فبراير 8, 2025 - 20:15
فبراير 8, 2025 - 20:16
"نحن الطوفان".. حماس ترسم ملامح اليوم التالي بعد الحرب


  عرب جورنال / خاص - 
  نجحت حركة حماس في تحويل عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين بغزة إلى منصةٍ لإرسال رسائل سياسية وعسكرية قوية، مستغلّةً التفاصيل الدقيقة والرموز البصرية لتأكيد صمود الشعب الفلسطيني وتحدي الاحتلال الإسرائيلي.
حيث سلمت حماس ثلاثة أسرى إسرائيليين للصليب الأحمر ضمن الدفعة الخامسة من صفقة التبادل، وسط مشاهدٍ مُحكمة التنظيم اشتملت على عناصر استعراضية وعسكرية، مثل انتشار المقاتلين بأسلحة ثقيلة، بما في ذلك رشاشات وبندقية "الغول" التي استُخدمت خلال الحرب، ما أعطى العملية طابعاً مسلحاً يذكّر بقوة المقاومة وقدرتها على الصمود في وجه الآلة العسكرية الإسرائيلية. كما ظهر الأطفال مرتدين زياً عسكرياً لكتائب القسام، في خطوةٍ رمزية تؤكد أن الجيل القادم سيواصل النضال حتى التحرير.

لم تكن هذه المشاهد مجرد استعراضٍ عسكري، بل حملت رسائل سياسية واضحة وقوية. فعلى المنصة الرئيسية، رُفعت لافتة كبيرة كُتب عليها بالعربية والعبرية والإنجليزية: "نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي"، وهي إشارة إلى هجوم "طوفان الأقصى" في أكتوبر 2023، وتأكيدٌ على أن المستقبل سيكون فلسطينياً. كما عُرضت صور لقادة حماس العسكريين الذين قُتلوا خلال الحرب، مثل محمد الضيف ومروان عيسى، إلى جانب شعارات مثل "الصهيونية لم تنتصر"، مما عزّز سردية الانتصار الفلسطيني رغم الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب. وأضافت حماس لمسةً ساخرةً عبر وضع صورة لنتنياهو داخل مثلثٍ أحمر – رمزٌ استُخدم في فيديوهات استهداف الآليات الإسرائيلية – مع دبابات مدمرة، في إشارةٍ إلى فشل مخططاته العسكرية.

استغلت الحركة أيضاً الحالة الصحية للأسرى المُطلق سراحهم، الذين ظهروا بهزالٍ شديد، لاتهام إسرائيل بسياسة "التجويع" خلال أشهر الحرب، بينما ردّت حماس بأنها التزمت بـ"القيم الإنسانية" وحافظت على حياة الأسرى رغم القصف الإسرائيلي المُستمر. وفي سابقةٍ، منحت حماس الأسرى الإسرائيليين فرصة إلقاء كلمات علنية، حيث طالب أحدهم بإتمام الصفقة والمراحل المتبقية لوقف إطلاق النار، وهو ما فُسّر كرسالةٍ مضمرةٍ للضغط على الحكومة الإسرائيلية لقبول شروط المقاومة. كما وجّهت رسائل لاذعة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، برفض مشاريع التهجير والاحتلال التي يُروّج لها، مؤكدةً رفض الشعب الفلسطيني لها.

ولم تكن الرسائل موجهة فقط إلى الاحتلال الإسرائيلي، بل امتدت لتشمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يُروّج لمشاريع تهجير سكان غزة وإعادة تشكيل الخريطة الديموغرافية لفلسطين. وجّهت
فمن خلال هذا الاستعراض العسكري وجهت حماس رسائل لاذعة إلى ترامب، مؤكدةً رفض الشعب الفلسطيني لمشاريع التهجير والاحتلال التي يُروّج لها. ففي مشهدٍ رمزي، رُفعت لافتة كتب عليها: "غزة ليست للبيع"،وكذلك لافته مكتوب عليها رساله لترامب " دور على حالك "  تعبير يستخدم للرد على من يحاول فرض رأيه أو التدخل في شؤون الآخرين بطريقة غير مقبولة.

ردّ نتنياهو على هذه المشاهد بغضبٍ صريح، وقال بأنها "لن تمر مرور الكرام"، مُتعهداً باستعادة جميع الأسرى. لكن تصريحاته اصطدمت باتهاماتٍ من عائلات الأسرى ومن المعارضة الإسرائيلية، التي أشارت إلى أن التقارير الاستخباراتية كانت تُحذّر من تدهور أوضاع الأسرى منذ أشهر، وأن التأخير في إتمام الصفقة زاد من معاناتهم. بل ذهبت والدة أحد الأسرى إلى اتهام نتنياهو بمحاولة "إجهاض" المرحلة الثانية من الاتفاق أثناء وجوده في واشنطن، داعيةً الإسرائيليين للضغط على الحكومة.

هكذا، حوّلت حماس عملية التسليم إلى مسرحٍ للصراع الإعلامي والسياسي، حيث الجانب الإسرائيلي يركز على "الفظاعة" والإدانة، بينما الفلسطينيون يعيدون تأكيد صمودهم وحقوقهم. .