مايو 25, 2024 - 22:16
قصة الرصيف البحري الأمريكي لقطاع غزة .. ونقاط عبور شواطئ أفريقيا لتجارة الرقيق عبر الأطلسي


عرب جورنال/ هلال جزيلان - 
في الثامن من مارس 2024 كانت الحرب الصهيونية على قطاع غزة قد بدأت شهرها الخامس، في حين تواصل الامم المتحدة التحذير من ان المجاعة بدأت تفتك بسكان القطاع لا سيما في الشمال، في واشنطن كان هو موعد خطاب الرئيس السنوي حالة الاتحاد والذي أعلن فيه الرئيس جو بايدن انه وجه الجيش الامريكي في مهمه طارئة في البحر المتوسط لانشاء رصيف مؤقت يتيح إيصال الغذاء والدواء الى قطاع غزة ولن يتم نشر جنود ميدانيين.


زعم زيادة المساعدات
 سيتيح الرصيف البحري زياده كبيرة في حجم المساعدات الانسانية التي تدخل غزة يوميا، وبعد الخطاب باقل من اسبوعين كشفت وزارة الدفاع ان خمس سفن تابعة للجيش الامريكي كانت قد ابحرت بالفعل من قاعدة لانجلي يوستس المشتركه باتجاه البحر المتوسط تلتها ثلاث سفن شحن تابعه لقيادة النقل البحري العسكري وفق الجانب الأمريكي.
تم اشراك قرابة ال2000 جندي في مهام انشاء منصة عائمة في عرض البحر المتوسط على بعد بضعه اميال قبالة القطاع حيث تستقبل المنصة السفن اتية من ميناء لارنكا في قبرص وبعد تفتيشها تفرغ حمولتها على المنصة البعيدة عن الشاطئ لاسباب امنية واخرى لوجستية تتعلق بصعوبة دخول السفن مباشرة للمياه الضحلة عند شواطئ شمال القطاع .


منصة عائمة
ومن المنصة العائمة تتولى عبارات نقل المساعدات الى الرصيف البحري حيث تنتظر شاحنات استلام المساعدات ونقلها بواسطه جسر مزدوج المسارات، وقد رحب الكيان المحتل، بالمقترح طالما ان كل الأطراف مجتمعة في واشنطن، والتي أوكلت اليها مهمة تامين الرصيف والمنشات البرية الملحقة به يساعدها في هذه المهمة محور نتساريم بوصفه طريقا عسكريا بطول قرابة سبعه كيلومترات يربط اقصى نقطه شرق القطاع بشارع الرشيد غربا عند شواطئ البحر المتوسط.
 ثم بدات بتوسعته ليشمل ثلاثة مسارات والحقت به مواقع تموضع عسكريه وما بين مبادرة بايدن برصيف مؤقت وظيفته تسريع ادخال للمساعده الى القطاع حسب ما يقول ومحور نستاريم الذي يشي بانه قد لا يكون مؤقتا وفق وجهة النظر الاسرائيليه حيث تتضارب الكثير من المفاهيم!!.

2016 وميناء غزة
بالعودة للعام 2016  العام العاشر للحصار الاسرائيلي على القطاع انذاك اجرت مجموعه من الخبراء الإسرائيليين الصهاينة  والأمريكيين، دراسه لتقييم مقترحات حول انشاء ميناء خاص بايصال احتياجات القطاع بحرا اخذين بعين الاعتبار ان حل الدولتين لا يزال ممكنا وكان من بين الخيارات بحسب معهد دراسات الشرق الاوسط تحديد ميناء داخل إسرائيل وهذا يعني استخدام ميناء اسدود او انشاء ميناء داخل حدود القطاع مع محطة ترانسيت للسفن في ميناء لارنكا قبل دخولها وتمثل الخيار الثالث باستخدام ميناء مصري انتهت الدراسه الى ان الخيار الامثل يجب ان يلبي التطلعات الفلسطينيه بالسياده على الميناء والمخاوف الأمنية الاسرائيلية والمصرية.


الجزء الجنوبي بين غزة ومصر
فخلصت الدراسه بانشاء ميناء عند الجزء الجنوبي من الحدود البحريه بين غزة ومصر وان تلحق بالميناء منطقه تجاره حرة ثلاثيه اسرائيليه فلسطينية ومصرية وقبيل اندلاع الحرب على القطاع عام 2022 نقل معهد الشرق الاوسط ان مجموعة من الدبلوماسيين الاسرائيليين والمصريين والاردنيين والفلسطينيين اتفقوا لاقامة ميناء بحري في القطاع او بالقرب منه وقد استنتجت الدراسة ان ميناء العريش هو الخيار الاكثر جدوى لحين تهيئة الظروف السياسيه لانضاج واعلان دولة فلسطينية.


ميناء يختزل الكثير من المأسي
 وبموجب هذا الطرح تنقل البضائع من ميناء العريش الى معبر كرم ابو سالم الاسرائيلي للتفتيش قبل عبورها للقطاع وبحسب معهد دراسات الشرق الأوسط قطعت شوطا دبلوماسيا كبيرا في اقناع الاطراف المعنية الاسرائيليين والمصريين والسلطة الفلسطينية بالمشروع قبل السابع من اكتوبر لكن معهد بيجن للدراسات الاستراتيجية استنتج أن خطه الرصيف البحري الامريكي يختزل الكثير من الماسي على اعتباره ميناء اللا عوده!!.
 وهو اسم كان يطلق على نقاط عبور عند شواطئ افريقيا كانت تستخدم في تجاره الرقيق عبر الاطلسي لكن اللا عودة هذه المرة قد تكون للسياسة الامريكية حيث يقول المعهد ان نجاح الميناء يعني ان الخطوه الاولى في خطه مارشل الامريكيه الخاصه بالشرق الاوسط وما قد يعنية ذلك من اعادة تشكيل جيوسياسي للمنطقة برمتها وربما لأحياء الحياه بدولة فلسطينية قابلة للحياة
لكن فشل المشروع يقول المعهد سيعزز من نفوذ خصوم واشنطن اقليميا ويذكرها المعهد بتدخلات سابقه على غرار لبنان في ثمانينيات القرن الماضي والصومال بدايه التسعينيات.