لمواكبة التطورات الساخنة في المنطقة المتعلقة بمعركة طوفان الأقصى، والعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.. تستضيف " عرب جورنال " الكاتب والسياسي اللبناني غسان جواد، لمناقشة أبرز المستجدات السياسية والعسكرية في المنطقة، وعلى رأسها تهديد القوات المسلحة اليمنية باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، تزامناً مع تصاعد عملياتها العسكرية في عمق الاحتلال، وأهمية هذه المعادلة الإستراتيجية التي تفرضها صنعاء، لإيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة.كما يسلط الحوار الضوء على عدد من المواضيع بينها فشل القمة العربية الإسلامية الأخيرة المنعقدة في الرياض، وهزالة الموقف تجاه المجازر الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب العربي المسلم في غزة.
عرب جورنال / حوار / حلمي الكمالي
المعادلة اليمنية تشكل ضغطاً قوياً لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة
اليمن قوة للعرب وموقعه الإستراتيجي مؤذي جداً للمصالح الأمريكية والإسرائيلية
دخول اليمن عسكرياً لمناصرة غزة هو درة تاج المواجهة لمحور المقاومة ضد العدو الإسرائيلي
القمة العربية الإسلامية لم تكن فعالة ولا تشكل ثقل والجامعة العربية لا تعبر عن مصالح شعوبها
تهجير أبناء غزة خط أحمر لمحور المقاومة ولن يسمح بتكرار نكبة جديدة في فلسطين
الأنظمة العربية المتحالفة مع أمريكا و"إسرائيل" تتآمر للقضاء على حماس واستقدمت مرتزقة لقتالها في غزة
التسويف الأمريكي بشأن الهدن في غزة يأتي لإعطاء "إسرائيل" مزيداً من الوقت للاستمرار في مجازرها
_ ما تعليقكم على مخرجات القمة العربية الأخيرة المنعقدة في الرياض؟ ولماذا كانت مخيبة للامال كما يصفها الكثير ؟ وهل تعتقدون أن اللقاءات الأمريكية والبريطانية ببعض القادة العرب التي سبقت القمة قد أثرت على هذه المخرجات؟ وماذا عن توجيهات نتنياهو للقادة العرب لدعم العدوان على غزة وتجاهل نداءات الشارع العربي عقب انتهاء القمة؟
وكيف تكشف هذه التوجيهات حجم الارتهان الذي وصل إليه بعض الزعماء العرب في وقت يهدد الإسرائيلي باستخدام القنبلة النووية في غزة؟ لا نستطيع أن نتحدث عن ثقل عربي إسلامي شكلته القمة العربية الإسلامية التي انعقدت في السعودية في 11 من الشهر الجاري. وبطبيعة الحال، هذه الجامعة العربية هي منظمة إقليمية لا تعبر عن مصالح الدول العربية ومصالح الشعوب العربية.
وبالتأكيد كان هنالك ضغوطات أمريكية وبريطانية على القادة العرب لجعل هذه القمة غير منتجة وغير فعاله في نصرة ودعم الشعب الفلسطيني. وهذه ليست المرة الأولى التي تخيب فيها القمم العربية، آمال الشعوب العربية.
_ تهديد القوات المسلحة اليمنية باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وما جاء في الخطاب الأخيرة لقائد أنصار الله في اليمن.. أي معادلة تاريخية يفرضها اليمن في المواجهة مع الاحتلال ؟ وهل ستشكل الخطوة ورقة ضغط كبيرة لإيقاف العدوان على غزة خصوصاً في ظل تأكيد اليمن على استمرار العمليات العسكرية في عمق الكيان الصهيوني؟
الدخول اليمني على خط نصرة إخواننا في فلسطين هو درة التاج في المواجهة التي يقوم بها محور المقاومة مع العدو الإسرائيلي اليوم. بقدر أهمية المواجهة من لبنان التي تقوم بها المقاومة الإسلامية في لبنان، إلا أن اليمن من حيث موقعه الإستراتيجي، ومن حيث فعالية تصديه للأمريكيين والإسرائيليين على البحر الأحمر، وإيصال الصواريخ والطائرات المسيرة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
هذا الموقف اليمني، هذه القوة اليمنية أظهرت للجميع بأن اليمن هو قوة للعرب، وجعلت الأمريكيين والاسرائيليين يهددون ويرفعون أصواتهم كثيراً ضد الشعب اليمني، هذا الشعب المحاصر الذي كان يعيش مقتله مشابهة للمقتله في فلسطين، يهددونه بالويل والثبور. ورغم ذلك قام اليمنيون بدورهم العربي والإسلامي على أكمل وجه. نرى أن هنالك تهديدات لأن الموقع الإستراتيجي لليمن مؤذي جداً للمصالح الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر وعلى باب المندب. بالتالي الدخول اليمني هو أساس في الضغط على إسرائيل وأمريكا لوقف هذه المجزرة الصهيونية في غزة، ما يعني أن المعادلة اليمنية باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، تشكل ضغطاً قوياً على "إسرائيل" لوقف عدوانها على غزة.
_ نقلت شبكة NBC عن مسؤول أمريكي قوله إن حكومة نتنياهو تريد تجريف شمال غزة وإنشاء منطقة أمنية عازلة وهو ما يعني ضم أراض فلسطينية.. كيف تكشف بوضوح مثل هذه التصريحات، أن مخطط تهجير أبناء غزة مازال قائماً وبقوة ولم يتخلى عنه الإسرائيلي والأمريكي؟ وهل الحديث الذي تروجه بعض الجهات الدولية والعربية لتسليم غزة إلى سلطة أوسلو يخدم ذات المخطط ؟ وما خيارات المقاومة لمواجهة هذا المخطط ؟
موضوع التهجير موضوع قديم_ جديد، وفكره موجوده في الكيان الصهيوني، كان إسحق رابين يقول " أحلم أن استيقظ يوماً فأجد غزة قد غرقت في البحر". فكرة تهجير غزة والضفة الغربية جديد موجودة منذ بعد عام 67، وبغض الساسة الإسرائيليين يعبرون عن ندمهم من عدم التهجير بعد 67. ولذلك هو مشروع قائم، إلا أنه أمام هذا المشروع عقبات كثيرة أهمها إرادة الشعب الفلسطيني وإرادة مقاومته، وإضافة إلى ذلك حالة الرفض المبدئي الذي نشاهدها اليوم من بعد الدول العربية، ونرجو أن تبقى على موقفها في المستقبل، وأيضاً وجود محور المقاومة الذي وضع خطوطاً حمراء والذي لن يسمح بتكرار نكبة جديدة في فلسطين.
الجهود القائمة اليوم لوقف إطلاق النار والشروع بالتفاوض وتبادل الأسرى والتأسيس لمكتسبات يحصل عليها الفلسطينيون جراء هذه التضحيات ويثبتوا في أرضهم. أما إذا كان مشروع الإسرائيلي هو التأثير وضرب غزة وجعلها غير قابلة للحياة وإخراج الناس منها في هذا سيدفع المنطقة إلى مواجهة كبرى وربما العالم.
_ تواصل الصحافة الغربية، حديثها عن طلب بعض الأنظمة العربية، من أمريكا و"إسرائيل" القضاء على حماس .. ما تعليقكم ؟ وماذا عن أنظمة التطبيع التي تقول الصحافة أنها اتفقت مع الولايات المتحدة على تصفية القضية الفلسطينية؟ وهل تعتقدون أن تكون هذه الأنظمة هي من دفعت لتجنيد قوات من المرتزقة للقتال إلى جانب الإسرائيلي في هجومه البري على غزة؟
نعم قرأنا في الصحافة الغربية عن أنظمة عربية تطالب بالقضاء على حماس، ولكن "إسرائيل" تعرف والولايات المتحدة تعرف بأن القضاء على المقاومة في فلسطين أمر بالغ الصعوبة بل مستحيل، ولذلك أنا أعتقد أن هذه الأنظمة في إطار تحالفها مع الولايات المتحدة ومع "إسرائيل" لديها نفس الرؤية للمنطقة، الرؤية الأمريكية الإسرائيلية، وهي ترى في حركات المقاومة خطراً على استراتيجياتها، ولذلك تعتبر ما يجري في غزة اليوم فرصة للانتهاء من ملف المقاومة في فلسطين، ولكن هذا الأمر دونه الكثير من العقبات والكثير من التحديات وأمر لا يمكن أن يمرره محور وحركات المقاومة في المنطقة.
ولكن هذا يعكس بأن بعض العرب تموضعوا إلى جانب العدو الإسرائيلي والأمريكيين، وذلك قفزاً فوق القضية الفلسطينية وفوق الشعب الفلسطيني وحقوقه ومقاومته وقدرته على أن يحقق مشروعه الوطني التاريخي بالتحرير وإقامة الدولة. وطبعا لأنهم غير قادرين على مواجهة المقاومة برياً بشكل فعال، فإنهم استقدموا مرتزقة من المرتزقة التي يشتغلون معها في الحروب وبعض هذه المرتزقة كان في أوكرانيا.
_ اقتحام قوات الاحتلال لمستشفى الشفاء والذي يأتي بعد تبني الولايات المتحدة الرواية الإسرائيلية بشأن مزاعم وجود مراكز لقيادة المقاومة في المستشفى.. كيف يكشف الدور الأمريكي في العدوان الإسرائيلي على غزة ومجازره الدموية؟ وماذا عن الهدن المؤقتة والغامضة التي يسوقها الأمريكي في القطاع دون أي بوادر حقيقية لإيقاف العدوان؟
منذ فترة ومنذ بداية هذه الحرب الهمجية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، لاحظنا جهود الدبلوماسية والسياسية الأمريكية بالإضافة إلى الجهود العسكرية وإحضار البارجات والغواصات إلى المنطقة. لاحظنا بأن الأمريكيين يعملون على ضغوطات هائلة على الدول العربية، وعلى بعض الدول المتعاطفة مع الفلسطينيين من أجل منعهم من التحرك ومن أجل منعهم من نصرة الشعب الفلسطيني لوقف هذه المجزرة.
الأمريكيون أعطوا غطاءً للاسرائيليين للدخول واقتحام مستشفى الشفاء، وقصف المستشفيات في غزة، ولولا الضوء الأخضر الأمريكي ما كانت "إسرائيل" لتستطيع معنوياً أن تدخل هذا الدخول إلى هذه المستشفيات، بحجه وجود مقاومة. واضح أيضاً التسويف الأمريكي لناحية القول دائماً والحديث عن هدن وبالمقابل لا نجد أي شيء على الواقع من هذه الهدن.
يعني الحديث الأمريكي عن الهدى هو في إطار إعطاء مزيد من الوقت لإسرائيل للاستمرار في مجزرتها ومقتلتها في غزة. وأيضاً خداع العرب وخداع الفلسطينيين كما فعلت الولايات المتحدة دائماً. الحقيقة أن الرهان اليوم، هو على المقاومة وحركات المقاومة ودول وشعوب المنطقة والعالم في الضغط على الاحتلال لوقف هذا العدوان وبالتأكيد عندما ينتهي هذا العدوان ستكون فلسطين وشعبها في غزه منتصره.