
في حوار استثنائي تستضيف "عرب جورنال" المسؤول الإعلامي لحركة الشعب التونسية وعضو مكتبها السياسي، أسامة عويدات، للحديث عن صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في وجه الإبادة الجماعية لأكثر من 450 يوماً، وأهمية هذا الصمود لأمن واستقرار الأمة العربية والإسلامية التي ما تزال في سباتها العميق، لا تحرك ساكناً تجاه الدم الفلسطيني المسفوك ظلماً وعدواناً تحت آلة القتل الصهيو_أمريكية. ويتطرق الحوار إلى إصرار الشعب اليمني في دعم غزة عسكرياً رغم كل التهديدات والإعتداءات الأمريكية الإسرائيلية. كما يتطرق الحوار إلى الحراك الوطني الذي تشهده أفريقيا ضد القوى الإستعمارية الأوروبية والأمريكية.
عرب جورنال/ حوار / حلمي الكمالي
جوهر انتصار المقاومة الفلسطينية في قدرتها على الإستمرار في الإشتباك مع العدو الصهيوني، ومنعه من الإستقرار على أرض فلسطين وبناء مجتمع موحد وبناء ثقافة مشتركة، وحتى لا تصبح لهم الرغبة في العيش المشترك في المستقبل
معركة طوفان الأقصى وحدت ساحات المقاومة العربية من غزة إلى اليمن إلى العراق إلى لبنان، وهذا إنجاز في حد ذاته، وأظهرت المعركة صلابة المقاومة في غزة، وقدرتها على إدارة المعارك
كل التحية والتقدير للجيش اليمني على الدور القومي الذي لعبه في إسناد المقاومة الفلسطينية في غزة
رغم ما تعرض له اليمن من تدمير للبنى التحتية وضرب مقدراته الإقتصادية من قِبل التحالف السعودي، ينهض الجيش اليمني ومن ورائه الشعب اليمني العظيم المتمسك بعروبته وشهامته،ليحاصر الكيان الصهيوني،ويعلن استمرار هذا الحصار إلى أن يفك الكيان حصاره على غزة
من خلال مساندته لغزة،أظهر اليمن شجاعة في الموقف وجرأة في القرار وقدرة على الفعل ودقة في التنفيذ. لقد أبهر العرب، وأرعب العدو،وسيكون اليمن العامل الوحيد المتبقي الذي سيجبر العدو على إيقاف عدوانه على غزة
لدينا اعتقاد راسخ، بأن الأدمغة اليمنية التي طورت الأسلحة ووجهتها بتلك الدقة إلى عمق الاحتلال، ستحقق نجاحات كبيرة في المستقبل القريب في مختلف مجالات الصناعة والتكنولوجيا، ونقل اليمن إلى مصاف البلدان المتطورة
التحولات التي تشهدها اليوم بعض البلدان الأفريقية، بعد سيطرة النظم الوطنية الجديدة على مقدرات دولها؛ ستساهم في التحرر من الهيمنة الإستعمارية، وهذا في حد ذاته سيغيّر من خارطة النفوذ والهيمنة الإمبريالية نحو عالم متعدد الأقطاب
_ بعد مرور 15 شهراً على معركة طوفان الأقصى.. ماذا تقولون بحق الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة والصامدة والثابتة في وجه أكبر وأخطر عدوان عرفه التاريخ الحديث؟ وماذا تعني معركة طوفان الأقصى وهذا الصمود للشعب العربي عموماً والشعب التونسي على وجه الخصوص في هذه المرحلة الراهنة والمصيرية التي تشهدها الأمة العربية والإسلامية بشكل عام ؟
الصهاينة عصابة مسلحة غزت أرض فلسطين بمساعدة الرأسمالية العالمية من أجل تحقيق أهدافها الإستراتيجية في السيطرة على الوطن العربي، لموقعه الإستراتيجي من الكرة الأرضية ولثرواته.
وهذا يستوجب منع الأمة العربية من تحقيق وحدتها، فكان زرع هذا الكيان اللقيط على أرض فلسطين، وهذه العصابة اللقيطة من بلدان مختلفة والتي لا تجمعهم ثقافة مشتركة ولا تاريخ مشترك.
لذلك جوهر القضية الفلسطينية يستوجب الإشتباك الدائم مع هذا الكيان الصهيونية لمنعه من الإستقرار على أرض فلسطين وبناء مجتمع موحد وبناء ثقافة مشتركة وتصبح لهم الرغبة في العيش المشترك في المستقبل. فالاشتباك مع العدو الصهيوني هو الذي يحول دون ذلك، وهو الضامن للحق الفلسطيني.
7 أكتوبر حلقة من حلقات الاشتباك مع العدو لاسترجاع الأرض المغتصبة منه، ومنعه من اكتساب أي حق على الأرض السليبة.
فلا يصح الحديث اليوم بعدم توازن القوى، كما لا يجوز الحديث عن أن التوقيت مدروس أو غير مدروس، ولا يستقيم الحديث عن التنسيق بين الفصائل ولا بين الدول. المقاومة في أي عملية تقوم بها تنتصر ونصرها يتمثل في فكرة استمرار الإشتباك مع العدو.
إضافة إلى أن طوفان الأقصى حقق انتصارات استراتيجية لم تكن منتظرة من المقاومين أنفسهم والتي تتمثل في التالي :
1- أظهرت المعركة المقاومة الفلسطينية في غزة في صلابة وقوة وقدرة على إدارة المعارك، لم نكن نتوقعها نحن أنصار المقاومة قبل العدو.
2- أظهرت المعارك في غزة ضعف العدو الصهيوني، فرغم عتاده لم يحقق تفوقاً إلا في مستوى ترسانته الجوية، وستكون المقاومة قادرة على صدها في المعارك القادمة، والتي ستكون نهاية العدو وإجلائه عن أرض فلسطين، فليست المعركة في غزة من أجل أرض غزة، وإنما من أجل كل فلسطين وعاصمتها القدس، لذلك كانت المعركة مع العدو أسمها طوفان الأقصى.
3- معركة طوفان الأقصى وحدت ساحات المقاومة العربية من غزة إلى اليمن إلى العراق إلى لبنان، وهذا إنجاز في حد ذاته.
4- تحول الكيان الصهيوني من مكانة المعتدى عليه بأسطورة المحرقة إلى الكيان المجرم الذي ينتهك حقوق الإنسان ويرتكب مجازر الإبادة الجماعية وجرائم الحرب
5- هذه المرة الأولى التي يتم فيها إدانة قادة الصهاينة ويصبحون مطلوبين لمحاكم دولية
6- إلى جانب تجريم الصهاينة في قضائياً في المحاكم الدولية، فهم الآن مجرمون شعبياً.
_ في ظل استمرار المجازر البشعة والإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بدعم أمريكي مباشر بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مدى أكثر من 450 يوماً، لكننا لم نشهد موقفا عربيا حقيقيا سواء رسمياً أو شعبياً لوقف هذه الإبادة بإستثناء جبهات الدعم والإسناد في اليمن ولبنان والعراق.. برأيكم ما الذي وصل بالعرب والمسلمين إلى هذا الحال ؟ وكيف ستلقي تداعيات هذا العدوان الإسرائيلي وهذا الصمت العربي بظلالها على أمن واستقرار الدول العربية والإسلامية؟ وما الحل لتفادي العواقب ؟
الموقف العربي الرسمي مما يحدث في فلسطين اليوم، منقسم إلى نوعين، الأول موقف داعم للحق الفلسطيني ولكن بعيد عن حدود فلسطين، فيصبح غير قادر على توفير الدعم لا بالماء ولا بالغذاء ولا بالدواء فضلاً عن السلاح.
والموقف الآخر مطبع مع الكيان الصهيوني، وهذا محبط ومتآمر مع العدو.
بالنسبة للموقف الشعبي العربي، فالشعوب العربية داعمة للقضية الفلسطينية ومؤمنة بها، وقد تحركت الشعوب في بداية المعركة، ولكنها رأت أن حراكها لا يثمر شيئا فاكتفت بالدعاء.
كل البلدان المؤمنة بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرض فلسطين من النهر إلى البحر، وعاصمتها القدس مهددة من الكيان الصهيوني والناتو المتصهين، وعلى رأس القائمة تونس والجزائر.
لذلك لابد من الحيطة وتقوية الجبهة الداخلية استعداداً لمواجهة أي خطر.
_ ما موقفكم من العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة والمستمرة على مدى أكثر من عام رغم التهديدات والإعتداءات الأمريكية الإسرائيلية؟ وماذا يعني لكم هذا الموقف اليمني كمواطن عربي ؟ وهل تعتقدون أن اليمن يضع بصمة تاريخية بهذا الموقف الذي كان من المفترض على كل الدول العربية والإسلامية اتخاذه للانتصار للقضية الكبرى للأمة؟ وماذا تقولون بحق المكايد والمؤامرات التي تحاك اليوم ضد الشعب اليمني بسبب إصراره على استمرار دعم فلسطين وغزة؟ وما هي رسالتكم لهذا الشعب العنيد بموافقة الوطنية الإسلامية والعروبية؟
كل التحية والتقدير للجيش اليمني على الدور القومي الذي لعبه في إسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، فبعد ما تعرض له اليمن من تدمير للبنى التحتية وبعد ضرب مقدراته الاقتصادية خلال العدوان عليه من قبل التحالف السعودي، ينهض الجيش اليمني ومن ورائه الشعب اليمني العظيم المتمسك بعروبته وشهامته ليوقف مرور السفن من باب المندب ويحاصر الكيان الصهيوني، ويعلن استمرار هذا الحصار إلى أن يفك الكيان حصاره على غزة.
الآن أصبح عندي اعتقاد راسخ، بأن اليمن سيحقق نجاحات كبيرة في المستقبل القريب في مجالات الصناعة والتكنولوجيا، لأن الأدمغة التي طورت الأسلحة ووجهتها بتلك الدقة التي شاهدناها إلى عمق الاحتلال؛ قادرة على تحقيق نقله نوعية لليمن إلى مصاف البلدان المتطورة.
لقد أظهر اليمن شجاعة في الموقف وجرأة في القرار وقدرة على الفعل ودقة التنفيذ، لقد أبهرنا نحن العرب وأرعب العدو، وسيكون اليمن العامل الوحيد المتبقي الذي سيجبر العدو على إيقاف عملياته العسكرية على غزة.
_ يتواصل الحراك الوطني في أفريقيا وخاصة في دول الساحل ضد القوى الغربية الإستعمارية، والتي كان آخره إلغاء تشاد للاتفاقيات العسكرية مع فرنسا، وكذلك ساحل العاج.. ما تعليقكم على هذا الحراك؟ وكيف يخدم أي توجه وطني مثل هذا النوع نحو الخلاص من الهيمنة الإستعمارية الأوروبية والأمريكية، بالنسبة لأمن واستقرار شعوب ودول أفريقيا عامة ؟ وهل تعتقدون أن القارة الأفريقية تمتلك من المؤهلات اليوم ما يجعلها قوة مؤثرة قادرة على المنافسة وصياغة عالم جديد متعدد الأقطاب بعيد عن الهيمنة الأجنبية؟
صحيح، القارة الأفريقية تمتلك كل المقدرات التي من خلالها يمكن أن تكون رقماً هاماً في الإقتصاد العالمي، لكن مخلفات الاستعمار جعلت منها تحت هيمنة غير مباشرة،
والتحولات التي تشهدها اليوم بعض البلدان الأفريقية، بعد سيطرة النظم الوطنية الجديدة على مقدرات دولها؛ لا شك ستساهم في التحرر من الهيمنة الاستعمارية، وهذا في حد ذاته سيغير من خارطة النفوذ والهيمنة الإمبريالية نحو عالم متعدد الأقطاب.
أفريقيا هي العالم الجديد اقتصاديا، ومن يريد كسب المعركة الاقتصادية عليه أن يعرف كيف يمكن أن يكون بوابة اقتصادية تربط الشمال بالجنوب.
العالم الآن في مخاض التغيير، وما يحدث في أفريقيا اليوم، هو إرهاصات تشكل عالم جديد متعدد الأقطاب، ومعارك قادمة وقد تكون بدايتها في بحر الصين.