أغسطس 14, 2024 - 21:41
مدمنو القهوة في إيطاليا يحملون الحوثيين مسؤولية هذا الأمر !

  إبراهيم القانص

حمّلت مجلة أمريكية الحوثيين في اليمن مسؤولية ارتفاع أسعار القهوة في العالم، مؤكدةً أنهم تمكنوا من إحداث ضرر فعلي، بعملياتهم البحرية التي تنفذها قوات صنعاء في البحرين الأحمر والعربي والبحر المتوسط والمحيط الهندي، ضد السفن المرتبطة بإسرائيل، إسناداً للفلسطينيين، واضطرار السفن إلى الإبحار في مسارات طويلة عبر رأس الرجاء الصالح، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن.

ونشرت مجلة بوليتيكو الأمريكية، أمس الثلاثاء، مقالاً للكاتب كارلو مارتوسيلي، بعنوان "المتمردون الحوثيون يجعلون قهوتك أغلى ثمناً"، جاء فيه: "ربما لا نحتاج أن نخبرك أن اللاتيه المثلج الخاص بك أصبح الآن أغلى ثمناً، ولكن هل تعرف السبب؟، مشيراً إلى أن بيانات من وكالة الإحصاء الأوروبية أظهرت أن أسعار القهوة ارتفعت في كل مكان.

وفي إشارة إلى ما قبل عمليات قوات صنعاء البحرية ضد الملاحة الإسرائيلية، تساءل المقال: "هل تتذكر الأيام الخوالي عندما كان بإمكانك الدخول إلى المقهى المحلي لتناول قهوة إسبرسو مقابل يورو واحد فقط؟ الإيطاليون يفعلون. في روما أو ميلانو أو نابولي، كان من أهم طقوس الصباح أن ترى العمال يسارعون إلى حانة الحي ويبتلعون جرعة من القهوة بيورو واحد قبل الانطلاق إلى وظائفهم، حيث تحتوي على الكافيين إلى أقصى حد ولكن بالكاد أكثر فقراً".

وأوضح أنه في ذلك الوقت "كانت تلك التكلفة لا تزال متوسط سعر القهوة، إلى ما بعد انتشار جائحة كورونا، ولكن في الآونة الأخيرة أصبحت هذه العادة العزيزة أكثر تكلفة. حيث يبلغ سعر الإسبريسو الآن حوالي 1.20 يورو في إيطاليا، الأمر الذي أثار استياء مدمني الكافيين في البلد المحب للقهوة"، موضحاً أن "أسعار القهوة لم ترتفع في إيطاليا فقط، فقد ارتفعت في كل مكان، وفقاً لبيانات وكالة الإحصاء الأوروبية".

المقال ذكر عدداً من الأسباب التي جعلت كثيراً من الأمور صعبة والحصول عليها مكلفاً، منها: "التضخم العادي فقط، الذي جعل كل شيء أكثر صعوبة، من الكهرباء إلى البيرة إلى استدعاء سباك أو توظيف عاملة، حيث أنفقت البلدان طريقها للخروج من الوباء، ثم واجهت حرباً في أوكرانيا، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الطاقة ومشاكل سلسلة التوريد العالمية".

لكنه استدرك بالقول إن "هناك أيضاً عاصفة من العوامل التي ضربت القهوة حيث تؤلم"، وهي الزوارق الحربية المسيّرة التي تستخدمها قوات صنعاء في هجماتها على السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل، مضيفاً: "يعيث المتمردون الحوثيون في اليمن فساداً في البحر الأحمر، ويستهدفون سفن الشحن".

وأوضح: "على نحو متزايد، تم إعادة توجيه الشحن حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا. وهذا يعني أوقات نقل أطول وتكاليف أعلى"، مشيراً إلى أن شركة النقل البحري (ميرسك) قالت إنها تتوقع استمرار الاضطرابات في الربع الثالث من العام الجاري 2024، مؤكداً أن "هذا يؤثر على سعر القهوة من فيتنام- المنتج الرئيسي في العالم لمجموعة روبوستا المتنوعة من القهوة". 

وأكد أن الحوثيين أظهروا قدراتهم على الابتكار من خلال استخدام ليس فقط الطائرات بدون طيار التي كانوا يستخدمونها من قبل، بل الزوارق المسيّرة أيضاً، مشيراً إلى ما قاله أوران فان دورت، محلل السلع في شركة الخدمات المالية الهولندية رابوبنك، وهي شركة خدمات مالية هولندية، والذي قال إن الحوثيين "أظهروا أكثر فأكثر أن بإمكانهم إحداث ضرر فعلي".

وتنفذ القوات المسلحة اليمنية التابعة لحكومة صنعاء، منذ التاسع عشر من فبراير الماضي، هجمات متواصلة على سفن الشحن التابعة لإسرائيل أو المرتبطة بالاحتلال، في إطار ما يقولون إنه موقف مساند للشعب الفلسطيني في حرب الإبادة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي، واستطاعت عبر هذه الهجمات فرض حصار بحري على إسرائيل أدى إلى إغلاق بعض موانئ الاحتلال بشكل كامل، حسب ما تنقله وسائل إعلام عبرية وغربية عن مسؤولين إسرائيليين.