نوفمبر 26, 2024 - 18:39
روسيا وأوكرانيا: ما قصة الصواريخ البعيدة المدى " الأمريكية – البريطانية " ؟


خالد الأشموري -
منذ بدء الحرب الروسية- الأوكرانية  في " شباط/ فبراير 2022م" حصل تدخل أمريكي غربي في إشعال فتيل الحرب بين الطرفين المتحاربين، فكل المؤشرات تؤكد الدعم اللوجستي الأمريكي والغربي لأوكرانيا ضد روسيا الاتحادية، وإرسال الأسلحة العسكرية المختلفة المتطورة لأوكرانيا لاستخدامها لضرب أهداف داخل روسيا، والتي أسهمت تلك المساعدات بحسب المراقبين في صمود أوكرانيا.
الوضع الحالي وفي ظل استمرار الحرب وتدفق الأسلحة الأمريكية والغربية والسماح بمنح كييف الإذن باستخدام الأسلحة بعيدة المدى (اتاكمز وستورد شادو) لشن ضربات في عمق الأراضي الروسية وإقدام القوات الأوكرانية بالفعل باستخدامها، تكون الأمور قد خرجت عن السيطرة ؟ بمعنى أن ذلك التمادي الأمريكي والأوروبي يُعد المقدمة الطبيعية لصراع عسكري واسع ومباشر بين روسيا وحلف الناتو بقيادة واشنطن .. حيث لا يوجد خيار آخر أمام القيادة الروسية إلا المواجهة رغم المخاطر .. طبعاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سبق وأن حذر مراراً الغرب إذا أجاز لأوكرانيا أن تضرب بلاده بصواريخ بعيدة المدى ، فأنه سيقدم أسلحة لدول حليفة تستخدمها لضرب مصالح الغرب، مُضيفاً أن "ذلك يعني مشاركتهم المباشرة في الحرب ضد روسيا، مشيراً بإحتفاظ روسيا بالحق في التصرف بنفس الطريقة".. أكد ذلك مجدداً في لقاء مع الصحفيين في 12/ سبتمبر / 2024م نقلاً عن الوكالة الروسية قوله: أنه في حال سمح الغربيون لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى حصلت عليها كييف لضرب الأراضي الروسية، فإن ذلك يعني أن "دول حلف شمال الأطلسي في حرب ضد روسيا" وذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية أن بوتين علق، على إمكانية السماح لكييف باستخدام الأسلحة الغربية لضرب العمق الروسي وقال: إن دول حلف شمال الأطلسي"الناتو"  لا تناقش الآن احتمال استخدام كييف للأسلحة الغربية بعيدة المدى فحسب؛ بل إنها في الواقع تقرر ما إذا كانت ستتورط بشكل مباشر في الصراع الأوكراني".
وأوضح الرئيس الروسي "في الواقع، لا يمكن تنفيذ المهام الجوية لهذه الأنظمة الصاروخية إلا من قبل أفراد عسكريين من دول الناتو، وأوكرانيا عاجزة بمفردها عن ضرب العمق الروسي وتحتاج لتنفيذ ذلك معلومات الأقمار الاصطناعية الغربية" وتابع بوتين "المشاركة المباشرة لدول الناتو والولايات المتحدة وأوروبا بالصراع الأوكراني ستغير جوهره بشكل كبير، وهذا سيعني أنهم في حالة حرب مع روسيا الاتحادية".
وفي أول تعليق للرئيس بوتين  منذ منح الرئيس الأميركي جو بايدن أوكرانيا الضوء الأخضر هذا الشهر نوفمبر 2024م لاستخدام صواريخ "أتاكمز" الأميركية لضرب أهداف محدودة داخل روسيا، قائلاً: "نعتقد أن لدينا الحق في استخدام أسلحتنا ضد المنشآت العسكرية للدول التي تسمح باستخدام أسلحتها ضد منشآتنا" وبعد الضربة، حمّل بوتين في خطابه الغرب مسؤولية تصعيد النزاع. واعتبر أنّ الحرب في أوكرانيا اتخذت  "طابعاً عالمياً"، وهدد بضرب الدول المتحالفة مع كييف.
ووفقاً للإعلام الروسي للرد الروسي على القرار الأمريكي بشأن، استخدام السلاح الأمريكي على الأراضي الروسية فقد وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يتيح للجيش الرد بأسلحة نووية حال تعرض البلاد لهجوم بصواريخ باليستية.
وتنص العقيدة الروسية النووية الجديدة على أنه إذا شنت دولة هجوما صاروخيا باليستيا على الأراضي الروسية بدعم من دولة أخرى مسلحة نوويا، فإن لموسكو الحق بالرد نوويا، كما يمكن لموسكو استخدام هذا الحق أيضا إذا تعرضت لهجمات بمسيرات أو طائرات حربية.
ووفقا لتحديثات العقيدة النووية، يعد "العدوان على روسيا من دولة عضو في تحالف" تطورا يمكن أن يؤدي إلى رد نووي، ويعد جميع أعضاء التحالف الذي تنتمي إليه الدولة المهاجِمة طرفا في العدوان المحتمل إعلان وعلى المستوى الرسمي، لم تخل الردود من تلميحات إلى تغيير محتمل وعلى الفور في نهج العقيدة العسكرية والنووية لموسكو، حيث قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن استخدام الأسلحة بعيدة المدى من شأنه أن يدل على "مستوى جديد ونوعي من التوتر وموقف جديد فيما يتعلق بالتورط الأميركي في الصراع" كما أشار بيسكوف: إلى التعليقات التي أدلى بها الرئيس بوتين في سبتمبر/أيلول، عندما حذر من عواقب دفع الغرب أوكرانيا إلى استخدام صواريخ هجومية، وهو ما لفتت  إليه أيضا المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا وفي حين لم يقدم بوتين خطة رد واضحة في تصريحاته التي أدلى بها للتلفزيون الرسمي الروسي في سبتمبر/أيلول فإنه ذكر حرفيا "سوف نضطر إلى الرد. كيف؟ متى؟ أين، على وجه التحديد؟ من السابق لأوانه الحديث عن ذلك الآن".
أما على المستوى الإعلامي الدولي فكانت الردود التحليلية السياسية والعسكرية وكالعادة واضحة ما بين التحذير من عواقب دفع الغرب أوكرانيا إلى استخدام الأسلحة البعيدة المدى على روسيا، وما بين التورط المباشر للولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة وأقمارهما الصناعية في الأعمال العدائية ضد روسيا، فضلاً عن تغيير جذري في جوهر وطبيعة الصراع" وفق الرؤية الروسية.
الإعلامي والمحلل السياسي جيرمي هول لـ " BBc- عربي تحت عنوان : أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك الحرب؟ في 21 نوفمبر 2024م  قال فيه: تقول روسيا أن القوات الأوكرانية أطلقت صواريخ      (أتاكمز) أمريكية الصنع في عمق أراضيها بعد وقت قصير جداً من منحها الإذن بذلك من البيت الأبيض متسائلاً، ما الذي سمحت به الولايات المتحدة لأوكرانيا أن تفعله باستخدام أتاكمز.. ؟ ويجيب بقوله : تستخدم القوات الأوكرانية أتاكمز منذ أكثر من عام ضد القوات الروسية داخل أوكرانيا، وضد القواعد الروسية القريبة من الحدود، التي تستخدم لشن هجمات على الأراضي الأوكرانية وكان الرئيس جو بايدن يخشى أن يؤدي استخدام الصواريخ ضد أهداف في عمق روسيا إلى تصعيد الصراع، من خلال جر الولايات المتحدة إلى الحرب.
في 19 نوفمبر/ من العام الجاري، بعد يومين من تخفيف الرئيس بايدن لهذه القاعدة، أطلقت القوات الأوكرانية صواريخ على مستودع ذخيرة في كاراشيف في منطقة بريانسك الروسية، على بعد حوالي 100 كيلومتر من الحدود الأوكرانية، شمال شرق كييف لم تذكر القوات الأوكرانية نوع الصاروخ الذي استخدمته، لكن المسؤولين الأمريكيين أكدوا أنه كان أتاكمز، قالت روسيا إن دفاعاتها الجوية أسقطت خمسة صواريخ، تسبب أحدها في أضرار.
وقال مسؤولون أمريكيون إن روسيا ربما اعترضت صاروخين فقط من أصل ثمانية وحذرت روسيا من رد "مناسب" و"ملموس" على استخدام الصواريخ على أهداف في أراضيها وقد تم صياغة السياسة الجديدة من البيت الأبيض كإجراء لدعم القوات الأوكرانية داخل روسيا، والتي تحتل حاليا حوالي 500 كيلومتر مربع من الأراضي في مقاطعة كورسك، والتي تتوقع مواجهة هجوم مضاد من القوات الروسية والكورية الشمالية ويعتقد أن وصول حوالي 10 آلاف جندي من القوات الخاصة الكورية الشمالية إلى روسيا، لمحاربة أوكرانيا، ساهم في تغيير موقف الرئيس بايدن.
وفي السياق يقول مراسل بي بي سي للشؤون الدفاعية جو ناثان بيل في 21/11/2024م ، عن صواريخ ستورم شادو البريطانية قبل بضعة أشهر، أخبرني مصدر دفاعي أن أول ما سنعرفه عن استخدام صواريخ ستورم شادو بريطانية الصنع لضرب أهداف داخل روسيا سيكون بعد حدوث ذلك بالفعل".
"لقد حدث ذلك الآن، رغم أن الحكومة "البريطانية" لم تؤكده رسميا بعد - مجرد مصادر.. وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد منع أوكرانيا سابقا من استخدام الصواريخ بعيدة المدى، التي زودتها بها الولايات المتحدة، للضرب داخل روسيا، خوفا من تصعيد الصراع ويُعتقد أن فرنسا قد تسمح أيضا للقوات الأوكرانية بإطلاق صواريخ سكالب - المكافئة لصواريخ ستورم شادو - على روسيا.
هناك مئات الأهداف العسكرية داخل غرب روسيا التي يمكن للقوات الأوكرانية ضربها، وفقا لمركز الأبحاث الأمريكي "معهد دراسة الحرب" ومع ذلك، يحذر محللون عسكريون من أن استخدام الصواريخ لضربات داخل روسيا قد لا يكون فعالًا بالنسبة لأوكرانيا، لأن الأهداف التي تريد ضربها أكثر من غيرها قد تم سحبها بعيدا عن مدى تلك الصواريخ وأضاف بقوله: طيلة أشهر، كانت أوكرانيا تطلب من بريطانيا وفرنسا الإذن بإطلاق صواريخ ستورم شادو/ سكالب على أهداف داخل روسيا في الماضي، استخدمت قواتها هذه الصواريخ ضد أهداف في شبه جزيرة القرم المحتلة من قبل روسيا - وعلى سبيل المثال ضرب مقر أسطول البحر الأسود الروسي في سيفاستوبول.
يقول جوناثان بيل مراسل بي بي سي: "إن قرار الولايات المتحدة السماح لأوكرانيا، باستخدام صواريخ أتاكمز ضد أهداف داخل روسيا، يمهد الطريق لبريطانيا وفرنسا لاتباع نفس النهج، فيما يتعلق بصواريخ ستورم شادو/ سكالب وتختلف صواريخ ستورم شادو/ سكالب عن صواريخ أتاكمز، لأنها مصممة لمهاجمة المخابئ تحت الأرض والأهداف المحصنة. وعلى عكس صواريخ أتاكمز، لا يمكنها توجيه ضربات تسبب أضرارا عبر منطقة واسعة.. ويعتقد أن بريطانيا وفرنسا زودتا أوكرانيا ببضع مئات فقط من تلك الصواريخ" : فماهي صواريخ أتاكمز الأمريكية ، وستورم شادو / سكالب البريطانية – الفرنسية الصنع؟ بحسب جيريمي هاول وجوناثان بيل:
نظام صواريخ الجيش التكتيكية "أتاكمز" هو صاروخ باليستي أمريكي الصنع يطلق من الأرض، باستخدام قاذفات صواريخ متحركة مثل إم Himars ، وهيمارس وكلاهما تم توريدهما إلى أوكرانيا أقصى مدى لصاروخ أتاكمز يبلغ 300 كيلومتر، ويطير بسرعة تعادل ثلاثة أضعاف سرعة الصوت، ودخل  الخدمة في الولايات المتحدة منذ عام1986م يمكنه حمل نوعين من الأسلحة: أحدهما رأس حربي واحد شديد الانفجار بوزن أقصى يبلغ 220 كيلوغرام، والآخر يحتوي على مجموعات من القنابل الصغيرة التي تنتشر عند الاصطدام خلال منطقة واسعة إنفوغرافيك يوضح طريقة عمل صواريخ ستورم شادو.
ستورم شادو هو صاروخ موجه صممته فرنسا وبريطانيا بشكل مشترك. ويطلق عليه الفرنسيون اسم سكالب يطير على ارتفاع منخفض بسرعات تزيد على 965 كيلومترا في الساعة، ويتبع محيط الأرض قبل أن يرتفع ويهبط عموديا على هدفه تم تصميمه لاختراق الأهداف ذات الأسطح الخارجية المحصنة مثل المخابئ تحت الأرض، باستخدام "مادة أولية" تنفث المعدن الساخن عبر الجدار، تليها قنبلة تنفجر في الداخل وكلا من أتاكمز وستورم شادو/سكالب صواريخ موجهة عالية الدقة.
وفي السياق الإعلامي: وتحت عنوان "صواريخ أتاكمز حرباً نووية، أم يطفئها الخط الساخن" للكاتب والمحلل السياسي طارق القيزاني "للجزيرة – نت" في 22/11/2024م قوله: أن الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى سُمح باستخدامها لأول مرة ما يضع مساحة شاسعة من الأراضي الروسية والأهداف الاستراتيجية في مرمى الجيش الأوكراني، في خطوة انتظرتها أوكرانيا طويلا بهدف تعديل موازين القوى في الحرب ضد روسيا والحد من فجوة التفوق العسكري لعدوتها، جاء الضوء الأخضر في الرمق الأخير من عهد الرئيس الأميركي جو بايدن يتيح لكييف استخدام نظام الصواريخ التكتيكية "أتاكمز" بعيدة المدى بهدف ضرب العمق الروسي ويعد هذا القرار استباقيا من إدارة بايدن المنتهية ولايته تحسبا لمواقف الرئيس القادم دونالد ترامب المتحفظة من الحرب ومن الدعم الموجه لأوكرانيا ولطالما حذّرت روسيا الغرب من هذه الخطوة المماثلة واعتبرتها -إذا حدثت- بمثابة إعلان حرب ضدها من قبل حلف شمال الأطلسي "الناتو" والاتحاد الأوروبي ومبررا موضوعيا لمراجعة موسكو عقيدتها النووية والآن، وفي ظل التطور المتسارع للأحداث والمواقف، يبدو أن التهديد الروسي لم يعد مبنيا على خطوة افتراضية، خصوصا بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن روسيا أطلقت صاروخا باليستيا فرط صوتي في طور التجربة على هدف في أوكرانيا وقال إن من بين العمليات التي أُنجزت تجربة أحد أحدث أنظمة الصواريخ الروسية متوسطة المدى، وهو صاروخ باليستي فرط صوتي مزود برأس حربي غير نووي. 
خطر كبير
وفي تحليل نشرته مجلة ناشيونال إنترست الأميركية، قال دانيال إل. ديفيز، الخبير العسكري في مؤسسة أولويات الدفاع والضابط السابق في الجيش الأميركي: إنه من غير الواضح السبب الذي دفع الرئيس جو بايدن، في هذه المرحلة المتأخرة من الحرب وفي اللحظة الأخيرة من رئاسته، للقيام بإجراء يحمل في طياته مخاطر تصعيد الحرب بشكل كبير.
ومن الواضح جدا -وفق ديفيز- أن هذا القرار يمثل خطرا كبيرا وغير ضروري على الولايات المتحدة، في حين يزيد احتمالات هزيمة أوكرانيا، وليس العكس في المقابل، هناك شخصيات معروفة في واشنطن أشادت بقرار بايدن، فقد خرج الجنرالات السابقون جاك كين وباري ماكافري وويسلي كلارك لدعم قرار الرئيس، في حين انتقد كين وجود قيود كثيرة جدا على استخدام الصواريخ الأميركية في أوكرانيا، ويضيف ديفيز: أن الحقيقة اليوم أشد وضوحا، فعدد الصواريخ بعيدة المدى التي تمنحها واشنطن لأوكرانيا لن يغير في الأمر شيئا، فهذه الصواريخ لا تستطيع وحدها تغيير ديناميكية ساحة المعركة، تماما مثل الدخول السابق للدبابات الغربية وناقلات الجنود المدرعة وقطع المدفعية وأسلحة الدفاع الجوي وأنظمة هيمارس، أو حتى طائرات إف16المقاتلة إلى المعركة الحقيقة الوحيدة ويضيف "لقد خسرت كييف الحرب، وهذه هي الحقيقة الوحيدة والاستمرار في تجاهل الواقع -والاستماع إلى الجنرالات- سيزيد التكلفة النهائية لخسارة الحرب بالنسبة لأوكرانيا ومع ذلك، فإن ما يفعله بايدن الآن أسوأ لأنه يخاطر بتوسيع الحرب، مما قد يجر الولايات المتحدة إلى صراع مباشر مع روسيا".
ويوضح ديفيز: أن روسيا كانت واضحة في تصريحاتها بأن إدخال صواريخ بعيدة المدى أميركية أو غربية في الحرب ضد روسيا يمثل انخراطا مباشرا للغرب ضد روسيا ويفرض عليها "رداً" وإن المخاطرة بتوسيع الحرب من خلال السماح باستخدام الأسلحة الأميركية بعيدة المدى ضد روسيا تمثل مجازفة متهورة إلى أقصى حد، خاصة وأن هذا لا يحقق أي فائدة عسكرية لأوكرانيا، بل يمثل خطرا إستراتيجيا كبيرا يتمثل في احتمال تورط واشنطن في الحرب". 
وفي تحليل آخر نشرته صحيفة ( بوليتكو الأمريكية ) وصفت فيه تخلي واشنطن عن سياسة الحذر وموافقتها لتحريك الصواريخ الباليستية نحو الأراضي الروسية بأنها لحظة فاصلة في الحرب. وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من استعمال أنظمة الصواريخ الغربية بالفعل لضرب الأراضي التي احتلتها روسيا، فإن استخدامها لضرب أهداف داخل روسيا كان يعتبر منذ فترة طويلة من المحرمات الثابتة، خوفا من إشعال حرب نووية.
وفي أول رد فعل من الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي قال: إن "الصواريخ ستتحدث عن نفسها"، بينما جاءت التحذيرات من داخل روسيا نفسها بشأن الدور الذي يمكن أن يلعبه نظام الصواريخ التكتيكية "أتاكمز" في تغيير دفة الحرب أو الحد من فعالية التفوق العسكري للجيش الروسي.
وعلى المستوى الإعلامي الروسي: فقد كانت الردود أكثر تحريضا داخل روسيا على اتخاذ خطوات انتقامية بما في ذلك استخدام أسلحة نووية.. واعتبر ديمتري كيسليوف، مقدم برنامج "فيستي نيدلي" الإخباري في روسيا على التلفزيون الرسمي، أن "هناك سببا وراء تعديل روسيا لعقيدتها النووية"، حتى لو تعرضت لضربة بأسلحة تقليدية ولم يستثن كيسليوف الأراضي الأميركية والبريطانية والفرنسية من أي عواقب مترتبة عن هذه الحرب المفتوحة.. كما ألمح سيرغي مردان، الشخصية التلفزيونية المعروفة في روسيا، إلى ضربة انتقامية، وكتب على تليغرام أنه "من المتوقع أن يقدم الكرملين إجابة مفصلة حول المنشآت الأميركية التي ستصبح أهدافًا للصواريخ الروسية إذا شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجمات على الأراضي الروسية" وكتب المعلق يوري بودولياك إلى أكثر من 3 ملايين متابع له أن "روسيا قد تصبح أكثر تصميما على تدمير نظام كييف، وقد تختار الرد عبر صراع بالوكالة في مكان آخر من العالم.
وقال مدير المخابرات الروسية سيرغي ناريشكين وفقاً لوكالة الإعلام الروسية : أن محاولات دول حلف شمال الأطلسي لتسهيل الضربات الصاروخية الأوكرانية داخل روسيا لن تمر دون رد وفي كل الأحوال لم تتأخر النتائج والتطورات في الإعلان عن نفسها مع قرار الإدارة الأميركية إغلاق السفارة في كييف يوم 20 نوفمبر/الجاري تحسبا لهجوم جوي روسي واسع النطاق على أوكرانيا، وتبعتها في ذلك سفارات إيطاليا واليونان وإسبانيا.