ديسمبر 6, 2023 - 19:35
الاحتباس الحراري  بحلول عام 2050م


خالد الأشموري 
كشفت دراسة دولية ان ارتفاع حرارة الأرض قد يتسبب في إبادة ربع أنواع الكائنات الحية من نبات وحيوان على سطح الأرض ويضر مليارات البشر بحلول عام 2050م فيما سيمثل واحدا من أكبر نوبات الاندثار الجماعي منذ انقراض الديناصورات.
وحذر العلماء المشاركون في الدراسة من تهديد ظاهرة الاحتباس الحراري لمئات الأنواع من النباتات والحيوانات بالانقراض خلال الثلاث العقود المقبلة، بتأثير تحول البيئات المحيطة بتلك الأنواع إلى أخرى أكثر قسوة.
وكشف المسح التحليلي للدراسة، الذي شارك فيه 14 مركزاً بحثياً حول العالم، أن أكثر من ثلث الأنواع الطبيعية التي خضعت للدراسة يمكن أن تندثر او تشارف على الانقراض بحلول العالم 2050م بتأثير التغيرات المناخية، وزيادة التصحر، والتحول الذي سيحدث في المسطحات الخضراء ولا سيما الغابات ونشرت الدراسة، التي شارك فيها 19 باحثاً في مجلة " نيتشر ".
وقال البروفيسور كريس توماس أستاذ علوم حماية الأحياء بجامعة ليدز في إنجلترا وكبير الباحثين في الدراسة: إن الدراسة تقدر أن ما يتراوح بين 15 و 37% من جميع المخلوقات يمكن أن يبلغ حد الفناء نتيجة للتغيرات المناخية بحلول العام 2050م مع تقدير متوسط يبلغ 24% منها أي ما يربوا على مليون نوع .
وأوضح توماس في "الدراسة أن الانبعاثات الناجمة عن عوادم السيارات والمصانع يمكن أن ترفع حرارة كوكبنا مع نهاية القرن إلى مستويات لم تشهدها الأرض في فترة تتراوح بين مليون و 30 مليون سنة مما يشكل تهديداً للعديد من المحميات داعيا إلى الاستعانة بتكنولوجيا جديدة ونظيفة لتوليد الطاقة".
وشمل المسح الذي يعد الأكبر من نوعه ستة أقاليم تشكل 20% من اليابسة، وتناول بالدراسة العلاقة بين ظاهرة الاحتباس الحراري و 1103 أنواع من النباتات والثدييات والطيور والزواحف والضفادع والحشرات في جنوب إفريقيا والبرازيل وأروبا وأستراليا والمكسيك وكوستاريكا وأستقرأ النتائج المتوقعة حتى العام 2050م .
وأشار كبير الباحثين إلى أن الاندثارات التي يخشى منها يمكن أن تكون الأسوأ منذ اختفاء الديناصورات قبل 65 مليون سنة.
وقالت الامم المتحدة إن التقرير الذي يبرز المخاطر التي تحيق بالمخلوقات من فراشات أستراليا إلى صقور إسبانيا يظهر حاجة العالم إلى تأييد اتفاقية كيوتو الرامية إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن التلوث الذي يسببه البشر.
ومن الأنواع المعرضة للخطر أصناف من الأشجار في الأمازون وصقر إسبانيا الإمبراطوري وعظاءة الغابة في أستراليا والطيور من أمثال طائر القرزبيل الاسكتلندي يمكن أن تنجو فقط إذا استطاعت الطيران إلى إيسلندا.
وتتوقع دراسات أجرتها الأمم المتحدة أن ترتفع درجات حرارة الأرض بمقدار يتراوح بين 4,1 إلى 8,5 درجات مئوية بحلول العام 2100م بسبب الانبعاثات الكربونية الناجمة عن استخدامات البشر في الأساس.
ويمكن أن تؤدي الحرارة المرتفعة إلى ظواهر مناخية عنيفة مثل الفيضانات وموجات الحر الشديد والأعاصير.. وقال كلاوس توبفر مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة إن التقرير يشير إلى أن الاندثارات ستضر المليارات من البشر خاصة في دول العالم الثالث حيث يعتمد الإنسان على الطبيعة في الحصول على الغذاء والمأوى والدواء وأضاف أن التقرير النذير يؤكد للعالم من جديد أهمية وضع اتفاقية كيوتو موضع التنفيذ.
واتفاقية كيوتو التي تهدف إلى تقييد انبعاث غازات ثاني أكسيد الكربون تحتاج إلى توقيع الدول المسئولة عن 55% من هذه الانبعاثات لكي تصبح نافذة.
وقد وقعت دول يبلغ مجموع نصيبها من الانبعاثات44% ولا يمكن بلوغ نسبة 55% دون توقيع روسيا المسئولة وحدها عن 17% من هذه الغازات بعد أن انسحبت الولايات المتحدة المسئولة عن 36% منها عام 2001م بحجة أنها مكلفة للغاية وأنها استثنت عن غير حق الدول الفقيرة، بينما تقول موسكو أنها مترددة.
غير أن علماء آخرين أكدوا أن توقعاتهم المتجهمة حول انقراض الأنواع يمكن أن يتم تجازوها إذا ما قللت الدول الصناعية من انبعاثات الغازات المؤدية إلى الاحتباس الحراري على سطح الأرض.. وقال هؤلاء أن النتائج التي توصل إليها المسح الخاص بمستقبل الأنواع المختلفة من الحيوانات والنباتات يمكن أن تحث جماعات الحفاظ على البيئة على بدء تقييم آثار التحولات المناخية المتسارع، وتأثيرها على الأنواع المهددة بالخطر.
وقال العالم البيئي البريطاني، آليستر فيتر، تعقيبا على نتائج الدراسة التي لم يشارك فيها: إن المتهم الرئيسي في انقراض الأنواع هو تراجع الغابات، مشيراً إلى أن التغير المناخي ماهو إلا عامل مساعد على الإسراع بالمصير المحتوم لبعض الأنواع المهددة.
•    النت.