أروى حنيش
في حادثة مروّعة هزت مصر، تصدرت واقعة مقتل الطفل أحمد المعروف إعلاميًا "بطفل شبرا الخيمة" البالغ من العمر 15 عامًا، وموقع الإنترنت المعروف بـ الدارك ويب محرك البحث «جوجل»، وذلك على خلفية حادث انهاء حياة طفل شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية على يد جاره، حيث كشف تفاصيل الواقعة بعد العثور على الجثمان (منزوعة أحشاءه)، وتصوير القاتل لجريمته «لايف»، عبر الإنترنت، أن دافع ارتكاب الجريمة تسهيل بيع مقطع الفيديو لـ«مافيا تجارة الأعضاء» عبر الـ«دارك ويب».
وبحسب بيان النيابة، طلب أحد الأشخاص وهو مصري مقيم في الكويت من شخص مقيم في مصر تنفيذ هذه الجريمة مقابل خمسة ملايين جنيه،
ولا تزال النيابة تحقق في دوافع وأسباب الجريمة.
وأفادت وسائل إعلام مصرية حكومية أن التحقيقات الأولية أظهرت أن الشخص المُحرض على الجريمة، طلب من المتهم تصويرها عبر تقنية "الفيديو كول" لبيعها على "الدارك ويب".
أخطار الدارك ويب
هذه الحادثة لفتت الأنظار إلى أخطار الإنترنت المظلم "الدارك ويب"، مما دفع الأزهر الشريف لإصدار فتوى تحرم التعامل بهذا الأمر. لكن الدخول إلى هذا النوع من الإنترنت، لا يكون مباشرة عبر مواقع التصفح المألوفة كغوغل ويوتيوب وسفاري وإنترنت إكسبلورر أو ميكروسوفت.
إذ يجب على الشخص إنزال تطبيقات لمواقع تصفح معينة، حتى يتمكن من الدخول إليها ويضم تعاملات مشبوهة تتراوح بين الاتجار بالبشر والأعضاء البشرية إلى تجارة الأسلحة والمخدرات وغيرها من الأشياء التي يعاقب عليها القانون في أغلب دول العالم.
نشأة الموقع
في منتصف التسعينيات، طور مختبر الأبحاث البحرية الأمريكية مشروع التوجيه البصلي The Onion Routing Project، المعروف اختصاراً بـ TOR، كوسيلة لحماية الاتصالات الأمنية الأمريكية عبر الإنترنت. وبمرور الوقت، بات TOR لا يخدم فقط مصالح الأمن القومي، بل أصبح أيضاً أداة شائعة بين الأفراد الذين يسعون إلى الحفاظ على خصوصيتهم على الإنترنت، كما أن بعض الدول والوزارات تحتفظ وتخزن بياناتها عبرها. لذلك توصي منظمة "مراسلون بلا حدود" الصحفيين باستخدام "الدارك ويب"عند التعامل مع مصادر للكشف عن وقائع فساد في الأنظمة التي تصنفها بالـ"قمعية".
وقد استخدمت، خلال الربيع العربي للتهرب من الرقابة لإرسال مواد تغطية الاحتجاجات وأعمال الشغب إلى الصحافة الدولية.
اليوم يستخدم وبشكل واسع من قبل أفراد حول العالم لأغراض متنوعة، سواء كانت قانونية، أو غير ذلك. يعمل عبر تقنية التوجيه البصلي التي تحمي المستخدمين من المراقبة والتعقب، وذلك بتوجيه البيانات عبر آلاف نقاط الترحيل لتغطية مسارات المستخدم وجعل التتبع شبه مستحيل
ما هو الدارك ويب؟
تعرف شركة «كاسبرسكي لاب»، الروسية المتخصصة في تصميم برامج مكافحة فيروسات الإنترنت «الإنترنت المظلم»، أو ما يطلق عليه أيضا «دارك ويب»، بأنها الشبكة العنكبوتية السرية، التي تتألف من مجموعة مواقع إلكترونية مخفية عن أعين المتابعين. وتضيف الشركة: تعد الجزء المخفي والمظلم من الإنترنت، ويصعب الوصول لـ الدارك ويب، بسهولة من خلال المحركات البحثية التقليدية المتاحة، ويشكل الدارك ويب خطرًا كبيرًا على عقول الأطفال والمراهقين، تجري من خلال موقع الإنترنت الدارك ويب مختلف المعاملات التجارية السرية، ويمكن التنقل إليه والتجول في مواقعه من دون أن يترك الشخص أي آثار، أي أنه سيكون مخفي الهوية، وأنشطته غير مسجلة على أي محركات بحث، ولا يمكن تعقبه.
أنشطة إجرامية
عرض بيانات حسابات البنوك والكروت الائتمانية والدول والشركات التي تمت قرصنتها للبيع مثل:
بيع الأسلحة بشكل غير مشروع لأفراد وكيانات غير رسمية، وتجارة الأعضاء البشرية.
يلجأ بعض الأشخاص إلى التواصل مع قراصنة على "الدارك ويب"، لاستئجار أشخاص للانتقام من أشخاص، وقرصنة هواتفهم المحمولة وتسجيل المكالمات، للبدء في ابتزاز الضحايا بمقابل مادي، ومن ثم بيع مواد إباحية لأشخاص يعيشون في بلدان تجرم قوانيها نشر تلك المواد.
يصور أشخاص أفلاماً إباحية لهم وينشرونها على هذه المنصة مقابل أموال باهظة.
تأجير أشخاص لتنفيذ أعمال إرهابية، تداول وبيع العملات المشفرة "البيتكوين"، التي لا تخضع قيمتها، لأي بنك مركزي.
ممارسة أفعال سادية: تبث أحد الألعاب على الهواء مباشرة على"الدارك ويب" تديرها عصابات اختطفوا أشخاصاً، ويبدأ مزاد بدفع أموال طائلة تصل إلى آلاف الدولارات، لمن يدفع أكثر لاختيار الطرق التي سيموت بها الضحية المختطف.
حماية الأطفال
عدم معرفة الأهل بشكل جيد بالإنترنت، يجعلهم غير واعين بالمخاطر المحيطة بأطفالهم في هذا الفضاء الإلكتروني الواسع.
ومن الطرق التي تجعلك تحمي نفسك وطفلك من خطر الدارك ويب:
- استخدام برامج حماية موثوق منها لمكافحة الفيروسات وشبكات VPN.
- عدم مشاركة المعلومات الشخصية مع أي شخص.
- التركيز على عدم مشاهدة الإعلانات غير المعروفة.
- عدم الدخول على أي روابط.
- عدم تحميل ملفات من مواقع غير معروفة.
- استخدام شبكات VPN لإخفاء عنوان IP الخاص بك.
- حماية الهوية أثناء تصفح الويب المظلم.
- مراقبة تصرفات الأطفال والوقت المستغرق في تصفحهم للانترنت.
- تنزيل برامج تمنع دخول الأطفال على مواقع تبث محتوى غير لائق مقابل اشتراك سنوي أو شهري مثل Family Link وQustudio و Kaspersky Safe Kids و Norton Family.
- معرفة الأهل بأضرار الإنترنت على الأطفال من خلال الانخراط في دورات مختلفة.
أعمال غير قانونية
حسب موقع "imf" الأمريكي، يمكن أن يتعرض الشخص للمساءلة القانونية والعقاب وفقاً لقوانين دولية في حال قام بنشر صور غير لائقة على الويب المظلم، ولو بطريق الخطأ، فإن مجرد المشاهدة العرضية قد لا تؤدي بالضرورة إلى الملاحقة القضائية، إلا أن الاحتفاظ بها أو توزيعها يعتبر جريمة خطيرة. وفيما يتعلق بالمواد الإباحية الشديدة، يمكن أن تصل العقوبات في بعض الدول إلى السجن لمدة تصل إلى ثلاث سنوات، ويمكن أن تشمل الأحكام الأشد تسجيل المرتكبين في سجلات مرتكبي الجرائم الجنسية والعنيفة.
الجرائم المتعلقة بالصور غير اللائقة للأطفال تعتبر أكثر خطورة. الأحكام تحت القسم 1 من قانون حماية الأطفال لعام 1978 والقسم 160 من قانون العدالة الجنائية لعام 1988، يمكن أن تؤدي إلى أحكام بالسجن تصل إلى 10 سنوات لحيازة أو توزيع هذه المواد.
بالنسبة لجرائم المخدرات المتعلقة بالويب المظلم، فإن العقوبات تعتمد على نوع المخدرات، وكميتها ودور الفرد في توزيعها. على سبيل المثال، حيازة مخدرات من الفئة C قد تؤدي إلى عقوبة بالسجن لمدة عامين كحد أقصى، بينما يمكن أن يؤدي توزيع مخدرات من الفئة A إلى عقوبة بالسجن مدى الحياة.
فيما يتعلق بجرائم الأسلحة النارية غير القانونية، يتم فرض عقوبات صارمة تشمل السجن الإلزامي، والحد الأدنى للعقوبة لحيازة سلاح ناري غير قانوني هو السجن لمدة 5 سنوات للبالغين الذين تزيد أعمارهم على 21 عاماً، وتختلف العقوبات بناءً على العمر وطبيعة الجريمة.