محاور - عرب جورنال
رغم إعلان انسحابه من معظم القرى الجنوبية، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تمركزه في خمس نقاط استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، ما يعكس أهمية هذه المواقع في خططه العسكرية والاستخبارية.
تعدّ تلة الحمامص في القطاع الشرقي، قرب بلدة الخيام، إحدى أهم النقاط التي يحتفظ بها الاحتلال، حيث تطل على مستوطنتي المطلة وكريات شمونة، وتشكل نقطة حاكمة توفر القدرة على الدفاع عن منطقة الخيام. هذه الميزة تجعلها موقعًا محوريًا في أي عمليات عسكرية مقبلة، نظرًا لإمكانية استخدامها في عمليات الرصد والمراقبة المباشرة لأي تحركات ميدانية.
أما تلة العزية الواقعة في القطاع الأوسط، على أطراف بلدة حولا والمشرفة على مجرى نهر الليطاني، فتمنح قوات الاحتلال سيطرة استراتيجية على المجرى المائي، ما يسهل مراقبة التحركات في المنطقة. هذه التلة تتيح ميزة استخبارية هامة، حيث يمكن من خلالها رصد أي تحركات عسكرية لبنانية على المحور الأوسط، مما يعزز قدرات الاحتلال في المنطقة الحدودية.
في القطاع الأوسط أيضًا، تشكل تلة العويضة نقطة استراتيجية بارزة، حيث تقع في بلدة عيترون، مجاورة لكفركلا، العديسة، ديرميماس، والطيبة. تمنح هذه التلة رؤية واسعة على القطاعين الشرقي والأوسط، مما يجعلها نقطة مراقبة حيوية لكافة مستوطنات الشمال. هذه الميزة تسهّل تتبع أي تحركات عسكرية محتملة في المنطقة الحدودية، مما يمنح الاحتلال القدرة على رصد أي نشاط غير متوقع.
بين القطاعين الأوسط والغربي، يحتفظ جيش الاحتلال الإسرائيلي بموقع استراتيجي آخر في جبل بلاط، الذي يقع بين بلدتي رامية والزلوطية. يوفر هذا الموقع قدرة على مراقبة التحركات العسكرية على طول الحدود الجنوبية، مما يمنح الاحتلال ميزة كبيرة في عمليات الرصد والإنذار المبكر. ويعدّ جبل بلاط من المواقع التي تتيح مراقبة مستمرة لأي تحركات غير اعتيادية، ما يعزز من فعالية الاحتلال في فرض رقابة استخبارية على الحدود.
أما في القطاع الغربي، فيواصل الاحتلال الإسرائيلي التمركز في جبل اللبونة، الواقع بين علما الشعب والناقورة. يوفر هذا الموقع رؤية شاملة على المستوطنات الشمالية في الداخل المحتل، مما يجعله مركزًا لجمع المعلومات الاستخبارية وتعزيز قدرات الاحتلال في تتبع أي نشاط عسكري على الحدود. ويشكل الجبل نقطة متقدمة تساعد الاحتلال في الاستعداد لأي تصعيد أو تغيير ميداني مفاجئ.
يعكس استمرار تمركز الاحتلال في هذه النقاط الخمس أهميتها الحيوية في استراتيجيته العسكرية، حيث تتيح له قدرات دفاعية وهجومية متقدمة، إلى جانب تعزيز تفوقه الاستخباري على الحدود اللبنانية.
إن بقاء الاحتلال في هذه المواقع يطرح تساؤلات حول نواياه المستقبلية ومدى تأثير ذلك على المشهد الأمني في الجنوب اللبناني، مما يفتح المجال لتكهنات حول احتمالية تصعيد عسكري أو مواجهة جديدة في المنطقة.