
ترجمة وتحرير / نسيم أحمد عرب جورنال
كشفت صحيفة فورين بوليسي عن توجهات السعودية والخليج نحو انتخابات الرئاسة الأمريكية وما هي المخططات التي تنتظر المنطقة في حال فوز ترامب أو هاريس.
وقالت الصحيفة أنه في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة وما يرافقه من تداعيات تتجلى في الهجمات بالطائرات المسيّرة وحروب ناقلات النفط والاغتيالات في الشرق الأوسط، تواجه دول الخليج حالة من التوتر والترقب. ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، تتباين الخيارات بين مرشحين قد تكون سياساتهم مؤثرة على استقرار المنطقة، وتحديداً لصالح حماس وحلفائها.
وقالت الصحيفة إن بعض التحليلات تتوقع أن تتبنى نائبة الرئيس الأميركية كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، سياسات حازمة في معالجة قضايا إقليمية مثل حرب السعودية على اليمن وأزمة السودان، وقد تميل أكثر نحو الحوار الدبلوماسي مع إيران، وهو موقف يتعارض مع تطلعات الإحتلال الإسرائيلي التي يدعمها مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب. ومن هذا المنطلق، تفضل دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، عودة ترامب للبيت الأبيض، حيث اتبع نهجاً داعماً لسياساتها، خاصة في مواجهة إيران.
وحظيت دول الخليج بمستوى غير مسبوق من الدعم خلال فترة إدارة ترامب، الذي لم يتردد في إبرام صفقات أسلحة ضخمة عززت من قدراتها العسكرية ومكانتها الإقليمية. ويُتوقع أن تميل هاريس، في حال وصولها للرئاسة، إلى نهج دبلوماسي أشبه بما اتبعته إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، والذي يعتمد على الحوار والتفاوض بدلاً من التصعيد. وكانت هاريس قد عبرت عن نيتها العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران الذي ألغاه ترامب، كما أكدت حرصها على حماية القوات الأميركية ومواجهة أي تهديد من حلفاء إيران، مما قد يحد من الهيمنة الإسرائيلية.
وبينما بدأ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مفاوضات مع إدارة ترامب حول اتفاقية أمنية كبرى تتضمن التعاون في المجال النووي وصفقات تسلح، كانت هذه الاتفاقية مشروطة بتطبيع العلاقات مع الإحتلال الإسرائيلي، وهو ما يواجه عقبات بسبب استمرار الاعتداءات على غزة ورفض المقاومة الفلسطينية لأي تطبيع في ظل غياب حقوق الشعب الفلسطيني.
تُعد سياسة هاريس، المتوقعة في حال فوزها، أقل ميلاً للانحياز الكامل لإسرائيل على حساب حقوق الفلسطينيين. ويرى مراقبون أنها قد تحد من نطاق الالتزامات الأمنية الأميركية تجاه السعودية، وتعيد ضبط الدعم العسكري وفق معايير وقوانين أميركية محددة. وتأتي هذه التوجهات لتعزز من فرصة حماس وحلفائها الإقليميين في مواجهة إسرائيل واستعادة التوازن، خصوصاً إذا نجحت هاريس في تقليل التصعيد مع إيران واستعادة الاتفاق النووي.
و في ظل هذا المشهد المعقد، تراقب حماس وحلفاؤها الانتخابات الأميركية عن كثب، حيث يتوقع أن تكون سياسة هاريس في حال فوزها أقل تحيزاً للإحتلال الإسرائيلي، مما قد يتيح فرصاً أكبر للمقاومة الفلسطينية في تعزيز موقفها وتحقيق مكاسب على صعيد التوازن الإقليمي.