سبتمبر 7, 2024 - 21:33
‏كيف فشلت البحرية الأمريكية في دراسة وتحليل تكتيكات صنعاء الهجومية"


عرب جورنال / كامل المعمري - 
في شهر مارس/آذار الفائت، نقلت مجلة "ديفنس نيوز"  عن الأدميرال مارس ويلسون، قائد مركز تطوير الحرب البحرية السطحية في البحرية الامريكية قوله  أن السفن والطائرات توفر "قصة مصورة" عن كل اشتباك مع كل هجمة يقوم بها الحوثيون  اضافة الى تحليل البيانات التي تجمعها الرادارات وأجهزة الاستشعار كانت هذه التصريحات تشير إلى أن البحرية الأمريكية وحلفاءها تسعى بشكل جاد لدراسة تكتيكات صنعاء وتحليل الهجمات لتطوير استراتيجيات فعالة لتحييد قدرات الجيش اليمني الهجومية.

وأضافت المجلة أن “الفريق درس اشتباكات السفن والطائرات الأمريكية في البحر،الاحمر ، بالإضافة إلى التهديدات التي تشكلها قوات صنعاء لفهم كيف يمكن للأسطول تعديل العمليات لرؤية الطائرات بدون طيار والصواريخ وهزيمتها بشكل أفضل، كما نظر الفريق في القدرات الجديدة التي قد يحتاجها الأسطول للدفاع عن النفس وحماية السفن التجارية”

رغم هذه الجهود، فإن الواقع أظهر أن البحرية الأمريكية واجهت صعوبات كبيرة في مواجهة صنعاء. 
التقييمات التي صدرت من مسؤولين أمريكيين مؤخرا تؤكد أن البحرية الامريكية فشلت فشلاً ذريعا في مواجهة الهجمات اليمنية مما يبرز التحديات الكبيرة التي تواجهها القوات البحرية 
 في حين أن البيانات والمعلومات التي جمعتها البحرية لم تستطع تقديم رؤى قيمة حول تكتيكات الحوثيين نتيجة التكتيكات المختلفة والتي لاتستقر على نمط معين او اسلوب قتالي واحد
وبالتالي لم تكن تلك المعلومات كافية لتوفير حلول فعالة ومباشرة لمواجهة التهديدات التي شكلتها تلك الهجمات.

أحد الأسباب لهذا الفشل هو أن التكتيكات اليمنية تتسم بالابتكار والمرونة، حيث يستخدم الجيش اليمني أساليب غير تقليدية مثل الهجمات بالقوارب المفخخة والطائرات بدون طيار، والصواريخ وبأساليب مختلفة تجمع بين الهجمات المتتابعة والمتزامنة وغيرها 
وهي أساليب قد تكون أقل وضوحا في بيانات الرادار وأجهزة الاستشعار التقليدية. كما أن الحوثيين يطبقون استراتيجيات غير متوقعة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بتحركاتهم واستراتيجياتهم بدقة.

علاوة على ذلك، قد تكون هناك عوامل إضافية تؤثر على فعالية استجابة البحرية الأمريكية، بما في ذلك القيود في التكنولوجيا، التحديات في تنفيذ الاستراتيجيات الدفاعية، وتحديد أولويات الموارد. رغم استثمارات كبيرة في جمع المعلومات والتحليل، فإن القدرة على تحويل هذه البيانات إلى استراتيجيات فعالة  مسألة صعبة نتيجة الاساليب الابتكارية التي تستخدمها صنعاء في عملياتها الهجومية والتي كما اسلفنا لاتتبع نمطا معينا 

يعترف الخبراء الأمريكيون بأن تطوير أسلحة دفاعية أقل كلفة وأكثر فعالية يمثل خطوة أساسية نحو تحسين القدرة على مواجهة هذه الهجمات. اي انه  يمكن أن تشمل هذه الأسلحة تقنيات متقدمة في الدفاع الصاروخي وأجهزة التشويش الإلكتروني التي قد تعزز القدرة على اعتراض الصواريخ والمسيرات التي تستخدمها قوات صنعاء.
ولكن يجب أن تدرك القوات الأمريكية أن قوات صنعاء قد تستمر في تطوير وتعزيز قدراتها الهجومية باضافة بعض التقنيات للصواريخ والمسيرات وبالتالي ستؤدي إلى تفوقها في ساحة المعركة، 

حتى هذه اللحظة تعمل الولايات المتحدة الامريكية  بالتعاون مع شركاء دوليين في مجال البحث والتطوير  بهدف تصنيع وتطوير أنظمة دفاعية أكثر كفاءة من حيث التكلفة والقدرة على التصدي للهجمات. 
يتضمن ذلك البحث في تقنيات مثل أنظمة الدفاع الصاروخي الرخيصة وأجهزة التشويش الإلكتروني، والتي يمكن أن تعزز فعالية الدفاعات دون تحميل الميزانيات العسكرية أعباء مالية كبيرة.

غير ان خبراء اكدو ان التطور المستمر في تقنيات الصواريخ والطائرات المسيرة قد يتجاوز القدرات الدفاعية المتطورة مما يضع ضغوطا اضافية على الولايات المتحدة الامريكيةوالتي تبذل ميزانيات ضخمة للخروج من هذه المعضله

وفي ضوء التحديات العديدة التي تواجهها البحرية الأمريكية، يتضح أن فشلها في دراسة وتحليل تكتيكات صنعاء الهجومية يمثل درسا مهما في مرونة وحركية الحروب الحديثة. 
رغم التقدم في جمع البيانات والتحليل، فإن عدم القدرة على التعامل بفعالية مع تكتيكات الحوثيين غير التقليدية يعكس مدى تعقيد المشهد العسكري المعاصر. 
فأساليب الهجوم غير المتوقعة التي يعتمدها اليمنيون بالإضافة إلى التطورات التكنولوجية السريعة تعقد من مهمة البحرية الامريكية 

- صحفي متخصص في الشؤون العسكرية