فبراير 8, 2024 - 17:27
حرب الإبادة الجماعية على غزة.. استهداف لآخر القلاع التي لم يخدرها وهم السلام أو الاستسلام!.


عرب جورنال/ هلال جزيلان
غزة باتت في مشاهد مختلفة من القتل والدمار والتضحيات لأكثر من أربعة أشهر، مشهد من سيرة الحرب على قطاع غزة من سيرة النكبة التي كانت ولم تزل، فهل تختلف مشاهد القصف والإبادة بين حرب وأخرى؟ إلا بمقدار الاختلاف بين قتل وقتل وجرم وجرم وإبادة وأخرى،  ألا تتشابه مواكب الشهداء؟، صور بين أمس واليوم فالشهداء يمنحون للموت معنى الحياة وللقضية الفلسطينية معنى أن تبقى حية حيث قضية تقلق الضمير الإنساني وإن تعامى عنها، وتجاهلها.
إلغاء شعبا من الوجود
أتت النكبة في عام 48 بتواطؤ دولي لتلغي شعبا من الوجود، وما كان أعترف الأمم المتحدة بالكيان الصهيوني، غير العادل، على أثر النكبة، إلا عنوان ذلك التواطئ، أزدواجية في المعايير، وقتل للقيم، والمبادئ، الحرب الصهيونية الغربية على قطاع محاصر ل18 سنة، في جريمة إبادة جماعية، فصل تاريخ متصل على مدى 76 عاما عندما كانت ولا زالات عصابات تقتل وتحرق وتستبيح المدن والبلدات الفلسطينية، لتصنع دولتها على حساب الفلسطيني وتصنع مشروع أمنها وحياتها على إرهاب الفلسطيني ودفعه إلى اللجواء والنزوح.
لا أقتلاع من الأرض
 إذا فقصة النكبة أمس هي قصتها اليوم ومعادلتها أمس هي معادلتها اليوم، سلام الكيان الصهيوني وتوسعه، مرتبط ارتباطا عضويا، بقتل الفلسطيني وإرهابه، وإبادته الجماعية، ومنع كل مقومات الحياة عنه، فمن لم يموت بالصواريخ، والقتل المباشر، والأعتقال يموت بالجوع، والبرد، والأوبئة، ودفعه إلى حواف العدم لإقتلاعه من الأرض.

ليست منقطعة
 124 يوما، من الإبادة الجماعية والقتل في غزة ليست منقطعة عن تاريخ النكبة بل أضافت عليها، إبادة جماعية تمارس، بحق الإنسان، إنها الشاهد على استمرارها في جميع الجغرافيا الفلسطينية، في الضفة الغربية، وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي القدس، ففي غزة على نحو منفرد تأخذ حرب الإبادة على غزة، معنى مختلفا فهي استهداف لآخر القلاع التي لم يخدرها، وهم السلام، أو الاستسلام!.
قضية منسية
مضى أكثر من سبعة عقود ونصف على النكبة، وعملية السلام المفضية إلى الدولة الفلسطينية لا يكاد يذكرها أحد إنها قضية منسية لا تذكر بها إلا المواجهات وتلك المشاهد التي توزع ويشاهدها العالم، من استهداف المقاومة لجنود وضباط وقادة الاحتلال الصهيوني، ودباباته، وآلة حربه، التي تجد المقاومة الفلسطينية نفسها مدفوعة إليها دفاعا عن النفس وعن الإنسان و القدس ومقدساتها.
العالم والمكر
لقد اصطنع العالم بكثير من المكر مصطلحي التهدئة و التصعيد لإدارة الصراع  الفلسطيني الصهيوني عبر العقود، وذلك بإفراغه من محتواه السياسي ومن قضيته الأساسية وهي الصراع على الأرض بين الاحتلال الإسرائيلي وبين الشعب الفلسطيني المطالب بحقوقه المدافع عنها ومصطلح التهدئة، والاحتيال يعني يكف الطرفان الصهيوني والفلسطيني عن المواجهة، عن العنف ويخرجا إلى الهدوء الذي لا تبدد سكينته طلقة ما أو مظاهرة ما، ضد تدنيس المسجد الأقصى أو مصادرة أرض أو هدم منزل، فالتهدئة تعني تأبيد الوضع على ما هو عليه، أي تأبيد الاحتلال!. أما التصعيد فهو خروج على الوضع الراهن لذا تجد المسارعة، لأحتوائه، يعني إسكات المقاومة بين يدي ذكرى نكبة قديمة جديدة، وهذا لم يتحقق فكان طوفان الأقصى من أيقض القضية وجعلها حديثا عالميا متداولا.

الحرب على غزة، تدخل شهرها الخامس، بإصرار وعزم لا يلين من المقاومة، فالكيان الصهيوني، لم يجرب حرب كهذه، وما أنتصاره، إلا وهم يعتقده، على الأطفال والنساء، والأمنين، كما كان ديدن العصبات الصهيونية، في النكبة، وما قبلها.