عبدالرزاق علي ـ عرب جورنال:
في تحول جذري للمفهوم التقليدي للقوة البحرية، كشفت صحيفة "ناشيونال انترست" الأمريكية عن تحول حاملات الطائرات من رمز للقوة إلى عبء قديم.
فمع تطور التكنولوجيا العسكرية، وخاصة صواريخ مضادة للسفن، باتت هذه العملاقة البحرية عرضة للخطر، مما يدفع بالولايات المتحدة إلى إعادة تقييم استراتيجيتها البحرية.
ـ حاملات الطائرات: من رمز إلى عبء:
لطالما كانت حاملات الطائرات حجر الزاوية في القوة البحرية الأمريكية، إلا أن هذا الوضع بدأ يتغير.
فالتكلفة الباهظة لبنائها وصيانتها، مقارنة بفعاليتها المتناقصة في مواجهة التهديدات الحديثة، تجعل منها استثمارًا محفوفًا بالمخاطر.
يشير التقرير إلى أن الصواريخ المضادة للسفن، التي تطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، تشكل تهديدًا وجوديًا لحاملات الطائرات. فحتى جماعات مسلحة غير دولية، مثل أنصار الله في اليمن، أثبتت قدرتها على تهديد السفن المرتبطة بإسرائيل وتعطيل العمليات العسكرية باستخدام هذه الصواريخ.
ـ التحديات الجديدة:
تواجه حاملات الطائرات تحديات متعددة، منها:
التكلفة الباهظة: بناء وصيانة حاملة طائرات واحدة يكلف مليارات الدولارات.
الضعف أمام الصواريخ المضادة للسفن: التطور السريع في تكنولوجيا الصواريخ يجعل حاملات الطائرات أهدافًا سهلة.
التغيرات الاستراتيجية: التهديدات الحديثة تتطلب قدرات مختلفة، مثل الغواصات والسفن الصغيرة السريعة. وفق تقرير الصحيفة.
ـ حلول بديلة:
يدعو الكاتب إلى إعادة توجيه الاستثمارات البحرية الأمريكية، مع التركيز على:
تطوير أسطول الغواصات: الغواصات أكثر صعوبة في اكتشافها وتدميرها، وتوفر قدرات استخباراتية وتدميرية هائلة.
السفن السطحية الصغيرة والمتوسطة: هذه السفن أكثر مرونة وقدرة على المناورة، وأقل تكلفة.
الأسلحة المتقدمة: الاستثمار في الأسلحة الأسرع من الصوت وأسلحة الفضاء لتعزيز القدرة على الردع والضرب.
ـ خلاصة:
يشهد العالم تحولًا جذريًا في طبيعة الحروب البحرية، وحاملات الطائرات التي كانت رمزًا للقوة في الماضي، قد أصبحت عبئًا قديمًا. لم يكن هذا واضحا قبل العمليات اليمنية المناصرة لغزة.
لهذا السبب يدعو الكاتب الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم استراتيجيتها البحرية، والتركيز على تطوير قدرات جديدة تواكب التحديات المستقبلية. فالعالم الذي شهد صعود حاملات الطائرات، يشهد الآن غروبها، وحلول عصر جديد من التكنولوجيا والتكتيكات العسكرية.