشة أبرز التطورات والمتغيرات الإقليمية الإقليمية والدولية وعلى رأسها تهديدات ترامب لغزة بالجحيم والتي تبخرت تحت عنفوان المقاومة الفلسطينية وصمودها وثباتها على مبادئها ونجاحها في إدارة زمام المعركة مع الكيان الصهيوني والقوى الغربية الداعمة له، في ميدان المواجهة العسكرية المباشرة وعلى طاولة المفاوضات السياسية. كما يناقش الحوار حالة الاحتقان والغليان التي تشهدها المنطقة العربية والإسلامية في ظل مخططات أمريكية إسرائيلية جديدة لتمزيق المنطقة وتشتيت جغرافية ولحمة الأمة. ويسلط الحوار الضوء على أهمية إعلان القيادة اليمنية استعدادها للتصدي عسكرياً لمخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير أبناء قطاع غزة.
عرب جورنال / حوار / حلمي الكمالي
نحيي اليمن وشعبه على الوقفة الشجاعة مع غزة والتي تدل على أصالة عربية عميقة الاتصال بقضايا الأمة
اليمن أكد عبر مشاركته العملية في مساندة غزة،أنه في الخط الأمامي لتحرير فلسطين، وأن شعبه وقيادته أصيلة في انتمائها القومي وأن شريانه المائي، هو في خدمة قضايا الأمة، وفي طبيعتها قضية فلسطين
عوامل كثيرة ساهمت في وقف العدوان على غزة، منها الدور اليمني البارز في المساندة العسكرية، ورفض قيادة اليمن لمخطط تهجير الغزيين، يأتي من إدراكهم بأن التهجير هو مؤامرة على الأمن القومي العربي، وأن مواجهة هذا التهجير هو واجب عربي وإسلامي
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هو نموذج لسياسة إمبريالية أمريكية متوحشة لا تقيم وزناً لحرية الشعوب، وتعتدي بأسلوب سافر على سيادة الدول واستقلالها
تحدي المقاومة لترامب، وثباتها وإصرارها على مواصلة تنفيذ اتفاق التبادل كما رسمته، يبرز المقاومة بأنها أكثر قوة وتنظيم، بعد أن جسدت نموذجاً كفاحياً تميز بصلابة العقيدة الجهادية التي لم تهزها قدرات عدوها وارهابه،
المقاومة في غزة أعطت درسا للعنجهية الأمريكية المتغطرسة، فصلابة مواقف المقاومة أفشلت أساليب التهديد والوعيد وسقطت معها خيارات ترامب بترهيب المقاومة وإضعاف عزيمتها في مواجهة العدوان وإملاءاته
تنصل الكيان الصهيوني من إلتزاماته بالانسحاب الكامل من الشريط الحدودي مع لبنان والإبقاء على المواقع الخمس؛ يدل على أنه ينقض عهوده ولا يحترم إلتزماته، ولا الضمانات التي تعهدت بها أمريكا التي تماشيه في هذا الخداع باعتبار أن أمن الكيان فوق كل تعهد أو أي ضمان
عقيدة المقاومة اللبنانية أصلب من أن تنزلق في أوحال الخداع والانقلاب الإسرائيلي، فهي تدرك أن الكيان الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة، واستمرارها على النهج المقاوم سيزداد صلابة وقوة بدعم الشعب وقواه المناضلة
منع هبوط الطائرات الإيرانية في مطار بيروت، يأتي تنفيذاً لقرار صهيوني بفرض إملاءات على العهد الجديد الذي يبدأ مسيرته مع احتلال صهيوني جديد للأراضي اللبنانية
العدوان الصهيوني على الأراضي السورية، يمثل العنوان الأبرز لاستغلال التناقضات العربية لضرب أمننا القومي لمزيد من التوسع الاستيطاني على حساب السيادة العربية، وللإمساك بمفاصل التواصل لدول المشرق العربي والتأثير على جبهات المواجهة
واقع النظام العربي هو الذي يشجع ترامب وحليفه الصهيوني على المضي قدما نحو سياسات عدوانية متوحشة وإغراق المنطقة بصراعات مدمية وفرض استسلام تطبيعي يجعل المنطقة أسيرة للقرار الصهيوني، والوحدة بين أبناء الأمة هو المعيار الموضوعي لتحرير فلسطين وتحقيق تنمية مستقلة
_ بعد فشل تهديدات ترامب والذي كان قد توعد غزة بالجحيم في حال لم تفرج المقاومة الفلسطينية عن كل الأسرى الصهاينة، رضخت الولايات المتحدة الأمريكية وحكومة الاحتلال لتذهب لاستكمال تنفيذ بقية بنود الإتفاق كما ما هو متفق عليه مسبقاً.. كيف نجحت المقاومة الفلسطينية في فرض شروطها مجدداً رغم التهديدات والضغوط؟ وهل تعتقدون أن الكيان والقوى الغربية الداعمة له وعلى رأسها أمريكا فقدت أوراق الضغط على المقاومة بعد فشل الخيار العسكري على مدى أكثر من 15 شهراً من العدوان؟ وكيف يمكن استخلاص الدروس من صمود المقاومة في وجه التهديدات والضغوط؟
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هو نموذج لسياسة إمبريالية أمريكية متوحشة لا تقيم وزناً لحرية الشعوب، وتعتدي بأسلوب سافر على سيادة الدول واستقلالها. فالتهديدات التي يطلقها ترامب بحق غزة وأهلها هي تعبير عن هذه السياسة الرعناء، ولقد أعطت المقاومة في القطاع درسا لهذه العنجهية المتغطرسة، فصلابة مواقف المقاومة أفشلت أساليب التهديد والوعيد، وسقطت معها خيارات ترامب بترهيب المقاومة وإضعاف عزيمتها في مواجهة العدوان وإملاءاته.
لقد أكدت المقاومة على تحديها للرئيس الأمريكي بثبات وإصرار على مواصلة تنفيذ اتفاق التبادل كما رسمته، وفي كل دفعة تبادل تبرز المقاومة بأنها أكثر قوة وتنظيم، وأن المقاومة في غزة تقدم نموذجاً كفاحياً تميز بصلابة العقيدة الجهادية التي لم تهزها قدرات عدوها وارهابه، لأن الإرادة الحرة أقوى من محاولات جبروت الاحتلال وداعميه.
_ بعد إعلان الاحتلال أنه لن ينسحب من 5 مواقع في جنوب لبنان.. ما دوافع رفض الاحتلال الإسرائيلي الانسحاب الكامل من جنوب لبنان؟ وما تداعيات هذه الخطوة على مجريات الأمور في لبنان والمنطقة وأمنها واستقرارها؟ وكيف يمكن أن تتصرف المقاومة الإسلامية في لبنان للتعامل مع هذه الخطوة، وإلى أي درجة يمكن توقع استئناف الحرب على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة ووقعها على الاحتلال اليوم خصوصاً في ظل تلكؤ إسرائيلي مماثل في تنفيذ اتفاق غزة، وتحركات العدو لتثبيت سيطرة ميدانية في العمق السوري؟ وما دوافع منع الطيران الإيراني من الهبوط في المطارات اللبنانية؟
لقد وضعت عملية طوفان الأقصى الكيان الصهيوني أمام خطر وجودي، فهو يستنفر كافة طاقاته وحلفائه لحماية هذا الوجود المصطنع من خطر السقوط بقوة المقاومات العربية.
لقد أدرك الكيان الصهيوني أن تقدمه نحو تحقيق أحلامه الكبرى تتطلب امتلاك القدرات العسكرية الغربية واستخدام وسائل العنف والتدمير والخداع التي لا تقرها المواثيق الدولية من أجل تحقيق غلبة على المقاومة والتقدم نحو أهدافه الاستيطانية.
فهو عندما يتنصل من إلتزاماته بالانسحاب الكامل من الشريط الحدودي مع لبنان والإبقاء على المواقع الخمس؛ فإنما يدلل على أنه ينقض عهوده ولا يحترم إلتزماته، ولا الضمانات التي تعهدت بها أمريكا التي تماشيه في هذا الخداع باعتبار أن أمن الكيان الصهيوني فوق كل تعهد أو أي ضمان.
فإذا كانت هذه هي طبيعة الكيان وحلفائه فإن عقيدة المقاومة أصلب من أن تنزلق في أوحال هذا الخداع والانقلاب، فإنها تدرك طبيعة هذا الكيان وأنه لا يفهم إلا لغة القوة، وإذا كانت المقاومة قد دفعت أثماناً غالية في تصديها للعدو الغاصب، فإن استمرارها على النهج المقاوم سيزداد صلابة وقوة بدعم الشعب وقواه المناضلة.
يأتي منع هبوط الطائرات الإيرانية في مطار بيروت، تنفيذاً لقرار صهيوني بفرض إملاءات على العهد الجديد الذي يبدأ مسيرته مع احتلال صهيوني جديد للأراضي اللبنانية.
_ مؤخراً كشفت إذاعة جيش الاحتلال، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي تخطط للبقاء في سوريا طيلة عام 2025 وتعمل هناك 3 ألوية مقارنة بكتيبة ونصف قبل 7 أكتوبر، وتعمل على بناء 9 مواقع عسكرية بالمنطقة الأمنية.. ما دوافع بقاء الاحتلال عسكرياً في العمق السوري؟ وهل هو مقدمة لتثبيت احتلال أجزاء من الأراضي السورية؟ وأي تداعيات خطيرة لهذه الخطوة على أمن واستقرار سوريا من جهة والمنطقة العربية والإسلامية من جهة أخرى في ظل ظهور النوايا الإسرائيلية الرامية لتوسيع جغرافية الاحتلال بقوة إلى سطح المشهد؟
العدوان الصهيوني على الأراضي السورية، يمثل العنوان الأبرز لاستغلال التناقضات العربية لضرب أمننا القومي لمزيد من التوسع الاستيطاني على حساب السيادة العربية وللإمساك بمفاصل التواصل لدول المشرق العربي والتأثير على جبهات المواجهة.
_ من الواضح أن سياسة ترامب في المنطقة تشكل خطراً حتى على الدول التي يتم وصفها بأنها دول حليفة للولايات المتحدة الأمريكية على مدى العقود الماضية.. هل تعتقدون أن عنهجية ترامب يمكن أن تحرك المياه الراكدة في هذه الدول حتى تدرك أن مصالحها وأمنها القومي بات في خطر حقيقي بسبب هذا "الحليف" ؟ وهل يمكن لهذه الدول أن تبلور مواقفها لاتخاذ موقف عربي موحد وفعلي ضد المخططات الأمريكية الإسرائيلية التي تتهدد جميع دول المنطقة؟ ولماذا لا تذهب لتشكيل تحالفات مناهضة لهذه المخططات على الأقل لحماية مصالحها الخاصة أولاً قبل الحديث عن ضرورة الدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية؟
لا شك أن واقع النظام العربي، هو الذي يشجع ترامب وحليفه الصهيوني على المضي قدما نحو سياسات عدوانية متوحشة وإغراق المنطقة بصراعات مدمية وفرض استسلام تطبيعي يجعل المنطقة أسيرة للقرار الصهيوني.
وفي هذا الإطار نترحم على القائد الوحدوي جمال عبدالناصر، ونتذكر يوم ٢٢ فبراير عام ١٩٥٨ عندما أعلن الوحدة بين مصر وسوريا، التي أول من شعر بأهميتها قادة العدو الصهيوني فقالوا تعليقا على هذه الوحدة بأن عبد الناصر وضع "إسرائيل" بين فكي كماشة.
إن الوحدة بين أبناء الأمة هو المعيار الموضوعي لتحرير فلسطين وتحقيق تنمية مستقلة.
_ عقب إعلان ترامب مخططه لتهجير أبناء قطاع غزة، توعد قائد أنصار الله في اليمن، عبد الملك الحوثي، بالتصدي لهذا المخطط عسكرياً مع تأكيده استعدادهم لمواجهة أي عدوان إسرائيلي أمريكي على غزة أو لبنان.. ما تعليقكم ؟ وهل تعتقدون أن القوات المسلحة قادرة على إفشال مخطط التهجير إلى جانب صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته؟ وكيف أن اليمن بات أحد أهم وأبرز جبهات الضغط في مواجهة المشاريع الصهيو_أمريكية في فلسطين وعلى مستوى المنطقة بشكل عام خاصةً بعد النجاح الباهر في مشاركته في معركة طوفان الأقصى ؟ وبماذا تصفون الدعم العسكري الذي قدمه اليمن لغزة بشكل عام ؟
لقد أكد اليمن عبر مشاركته العملية في مساندة غزة، أنه في الخط الأمامي لتحرير فلسطين، وأن شعبه وقيادته أصيلة في انتمائها القومي وأن شريانه المائي، هو في خدمة قضايا الأمة، وفي طبيعتها قضية فلسطين.
وفي هذه المناسبة نحيي اليمن وشعبه على هذه الوقفة الشجاعة مع غزة والتي تدل على أصالة عربية عميقة الاتصال بقضايا الأمة.
لا شك أن عناك عوامل كثيرة ساهمت في وقف العدوان على غزة ومنها الدور اليمني البارز في المساندة العسكرية.
بالنسبة لموقف اليمن الرافض لمخطط التهجير، فإن قيادة اليمن تدرك أن مخطط تهجير الغزيين هو مؤامرة على الأمن القومي العربي، وأن مواجهة هذا التهجير هو واجب عربي وإسلامي، لأن اقتلاع شعب من أرضه،هو تكرار بشع للجرائم الصهيونية إبتداءاً من ١٩٤٨ والعام ٦٧، ويستكمل اليوم عبر هذا التهجير القسري الذي يخالف القوانين الدولية، ويعتبر جريمة حرب.