نوفمبر 22, 2024 - 19:58
نوفمبر 23, 2024 - 13:17
منسق الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع لـ(عرب جورنال): اليمن فرض معادلة الند بالند مع الصهاينة والأمريكيين وعملياته أصابت الإقتصاد الإسرائيلي بمقتل

في سياق مواكبة تطورات العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة ولبنان، وتداعياته الإقليمية والدولية.. تستضيف "عرب جورنال" منسق الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، محمد الغفري، للوقوف عند آخر وأبرز هذه التطورات في مختلف الميادين والساحات، وعلى رأسها بدء الجاليات العربية والإسلامية في القارة الأوروبية بالانتفاضة ضد الصهاينة والتي كان آخرها حادثة العاصمة الهولندية أمستردام. ويسلط الحوار الضوء على مخاطر استمرار التطبيع بين النظام المغربي والكيان الصهيوني، والتطرق إلى جوانب وأهمية الحراك الطلابي السياسي في المغرب لمقاومة هذا التطبيع والسعي لإفشاله والتصدي للمخططات الصهيونية لاستهداف أمن واستقرار البلد العربي المسلم. كما يناقش الحوار عدد من الموضوعات المتعلقة بمعركة طوفان الأقصى. 

عرب جورنال/ حوار / حلمي الكمالي _

صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة جعلت أحرار العالم يتضامنون مع القضية الفلسطينية، وبعد ملحمة طوفان الأقصى أصبحت الكوفية والعلم الفلسطيني رمزاً للحرية ورمزاً للتحرر على مستوى العالم 

كل الإعتزاز والإفتخار بالشعب اليمني وبالمقاومة اليمنية وما تكبده للكيان الصهيوني من خسائر كبيرة على المستوى العسكري والإقتصادي في سبيل دعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة 

العمليات البحرية اليمنية المساندة لغزة أصابت الإقتصاد الصهيوني في مقتل، كما شكلت عبئاً اقتصادياً كبيراً على القوى الغربية الداعمة للكيان الصهيوني وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية 

اليمن نجح في فرض معادلة الند بالند مع الصهاينة والأمريكيين، فحتى الآن لا تعبر أي سفينة إسرائيلية أو مرتبطه بالاحتلال في البحر الأحمر، وهذه الشجاعة والإقدام والبطولة التي جسدتها المقاومة اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب؛ تعتبر ملحمة إضافية أخرى تضاف لملحمة طوفان الأقصى 

العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة مفخرة للعرب ومفخرة لكل أحرار العالم، فهي فعل مقاوم عملي وفعل حقيقي يساند المقاومة وحقوق الشعب الفلسطيني من قلب الميدان

فرنسا رهينة لدى الإدارة الأمريكية والصهاينة، بالتالي فهي شريكة في الجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، وخطاب ماكرون في البرلمان المغربي رفضه كل الشعب المغربي الداعم للمقاومة وفلسطين

الشعوب العربية لم تعد تنتظر شيئاً من الأنظمة العربية في موضوع القضية الفلسطينية، فقد أكدت هذه الأنظمة ضعفها، وأنها ليست صوت شعوبها، وأن ولاءها الخالص للغرب الاستعماري

ما حدث في أمستردام لا يجب أن نحصره كرد فعل للجاليات العربية والإسلامية وحسب، بل هو رد فعل للإنسانية بمختلف إنتماءاتها سواءً الدينية أو الجغرافية، حيث كان رد فعل طبيعي ضد الصهاينة الهمج وما فعلوه في العاصمة الهولندية من إهانة وإساءه لفلسطين والعرب والمسلمين

التطبيع مع الكيان الصهيوني يستهدف الأمن القومي المغربي، ويسعى لتقسيم المنطقة العربية المغربية، والتطبيع في المغرب هو تطبيع النظام ومرفوض شعبياً، لذلك لن يكتب له النجاح

_ في خضم معركة طوفان الأقصى المستمرة على مدى أكثر من 13 شهراً.. ماذا تعني هذه الملحمة الأسطورية بالنسبة للشعب المغربي ولشعوب الأمة العربية والإسلامية بشكل عام؟ وهل تعتقدون أن صمود المقاومة والشعب الفلسطيني أمام آلة القتل الصهيو_أمريكية رغم كل التحديات والتضحيات الجسيمة قد فتح مرحلة جديدة من المقاومة في وجه المحتلين على إمتداد المنطقة العربية والإسلامية والإقليم، وألهم الشعوب الحرة لمقاومة الإستعمار والعدوان على مستوى العالم؟ 

معركة طوفان الأقصى كما قلتم هي ملحمة أسطورية سواءً بالنسبة للشعب المغربي أو كل الشعوب العربية، وكل الشعوب التواقة إلى التحرر تعتبرها ملحمة استثنائية.

إذاً هي ملحمة الحق، فأن تعجّ الساحات في القارات الخمس تحمل الكوفية والعلم الفلسطيني بعد طوفان الأقصى انتصاراً لطوفان الأقصى، ولأول مرة انتصاراً للمقاومة الفلسطينية، فهذا معناه أن الرواية الصهيونية سقطت، فالحق دائما يجد من يناصره.

معركة طوفان الأقصى تعني أن الثورة على الظلم، وإن تأخرت فهي في كل مكان قادمة، وأن القضايا العادلة لا يمكن قمعها إلى الأبد. وأن الإنسان تواقٌ للتحرر من الاستعباد. وأن جرعة الأمل تضاعفت لدى شعوب منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

المقاومة والصمود التي أظهرها الشعب الفلسطيني جعلت أحرار العالم يتضامنون أولاً مع الشعب الفلسطيني، ثانياً مع المقاومة، ولأول مرة تخرج الجماهير في أمريكا وفي أوروبا نصرةً للمقاومة.

أيضاً محور المقاومة تضامن بالسلاح دعماً لطوفان الأقصى، وأقصد محور المقاومة، اليمن والعراق ولبنان، حيث تضامن بالسلاح وبالمشاركة في قصف الكيان الصهيوني، كذلك أحرار العالم تضامنوا مع الكوفية والشعب الفلسطيني، بحيث أن الكوفية والعلم الفلسطيني أصبحوا رمزاً للحرية ورمزاً للتحرر. 

_ خلال زيارته الأخيرة.. أقدم الرئيس الفرنسي، مانويل ماكرون، بمهاجمة المقاومة الفلسطينية ورموزها من تحت قبة البرلمان المغربي.. أي انطباعات سلبية تعكسه هذه الخطوة عن النظام الغربي تجاه أشقاء الدم والدين في غزة في خضم الإبادة الجماعية التي يشنّها الكيان الصهيوني بمساعدة ودعم مباشر من الدول الغربية بينها فرنسا ؟ وأي تداعيات لاستمرار النظام الرسمي العربي في تخاذله الفاضح مع جرائم الاحتلال وتماهيه مع مشاريعه؟ 

ما أقدم عليه الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون في البرلمان المغربي، دليل على أن أهم مؤسسات الدولة الفرنسية هي خاضعة للصهاينة وللإدارة الأمريكية. وأن دولة فرنسا ليست قادرة على صياغة مواقفها الخاصة بها، بل هي للأسف رهينة لدى الإدارة الأمريكية والصهاينة.

لماذا اقول هذا؟ لأن الشعب الفرنسي في الشارع الفرنسي يخرج في جل مدن فرنسا نصرةً للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية. وبالتالي الدولة الفرنسية اليوم ورئيسها ماكرون لا يعبران على رأي الشارع الفرنسي.

بالنسبة لنا في الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، وبعد ساعات من إلقاء ماكرون لكلمته في البرلمان، تجمهرنا أمام البرلمان في الرباط، وأدنا بأقوى العبارات خطاب ماكرون، والذي وصفناه بالشريك في الجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني.

الأنظمة العربية للأسف أكدت ضعفها، وأنها ليست صوت شعوبها، وأن ولاءها للغرب الاستعماري أكثر من شعوبها، والشعوب العربية لم تعد تنتظر شيئاً من الأنظمة العربية في موضوع القضية الفلسطينية. 

_ بعد حادثة أمستردام والتي كان بطلها المغتربين العرب والمغاربة تحديداً.. أي معادلة يفرضها الصوت العربي والمسلم في القارة الأوروبية للانتصار للقضية الفلسطينية في وقت نشاهد سباتاً عربياً مخزياً في الدول العربية تجاه مجازر الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؟ وماذا يعني أن تبدأ الجاليات العربية والإسلامية في القارة العجوز بالتصدي للصهاينة في كل الساحات؟ وهل تعتقدون أن حادثة أمستردام قد تتكرر في أماكن أخرى؟ 

أولاً كمغاربة نفتخر بواقعة أمستردام، وما أقدم عليه الشباب المغربي هناك في التصدي للمجرمين الصهاينة الذين جاءوا في صفة مشجعين، ولكنهم في الحقيقة عبارة عن فيلق من الجنود وجنود الاحتياط الصهيوني، والتي جاءت لتمارس الجريمة، ومارست أفعال إجرامية، حيث كان هناك جرائم لفظية ثم جرائم مادية، وما أقدم عليه هؤلاء المجرمين وما صرح به لا يمكن لأي حر في العالم إلا أن يتصدى له.

وإن كانت الأغلبية من المغاربة في حادثة أمستردام، فأيضا كان هناك أوساط المشاركين من الجاليات العربية الأخرى بنسب متفاوتة، بل وكان هناك أيضاً أتراك وإيرانيين، كذلك كان هناك شباب من أصول هولندية.

وللعلم، فإن الكثير من الهولنديين استمروا في دعم ما فعله الشباب في الأيام الموالية، فالإعلام الهولندي أدان ما قام به الصهاينة، أيضا المحامين الهولنديين فعلوا كل ما بوسعهم لإطلاق سراح الشباب. وبالتالي استمر الدعم حتى داخل القيادة السياسية في هولندا، بحيث أقدمت الوزيرة نورا على تقديم استقالتها من الحكومة احتجاجاً على اللغة والنبرة التي تلفظ بها بعض أعضاء الحكومة الهولندية ضد الشباب.

إذا لا نريد أن نصور أن ما وقع في أمستردام على أنه رد فعل للجاليات العربية والإسلامية وحسب، بأكثر ما يجب أن يصور كما هو رد فعل للإنسانية بمختلف إنتماءاتها سواءً الدينية أو الجغرافية، حيث كان رد فعل طبيعي ضد الصهاينة الهمج وما فعلوه في أمستردام.

وسيتصدى أحرار العالم في جميع الساحات العالمية بدون استثناء للمجرمين الصهاينة إذا كرروا فعلتهم سواءً فرادى أو جماعات، فما أقدموا عليه خطير للغاية من تمزيق العلم الفلسطيني، وتهديد العرب بأن الجيش الصهيوني سيغتصبهم، ثم الإحتفال بأن ليس هناك مدارس في غزة لأن الأطفال قتلوا جميعاً وهو احتفال بالإبادة الصهيونية، من يتلفظ بهكدا كلام في أي دولة في العالم وأمام شعب في العالم لن ينتظر منهم إلا رد فعل قوي وقوي جداً، لأن هذا الفعل الهمجي ليس إنسانياً وترفضه الإنسانية جمعاء.

_ مؤخراً أطلق الاتحاد الوطني للطلاب في ‎المغرب، عريضة لوقف التطبيع الأكاديمي مع "إسرائيل".. برأيكم هل ستنجح مثل هذه الحملة في إفشال محاولات الكيان الصهيوني لتوسيع اتفاقيات التطبيع مع النظام المغربي؟ وما الدور الملقى اليوم على الشعب المغربي بما فيه الحركات والأحزاب السياسية الوطنية وأيضاً الجبهة التي ترأسونها للتصدي لمساعي تطويع المغرب تحت مقصلة التطبيع والتتبيع؟ وما هي المخاطر المترتبة لهذا التطبيع بالنسبة لأمن واستقرار المغرب العربي؟ 

الطلبة المغاربة هم جزء من الشعب المغربي الرافض للتطبيع والعصي على التطبيع مع الكيان الصهيوني. والتطبيع في المغرب ليس لديه حاضنة شعبية. التطبيع في المغرب هو تطبيع النظام ومرفوض شعبياً، لذلك لن يكتب له النجاح.

نعم يوجد بعض المرتزقة الذين يهللون للتطبيع مقابل المال، لكن هؤلاء ليسوا سوى قلة قليلة ومنبوذة شعبياً.

والجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، وهي التعبير الشعبي المغربي ضد التطبيع؛ مستمرة في الخروج إلى الميادين والساحات، وتنفيذ مختلف الأشكال التعبيرية والأشكال النضالية مناهضةً للتطبيع، ودعما للشعب الفلسطيني والآن أيضاً دعما للشعب اللبناني ودعماً لمحور المقاومة.

نعم التطبيع يشكل خطراً على أمن واستقرار المغرب.. لماذا ؟ أولاً لأن الصهاينة وقبل التطبيع، كانوا مستهدفين المغرب ومتواجدين فيه بشكل غير مباشر، عبر جمعيات تنموية أمازيغية، التي كان الكيان يدعمها بشرط أن يكون برامجها وعناصرها معادين جداً للمكون العربي المغربي. إذاً فهم يستفزون المكون الامازيغي بالتمويل لمعاداة المكون العربي. 

هذه النعرات بدأت فعلاً قبل التطبيع، ولكنها أخذت أبعاد كبيرة بعد التطبيع، بحيث أن هؤلاء المتصهينين خرجوا للعلن وبدأوا يقولون مثلاً أن تازة قبل غزة، في إشارة إلى أن المغرب أولى من فلسطين ، وعلينا أن نهتم بشؤوننا والفلسطينيين بشؤونهم.

ويجب أن نشير هنا إلى أن هذه الجمعيات هي "متأمزغة" ولا نقول عنها أمازيغية، لأن الأمازيغيين الأحرار يساندون فلسطين، بل أن المدن المغربية التي يشكل فيها الأمازيغ حضوراً أكبر من حضور المكون العربي، هي فروع للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، وتخرج في وقفاتها وفي مسيراتها، وتنظم احتجاجات ضد التطبيع، ومساندة للقضية الفلسطينية.

وعموماً، فإن التطبيع للأسف، يستهدف الأمن القومي المغربي، ولا شك أن الجميع مستهدف ليس المغرب فقط، بل تونس والجزائر وغيرها من الدول، حيث يسعى العدو إلى تقسيم وتجزئة المنطقة المغربية العربية. 

_ اليمن سجل موقفاً عسكرياً مؤثراً لمساندة غزة، ونجح بشهادة الأعداء بفرض حصارا بحريا خانقا على البضائع الإسرائيلية مما أثر بشكل في اقتصاد الكيان الصهيوني.. ما تعليقكم على هذا الموقف ؟ وهل تعتقدون أن اليمن قد وجه من خلال مشاركته في معركة طوفان الأقصى، ضربة قوية للقوى الغربية الداعمة لاستمرار الإبادة الجماعية الصهيونية في غزة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا خاصةً مع فشل هذه القوى في فك الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية رغم شنها هجمات عدوانية على اليمن؟

تحية لصمود المقاومة الفلسطينية، تحية للمقاومة اللبنانية وما أبانت عنه من شجاعة كبيرة أمام الكيان الصهيوني، أيضاً تحية للمقاومة العراقية المستمرة في ضرب الكيان الصهيوني.

وطبعا كل الإعتزاز والإفتخار بالمقاومة اليمنية وما تكبده للكيان الصهيوني من خسائر كبيرة ليس فقط على مستوى السلاح، بل أيضا خسائر اقتصادية كبيرة ومهمة جداً.

تحية لمحور المقاومة الشق اليمني فيه الذي نعتز ونفتخر به نفتخر بمحور المقاومة اليمني ونفتخر بالجماهير والشعب اليمني الذي على غرار الشعب المغربي هم الشعبين الآن اللذان يملآن الساحات العربية.

طبعا هناك خرجات خجولة في الأردن وفي تونس وفي البحرين كذلك، ولكن نتمنى أن تعرف الساحات العربية خروجاً جماهيرياً مدوياً نصرة للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

نعم.. نجحت المقاومة اليمنية في تكبيد الصهاينة والكيان الصهيوني من جهة، وحلفائه الغربيين من جهة أخرى خسائر مهمة وكبيرة، فقد أصابت العمليات اليمنية الإقتصاد الصهيوني في مقتل، كما شكلت عبئاً اقتصادياً على حلفاء الكيان الصهيوني والقوى الغربية الداعمة له وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.

لقد نجح اليمن في فرض معادلة الند بالند مع الصهاينة والأمريكيين، فحتى الآن لا تعبر أي سفينة إسرائيلية أو مرتبطه بالاحتلال في البحر الأحمر، وهذه الشجاعة والإقدام والبطولة التي جسدتها المقاومة اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب؛ تعتبر ملحمة إضافية أخرى تضاف لملحمة طوفان الأقصى.

كما تعتبر العمليات العسكرية اليمنية المساندة لغزة مفخرة للعرب ومفخرة لكل أحرار العالم، فهي فعل مقاوم عملي وفعل حقيقي يساند المقاومة وحقوق الشعب الفلسطيني من قلب الميدان.