فبراير 6, 2025 - 18:57
فبراير 7, 2025 - 16:24
الأمين العام للمؤتمر الناصري المصري لـ(عرب جورنال): العمليات اليمنية ساهمت بشكل حاسم بوقف العدوان على غزة ومصر تتفق مع توجه اليمن بشأن طرد التواجد العسكري الأجنبي من البحر الأحمر

في حوار خاص تستضيف "عرب جورنال" الأمين العام للمؤتمر الناصري المصري، ورئيس حزب الوفاق القومي، محمد محمود رفعت، للوقوف عند آخر وأبرز التطورات والمتغيرات التي تشهدها المنطقة على ضوء نتائج معركة الطوفان التي تبدأ المقاومة الفلسطينية بقطف ثمارها بعد إجبارها الكيان الصهيوني ومن يقف خلفه من القوى الغربية، على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بشروط المقاومة لا بشروط جنرالات الحرب الصهيو_أمريكية. ويناقش الحوار دوافع استمرار الولايات المتحدة و"إسرائيل" في الترويج لمخطط تهجير أبناء غزة إلى الأردن ومصر، وتداعيات هذا المخطط على أمن واستقرار الدولتين والأمن القومي العربي عموماً، وسط مخاوف من استهداف أمريكي إسرائيلي جديد للأمن القومي العربي، خصوصاً مع إعلان ترامب صراحةً نية واشنطن احتلال غزة. ويتطرق الحوار لصمود الجبهة اليمنية المساندة لغزة على مدى أكثر من عام من المواجهة مع التحالف الأمريكي البريطاني، وتأثيرها على مجريات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. 

عرب جورنال / حوار / حلمي الكمالي _ 

اليمن نجح في حصار الملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، وحرّم البحر الأحمر ومضيق باب المندب على سفن الأعداء، والعمليات اليمنية ساهمت بشكل حاسم في وقف العدوان على غزة

دعم اليمن لغزة رفع رأسنا عالياً لتطاول السماء، والموقف اليمني أكد أننا كعرب قادرون على الانتصار وصنع المستحيل وتمريغ وجه عدونا في التراب 

التحالف الأمريكي البريطاني فشل في اليمن كما فشل التحالف السعودي الذي شن حرباً واسعة على الأراضي اليمنية لمدة تسعة أعوام، وقد بات اليمن قوة إقليمية فاعلة ستساهم في تخليص المنطقة من الهيمنة الأمريكية 

اليمن قوي بعروبته وجيشه وقيادته، وبات يمتلك القدرة على ردع أعداء أمتنا حتى ولو غابت كل الدول العربية والإسلامية، وقد لقن الأعداء دروساً في القدرة على تحقيق الانتصار عليهم وهزيمتهم 

مصر واليمن تتفقان على مبادئ واحدة تحكم موقفهما المشترك من العدو المشترك، وهو تحذير لقوى العدوان الأمريكي الصهيوني من مجرد التفكير في الاعتداء على البلدين 

مصر متفقة مع توجه اليمن بشأن عدم السماح لأي تواجد عسكري أجنبي في البحر الأحمر، وهذا الموقف من الدولتين يدعم استقرار المنطقة، والعدوان على اليمن هو عدوان على مصر 

يجب على كل من مصر واليمن استعادة اتفاقية الدفاع العربي المشترك لتكون في وحدتنا ووحدة جيوشنا رادعاً يمنع الأعداء من مجرد الاقتراب من ثوابتنا القومية

غزة انتصرت بصمود شعبها ومقاومتها التي فاقت كل حدود التحدي وهي تواجه قوات الاحتلال الصهيو_أمريكي، وقد كسرت أنف الغزاة رغم تقاعس وتخاذل الدول العربية والإسلامية عن مساندتها 

مصر رفضت مخطط ترامب لتهجير أبناء غزة، ولا يمكن أن تقبل بهذا الهذيان الذي يتفوه به صاحب صالات المقامرة والمصارعة وتاجر الأراضي، والذي يسعى لتجديد وعد بلفور والاستيلاء على كل أرض الأمة العربية

الصهاينة وأمريكا هم أعداء أمتنا ويجب علينا أن نواجههم، ولعلل جيشنا العربي في مصر يؤمن في عقيدته القتاليه أن عدونا هو الكيان الصهيوني، وأن دوره هو تطهير كامل التراب العربي المحتل

_ بعد أكثر من 15 شهراً تقف غزة وأبنائها على جسر طويل وعميق من الشموخ والعزة رغم كل المؤامرات والتضحيات الجسيمة .. ماذا يمكن القول في خضم إنتصار الإرادة الشعبية الصادقة على الإبادة الجماعية وآلة القتل الصهيو_أمريكية؟ في المقابل ماذا يمكن القول بحق كل المتخاذلين شعوباً ودولاً وأنظمة أمام جراحات غزة ودماء الشعب العربي المسلم؟ وأي دروس وقيم يمنحها صمود غزة وشعبها ومقاومتها الباسلة للأمة العربية والإسلامية؟

نعم انتصرت غزة بصمود شعبها ومقاومتها التي فاقت كل حدود التحدي وهي تواجه قوات الاحتلال الصهيو_أمريكي وحدها وكسرت أنف الغزاة، رغم تقاعس وتخاذل الدول العربية والإسلامية عن مساندتها وهم من كان يجب أن يكونوا عوناً وسنداً لشعبنا.

فالمعركة دفاعاً عن شرف أمة وكرامتها وليست دفاعاً عن غزة وحدها.. ولم يكن لها من سند إلا من تبقى لديهم قدر من الانتماء العربي والإسلامي وعلى رأسهم اليمن العربي وحزب الله والمقاومة التي خرجت للمواجهة من اليمن والعراق ولبنان لتساند شعبنا العربي.

لن تضيع دماء شعبنا العربي الأبي في غزة هباءً، وإنما هي الدماء الزكية لتطهير الأرض من دنس الاحتلال والصهيونية، حتى يأتي يوم تطهير كامل التراب العربي المحتل من دنس الاحتلال، ويكون درساً ليتعلم الجميع أن المقاومة هي الحل، وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، وأن شعبنا العربي قادر على التحدي وتحقيق الانتصار.

وقد تعلمنا من مواقف أمريكا أنها دوله لا تعرف الحق ولم تكُ يوماً مع الحق، وإنما هي رأس الاستعمار العالمي الداعم للكيان الصهيوني، ولن تكون أبداً مدافعة عن حقنا وحق شعبنا في تحرير كامل ترابه.

_ تواصل أمريكا و"إسرائيل" الضغوط والترويج لمخطط تهجير أبناء الضفة وغزة إلى الأردن ومصر، وهو ما صرح به ترامب بشكل واضح أكثر من مرة.. برأيكم هل يمكن تمرير مثل هذا المخطط على أرض الواقع في ظل المعطيات القائمة في المشهد؟ وأي تداعيات خطيرة لهذا المخطط على الأمن القومي العربي عموماً والمصري على وجه الخصوص؟ وكيف يمكن مواجهة هذا التصعيد على المستوى الفلسطيني والعربي وردع المخططات الإسرائيلية الأمريكية التي تتجاوز فلسطين إلى كل المنطقة العربية والإسلامية؟ 

إعلان ترامب رئيس أمريكا، رأس الاستعمار العالمي وداعم الصهاينة، في تصريحات أقل ما توصف به أنها وقحة ليسعى لأن يحقق بالمال مالم يستطع تحقيقه بالقتال، ليعلن دون حياء أو خجل عن القيام بمخالفة كل المواثيق الدولية والشرائع السماوية بتهجير شعبنا العربي المقاوم في غزة من أرضه إلى الأردن ومصر، وهو مالا يمكن قبوله من شعبنا العربي الفلسطيني المقاوم ليس في غزة وحدها، وإنما من كل حلف المقاومة ومن كل عربي مؤمن بعروبته ومخلص لوطنه.

وكان رد فعل مصر، الشعب أولاً، برفض هذا الهذيان الذي يتفوه به صاحب صالات المقامرة والمصارعه، تاجر الأراضي، والذي يأتي لتجديد وعد بلفور للاستيلاء على كل أرض الأمة العربية بداية بتهجير أهل غزة قسراً.

ثم يأتي عبد الفتاح السيسي، ليعلن أيضاً أن مصر لا تقبل هذا الاقتراح الذي يقدمه رئيس أمريكا، وأن الحدود المصرية خط أحمر لا يجوز تخطيه.

ومن قبله تعلن أحزاب مصر بكل اتجاهاتها الفكرية رفض هذا المشروع الذي يتفوه به هذا الأمريكي ،وكأنه يحاول الارتقاء من صاحب صالات مصارعة إلى سمسار عقارات على حساب شعبنا العربي. 

_ مؤخراً أعرب سفير كيان العدو الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، عن قلقه إزاء الكميات الكبيرة من الذخيرة التي تشتريها مصر في السنوات الأخيرة، داعياً إلى النظر والاستعداد لما وصفه لكل السيناريوهات.. ما دوافع مثل هذه التصريحات في هذا التوقيت بالذات؟ وما علاقتها بمخططات التهجير؟ وهل يعني ذلك أن مصر باتت تحت المهجر الإسرائيلي ؟ وأين تكمن مخاوف الكيان الصهيوني من مصر؟ وما علاقة ذلك بإرسال القوات المصرية تعزيزات عسكرية جديدة إلى سيناء؟ 

حين يعلن سفير الكيان الصهيوني عن مخاوفه إزاء كميات الأسلحة والذخيرة التي تشتريها مصر، في مناورة مفضوحة، وكأن مصر يجب أن تكون دولة منزوعة السلاح في مواجهة عدو يمتلك الرؤوس النووية دون أن يسأل نفسه أولاً عن امتلاك الكيان الصهيوني لكميات سلاح يمتلكها هذا العدو ويقوم بالاعتداء الفعلي بها على شعبنا العربي في كل أرجاء الأمة بقصد إبادة شعبنا والقيام بحروب للاستيلاء على أرضنا وثرواتنا مقدساتنا.

فمن حق مصر امتلاك السلاح والدفاع عن أرضها وشعبها، وحين ترى تهديداً يأتيها من الاحتلال الصهيوني أن تضع كل ما تمتلكه من سلاح في مواجهته.

فقد علمنا التاريخ أن عدو مصر على مر تاريخها يأتي من الشرق منذ هجوم الهكسوس على مصر في زمن الفراعنة، وحتى هزيمة عدونا في الحروب الصليبية على أمتنا، وهزيمة الاحتلال الصهيو أمريكي في حرب أكتوبر عام 1973.

وسنظل علي يقين كامل بأن الصهاينة وأمريكا هم أعداء أمتنا ويجب علينا أن نواجههم، ولعلل جيشنا العربي في مصر يؤمن في عقيدته القتاليه أن عدونا هو الكيان الصهيوني، وأن دور جيشنا هو تطهير كامل التراب العربي المحتل.

_ التحالف العسكري الذي شكلته الولايات المتحدة للعدوان على اليمن من أجل حماية الملاحة الإسرائيلية، فشل فشلاً ذريعاً إذ لم يحقق أياً من أهدافه المعلنة على مدى أكثر من عام، حيث نجح اليمن في فرض حصاراً بحرياً خانقاً على السفن الإسرائيلية، كما نجح في حصار حاملات الطائرات والمدمرات الأمريكية بعد قصفها وطردها من المنطقة أكثر من مرة.. أي انتصار إستراتيجي حققه اليمن في إطار مشاركته في معركة طوفان الأقصى ودعمه عسكرياً لغزة؟ وأي انعاكسات عميقة لهذا الموقف وهذا الانتصار على اتفاق غزة من وجهة نظركم؟

إن قيام أمريكا بإنشاء تحالف عسكري ضد اليمن، رداً على دعمه لغزة، هو إعادة لتجربة فاشلة بعد حرب ناهزت التسع سنوات قامت فيها أمريكا وبريطانيا عبر السعودية باعتبارها رأس الرجعية العربية في الاعتداء على اليمن، وذاقت الهزيمة المرة على يد شعب اليمن وجيشه وقيادته, وفرض حصار بحري على اليمن يعني فشل عبور أي سفينه أو مركبة بحرية أياً كان مسماها أو نوعها من باب المندب، وتحريم البحر الأحمر على سفن الأعداء، وهو ماقامت به أمريكا والكيان الصهيوني من قبل وذاقا فيه الهزيمة المرة.

ومن ثم فنحن نقرر أن المقاومه العربية من غزة ودعم اليمن لها، رفع رأسنا عالياً لتطاول السماء. ونحن من خلال هذا الموقف اليمني نعلن بحق أننا عرب قادرون على الانتصار وصنع المستحيل وتمريغ وجه عدونا في التراب.

لقد أصبح اليمن شعباً وجيشاً وقيادةً يمتلك القدرة على ردع أعداء أمتنا حتى ولو غابت كل الدول العربية والإسلامية، فاليمن قوي بعروبته وجيشه وقيادته، وقد لقن الأعداء دروسا في القدرة على تحقيق الانتصار عليهم وهزيمتهم، وقد ساهمت العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة في وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

بالتالي، يمكن التأكيد بأن اليمن بات قوة إقليمية فاعلة سيكون لها دور في تحديد مصير المنطقة وتخليصها من الهيمنة الأمريكية.

_ قبل أيام، أعلنت مصر رفضها أي وجود عسكري أجنبي في البحر الأحمر من غير الدول المطلة على البحر.. ما تعليقكم؟ وهل تتفق القاهرة بهذا الإعلان مع رفض صنعاء الواضح والصريح للتواجد العسكري الأمريكي والبريطاني في البحر الأحمر؟ وهل تعتقدون أن مد جسر التواصل والتعاون بين البلدين أصبح ضرورة اليوم لما قد يساهم في منع عسكرة القوى الغربية لأهم بحر إستراتيجي يربط بين أبرز مضيقين مائيين في العالم، باب المندب وقناة السويس؟

حين يصل الأمر بمصر للإعلان عن عدم السماح لأي تواجد عسكري أجنبي بالبحر الأحمر، فهذا يعني أن الاعتداء على أي قطر عربي مطل على البحر العربي، هو اعتداء على مصر يستوجب منها التدخل والدفاع عن أمتها، لتتفق مصر واليمن على مبادئ واحدة تحكم موقفهما المشترك من العدو المشترك، وهو تحذير لقوى العدوان الأمريكي الصهيوني من مجرد التفكير في الاعتداء على أي من دولتينا في اليمن ومصر، لأن الاعتداء على إحداهما أو كلتاهما، هو في الأصل إعتداء على أمتنا وعروبتنا يستدعي الدفاع عن الأمه ووجودها.

بالتالي، فإن مصر متفقة مع توجه اليمن بشأن عدم السماح لأي تواجد عسكري أجنبي في البحر الأحمر، وهذا الموقف من الدولتين يدعم استقرار المنطقة، والعدوان على اليمن هو عدوان على مصر.

وعلى الجميع أن يفهم جيداً أننا أمه عربية واحده، تجمعنا العروبة ولو فرقتنا الأقطار. ويجب على كل من مصر واليمن استعادة اتفاقية الدفاع العربي المشترك لتكون في وحدتنا ووحدة جيوشنا رادعاً يمنع الأعداء من مجرد الاقتراب من ثوابتنا القومية.

فقد تعلمنا من قائدنا جمال عبد الناصر أن عدو الأمة يتمثل في الثالوث ( الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية ) وواجبنا التوحد لمواجهته.

ونحن نعلم علم اليقين أن شعبنا العربي من المحيط إلى الخليج لن يقبل بحكام لايقبلون بإرادته، فالشعب هو مصدر السيادة والقوة باعتباره القائد والمعلم لكل حكام الأمة.