عرب جورنال / زين العابدين عثمان -
في إطار الحملة العدوانية التي يمارسها كيان العدو الإسرائيلي على لبنان منذ نحو 20يوما ومع حجم التدخل المفتوح للعدو الامريكي الغربي في مساندة هذا الكيان بعملياته الجوية والبرية الشاملة ,مازال حزب الله في لبنان يقدم مستوى عالي من الصمود والقدرة القتالية المتصاعدة في مواجهة هذا العدوان على مستوى المعركة البرية وعلى مستوى قصف أعماق كيان العدو بالصواريخ والمسيرات
فمع توسع هجمات الكيان الذي طالت جنوب لبنان وصولا الى ضاحية العاصمة بيروت وسع حزب الله دراماتيكيا دائرة القصف لتطال كريات شمونه وصفد الى عكا وحيفا وصولا الى يافا " تل ابيب " وسط أراض فلسطين المحتلة أي بدائرة نصف قطرها 120كم .
"ترسانة حزب الله الاستراتيجية والمسرح العملياتي "
من الامور الهامة أن حزب الله مازال يحتفظ بترسانته العسكرية خصوصا مخزونه الاستراتيجي من الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى وقد بدأ في هذه المرحلة إستخدامها تدريجيا وفق ماتتطلبه استراتيجية التصعيد . فقد تم ادخال صواريخ فادي التكتيكية مسرح العمليات اضافة الى صواريخ نصر و قادر 2,1 التي تعد من الصواريخ النقطوية والتي يمكنها بلوغ اهداف ضمن شعاع "300كم" وحمل رؤوسا حربية زنة 500كجم
بالتالي حزب الله لايعتمد سقف محدد لعملياته الهجومية بقدر ما ينهج مسار تصاعدي ياخذ بالاعتبار وضعية الحرب فخلال هذه المرحلة ارتفع معدل الرمي الصاروخي من حيث الكم والنوع والتأثير من 100-400 صاروخ مع استخدام الصواريخ الثقيلة وذلك في اطار مرحلة القصف الاولي التي ستمهد تدريجيا لمرحلة التدمير الشامل. .لذلك هذا النمط في ادارة النيران ستفتح المجال امام حزب الله لتدمير مروحة الاهداف الحيوية لكيان العدو في كامل جغرافيا الشمال المحتل.
حجم خسائر كيان العدو الاسرائيلي
مع تطبيق حزب الله استراتيجية قصف بعمق 120كم في الشمال يبدأ من كريات شمونه الى يافا "تل ابيب فهذا يعني ان نسبة 50% من القوة الحيوية لكيان العدو باتت تحت الصواريخ التدميرية بمعنى ان حزب الله يمكنه اتخاذ قرار التدمير الشامل لكافة المنشئات والقطاعات الحيوية في الشمال والتي يفوق عددها 132منشأة كما تشير له التقديرات منها مجمعات الصناعات العسكرية التابعة لشركة "رفائيل " بالاضافة الى محطات الكهرباء ومصانع الكيماويات والمصانع الغذائية وغيرها من المنشئات التي تتضمن القطاع الاقتصادي اما الجانب العسكري فهناك المعسكرات والمواقع والقواعد الجوية الاستراتيجية .
لذلك التقدير الاولي حول ماسيخسره كيان العدو في حال نفذ حزب الله إستراتيجيته في تدمير هذه المنشئات سيكون بواقع كارثي ويمكن القول بأن الخسارة الاقتصادية فقط ستفوق اكثر من 156مليار دولار كما تشير اليه التقديرات.
لذا نؤكد أن كيان العدو الصهيوني أمام فاتوة من الخسائر المدمرة التي سيغرق فيها على كل المستويات عسكريا إقتصاديا أمنيا في حال قرر الاستمرار في توسيع المعركة لذلك لامجال لتحقيق الاهداف التي نصبها ومنها إعادة 200الف من قطعان المستوطنين الى الشمال لانها عسكريا أهداف مستحيلة فاستمرار المعركة وتوسعها ستشرد اكثر من مليون مستوطن إضافي من كبرى مستوطنات الشمال عكا وحيفا وغيرها وستجعل كيان العدو أمام رقم جديد من قطعان المستوطنين الذين سيفقدوا معيشتهم وأمنهم بالكامل.
بالتالي هزيمة الكيان حتمية ولايوجد أفق يمكن ان تحقق له اي انجاز لاهدافه فمعركته ستكون محاولة للانتحار لا اكثر
- باحث في الشأن العسكري