عرب جورنال / كامل المعمري -
المقاومة اللبنانية تبدأ فصلا جديدا من التصعيد من خلال استهدافها تل أبيب بعمليتين الأولى بصواريخ "فادي 4" استهدفت قاعدة "غليلوت" التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية "8200" ومقرّ "الموساد" في تل ابيب
والثانية بصلية صاروخية من نفس، النوع على قاعدة "سده دوف" الجوية في ذات المدينة
معلنة بذلك أن هذه الخطوة تأتي في سياق (سلسلة خيبر)مما يمثل تحولا نوعيا في طبيعة المعركة مع الكيان المحتل.
إن إطلاق صواريخ "فادي 4" نحو تل أبيب وعلى أماكن حساسة لم يكن مجرد رسالة عابرة، بل هو إعلان واضح عن مرحلة جديدة وخطوة أولى في استعادة الردع، تؤكد أن المقاومة لا تزال متأهبة وجاهزة لمواجهة التحديات.
تتجاوز هذه الرسالة مجرد الرد العسكري، فهي تؤكد أن المقاومة لا تزال قادرة على توجيه ضربات مؤلمة في عمق الكيان الصهيوني متى شاءت. ما يزيد من أهمية هذه العملية هو أن استهداف تل أبيب لن يتوقف عند هذا الحد، بل إن ما هو قادم سيكون أكثر تأثيراً وقوة، حيث يمتلك الحزب منظومات صاروخية متطورة، يستطيع من خلالها قلب المعادلة وكسر قواعد الردع التي كان يعتمد عليها الاحتلال.
يأتي هذا التصعيد بعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال عن بدء عملية برية محدودة في العمق اللبناني، لم يتقدم فيها شبرا واحدا، مما يعكس أن الاحتلال قد أفرط في نشوة النصر وبنى تقديراته الخاطئة بأن حزب الله قد ضعف بعد استشهاد السيد حسن نصر الله. ومع ذلك، فإن التطورات والمفاجآت التي تحدث حاليا ستجعل العدو يعيد حساباته،
إن العمليات البرية التي يسعى العدو لتنفيذها تعتبر مغامرة خطيرة، خاصة في ظل استمرار تصاعد العمليات العسكرية التي ينفذها حزب الله في مختلف مناطق الشمال. بالإضافة إلى المستجدات في إعلان سلسلة عمليات "خيبر" نحو تل أبيب وغيرها من المدن المحتلة، ما يعني أن المقاومة ليست في حالة دفاعية فقط، بل تتحرك بمرونة وتستعد لمواجهة أي تحرك على الأرض،
كانت إسرائيل تعتقد أنها ستتمكن من تقليص نفوذ الحزب عبر العمليات البرية، لكنها تجد نفسها الآن أمام مقاومة صلبة ومتماسكة تمتلك عنصر المفاجأة.
واجمالا فإن تحركات العدو على الحدود اللبنانية تعكس قصر نظر في فهم طبيعة المقاومة، التي لا تعتمد على شخص واحد، بل هي حركة متجذرة تعتمد على عقيدة وإرادة جماعية لا تتأثر باستشهاد قادتها. هذا الفهم القاصر لدى العدو يجعل من استراتيجيته عرضة للفشل، حيث أنه يعتقد أن استهداف القيادات الكبرى أو تقليص تأثير أفراد معينين سيؤدي إلى إضعاف المقاومة ككل. لكن الواقع يقول إن المقاومة هي كيان أكثر تعقيدا، حيث تتوزع القيادة والفكر بين العديد من الأفراد والمجموعات، مما يجعلها قادرة على الاستمرار والنمو حتى في أصعب الظروف.
- صحفي متخصص في الشأن العسكري