فبراير 29, 2024 - 15:35
فبراير 29, 2024 - 15:36
أبيدوس الحاضرة الأثرية القديمة وعاصمة مصر الأولى


 
 
أروى حنيش 


أبيدوس (بالهيروغليفية: «أب-ب-دجو») مدينة بغرب البلينا سوهاج وقد كانت أحد المدن القديمة بمصر العليا. إذ يعتقد بعض علماء الآثار أنها العاصمة الأولى لمصر في مرحلة ما قبل الأسرات وعهد الأربع أسرات الأولى، ويطلق عليها "العرابة المدفونة"، لأن كثيراً من آثارها وجدت مدفونة تحت الرمال ويرجع تاريخها إلى 5 آلاف سنة.

الموقع

تقع بين أسيوط والأقصر بالقرب من قنا، وكانت مدينة مقدسة أطلق عليها الأغريق تنيس. وحاليًا يطلق عليها العرابة المدفونة بـ (البلينا) وتبعد عن النيل نحو 11 كيلومترًا. ويوجد بها معبد سيتي الأول ومعبد رمسيس الثاني، وهما يتميزان بالنقوش المصرية القديمة البارزة. وهذه المدينة كانت المركز الرئيس لعبادة الإله أوزوريس. ويحج إليها قدماء المصريين ليبكوا الإله أوزوريس حارس الحياة الأبدية وإله الغرب. واكتشف فيها أقدم القوارب في التاريخ في المقابر القديمة إلى الغرب من معبد سيتي الأول والد رمسيس الثاني، مؤسس الأسرة المصرية التاسعة عشر والتي اشتهرت بتسمية الكثير من ملوكها حتى رمسيس 11 نسبة إلى اسم مؤسس الأسر

وتضم أبيدوس آثاراً متعددة من أهمها معبد سيتي الأول، وهو من أجمل المعابد المصرية القديمة، بدأ الملك سيتي بناءه، واستكمله ابنه رمسيس الثاني، الذي كان عهده زاخراً بالإنشاءات، وعدت فترة حكمة الأقوى في تاريخ مصر.
ويضم المعبد إلى جانب نقوشه الفريدة ما يطلق عليه "قائمة ملوك أبيدوس"، وهي قائمة تضم أسماء 76 ملكاً من ملوك مصر القديمة، وتعد مصدراً مهماً لعلماء الآثار، للتعرف على تاريخ وتتابع ملوك مصر القديمة.

تاريخ أبيدوس

تروي المصادر التاريخية، كما يجمع معظم العلماء على أنها كانت عاصمة مصر الأولى في نهاية عصر ما قبل الأسر (منذ نحو 5,000 سنة) وقد عثر على آثار مدينة هذا العصر ومعبدها ومدافنها. وملوك الأسرة الأولى وبعض ملوك الأسرة الثانية مدفونون في أبيدوس، وقد جدد هؤلاء الملوك ووسعوا المعبد بالمدينة. وبنى ثلاثة من ملوك الأسرة الثانية قلاعاً عظيمة خلف المدينة لحمايتها من الصحراء.

مقبرة رمزية للملوك في أبيدوس

يرجح العلماء أن مدينة أبيدوس يعود تاريخها إلى أكثر من 5 آلاف سنة، وتضم آثاراً متعددة، مثل منطقة شونة الزبيب، التي تعود لعصر الأسرة الثانية، ومنطقة أم الجعاب، التي عثر فيها على أكثر من 600 مقبرة، ومؤخراً جرى الكشف فيها عن مئات الجرار الفخارية التي تعود إلى ما يقرب من 5 آلاف عام، كما تضم أبيدوس بقايا معبد رمسيس الثاني، الذي أنشأه بجوار معبد والدة سيتي الأول.

العبادة
نقش بارز بمقبرة يظهر الوزير نسبق شوتي وزوجته كتج كتج يقوما برحلة الموتى إلى مدينة أبيدوس المقدسة. من الدير البحري، العصر المتأخر الأسرة 26، عهد بسماتيك الأول.
حامي المدينة كان الإله ابن أوى وپواوت، "الذي فتح الطريق" إلى عالم الموتى، وازدادت أهميته من الأسرة الأولى إلى الأسرة الثانية عشر ثم اختفى بعد الأسرة الثامنة عشر. أنحور ظهر في الأسرة الحادية عشر؛ وأنوپيس، إله الموت، ارتفعت أهميته في الدولة الوسطى، ثم اختفي في الأسرة الثامنة عشر. العبادة في أبيدوس كانت لاوزيريس في أشكاله المختلفة بدءاً من الأسرة الثانية عشر وأصبحت أكثر أهمية لاحقاً، لدرجة أن المدينة كلها اصبحت تعتبر مقدسة له.


معابد أبيدوس

يبلغ عدد المعابد المبنية في أبيدوس 9 أو 10 معابد  من الأسرة الأولى حتى الأسرة 26.

المقابر

عندما تأسست سلالات الحضارة المصري، كانت أبيدوس لا تزال تستخدم في المقام الأول كمقبرة، حيث تم وضع المقابر الملكية للعائلات الأولى على بعد حوالى ميل واحد في السهل الصحراوي العظيم، في مكان يعرف الآن باسم أم القعب.
أقربها حوالى 10 أقدام في 20 قدمًا من الداخل، حفرة مبطنة بجدران من الطوب، ومغطاة في الأصل بالخشب والحصير، والمقابر الأخرى 15 قدمًا في 25 قدمًا، ومن المحتمل أن يكون قبر مينا، أول فرعون لمصر الموحدة، بالحجم الأخير، بعد ذلك، يزداد حجم المقابر وتعقيدها، حُفرة القبر محاطة بغرف لعقد القرابين. والقبر الفعلي عبارة عن غرفة خشبية كبيرة في وسط الحفرة المبطنة بالطوب، بالاضافة لصفوف من المدافن الصغيرة لخدام الملك تحيط بالغرفة الملكية، والعديد من هذه المدافن اعتيادية، في هذا الوقت، حول الأسرة الأولى، بدأ دفن المواطنين العاديين في الموقع في المقابر، بحلول نهاية الأسرة الثانية، تغير النوع إلى ممر طويل تحده الغرف من كلتا اليدين، حيث كان الدفن الملكي في منتصف الطول.
غطت أكبر هذه المقابر مع تبعياتها مساحة تزيد عن 3000 ياردة مربعة (2500 م 2)، وتم تدمير محتويات المقابر تقريبًا من قبل النهبين المتعاقبين.
ومع ذلك، بقي ما يكفي لإثبات أن المجوهرات الجميلة كانت موضوعة على المومياوات، وظهرت وفرة من المزهريات من الأحجار الصلبة والقيمة من خدمة المائدة الملكية حول الجسد. كذلك كانت غرف المتجر مليئة بجرار كبيرة من النبيذ والمراهم المعطرة، وتم نقش لوازم أخرى وألواح من العاج والأبنوس مع سجل للسجلات السنوية للعهود. تعطي أختام المسؤولين المختلفين، والتي تم العثور على أكثر من 200 نوع منها، نظرة ثاقبة على الترتيبات العامة.

القلاع

المباني المشار إليها ك"قلاع" تقع خلف المدينة. وتعرف باسم شونة الزبيب وأبعادها 135 × 75 مترًا. وإجمالاً، يبلغ ارتفاعها (الصامد للآن) 10 مترات. وقد بناها خاسخموي آخر فراعنة الأسرة الثانية. وهناك قلعة أخرى بنفس الحكم تقريباً ترتبط بها، ويـُعتقد أنها أقدم من المذكورة آنفاً. وهناك قلعة ثالثة بشكل أكثر تربيعاً يحتلها اليوم دير قبطي، إلا أن عمرها لا يمكن تقديره.