
على الرغم من إعادة فتح معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر، واستمرار العمل باتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن الواقع الإنساني في غزة لا يزال كارثيًا، في ظل تقنين الاحتلال لكميات المساعدات الإنسانية، وإبطاء إجراءات خروج المرضى والجرحى الذين يحتاجون للعلاج في الخارج.
ولليوم الثالث على التوالي، يتواصل فتح معبر رفح البري بإدارة السلطة الفلسطينية، وبمراقبة بعثة الاتحاد الأوروبي، إلا أن الأعداد المسموح لها بالسفر لا تزال محدودة جدًا مقارنةً بالحاجة الفعلية، حيث لم يتمكن سوى 80 مريضًا من المغادرة خلال أول يومين، فيما ينتظر أكثر من 12 ألف مريض ومصاب دورهم في السفر.
في المقابل، لم يُسمح بعد بعودة العالقين في الخارج، حيث لا تزال عمليات السفر تسير في اتجاه واحد فقط نحو الخروج، مما يزيد من معاناة الفلسطينيين الراغبين في العودة إلى ديارهم.
ورغم الوعود الدولية، لا يزال الاحتلال يماطل في تنفيذ البنود الإنسانية لاتفاق التهدئة، والتي تشمل إدخال المساعدات الإغاثية والمستلزمات الطبية والإيوائية. وعلى الرغم من تسجيل زيادة في عدد الشاحنات الداخلة، إلا أن ما يُسمح بإدخاله لا يزال أقل بكثير من الاحتياجات الفعلية.
وفي هذا السياق، اتهم المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، الاحتلال بالمراوغة في تنفيذ التزاماته الإنسانية، مشيرًا إلى أن إسرائيل تتعمّد تأخير إدخال المواد الضرورية مثل الخيام، البيوت الجاهزة، الوقود، والمعدات الثقيلة لإزالة الأنقاض، مما يعطل جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.
من جانبه، أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن الأوضاع في غزة لا تزال مأساوية، رغم اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن المساعدات التي يتم إدخالها لا تلبي الاحتياجات الأساسية لأكثر من 2.3 مليون فلسطيني، مع استمرار نقص الوقود والمواد الطبية والغذائية ومستلزمات الإيواء.
وأوضح المرصد أن من بين 8500 شاحنة دخلت القطاع منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار، لم يصل إلى شمال غزة سوى 35% فقط، رغم أن الحاجة الفعلية تتطلب دخول ما لا يقل عن 1000 شاحنة يوميًا. كما تبين أن جزءًا كبيرًا من هذه الشاحنات يحمل بضائع تجارية غير أساسية، ولا تشمل المساعدات المطلوبة لسكان القطاع الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والمأوى.
وطالب المرصد الحقوقي والمنظمات الإنسانية بتسريع إدخال المواد الضرورية، بما في ذلك: لمنازل المتنقلة والخيام لإيواء النازحين الذين فقدوا منازلهم. الوقود والغاز والأدوات الصحية، إلى جانب المواد اللازمة لترميم المنازل والبنية التحتية. معدات وآليات ثقيلة لإزالة الأنقاض وانتشال جثث الضحايا وفتح الطرق المغلقة.