عرب جورنال / كامل المعمري -
على وقع البحر الأحمر الذي يُقارع الأمواج ويفتك بسفن العدو جاءت كلمة السيد عبدالملك الحوثي كصوت عاصفة تهز أركان التحالفات المستترة خلف ستار العدوان. كلمات مُلتهبة، كسيف حاد يُشهر في وجه أعداء المنطقة، حيث ترسم المقاومة خطوطها الحمراء وتعلن عن تحول استراتيجي ينقل المعركة إلى أعماق جديدة.
كلمة السيد عبدالملك الحوثي حملت رسائل تحذيرية واضحة وصريحة، تعكس موقفاً تصعيديا ذا طابع عسكري وسياسي متماسك يعكس استراتيجيات جديدة للمقاومة في المنطقة، ويكشف عن تطورات غير مسبوقة في مسرح العمليات البحرية.
جاءت هذه الكلمة لتعبر عن تحول نوعي في عمليات الجيش اليمني، حيث يواصل اليمن استهداف السفن التابعة للأمريكي والبريطاني والإسرائيلي
العمليات العسكرية لجبهة اليمن في البحر الأحمر والعربي والتي أسفرت عن استهداف مئتين واثنتين من السفن المرتبطة بالعدو، تمثل إنجاز نوعي يعزز زخم المقاومة ويضرب في سمعة الحضور الأميركي في المنطقة
السيد الحوثي اشار الى ان هناك ازمة في تتبع السفن المعادية التي تهرب إلى المحيط الهندي وشرق البحر العربي، تظهر هذه التصريحات عن مرونة تكتيكية جديدة في توسيع نطاق العمليات؛ حيث اكد السيد الحوثي انه تم خلال الاسبوع المنصرم استهداف أربع سفن في شرق سقطرى، مما يؤكد قدرة البحرية اليمنية على ضرب الخطوط اللوجستية وإضعاف التحركات البحرية للعدو، وبالتالي زعزعة استقرار وتأمين الملاحة التي تُعتبر أساسا للنفوذ الأميركي والإسرائيلي في المنطقة.
وبالتالي فان هذا النشاط العسكري غير المسبوق للجيش اليمني دفع الولايات المتحدة إلى مواجهة حالة من القلق، إذ باتت غير قادرة على تأمين حماية شاملة للمصالح الإسرائيلية في المنطقة، الأمر الذي يمسّ بصورة واشنطن كقوة عظمى تفرض هيمنتها.
في هذه الكلمة، أظهر السيد الحوثي موقفا واضحا حيال محاولات الولايات المتحدة الدفع بقوات التحالف السعودي الإماراتي نحو تصعيد جديد على جبهة الحديدة، حيث حذر بشكل مباشر من مغبة هذه التحركات. وأكد أن أي تصعيد تقوده القوات الموالية للسعودية والإمارات سيقابَل برد حازم، مايعني ان العمق السعودي والإماراتي لن يكون بمأمن من تبعات هذا التصعيد.
السيد الحوثي أوصل رسالة حاسمة بأن جبهة الاسناد اليمنية، لن تتوقف حتى يتوقف العدوان ويُرفع الحصار عن غزة ويُوقف العدوان على لبنان، في إشارة إلى ترابط الساحات النضالية وتكامل المسارات بين جبهات المقاومة في اليمن وغزة ولبنان، حيث تتحد جميعها تحت هدف مواجهة العدو الإسرائيلي
السيد الحوثي اشار انه وفي ظل الفشل المتواصل للولايات المتحدة في وقف العمليات البحرية للمقاومة، باتت تتجه لتوريط السعودية والإمارات بشكل مباشر في معارك تهدف إلى حماية أجنداتها، وهو ما يعزز موقف صنعاء الرافض لهذه التحركات، وإدراكها أن هذه القوى تُستخدم فقط كأدوات لتحقيق مصالح أميركية وإسرائيلية. وهنا يأتي تحذير السيد الحوثي المباشر للتحالف بأن أي محاولة جديدة للتصعيد ستعود بالخسائر الرهيبة على السعودية والإمارات، وأن العمليات العسكرية لن تكون مجرد تهديد، بل خطوة فعلية إذا اقتضى الأمر.
كلمة السيد الحوثي ليست مجرد تصريح عابر، بل وضعت النقاط على الحروف في معركة تتجاوز الحدود الجغرافية لليمن، ليؤكد أن الدفاع عن فلسطين والتصدي للعدوان في لبنان جزء من استراتيجية صنعاء الشاملة، التي تضع المقاومة في موقع القوة وتضمن لها حرية التحرك في مواجهة أي ضغط أميركي أو دولي حتى النصر.