نوفمبر 17, 2023 - 21:50
جزر القمر..  أرخبيل العطور والتراث الثقافي 

عرب جورنال / خالد الأشموري - 
جمهورية جزر القمر بلد عربي إسلامي إفريقي صغير يتكون من عدة جزر تقع في المحيط الهندي محصورة ما بين أراضي قارة إفريقيا غرباً ويابس جزيرة مدغشقر شرقاً، أي أنها تقع عند المدخل الشمالي لمضيق موزمبيق بين دائرتي عرض 11 درجة 13 درجة جنوبي خط الاستواء.
تكوينها:
وتتكون مجموعة جزر القمر من أربع جزر بركانية كبيرة ورئيسية هي جزيرة القمر الكبرى التي تعرف أيضاً باسم نجا زنجا وعلى ساحلها الجنوبي الغربي تقع عاصمة الدولة " مروني" وجزيرة " اينجوان " وجزيرة " ميون" وجزيرة " موهيلي" كما يضاف إليها جزر أخرى صغيرة المساحة وتبلغ المساحة الإجمالية لجمهورية جزر القمر 2.236 كيلو متراً مربعاً فيما يبلغ عدد السكان أكثر من 650 ألف نسمة تصل نسبة المسلمين فيهم إلى 99.7% واللغة الرسمية للدولة هي العربية والفرنسية وأهم المدن في جمهورية جزر القمر : مروني وهي العاصمة بالإضافة إلى مدينة " موتسامودو " و" دموني" وفيما تمثل ( نجازيدجا ) أكبر جزر الأرخبيل المسمى ( أرخبيل القمر ) فأن ( موروني) هي لؤلؤة جزر القمر وعاصمة الدولة الاتحادية التي تتكون من أربع جزر هي (زنجا يدجا) و (نزواني) و (موالي)و (ماهورية) ، ومن لغة سواحلية تعد لغة البلاد الحية جاءت هذه الأسماء الغريبة العجيبة.
أصول يمنية :
في أوائل القرن الثامن الميلادي هبط على ساحل هذه الجزر بعض الرحالة العرب العائدة أصولهم إلى مدينتي عدن وحضرموت اليمنيتين " ولأن القمر كان بدراً يوم اكتشافهم هذه الجزر، فقد أسموها القمر ، وأخذا الأوربيون الاسم فيما بعد فأطلقوا عليها اسم ( كومور أو كوموروس) كما أن أرخبيل القمر يحظى بثروة سمكية لا تقدر ، ويأتي الغربيون إليه ليصطادوا المسك ، فإن في مدينة ( درموني ) على الساحل الشرقي ، تبدأ حكاية أخرى.
أرخبيل العطور:
تبدأ سطور هذه الحكاية من التلال التي تصعد من الحواري الضيقة ، ليدخل الإنسان في وسط غابات كثيفة من شجر قرنفلي الشكل ، يقال إن الشجرة منه لا تبلغ سن النضج إلا بعد عشرين عاماً حيث تعطي أزهاراً تأخذها فرنسا لتصنع منها أثمن أنواع العطور ، لهذا ليس غريباً أن يطلق البعض على جزر القمر ومياهها لقب ( أرخبيل العطور).
صلتها بالعرب:
تاريخياً، وفدت الدفعات السكانية الأولى إلى جزر القمر أساساً من قارة إفريقيا ومن جزيرة مدغشقر وكذلك من ماليزيا فيما يعود اتصال العرب بجزر القمر إلى القرن السابع الميلادي  وحكم السلاطين العرب جزر القمر وكونوا منها ممالك مستقلة وظل الحال كذلك نحو 400 سنة ، وفي عام 1843م تمكنت فرنسا من حكم الجزر ، ثم منح الفرنسيون سكان جزر القمر حكماً ذاتياً في عام " 1961م.
وفي عام 1975م صوت أهل انجان وجزر القمر الكبرى إضافة إلى سكان جزيرة مهيلي على الاستقلال التام، لكن ما يوت صوتت على بقائها تحت الحماية الفرنسية واعترفت فرنسا باستقلال جزر القمر الثلاث لكنها استمرت في حكم مايوت كأحد توابعها الخاصة وباستقلال الجزر ظهرت إلى حيز الوجود دولة باسم جمهورية جزر القمر الإسلامية الاتحادية وعاصمتها مروني وقد انضمت إلى الأمم المتحدة فور استقلالها.
اعتماد زراعي:
ومن الناحية الاقتصادية تعد جزر القمر من الدول الفقيرة ، فليست لديها صناعات رئيسية ويعتمد اقتصادها بصفة رئيسية على الزراعة، حيث يقوم السكان بزراعة محاصيل متنوعة كالأرز والموز والمنيهوت/ الكسافا / إضافة إلى جوز الهند والفانيلا والزيوت العطرية المستخرجة من نباتات أشجار اليانج لانج.
وتنفق جزر القمر ضعف عائدات صادراتها في عمليات الاستيراد السلعي وتتمثل أهم الدول التي يتم التبادل التجاري معها: فرنسا ومدغشقر وباكستان إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
تنوع سياحي فريد:
تعد جزر القمر من البلدان الإفريقية التي تتميز بوجود موارد سياحية جيدة فهي إضافة إلى مناخها الاستوائي المميز، تزخر بمخزون ثقافي يجذب إليها الكثير من السياح الأوروبيين في كل عام والزائر لجمهورية جزر القمر يجد نفسه أمام خيارات سياحية متعددة، فالطبيعة الخلابة والشواطئ النظيفة والتراث الثقافي كل ذلك يمثل تنوعاً سياحياً فريداً قلما يوجد في أي بلد من البلدان وتتباين الأنشطة السياحية من سياحة الصيد والمغامرات إلى السياحة البيئية وسياحة الاسترخاء في الشواطئ الرملية.
-    المصدر: ( 26 سبتمبر) – الملحق السياحي- 22/2007م.