نوفمبر 23, 2024 - 20:56
بايدن يجيز لكييف استخدام صواريخ بعيدة المدى: هل يقود ذلك لسيناريوهات كارثية على العالم ؟


عرب جورنال / توفيق سلاّم  - 
قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الأمريكية الاستراتيجية "أتكامز" بعيدة المدى على العمق الروسي يُعدّ تحولًا جذريًا في مسار الصراع. هذه الخطوة، التي تهدف ظاهريًا إلى دعم أوكرانيا عسكريًا، تحمل في طياتها مخاطر جسيمة قد تتجاوز أوكرانيا لتشمل النظام الدولي بأسره. موسكو تعتبر هذا القرار انتهاكًا للخطوط الحمراء، ما ينذر بتصعيد قد يخرج عن السيطرة ويدفع العالم نحو سيناريوهات كارثية. فهل هذه الخطوة وسيلة لتعزيز موقف أوكرانيا، أم أنها تمهد الطريق لصراع عالمي غير مسبوق؟

من الواضح أن هذا القرار يثير تصعيدًا خطيرًا في الصراع. الهدف الظاهري قد يكون تعزيز موقف أوكرانيا التفاوضي، لكن هذا القرار يحمل مخاطر كبيرة، لأنه يجر الصراع إلى أبعاد خطيرة، نظرًا لتعقيد الوضع الجيوسياسي الحالي بين روسيا والغرب، خصوصًا فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا. ولعل ما يزيد الوضع خطورة هو أن كلا الطرفين يدركان أن التصعيد قد يخرج عن السيطرة، لذلك يجري اللعب على حافة الهاوية مع تجنب الانزلاق الكامل إلى حرب شاملة. لكن أي خطوة جديدة مثل استخدام أسلحة بعيدة المدى أو تدخل مباشر من الناتو ستغير قواعد اللعبة بالكامل، وقد تكون عواقبها كارثية ليس فقط على المنطقة، ولكن على النظام الدولي ككل.

تحذيرات موسكو

التحذيرات الروسية بشأن استخدام أوكرانيا أسلحة بعيدة المدى، أو أي تدخل مباشر من الناتو تحمل رسائل واضحة إلى الغرب، بأن موسكو ترى في ذلك تجاوزًا للخطوط الحمراء  قد يؤدي إلى تصعيد أكبر. روسيا أوضحت أكثر من مرة أنها لن تقبل بتهديد وجودها، أو أمنها القومي دون رد، ويبدو أن القيادة الروسية مستعدة للذهاب إلى أبعد الحدود إذا شعرت بأن الموقف يفرض ذلك.
 الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشار إلى أن موسكو" سترد بوسائلها الخاصة"، مضيفًا أن "توقيت ومكان الرد سيعتمد على طبيعة التهديد". مع التأكيد على أن "الجيش الأوكراني غير مؤهل لتشغيل هذه الأنظمة دون تدخل مباشر من حلف الناتو، مما يزيد من خطورة التصعيد".
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وصف القرار بـ"اللعب بالنار"، مشددًا على أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. وهذا يعني أن روسيا تنظر إلى القرار الأمريكي كخطوة نحو تورط الناتو بشكل مباشر في الصراع، مما يثير مخاوف من توسع الحرب إلى نطاق دولي أوسع. فالخيارات الروسية تتراوح بين ضربات عسكرية تعيد أوكرانيا إلى "استيعاب المخاطر "، وبين توسيع دائرة الاستهداف لتشمل المصالح الحيوية والبنية التحتية العسكرية. هذه الخيارات تعكس استعداد روسيا لتحمل الكلفة العالية إذا أُستُهدف أمنها القومي. 

الرد الروسي

 الرد الروسي على الهجمات الأوكرانية على مقاطعة بريانسك كان فوريًا، بإطلاق صاروخ "أوريشنيك"، لتدمير مجمع للصناعات العسكرية، دون أن تتمكن المنظومات الدفاعية الأوكرانية اعتراضه. وضع الغرب في حالة من الذهول، لا سيما وأن الصاروخ يمثل تطورًا جديدًا في مجال الصواريخ الباليستية فائقة السرعة. يتميز هذا الصاروخ بمدى متوسط وبرأس حربي غير نووي، وقد تم إطلاقه لأول مرة كجزء من اختبار تجريبي. وفقًا للمصادر الروسية، جرى إطلاقه على منشأة أوكرانية للصناعات الحربية بنجاح كبير، حقق هدفه بدقة عالية.
أحد أبرز مزاياه هو سرعته التي تفوق سرعة الصوت، مما يجعله صعب الاعتراض بواسطة المنظومات التقليدية الغربية. ما يعكس التحديات التقنية التي تواجهها أنظمة الدفاع الحالية عند التعامل مع مثل هذه التقنيات العالية. هذا التطور يسلط الضوء على تصعيد خطير في النزاع، حيث تعتمد روسيا على أسلحة متطورة، لم يكشف عنها قادرة على إحداث تأثير استراتيجي على مستوى أوروبا بالكامل. أما أوكرانيا فهي معرضة للتدمير الشامل لبنيتها التحتية العسكرية، في حال استمرارها في استهداف العمق الروسي. واستخدام مثل هذه الأسلحة رسالة واضحة للغرب، بأن التصعيد قد يقود إلى نتائج كارثية. من جهة أخرى، ترى أوكرانيا وداعموها الغرب أن التصعيد هو وسيلة للضغط على روسيا، خاصة إذا تمكنت أوكرانيا من الحصول على دعم عسكري أكثر تطورًا. 
الولايات المتحدة تدرك جيدًا أن أي تصعيد  سيكون كارثيًا على أوكرانيا، وفي حال تدخل طرف ثالث في الناتو، فإن الأمر سيقود إلى استخدام الأسلحة النووية، وتحديث العقيدة النووية الروسية تصب في هذا الاتجاه. وتصريحات الكرملين تبدو واضحة للغرب، بما في ذلك أمريكا نفسها. يبدو أن بايدن يضع الألغام أمام ترمب في أي تسوية قادمة، بحيث يأخذ مسار التصعيد إلى مواجهة مباشرة مع روسيا.


وزارة الخارجية الروسية قالت إنه إذا ضربت أوكرانيا روسيا بصواريخ غربية بعيدة المدى، فإن ذلك سيغير جوهر الصراع جذريًا. وأضافت الوزارة أن استخدام كييف للصواريخ لمهاجمة الأراضي الروسية سيعني المشاركة المباشرة للولايات المتحدة وحلفائها في الأعمال العدائية ضد روسيا. يقول الباحث بالشأن الروسي الدكتور محمود الأفندي "إن قرار بايدن السماح لأوكرانيا باستهداف العمق الروسي بصواريخ "أتكامز"، سيهز صورة أمريكا الجيوسياسية، لأنها في مرحلة انتقالية، ولا يحق لإدارة بايدن اتخاذ مثل هذا القرار الاستراتيجي خاصة وأنه إتفق مع ترمب على الانتقال السلمي للسلطة". لكن في الوقت نفسه، تعتمد واشنطن على فرضية أن موسكو قد تتجنب الخيار النووي بسبب مخاطره الهائلة حتى على روسيا نفسها. لذا، تراهن الولايات المتحدة على سياسة "الضغط بدون كسر"، بمعنى تقديم دعم قوي لأوكرانيا لتقويض روسيا استراتيجياً، واستنزافها دون الوصول إلى مستوى يفرض مواجهة شاملة. يبدو أن الولايات المتحدة تلعب لعبة محفوفة بالمخاطر، حيث تسعى  لدفع أوكرانيا لإشعال مواجهة مباشرة مع روسيا، بينما تعتمد روسيا على الرد "بوسائلها الخاصة"، كما قال بوتين  على طبيعة التهديد. ومع ذلك، تظل هذه الحسابات معقدة وقد تتغير سريعًا في حال حدث خطأ في التقدير أو إذا قرر أحد الطرفين تصعيد الموقف بشكل غير متوقع. وتعتبر استخدام الأسلحة الاستراتيجية بعيدة المدى خطًا أحمر لن تتهاون معه روسيا، باستخدام هذه الأسلحة على أراضيها أو ضد مصالحها الحيوية، فهذا يمثل تهديدًا وجوديًا يستوجب ردًا حاسمًا، قد يصل إلى مستوى رد قاس  لأوكرانيا لضمان إنهاء الخطر من أساسه.

الرسالة الروسية 

الرسالة الروسية، هنا ليست موجهة فقط لأوكرانيا، بل أيضًا للولايات المتحدة وحلف الناتو، مفادها أن تصعيدًا من هذا النوع سيُقابل بتصعيد أكبر قد يخرج عن السيطرة. إذ أن الخيار الروسي للرد في حال استخدام أسلحة بعيدة المدى يظهر كإجراء رادع يهدف إلى منع أي تفكير في تجاوز الخطوط الحمراء. ما يزيد من حساسية الوضع هو أن روسيا تستخدم ردها المتوازن لإظهار جدية موقفها، ولردع الولايات المتحدة وحلفائها من اتخاذ خطوات تصعيدية. السؤال الرئيس الذي يفرض نفسه: هل الغرب مستعد لتحمل تبعات هذا السيناريو؟ يبدو أن الاستراتيجية الغربية تهدف إلى اختبار مدى صلابة الموقف الروسي دون دفع الأمور إلى مواجهة لا يمكن السيطرة عليها. لكن من الواضح أن استخدام الأسلحة بعيدة المدى أو تزويد أوكرانيا بها لن تغير المعادلة بشكل جذري، وستجعل الكلفة أكبر بكثير ليس فقط على أوكرانيا، بل على الاستقرار الإقليمي والدولي ككل.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا السيناريو يحمل تداعيات خطيرة على المستوى الإقليمي والدولي. قد تجد الولايات المتحدة وحلف الناتو  أمام خيار صعب: التدخل المباشر أو التخلي عن أوكرانيا، وكلاهما يحمل مخاطر جسيمة. من ناحية أخرى، روسيا تراهن على أن الغرب لن يرغب في الوصول إلى حافة الحرب النووية، مما يعطيها مساحة للتحرك بقوة في أوكرانيا دون تدخل مباشر. وفي المحصلة استخدام أوكرانيا لأسلحة بعيدة المدى يعني فتح الباب أمام سيناريو كارثي قد يُغير الخريطة الجيوسياسية لأوروبا بالكامل، ويُظهر حجم الخطر الذي ينطوي عليه استمرار التصعيد العسكري في هذا الصراع. من جهة أخرى، فإن دخول حلف الناتو بشكل مباشر في الصراع يشكل تحولًا جذريًا قد يدفع نحو مواجهة واسعة النطاق.

الخيار النووي

 الخيار النووي، رغم أنه يبدو مستبعدًا حتى الآن، يظل ضمن الخطابات الروسية كتحذير للغرب من التدخل العميق. ومع ذلك فإن الحديث عن استخدام الأسلحة النووية يتصاعد مع ارتفاع حدة التوترات بين روسيا والغرب. روسيا تمتلك عقيدة عسكرية واضحة تتيح استخدام الأسلحة النووية في حال تعرض وجودها للخطر. لكن من المهم الإشارة إلى أن استخدام السلاح النووي ليس قرارًا سهلاً لأي دولة، لأنه يعني انتحارًا جماعيًا على المستوى الدولي. فالتصعيد الذي يُحتمل أن يؤدي إلى صراع عالمي يعتمد على كيفية استجابة الدول الغربية للتطورات. تقول موسكو أن أي تدخل مباشر من دولة من دول الناتو (طرف ثالث) لاستهداف روسيا، قد يدفع بالأزمة نحو مواجهة شاملة مع حلف الأطلسي. 
ومن المهم الإشارة هنا إلى أن هذا السيناريو كونه يمثل تهديدًا وجوديًا للجميع، بما في ذلك روسيا نفسها. ما يُعرف بـ "التدمير المتبادل المؤكد"، يجعل أي مواجهة نووية مباشرة غير مرغوبة لأي طرف، حيث ستؤدي إلى دمار شامل للبشرية والبنية التحتية العالمية. لذلك، تسعى الدول الكبرى عادةً لتجنب التصعيد إلى مستوى حرب نووية، وتعتمد بدلاً من ذلك على الردع النووي كوسيلة للحفاظ على الاستقرار ومنع أي طرف من المخاطرة بمواجهة مباشرة. فالتصعيد الأوكراني الحالي، لن يغير من مسار الحرب، لكن تداعياته، على أوكرانيا ستكون ثقيلة، وإن كان ذلك يستدعي ضبط النفس حتى لا ينزلق الأمر إلى ما هو أسوأ. وهو ما يجعل الحوار والدبلوماسية ضرورة قصوى.

إذ أن استمرار أوكرانيا في ضرب العمق الروسي ينطوي على مخاطر كبيرة، وقد يدفع روسيا إلى تصعيد أكبر يمكن أن يؤدي إلى تدمير أوكرانيا، مما يجعل الخيارات الدبلوماسية أكثر صعوبة.


سيناريوهات محتملة

تصعيد محدود: روسيا ترد بقوة عسكرية على أوكرانيا فقط، وتجنب مواجهة مباشرة مع الغرب.
تصعيد شامل: تصاعد الضربات المتبادلة وصولًا إلى مواجهة شاملة بين روسيا والناتو.
تفاوض تحت الضغط: الضغط العسكري يدفع أحد الأطراف إلى التراجع والدخول في مفاوضات قبل الوصول إلى نقطة اللاعودة.

ضرب مقاطعة بريانسك بصواريخ أتاكمز

الهجمات الأوكرانية باستخدام صواريخ أتاكمز البعيدة المدى الأمريكية على مقاطعة بريانسك الروسية، يُعدّ التصعيد الأخطر منذ بداية النزاع الروسي- الأوكراني، هذا ما جعل موسكو تقر عقيدتها النووية المعدلة او الحديثة، لتكون أكثر مرونة واستيعابية في تعيين حالات تجيز استخدام الأسلحة النووية، بل وصعّدت موسكو خطابها بعد الهجوم على مقاطعة بريانسك ملوحة بالرد نوويًا. ولكن هل هذا هو السيناريو المقبل المرجح، أم أن في جعبة روسيا خيارات أخرى للرد، وربما بطرق وبأماكن غير متوقعة؟ من جانت آخر، لماذا أقدمت إدارة البطة الأمريكية العرجاء على خطوة كهذه ولم يتبن أحد من قادة أوروبا علنًا مسؤولية هذا القرار؟ هذا التصعيد يضع أمريكا في دائرة العدوان على روسيا.
وزارة الدفاع الروسية أعلنت الثلاثاء أن القوات الأوكرانية هاجمت منشأة في مقاطعة بريانسك الروسية الحدودية بستة صواريخ باليستية من طراز "أتاكمز" أمريكية الصنع. وقالت الدفاع الروسية في بيان لها الثلاثاء إن الجيش الأوكراني شن في الساعة 03:25 الليلة الماضية هجومًا على منشأة في بريانسك بستة صواريخ باليستية، وهي حسب البيانات المؤكدة صواريخ أتاكمز التكتيكية العملياتية أمريكية الصنع. وأشار البيان إلى أن أطقم منظومات "إس-"400 و"بانتسير" للدفاع الجوي أسقطت خمسة صواريخ وألحقت أضرارًا بالسادس الذي سقط حطامه على منطقة فنية لمنشأة عسكرية في مقاطعة بريانسك، مما أدى إلى نشوب حريق تم إخماده على الفور، دون وقوع ضحايا أو دمار.
وأكد مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون نصف الكرة الأرضية الغربي بريان نيكولز هذه المعلومة  الثلاثاء. وأشار الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى أن قرار واشنطن هذا يعني "موجة نوعية جديدة من التوتر وانتقال الأمور إلى وضع جديد من حيث تورط الولايات المتحدة" في النزاع الأوكراني." وأضاف أن "الرئيس فلاديمير بوتين قد صاغ موقف روسيا بشكل واضح للغاية لا لبس فيه فيما يتعلق بقرارات الضربات بالأسلحة بعيدة المدى على أراضيها، وتلقى الغرب الجماعي هذه الإشارات". وهذا يعني أن الوضع الحالي يضع العالم على حافة مواجهة خطيرة، لكن جميع الأطراف تدرك خطورة التصعيد نحو حرب نووية. السيناريو الأقرب هو استمرار التصعيد التقليدي مع محاولات الغرب وروسيا تجنب تجاوز الخطوط الحمراء التي قد تؤدي إلى صراع كوني.

 البُعد السياسي والدبلوماسي

الحديث عن صواريخ بعيدة المدى مثل "أتاكمز" و"ستورم شادو" يثير حساسية شديدة، لأنه يعني نقل الصراع إلى مرحلة جديدة، ما قد يؤدي إلى ردود أفعال روسية قوية.
موقف الإدارة الأمريكية الحالي، كما صرح به ماثيو ميلر، يبدو أنه يسعى إلى التوازن بين دعم أوكرانيا وتجنب تصعيد خطير.
الإشارة إلى احتمال تغير السياسة الأمريكية تجاه الصراع مع قدوم إدارة ترمب الجديدة يعكس الانقسام السياسي الداخلي في الولايات المتحدة حول هذا الملف. ترمب، في الماضي أبدى مواقف أقل عدائية تجاه روسيا مقارنة بالإدارة الحالية.
وتأسيسا على ما سبق فإن التطورات تشير إلى وضع دولي حساس للغاية. فأي خطأ في التقدير أو التصعيد غير المحسوب قد يقود العالم إلى كارثة. الحل الوحيد لتجنب الكارثة هو ضبط النفس والدفع نحو مفاوضات جادة بين جميع الأطراف المعنية.
 روسيا، بحكم عقيدتها العسكرية وقدراتها، قادرة على الرد بطريقة تقلب الطاولة على أوكرانيا وتجعلها في موقف صعب للغاية. ويبدو أن روسيا معتادة على التعامل مع تهديدات مشابهة، ولديها منظومات جوية متطورة قادرة على اعتراض هذه الصواريخ جزئيًا. وعلى الرغم من ذلك، استخدام أوكرانيا لهذه الصواريخ لاستهداف العمق الروسي سيُعتبر تصعيدًا مباشرًا، وسيدفع روسيا للرد بأساليب تفوق ما هو متوقع. 

 الموقف الغربي من التصعيد

الدول الغربية تدرك أن تصعيدًا عسكريًا مباشرًا ضد روسيا يحمل مخاطر كبيرة، بما في ذلك احتمال استخدام أسلحة نووية تكتيكية. الدعم الغربي سيظل في إطار مدروس لتجنب الانزلاق إلى مواجهة مباشرة، لأن أي تدخل مباشر يعني حربًا شاملة غير مرغوبة.
الضربات الروسية ستُضعف أوكرانيا ميدانيًا واقتصاديًا، مما يجعلها غير قادرة على الحفاظ على زخم الهجوم.
هذا التصعيد قد يؤدي إلى إنهاك أوكرانيا ودفعها نحو قبول تسوية بشروط روسية، خاصة إذا فقدت دعمًا شعبيًا داخليًا بسبب التداعيات.


الخلاصة، الصواريخ الغربية بعيدة المدى لن تغير موازين القوى جذريًا، ولن تجعل أوكرانيا في موقف تفاوض قوي. الرد الروسي المحتمل سيُضعف أوكرانيا بشكل كبير، وسيفرض واقعًا جديدًا يجعلها تتفاوض من موقع ضعف. الغرب، من جهته، لن يغامر بمواجهة مباشرة مع روسيا، وسيستمر في تقديم الدعم في إطار يضمن عدم تصاعد الصراع إلى مستوى عالمي.