
في سياق مواكتبنا للأحداث الساخنة التي تشهدها المنطقة العربية والإسلامية.. تستضيف "عرب جورنال" المفكر والباحث السياسي العماني أحمد بن محمد اليحمدي، للحديث عن آخر التطورات في غزة الصامدة لأكثر من 450 يوماً في وجه الإجرام الصهيوني الأمريكي الذي تجاوز كل سقوف وأشكال الجرم والتطهير العرقي، في مقابل صمود أسطوري واستثنائي يجسده الشعب الفلسطيني بفضل الله تعالى ومقاومته الصلبة. ويناقش الحوار مواقف الشعوب الغربية من جرائم الإبادة الجماعية في مقابل الصمت العربي المطبق. كما يناقش الحوار صلابة الموقف اليمني في دعم القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية رغم تخاذل العرب والمسلمين وخيانة بعضهم.
عرب جورنال/ حوار / حلمي الكمالي
موقفنا من معركة طوفان الأقصى، موقف كل شريف تجاه القضية الأولى للأمة، وصدى الطوفان هز عروش الغرب وأمريكا والجيش الصهيوني
الموقف اليمني الداعم لغزة موقف تاريخي لم ولن تزحزحه متغيرات الزمان والمكان وحتى العواصف وإن تعددت مسمياتها وأهدافها
اليمن حامل لواء الأمة في مواجهة الأعداء من الصهاينة والأمريكيين والغرب، وسيبقى الحصن الحصين لهذه الأمة، ومعه شرفاء هذه الأمة، وهو الذي واجه العدو والصديق في مقابل ثباته ونصرته للقضية الفلسطينية
اليمن ثابت بثبات جباله ورجاله، يواجه أعداء الله والإنسانية وأقوى الجيوش وعلى رأسهم الأمريكي والبريطاني والتحالفات الغربية العربية المشتركة مع من كان يحتسبهم اليمن يوماً أخوة له
التحالفات الغربية العربية لم تزعزع اليمن قيد أنملة تجاه موقفه من نصرة غزة، حتى بات دوي مسيراته وصواريخه تدك قواعد العدو في عمق الأرض المحتلة، خاصة" تل أبيب"
عاش اليمن حراً عزيزاً مقاوماً بشعبه الشجاع المؤمن في وجه الطغاة والمرتزقة من خونة هذه الأمة
المواقف المشرفة للأحرار من الشعوب الغربية، لا يمكن التغافل عنها كونها تمثل نواة لأجيال واعده حره، تقرّ بأحقية الشعب الفلسطيني في تحديد مصيره، وأحقية أطفال ونساء غزة وكل فلسطين بالعيش الكريم على أرضهم
سياسة سلطنة عمان في النأي بنفسها عن التدخل المباشر في شؤون الغير، متجذرة وتاريخية، ودورها ملموس في حل الكثير من النزاعات والخلافات، ولعب دور الوسيط الموثوق به
نناشد قادة الأمة العربية والإسلامية وشعوبها بأهمية مراجعة مواقفها الرسمية والشعبية، وأن تراجع نتائج مواقفها السابقة وما تبعها من تفكك الأمة وضعفها، والعودة إلى وحدة الصف، خاصة وأن الأوضاع تسير لغير مصالح بلدانها وشعوبها
_ ما موقفكم من معركة طوفان الأقصى؟ وكيف استقبل الشعب العماني هذه المعركة التي شكلت لحظة فارقة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية؟ وماذا تقولون بحق جرائم الإبادة الجماعية التي يشنّها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في غزة والمستمرة منذ أكثر من عام ونيف، في ظل هذا التخاذل العربي الرسمي؟ وما رسالتكم للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة والصامدة ؟
موقفنا من معركة طوفان الأقصى، موقف كل شريف تجاه قضية الأمة الأولى، قضية فلسطين، قضية العرب والمسلمين تجاه نصرة مقدساتهم وأرضهم المغتصبة. حيث تعد معركة طوفان الأقصى بمثابة ثورة بركانية لم تكن يوماً لتثور لولا ثلة مؤمنة من أبناء الأمة أعدو العدة لمفاجئة العدو في مضاجعهم، وما إن انتشر خبر العملية وتناولته القنوات الفضائية بتفاصيله بالصوت والصورة حتى انتفضت الشعوب الحرة عن بكرة أبيها مؤيدة للعملية الشجاعة، وكان صدى البركان يهز الكثير من الكيانات في البلاد العربية والإسلامية، خاصة منها المحسوبة منذ النكبة الأولى أيار ١٩٤٨ على خط المواجهة، وفي مقدمة تلك الدول اليمن وسلطنة عمان وباقي شعوب الدول العربية والإسلامية.
وحيث كان صدى عملية طوفان الأقصى يهز عروش الغرب وأمريكا والجيش الصهيوني، تجد صدى ذلك الزلزال بمثابة بشرى سعيدة تتناقله شعوبنا الحرة التي قدمت الكثير على خطوط التحرير خاصة بعد الإعلان عن نهج المقاومة بمختلف محاوره من غزة وكل فلسطين حتى لبنان واليمن والعراق وإيران وكذا سوريا قبل (السقوط بالخيانة وللأسف).
وكانت سلطنة عمان واليمن دولتي المحور ثابتة وذات قرار مستقل وواضح أنهما مع نصرة فلسطين والحل العادل للقضية الفلسطينية.
_ اليمنيون جسدوا موقفاً تاريخياً بمساندتهم لغزة، وكان موقفا مؤثراً استدعى تحالفاً أمريكياً بريطانياً لشن الحرب على اليمن، ولاحقاً عدواناً إسرائيلياً، لكن اليمنيين لم يتوقفوا عن تقديم هذا الدعم للشعب الفلسطيني.. ماذا تقولون بحق هذا الموقف النبيل لليمن وجيشه وشعبه الذي لم يتوقف يوماً عن مناصرة غزة في كل الميادين والساحات؟ وماذا يعني أن يقهر اليمن أمريكا وكبرى الدول الغربية لينجح في فرض موقفه العسكري في واحده من أخطر المعارك في العصر الحديث؟
يعد الموقف اليمني موقف تاريخي لم تزحزحه متغيرات الزمان والمكان وحتى العواصف وإن تعددت مسمياتها وأهدافها.
كما يعد اليمن حامل لواء الأمة في مواجهة الأعداء من بني صهيون أو الغرب وأمريكا.. اليمن الذي واجه العدو والصديق في مقابل ثباته ونصرته للقضية الفلسطينية. اليمن الذي لايزال وسيبقى الحصن الحصين لهذه الأمة، ومعه شرفاء هذه الأمة.
اليمن وهو في مقابل أقوى الجيوش والتحالفات الغربية العربية المشتركة ثابت بثبات جباله ورجاله، ثابت يواجه أعداء الله والإنسانية مثل أمريكا وبريطانيا وبتحالف مع من كان يحتسبهم اليمن يوما أخوة له للأسف... وإذا بهم كانوا سبباً لمعاناة أبناء اليمن وشرفائه على مدى السنوات الماضية.
ومع كل هذا لم يتزعزع اليمن قيد أنملة تجاه موقفه من نصرة غزة، حتى بات دوي مسيراته وصواريخه تدك قواعد العدو في عمق الأرض المحتلة، خاصة تل أبيب ومطارها.
عاش اليمن حراً عزيزاً مقاوماً بشعبه الشجاع المؤمن في وجه الطغاة والمرتزقة من خونة هذه الأمة.
_ مؤخراً منعت إسبانيا استقبال سفن مرتبطة بدعم الكيان الصهيوني في موانئها، وقامت إيرلندا بإغلاق السفارة الإسرائيلية... أي أهمية لهذه المواقف في مسار تعزيز الحق الفلسطيني في المجتمع الدولي من جهة، وضرب الرواية الإسرائيلية من جهة أخرى، خاصةً وأنه يأتي في سياق حراك أممي مماثل على مستوى الشعوب الغربية لدعم غزة ورفضاً للإبادة الجماعية؟ وكيف ينظر لهذا الموقف بالتوازي مع استمرار الصمت والتخاذل العربي الرسمي مع العدوان الصهيوني على غزة والعربدة الإسرائيلية في المنطقة بشكل عام؟
نعم، كانت للعديد من البلاد الغير عربية والغير محسوبة على البلاد الإسلامية، منها في أمريكا الجنوبية وإسبانيا وحتى ملايين الشعوب وبالأخص الطلبة الاحرار في العديد من الجامعات العالمية في أوروبا وحتى أمريكا، كانت لهم مواقف مشرفه لا يمكن التغافل عنها كونها تمثل نواة لأجيال واعده حره، تقر وتقول بعالي الصوت بأحقية الشعب الفلسطيني في تحديد مصيره، وحرية فلسطين وأحقية أطفال ونساء غزة وكل فلسطين بالعيش الكريم على أرضهم.
وما الموقف الإسباني والإيرلندي ومواقف عدد من الدول الحره إلا نموذج مشرف كما هو الحال لجنوب أفريقيا في المحاكم الدولية؛ خير شاهد على أن هناك من الأحرار الذين يقفون مع نصرة الشعوب المضطهده... طال الزمان أم قصر. للأسف هناك من دول الخذلان العربي والإسلامي لهم مواقف يندى لها الجبين، فهل يعقل أن يخذل الأخ أخيه فيه وقت يقل فيه النصير؟! للأسف الشديد نعم، وكم عانت سلطنة عمان، كما هو حال عدد من الدول التي استقلت برايها تجاه القضية الفلسطينية، ما عانته من صعوبات ولكن لم يتزعزع موقفها من قضيتها العادله.
_ خلال العقود الماضية، عرفت سلطنة عُمان بسياسة مسالمة وحكيمة.. كيف استطاعت عمان أن تدرأ بنفسها عن السياسة العربية والخليجية التي يصفها البعض بالمتهورة خصوصاً في التدخلات السلبية لبعض الأنظمة في شؤون بعض الأنظمة العربية الأخرى؟ وأي حكمة إستراتيجية تنتهجها السلطنة بالوقوف على مسافة واحدة بين أشقائها العرب ؟ وهل تعتقدون أن هذه السياسة ساهمت في النأي بعمان من كل مشاريع الخراب والتدمير التي شهدتها المنطقة على مدى العقود الماضية ؟
مواقف سلطنة عمان هي مواقف متجذرة لسلاطين عمان منذ القدم، حيث تجد أن سلاطين عمان يقفون مع حق الشعوب في تقرير مصيرها، وتجدهم يقفون بقوة مع ذلك الحق.
وهكذا كان الحال في العديد من التجاذبات السياسية خلال حقبة الإمبراطورية العمانية في أفريقيا وآسيا وحتى منطقة ساحل عمان، لتجد سلطنة عمان تنأى بسياستها عن التدخل المباشر في شؤون الغير، ولكن تجدها مع ذلك تلعب دوراً هاماً في الحد من التوترات من خلال النصح والتشاور.
وهذا ما جعل للمواقف العمانية من دور ملموس في حل الكثير من النزاعات والخلافات، ولعبها دور الوسيط الموثوق به.
_ في سياق ما سبق.. أي رسالة توجهونها للعرب أنظمةً وشعوباً في هذه المرحلة الحرجة والحساسة من تاريخ الأمة وفي ظل استمرار هذا الخذلان للدم الفلسطيني العربي المسفوك ظلماً وعدواناً على مدى أكثر من 15 شهراً؟
نناشد قادة الأمة العربية والإسلامية وشعوبها بأهمية مراجعة مواقفها الرسمية والشعبية، وأن تراجع نتائج مواقفها السابقة وما تبعها من تفكك الأمة وضعفها، والعودة إلى وحدة الصف، خاصة وأن الأوضاع تسير لغير مصالح بلدانها وشعوبها، ولنتعلم من تجاربنا السابقة.