تعقيباً على استيلاء القوات المسلحة اليمنية على السفينة الإسرائيلية في البحر الأحمر، رداً على المجازر الصهيونية في قطاع غزة، تستضيف " عرب جورنال " مؤسس مركز بروجن للدراسات الإستراتيجية والعلاقات الدولية رضوان قاسم، للوقوف عند العملية اليمنية النوعية، وأهمية هذا التطور التاريخي في تغيير المعادلات الإقليمية لصالح فلسطين والمقاومة.ويناقش الحوار تداعيات هذه العملية على اقتصاد الكيان الصهيوني، وكذلك الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة.كما يتطرق الحوار للاتفاق المبرم بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وما إذا كان انعكاساً لتراجع كيان الاحتلال عقب فشله في الهجوم البري والتعامل مع خيارات المقاومة في لبنان واليمن.
عرب جورنال / حوار / حلمي الكمالي _
السيطرة اليمنية على السفينة الإسرائيلية نقطة تحول ستقلب موازين القوى وستغير معالم المنطقة
اليمن سيقود المنطقة وهو رأس الحربة في مواجهة المشروع الصهيو_أمريكي
المعادلة اليمنية في البحر الأحمر وجهت صفعة ثلاثية للولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل
اليمن يستطيع ضرب البوارج الأمريكية والعملية الأخيرة أثبتت تفوق القدرات العسكرية والاستخباراتية للجيش اليمني
اليمن يمتلك القرار والقدرة على التنفيذ والعقيدة لذا انتصاره حتمي في كل المعارك التي يخوضها
دخول اليمن خط المعركة أربك الأمريكي الذي بدأ يعيد حساباته والنظر في مشاركته في العدوان على غزة
الضربة اليمنية شلت عصب الإقتصاد الإسرائيلي ووضعت حبل المشنقة على رقبة القارة العجوز
_ بعد استيلاء القوات المسلحة اليمنية على سفينة إسرائيلية واقتيادها من عرض البحر الأحمر إلى الساحل اليمني رداً على المجازر الصهيونية في غزة.. أي مرحلة جديدة تفرضها صنعاء على المواجهة المفتوحة ضد الكيان الصهيوني؟
سيطرة القوات البحرية اليمنية على الباخرة الإسرائيلية حقيقة هي رسالة قوية وقوية جداً للولايات المتحدة الأمريكية قبل أن تكون للكيان الصهيوني.
وفي هذا الخصوص قلت أن هذه العملية العسكرية اليمنية ستسجل في التاريخ، لأن هذه العملية العسكرية غيرت الموازين وقلبت موازين المنطقة بشكل أساسي وخاصة بعد إعلان اليمن دخوله في هذه الحرب ضد الكيان الإسرائيلي.
بمعنى آخر أن أي عملية عسكرية ضد البواخر الإسرائيلية أكانت تجارية أم عسكرية، كل ما يختص بالبواخر العسكرية أو التجارية الإسرائيلية سيكون هو محط أهداف وستكون تحت ضربات الصواريخ المقاومة وصواريخ الجيش اليمني، ولهذا السبب كان الأمريكي أو بالأحرى أغلب الدول العالم وخاصة الداعمة لإسرائيل وعلى رأسها الأمريكي ودول الناتو من الإتحاد الأوروبي، كانت مصدومة بهذه العملية لأنها غيرت موازين القوى على الأرض.
من ناحيه أخرى كانت العملية رسالة واضحة لكل الحلفاء لإسرائيل سواء كانوا إقليميين أم دوليين، أن القدرات اليمنية لم تعد كما كانت في السابق، بل هي قادرة على مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، قادرة على ضرب بوارجها وحاملات طائراتها، لهذا السبب بدأ الأمريكي يعيد حساباتي ويعيد قراءاته، وكذلك الإسرائيلي.
عندما نتحدث عن الأمريكي علينا أن نعرف أن الإسرائيلي أصبح في المرتبة الثانية بحيث أنه لا يمكن له أن يكون في مواجهة مع دولة ومع قوة تتحدى الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما يحصل فعلاً اليوم، أن اليمن يتحدى القوة الأمريكية وخاصة أن الإسرائيلي غير قادر على مواجهة اليمن.
قد يكون الأمريكي كقوة عسكرية، يستطيع الدخول في حرب مع اليمن، ولكن السؤال هل يريد الأمريكي الدخول في حرب مع اليمن، بالتأكيد لا يريد ذلك، لأنه بكل بساطة يعرف تكاليفها وأنه سيتكبد خسائر كبيرة جداً، وكذلك جو بايدن ذاهب إلى انتخابات، ولا يمكن له أن ينتخب بصناديق التوابيت لجنوده سواء كانوا في البحرية أم كانوا غير ذلك.
لهذا السبب الأمريكي يحسب حسابه وخاصة أن الحرب مع اليمن يعني حرب إقليمية، وربما قد تذهب لحرب دولية، لهذا يحسب الأمريكي حسابه بكثير من الحذر وبكثير من التأني على أن يخوض هذه المعركة أو أن يدخل في هذه المواجهة لأنها ستكون عاليه التكاليف بالنسبة للأمريكي وللإسرائيلي.
_ كيف تكشف العملية النوعية للجيش اليمني تفوق القدرات اليمنية على مستوى الرصد والاستخبارات وكذلك التنفيذ؟ وأي صفعة مدوية يوجهها اليمن للقوات والاجهزة الاستخباراتية الأمريكية والإسرائيلية، بعد ترجمته للتهديدات عملياً في عمق البحر الأحمر على الرغم من الإنتشار الكبير لحاملات الطائرات والبوارج الأمريكية في المنطقة؟
في البداية يمكن القول إن الصواريخ والطائرات المسيّرة التي أرسلتها القوات المسلحه اليمنية إلى عمق الاحتلال الإسرائيلي ووصلت إلى "إيلات" في جنوب فلسطين المحتله، يدل على تفوق القدرات العسكرية لدى اليمنيين.
وزاد من التأكد من هذه القدرات عندما قامت القوات البحرية اليمنية بالاستيلاء والسيطرة على الباخرة الإسرائيلية.
لذلك، فإن السيطرة اليمنية على الباخرة الإسرائيلية بهذه السرعة، ليست الرسالة الوحيدة، فهنالك العديد من الرسائل، الأولى تبين للأمريكي وللإسرائيلي مدى قدرة البحرية اليمنية على السرعة في التعامل مع هذه العملية، والرسالة الثانية توضح التقنية العالية والتدريب العالي لهؤلاء رجال الرجال والأبطال اليمنيين الذين سيطروا على الباخرة الإسرائيلية بتقنية عالية جداً من خلال إنزال جوي من طائرة هليكوبتر على سطح الباخرة وسيطروا عليها سيطرة كاملة وسريعة جداً بحيث أنها فعلاً كانت مميزة إلى حد كبير من خلال استخدام الوسائل المتطورة والحديثة في التقنية بالتواصل وغير ذلك، هذا مما يثبت على القدرات العسكرية للبحرية اليمنية، ويثبت على التقدم في التقنية أيضاً سواء كان من اتصال وغير اتصال ومراقبة وغير ذلك.
والرسالة الثالثة تطور الاستخبارات اليمنية، فهذه أيضاً يجب علينا أن نلتفت إليها، كونها مسأله مهمه جداً أنهم عرفوا أن هذه الباخرة لمن تكون ومن وماذا عليها؟ وكيف ومن أين أتت وإلى أين هي متجهه؟.
كل هذه المعلومات وكل هذا الرصد يحتاج إلى تقنية يحتاج إلى تدريب وإلى عمل عالي جداً وهذا أثبته اليمن من خلال سيطرته على هذه الباخرة، بعد أن تأكد من أنها إسرائيلية وتعود ملكيتها لرجل أعمال إسرائيلي، وأن البضاعة التي آتية منها، ذاهبه إلى كيان الاحتلال بطريقة ما، بغض النظر من أين أتت وإلى أين هي ذاهبه، لكن المستفيد الأساسي من السفينة كان الاسرائيلي، فلهذا السبب كانت هذه السيطرة اليمنية.
هذه الرسائل أرسلها اليمني من خلال هذه العملية العسكرية، بهذه التقنية بهذه الدقة وبهذه السرعة وبهذه الاستخبارات عالية الدقة، والحقيقة وصلت الرسالة إلى الأمريكي، وهي أننا نراقب كل تحركاتكم، وكل معداتكم البحرية والبوارج وحاملات الطائرات تحت أعيننا ونستطيع السيطرة عليها، ونستطيع ضربها في أي وقت نحتاجه.
وقد قلت في هذا السياق أن هذه العملية لم تكن مجرد تهديد ،بل هي تهديد وتنفيذ. وهنا بالأحرى يجب علينا أن ننظر إلى الموضوع اليمني بدقة عالية، بحيث أنه أحياناً قد يكون لديك القدرة لكن ليس لديك القرار، وأحيانا قد يكون لديك القرار لكن ليس لديك القدرة.
في اليمن يوجد النقطتين الأساسيتين معاً بحيث أنهم لديهم القدرة على التنفيذ على مثل التنفيذ ولديهم القرار أيضاً، عندما يكون القرار حر والقدرة عالية تستطيع أن تفعل ما تشاء وتستطيع أن تواجه العالم.
أضف إلى النقطتين الأساسيتين، العقيدة اليمنية، هنالك عقيده عالية، هنالك إيمان بقضيته التي يقاتل من أجلها، لهذا السبب الانتصار سيكون له حتمي في كل المعارك التي يخوضها.
من هنا جاءت المواجهة ومن هنا عرف الأمريكي أنه إذا خاض معركة مع اليمنيين، ستكون المعركة خاسرة بالنسبة للأمريكي ورابحه جداً بالنسبة لليمني.
_في أعقاب تهديد البحرية اليمنية الجديد باستهداف أي قطع عسكرية تحاول حماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.. أي معادلة بحرية جديدة يفرضها اليمن في إطار مساعيه لإيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة؟ وهل تعتقدون أنه يمكن استهداف بوارج أمريكية والمكلفة بهذه الحماية، على سبيل المثال؟
يبدو أن اليمن لن يتوقف عند العملية العسكرية اليمنية ضد السفينة الإسرائيلية في البحر الأحمر، وربما تأتي عمليات أخرى، لأن التهديدات اليمنية واضحة باستهداف كل البواخر والمعدات العسكرية أو الغير العسكرية الآتية أو الذاهبة من وإلى الكيان الصهيوني.
هذا التهديد عالي السقف يدل على أن القوة اليمنية قادرة في كل الأوقات وفي كل الأحيان، ومهما كانت النتائج فهو قادر أن يخوضها.
لا شك أن السيطرة اليمنية على الباخرة الإسرائيلية، ودخول اليمن في خط المعركة، أربك الأمريكي بشكل كبير، بحيث أنه بدأ يعيد حساباته، ويعيد النظر في مشاركته في هذه الحرب لمساندة "إسرائيل" ضد المقاومة الفلسطينية وخاصة في غزة.
وفي هذا الخصوص، نؤكد أن اليمن لديه الإمكانية لضرب البوارج البحرية الأمريكية، لأنه من يقوم بمثل هذا العمل يعني أنه لا يخشى الامريكي، قبل أن تكون للاسرائيلي، لأنه من أتى بالبوارج البحرية وحاملات الطائرات إلى الشرق الأوسط دعماً للاحتلال الإسرائيلي هو الأمريكي ودول الناتو من فرنسا وبريطانيا، وهذه الدول التي هرولت نحو إسرائيل بحاملات طائراتها وقوتها البحرية ظناً منها أنها تقف سنداً وعوناً إلى جانب إسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية، وبالتأكيد هذه البوارج وهذه حاملات الطائرات الأمريكية تحتاج إلى ممر بحري أساسي أو إلى البحر الأحمر لتكون قريبه من الاسرائيلي الذي يحتاج أيضاً إلى مثل هذه الممرات البحرية.
هذه المساحه حذفت من حسابات الأمريكي والاسرائيلي بحيث أنهما لم يعد قادرين على استخدامها في ظل القوة اليمنية الموجودة وهذه أيضاً ضربة عسكرية قاضية لكلا الطرفين.
والأمريكي يعرف أن اليمني إذا أصر أن يدخل هذه الحرب في المواجهة، باستطاعة اليمن ضرب حاملات الطائرات والبوارج البحرية الأمريكية.
_ تصاعد الصراخ الإسرائيلي عقب الاستيلاء على السفينة الإسرائيلية وسط تأكيدات من انتكاسة اقتصادية جديدة للكيان.. أي تداعيات وانعكاسات خطيرة للعملية اليمنية على اقتصاد الاحتلال الذي يعيش مآزق عميقة خصوصاً مع بدء الكثير من السفن المتجهة إلى إسرائيل تغيير مسارها والاعلان عن توقيف الرحلات البحرية إلى "إسرائيل" لمدة شهر ؟ وما تأثير هذه التداعيات على المنظومة السياسية والعسكرية لحكومة الاحتلال في الوقت التي تشهد فيه انقساماً حاداً؟
الضربة التي وجهتها اليمن للكيان الصهيوني، تضرب الوتر والعصب الاساسي للاقتصاد الإسرائيلي، وقد أثبت اليمن أيضاً من خلال هذه السيطرة أنه قادر على السيطرة على باب المندب والبحر الأحمر، وبهذه الحالة يكون قد ضرب أكثر من 45% من التجارة البحرية الدولية التي تمر عبر باب المندب.
ومن الناحية الإقتصادية، فإن الكيان الصهيوني، في أمس الحاجة إلى الوضع الاقتصادي الجيد، أو الذي ربما يتعافى من خلال النقل البحري، لذلك أتت هذه الضربة اليمنية لتكون ضربه قاتله بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي. أضف إلى الضربه التي ربما أيضاً توجه لأي دعم عسكري للكيان الصهيوني سواء كان عبر نقل معدات أو صواريخ أو غير ذلك أو حتى مساعدة عسكرية للقوات البحرية الأمريكية.
لهذا قتل كل أمل للاسرائيلي أن يقوم بأي ضربة عن بعد للرد من خلال بوارجه البحرية أو من خلال البوارج البحرية الأمريكية وحاملات الطائرات أو غير ذلك.
نحن نتحدث عن باب المندب،أهم ممر بحري في العالم، حيث أنه النقطة الأساسية على الصعيد الدولي، لمرور الطاقة والغاز، والمواد الغذائية والتبادل التجاري وإلى ما هنالك.
اليمنيون ورغم شن حرب ظالمة عليهم، لم يستخدموا هذه الورقة القوية في باب المندب، لكن لأن اليوم القضية هي فلسطين، القضية الأساسية للأمة، ولأن اليمني جاد إلى أبعد الحدود في هذه المواجهة بدأ يلوح باستخدام هذه الورقة وأثبت من خلال سيطرته على هذه الباخره الإسرائيلية.
طبعاً هذه صفعة مدوية بكل تأكيد للاستخبارات الأمريكية وللكيان الصهيوني، وهنا أريد أن ألفت النظر أن الأوروبيون يعيشون حالة صدمة وفوضى عارمة، وحالة إرباك وذهول مما حصل في البحر الأحمر لأن الجميع يعرف أن الوضع الإقتصادي وفيما يخص الطاقه تحديداً يعيش الدول الأوروبية حالة أزمة خاصة بعد قطع علاقاتها والاستيراد الطاقه والغاز من روسيا، فكان التوجه نحو الدول العربية ونحو قطر. ألمانيا التي وقفت مع الكيان الصهيوني، على سبيل المثال لا الحصر، أقامت اتفاقية مع قطر لمدة 25 عام لاستيراد الغاز من قطر.
عندما يأتي اليمنيون ويسيطروا على باب المندب والبحر الأحمر، فإن بمقدور اليمن قطع الإمدادات التي تذهب باتجاه أوروبا، وهذا يكون حبل المشنقة التي يستطيع اليمن أن يضعه على رقاب الأوروبيين اقتصاديا بهذا المجال، وهم غير قادرين على المواجهة العسكرية مع اليمن، لأنهم يعرفون تماماً أنهم فشلوا في أوكرانيا ويفشلون اليوم في "إسرائيل"، ولا يمكن لهم أن يقيموا حروب جديده خاصة في وضعهم الإقتصادي والسياسي وعلى كافه الصعد.
أوروبا قارة عجوز بكل معنى الكلمة، وليس هنالك قيادات أوروبية تستطيع أن تتخذ قرارات مثل هذه القرارات، وخاصة أن الدول الأوروبية اليوم تابعه للولايات المتحدة الأمريكية.
لهذا اليمن كما يقال في المثل الشعبي ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد" ووجه ثلاث صفعات بصفعة واحده للولايات المتحده الأمريكية ولدول الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو والكيان الصهيوني، فكيف إذا كان هنالك من دول أخرى تفكر يوما من الأيام أن تعتدي على اليمن، فهذا أمر ربما يكون صعب جداً لأن القدرات اليمنية اختلفت عما كان عليه تماما.
_ بشكل عام.. ما التداعيات المتوقعة للعملية اليمنية التاريخية على مستقبل المنطقة، وانعكاساتها بالنسبة لحضور وقوة محور المقاومة؟
كل ما ذكرناه أعلاه يدل على أن اليمن سيغير معالم المنطقة بشكل أساسي وسيكون رأس الحربة في مواجهة المشروع الصهيو_أمريكي في المنطقة، بل سيكون هو القائد لهذه المنطقة، لأن وجوده الجغرافي، قوته العسكرية، قراره السياسي إذا جمعناهم مع بعضهم البعض سنصل إلى نتيجة، أن اليمن قادر على قيادة المنطقة بشكل رئيسي وأساسي ومهم جداً، وسيغير مجرى التاريخ، وحقيقة هذه العملية النوعية ستكتب بأحرف من نور، أحرف من ذهب في تاريخ منطقة الشرق الأوسط وعالمنا العربي والإسلامي.
أن اليمن الذي خرج بعد حرب ظالمة لمدة طويلة، منتصراً بل أقوى مما كان عليه، واستطاع أن يواجه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في وقت صعبت على كثير من الدول مواجهة الأمريكي.
هذا كله يؤكد أن اليمنيون اليوم في وضع مختلف تماماً، بل ربما هم الوحيدين الذين يستطيعون تغيير المنطقة، ونحن ذاهبون إلى تغيير استراتيجي في المواجهة سواء كانت سياسية أم عسكرية وحتى الاقتصادية أيضاً في المستقبل القريب، في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الغرب أو من الكيان الصهيوني.
ما أريد قوله أيضاً، أن هناك ميزة في اليمن من خلالها يستحق أن يقود المنطقة، وسيقودها إن شاء الله، وهي التماهي والتكامل ما بين الشعب اليمني وقيادته، فما بين اليمنيين وما بين قيادتهم من التكامل بهذه القيادة والرؤية لكلا الطرفين هي مكمله لاعطائهم القوة أكثر فأكثر على أن يكونوا قادرين على المواجهة.
عندما تكتمل القدره ما بين القيادة وما بين الشعب بهذه الطريقة بحيث أنه يكون الأول سند للثاني، هذا يعطي قوة ويعطي دافع للقيادة ممكن أن تستطيع مواجهة أي صعاب وأي قوى خارجية.
هذه نقطه مهمه جداً، أن اليمن كقوة عسكرية كقوة إيمانية كقوة عدديه كموقع جغرافي وهذا التفاهم والتماهي والتكاتف والتضامن؛ يعطي قوة ليست موجوده في العديد من دول العالم، وهذا ما يميز اليمنيين عن غيرهم.
أضف إلى ذلك مسألة مهمه، أن الحدود البحرية كموقع يمني مهم جداً ليس فقط على صعيد الدولي بل على الصعيد الإقليمي وخاصة العربي، مما يزيد هذا قوة مع محور المقاومة الذي هو سنداً أيضاً تكاملا ما بين اليمن وما بين المحور، ورغم المسافة بينه وبين الكيان الصهيوني، إلا أن له تأثير كبير وله قدرة على الوصول إلى هذا الكيان، هذا مما يعيق حركة الكيان إذا كان هنالك من ضغوط عليه من الشمال من جنوب لبنان، ومن الجنوب من قطاع غزة،يضاف عليه إقفال الممر البحري في البحر الأحمر، هذا ما يضيق الخناق على هذا الكيان ويجعل حركته أقل بكثير مما كان يريد.
وأصلا لم يتوقع الإسرائيلي أن اليمن سيشارك بهذه القوة وبهذا الحجم وأن يكون لديه هذه القدرة على المواجهة، بل تخطى ذلك ليواجه الولايات المتحدة الأمريكية.
_ ما هي قراءتكم لاتفاق الهدنة وتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال؟ وهل الاتفاق دليل على تراجع الإسرائيلي بعد أن كان يؤكد المضي في عدوانه دون توقف خلال الأيام الماضية؟ وهل تعتقدون أن فشل هجومه البري على غزة واحتدام العمليات جنوب لبنان والمعادلة اليمنية المفروضة في البحر الأحمر قد ساهمت في دفع الإسرائيلي لقبول الاتفاق؟
بخصوص الهدنة، لا أعتقد أن الإسرائيلي سيلتزم بها كثيراً، صحيح الاسرائيلي يحتاج لهذه الهدنة من خلال نقطتين أساسيتين، أولاً إعادة الرأى العام الدولي لصالحه، حيث انقلب الكثير من الشارع الغربي والأمريكي والعربي وغير ذلك، على المجازر التي يرتكبها الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني وبحق الأطفال والمستشفيات وتخطيه كل الخطوط الحمراء والقوانين الدولية.
حيث يريد الإسرائيلي أن يعيد أو يخفف من وطأة انقلاب الرأي العالمي، كما يريد من هذه الهدنه أن يخرج مزدوجي الجنسية، لأنه عليه ضغوط دولية كبيرة عليه.
لا شك أن الإسرائيلي يحتاج أيضا بعض الوقت لأنه أرهق خلال المعارك البرية التي لم تحقق نصراً عسكرياً، حيث يريد تغيير تموضعه العسكري، وحتى يرتاح الجندي الاسرائيلي ليكمل العمليات العسكرية، لكن هذا لا يمنع أنه سيخترق الهدنه ولا يلتزم بها نهائياً لأننا نعرف وعود الإسرائيلي، فهو ليس له وعود أو عهود ولا يصدق في وعده، ولا يلتزم بقوانين ولا يلتزم باتفاقيات، لذلك سيخترق هذه الهدنة بالطيران أو بالمراقبة أو بالعديد من المسائل.
الإسرائيلي سيواصل منع دخول المواد الغذائية والمواد التموينية والطبية إلى الشمال والوسط حتى لا يعطي زخما للفلسطينيين ويبقوا في بيوتهم ويبقوا في ارضهم، هو يريد تهجيرهم نحو الجنوب، وإدخال هذه المساعدات إليهم سيعيق الهدف الاسرائيلي من إخراجهم من الشمال، وهذا سيكون أيضاً أحد خروقات الهدنة.
الفلسطيني أيضاً يحتاج الهدنة لإدخال المساعدات الإنسانية وإخراج جثث الشهداء من تحت الأنقاض.
على كل حال، الفلسطيني سيلتزم بالهدنة، ولا أرى أن الإسرائيلي سيلتزم بها بل سيخرقها دائماً، لأن الأمريكي والإسرائيلي يريدون مواصلة العدوان فهم لم يحققوا شيئا حتى اللحظة سوى قتل الأطفال والنساء، لذلك يريدون تنفيذ مخططهم في تهجير الفلسطينيين من الشمال والوسط نحو الجنوب والانتقال إلى الضفة الغربية.