
في حوار خاص تستضيف "عرب جورنال "، القيادي في التنظيم الشعبي الناصري في لبنان، د علي عسكر، للوقوف عند آخر التطورات الإقليمية وعلى رأسها العدوان الإسرائيلي الأمريكي على الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية. ويسلط الحوار الضوء على انعكاسات وصول المسيّرة اليمنية "يافا" إلى عمق عاصمة الكيان الصهيوني، بعد أن تجاوزت كل تقانة الدفاعات الجوية الأمريكية والإسرائيلية. كما يسلط الحوار الضوء على زيارة نتنياهو إلى واشنطن، والتي تأتي وسط إخفاقات إسرائيلية أمريكية واسعة من غزة إلى عموم جبهات المقاومة على إمتداد المنطقة.
عرب جورنال/ حوار / حلمي الكمالي
العدوان الصهيوني على الضاحية الجنوبية لبيروت، ما كان ليحصل لولا الضوء الأخضر الأمريكي، والرد عليه سيكون ضمن قواعد الاشتباك
اغتيال هنية يفتح فصلاً جديداً من المواجهة مع الكيان الصهيوني، حيث تجاوزت "إسرائيل" فيه الخطوط الحمراء، ويجب أن يشكل استنفاراً على المستويين العربي والإقليمي لمواجهة الصهيونية النازية
نتنياهو لن يستطيع أن يحشد تأييد المجتمع الدولي والغربي بهدف توسعة رقعة الحرب لتكون حرب شاملة مع دول محور المقاومة، لأن 7 أكتوبر نسفت أسطورة الجيش الذي كان لا يقهر وأنهكته في مقاومته على مدى 9 تسعة أشهر
التأييد الشعبي العالمي للقضية الفلسطينية ما كان ليحصل لولا الجرائم الفظيعة التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق أهلنا في غزة، وكذلك الصمود الأسطوري لجبهات المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق
جبهة الإسناد اليمنية الشريفة لغزة تميزت بالموقف الوطني والقومي الكبير لدعم ثورة 7 أكتوبر في فلسطين، وقد حظي الموقف اليمني بتأييد عربي وعالمي واسع
الإسناد العسكري اليمني لغزة حقق تأثيرات مباشرة في عمق الاحتلال، والدليل على ذلك وصول مسيرات الجيش اليمني لدك معاقل الصهاينة في قلب الأرض المحتلة بعد تجاوزها مسافة 2000 كم دون أي اعتراض
رفض نتنياهو إقامة دولة فلسطينية خلال خطابه في الكونغرس، هو محاولة لأخذ صك تأييد من المجلس الأمريكي لإعطائه حق لا يملكه، وهو ينسف مزاعم الإدارة الأمريكية أنها مع حل الدولتين
المقاومة هي المشروع الإستراتيجي الوحدوي لمواجهة الكيان الصهيوني ولتحرير الأرض، والمشروع القومي العربي النهضوي لا يمكن إبداله بالتطبيل والتطبيع مع العدو، وما حصل في طوفان الاقصى قد أسقط وإلى غير رجعة كل عوامل التطبيع المهينة والمذلة في الوطن العربي
_ بعد العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية والذي يأتي عقب حادثة مجدل شمس المفتعلة إسرائيلياً.. أي رد متوقع للمقاومة اللبنانية على هذا العدوان؟ وهل يمكن أن تتدحرج الأمور إلى حرب واسعة في الجبهة اللبنانية؟ وهل تعتقدون أن الاحتلال قد حصل على ضوء أخضر أمريكي لخوض هذا التصعيد ضد لبنان؟
لا شك أن اعتداء الأمس على الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي يأتي عقب حادثة مجدل شمس المفتعلة إسرائيلياً يأتي في سياق الحرب المفتوحة والطويلة الأمد على الجبهة اللبنانية، والمرتبطة من حيث المضمون والشكل بما يحصل في غزة وفلسطين المحتلة.
وفي اعتقادي أن أي رد للمقاومة اللبنانية على العدوان الإسرائيلي، سيكون ضمن دائرة المرسوم وضمن إطار ما يسمى بقواعد الاشتباك.
لا أعتقد أن الأمور ستتدحرج إلى حرب واسعة على صعيد جبهة لبنان مع العدو الإسرائيلي.
أما فيما يخص الضوء الأخضر الأمريكي، بكل تأكيد أن العدوان على الضاحية الجنوبية لبيروت، ما كان ليحصل لولا أن يكون هناك ضوءاً أخضراً أمريكياً.
_ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.. هل يفتح فصلاً جديداً من المواجهة مع العدو الإسرائيلي ؟ وكيف يمكن لجم ثقافة الإغتيالات التي ينتهجها العدو على كل الأصعدة؟ وهل يمكن اعتبار اغتيال هنية هي دعوة للاستنفار على المستوى العربي والاقليمي لمواجهة النازية الصهيونية؟
اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.. نعم قد فتح فصلاً جديداً من المواجهة مع الكيان الصهيوني، وتجاوزت "إسرائيل" فيه الخطوط الحمر، حيث تم اغتياله في عقر دار الدولة الإيرانية الداعمة لجبهات فلسطين ولبنان والجولان.
عملية اغتيال إسماعيل هنية يجب أن تشكل استنفاراً على المستويين العربي والإقليمي لمواجهة الصهيونية النازية.
_ زيارة نتنياهو إلى واشنطن.. ما أهدافها؟ وما الذي يمكن أن تغيره في واقع المعركة بعد 9 أشهر من الإخفاقات الإسرائيلية والأمريكية على حد سواء؟ وهل تعتقدون أن نتنياهو قد فشل في تدارك السردية الصهيونية في المجتمع الدولي والغربي تحديداً، والتي نسفتها 7 أكتوبر ولاحقا جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة، خاصة بعدما شاهدنا الاحتجاجات المناهضة للاحتلال والمطالبة باعتقال نتنياهو، والتي صلت إلى أسوار الكونغرس خلال زيارته؟
زيارة رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إلى واشنطن وأهدافها، فلا أعتقد أنها ستغير شيئا في واقع المعركة بعد تسعة أشهر من الإخفاقات الاسرائيلية والأمريكية على حد سواء في غزة وعموم جبهات الإسناد والدعم. لكن الزيارة تأتي في إطار طلب الدعم الأمريكي وطلب الضوء الأخضر لتنفيذ اغتيالات على صعيد كل الجبهات. وأعني جبهة جنوب لبنان، وجبهة فلسطين، وكذلك المحور الذي يدعم هاتين الجبهتين.
ولا أعتقد أن نتنياهو قد يستطيع أن يحشد المجتمع الدولي والغربي معه، في الحرب، وفي توسعة رقعة الحرب لتكون حرب شاملة بينه وبين دول محور المقاومة، لأن 7 أكتوبر نسفت أسطورة الجيش الذي كان لا يقهر، وأنهكته في مقاومته على مدى تسعة أشهر ونيف، وهزت كيانه من الداخل، سواء على الصعيد الإقتصادي أو النفسي أو الإجتماعي، إضافة إلى تفريغ شمال فلسطين المحتلة من الوجود الإسرائيلي.
وبالتالي إلى التراجع الإقتصادي والأكلاف الإقتصادية التي حصلت للكيان الهزيل في فلسطين المحتلة.
لقد أحدثت 7 أكتوبر هزة كبيرة على المستوى العربي والإقليمي والدولي، وحققت انتصارات هائلة سواءً على الصعيد العسكري في فلسطين كما أسلفت على العدو الذي كان لا يقهر، وفي جنوب لبنان، وحصدت تغييراً على المستوى العربي والدولي بعد أن كانت القضية الفلسطينية قد غُيّبت عن ساحة الصراع الإقليمي والدولي.
وهذا الاكتساح الشعبي ما كان ليحصل على المستوى العالمي. لولا أمرين أساسيين. الأول هي الجرائم الفظيعة التي ارتكبها نتنياهو والعدو الصهيوني بحق أهلنا في غزة، والأمر الثاني هو الصمود الأسطوري لجبهات المقاومة في فلسطين وفي جنوب لبنان واليمن والعراق.
_ تعقيباً على النقطة الأخيرة بخصوص جبهات الإسناد والدعم.. أي تداعيات استراتيجية يشكلها الهجوم اليمني الأخير على "تل أبيب" في هذه المرحلة من المواجهة في خضم احتدام معركة طوفان الأقصى المستمرة منذ أكثر من 9 أشهر؟ وماذا يعني أن تنجح المسيّرة اليمنية "يافا" في الوصول إلى قلب عاصمة العدو دون أن تعترضها الدفاعات الإسرائيلية، ناهيك عن الدفاعات الأمريكية والبريطانية المنتشرة على إمتداد المنطقة؟
لن ننسى جبهة الإسناد اليمنية الشريفة، والتي تميزت بالموقف الوطني والقومي الكبير لدعم ثورة 7 أكتوبر في فلسطين.
ولقد حقق هذا الإسناد العسكري اليمني تأثيرات مباشرة في عمق الاحتلال، وكان هذا الإسناد أسطورة رائعة تسجل للشعب العربي في اليمن الذي له كل التأييد العربي والعالمي في موقفه الداعم للقضية الفلسطينية.
وخير دليل على قوة تأثير الجبهة اليمنية، أن الجيش اليمني استطاع أن يصل بمسيراته إلى مسافة أكثر من 2000 كم ليدك معاقل الصهاينة في قلب الأرض المحتلة، بعد أن نجح في تجاوز المنظومات الدفاعية الإسرائيلية والأمريكية.
_ في خطابه أمام أعضاء الكونغرس الأمريكي، رفض نتنياهو قيام دولة فلسطينية، وشدد أن القدس ستبقى عاصمة موحدة للكيان الصهيوني، وقد لاقى تصريحه هذا تصفيقاً حاراً من الحاضرين تحت قبة الكونغرس.. برأيكم كيف ينسف هذا التصريح المزاعم الأمريكية عن مساعيها لقيام دولة فلسطينية والتي تسوقها من خلال دعوتها لإبرام صفقات تطبيعية جديدة في المنطقة؟ وكيف يمكن التعاطي مع هذا النهج الإسرائيلي الساعي للقضاء على فلسطين في هكذا توقيت، على المستوى العربي والمقاوم تحديداً؟
الذي أتى في خطاب نتنياهو أنه ضد إقامة دولة فلسطينية، وأنه يشدد على أن القدس ستبقى عاصمة للدولة المسخ، فهذا هذا التصريح ليس بجديد، لكنه حاول أن يأخذ صك تأييد من الكونغرس لاعطائه حق لا يملكه، ولنسف ما أعلنت عنه الإدارة الأمريكية أنها مع حل الدولتين، ولنسف المساعي التي تقوم من أجل بناء الدولة الفلسطينية
في رأينا أن النهج الذي يمكن أن يواجه فيه نتنياهو والكيان المغتصب لأرضنا في فلسطين، لا يصح ذلك إلا بالمقاومة.
فلقد أثبت المشروع النهضوي العربي الناصري منذ أكثر من نصف قرن، أن مبدأ ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة. وهذا النهج لا يقدر على تنفيذه غير الذين يقدرون شرف الحياة. وأن المقاومة هي المشروع الإستراتيجي الوحدوي لتحرير الأرض، وأن المشروع القومي العربي النهضوي لا يمكن إبداله بالتطبيل والتطبيع للعدو.
إن ما حصل في فلسطين بمعركة طوفان الاقصى قد أسقط وإلى غير رجعة كل عوامل التطبيع المهينة والمذلة في الوطن العربي.
نأمل نحن في التنظيم الشعبي الناصري، قيادةً وكوادر وقواعد أن يلتحق الشعب العربي تأييداً ومشاركة في الشكل العملي مع أهلنا في فلسطين، وأن يمتزج الدم العربي مع الدم الفلسطيني من أجل تحرير فلسطين، كل فلسطين من البحر إلى النهر.
ولتُسقط هذه الجماهير العربية الوحدوية، مقولة الدولتين، ولن يكون هناك إلا دولة فلسطينية واحدة من البحر وإلى النهر كما أسلفت.
في الأخير، شكراً لجريدتكم الموقرة، شكراً لاتصالكم بنا، ونحن إن شاء الله تعالى لن ندخر جهداً في أن نكمل المسيرة الذي بدأها القائد الشهيد معروف سعد، في بداية مناصرته للقضية الفلسطينية، من معركة المالكية إلى أن تتحقق كل أهداف المؤسس الكبير الشهيد معروف سعد في الحرية والعزة والكرامة.