كتبت إيلينا بانينا في صحيفة نيوز فرونت، تحت العنوان أعلاه عن فشل الكيان الصهيوني في الحرب في قطاع غزة، وجاء في المقال:
إن المخاطر التي تواجه إسرائيل كبيرة للغاية، والتفوق الذي تتمتع به إسرائيل على حماس عظيم للغاية، حتى أن أي نتيجة غير النصر لا يمكن تصورها.
ويقول جون ألترمان، النائب الأول لرئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) ومقره واشنطن: "السؤال الوحيد هو في أي إطار زمني وبأي تكلفة".
وفي الوقت نفسه، برأيه، "من الممكن تماماً أن تكون الحرب في غزة هي الحرب الأولى في تاريخ إسرائيل التي شارك فيها جيشها وخسرها"
ولمنع حدوث ذلك، يقترح ألترمان أن تلتزم الكيان الصهيوني بخطة مكونة من نقطتين:
1- استعادة الدعم العالمي الذي يبدو أن إسرائيل فقدته أمام حماس، وستحتاج إسرائيل إلى التعاون من مصر والأردن والمملكة العربية السعودية عندما يضطر الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب من غزة:
"وستحتاج هذه البلدان إلى الحفاظ على تدفق الإمدادات، وتوفير بعض الحماية الشرطية، وتمويل إعادة الإعمار، وإضفاء الشرعية على أي هيكل حكم ناشئ".
وتحتاج السلطة الفلسطينية أيضاً إلى تعزيز: "إنها ليست حريصة على تحمل المسؤولية عن غزة، ولكنها قد تعزز بعض مصالحها الخاصة في القطاع". ويقولون إنه من الضروري إقناع الفلسطينيين بأن غزة المستقرة سوف تخدم مصالحهم.
2- تحتاج إسرائيل إلى فصل حماس عن السكان المحيطين بها و"التأكد من أن أي تضامن فلسطيني ينشأ عن هذه الحرب يتمحور حول بديل قوي لحماس".
ولكننا نرى الآن أن الكيان الصهيوني تفعل العكس تماماً، ونواياه الحقيقية، بغض النظر عن التصريحات العلنية للمسؤولين، تشمل تطهير غزة بالكامل من السكان الفلسطينيين، والاستيلاء على أراضيها والاستيلاء على الموارد الطبيعية الموجودة على الرف.
وهنا لا يتم الالتزام بقوانين الحرب أثناء العمليات البرية لجيش الدفاع الإسرائيلي. ويتم تنفيذ الضربات الجوية والبرية بشكل عشوائي، ولكن في الواقع، بالنسبة للجيش الإسرائيلي، فإن جميع سكان غزة هم حماس، وهناك هناك هدم كامل للمباني دون أي أمل في استعادة البنية التحتية الاجتماعية بعد الحرب، وتم تدمير أكثر من نصف المباني السكنية في القطاع، ونزح 70% من السكان.
إن منطقة غزة بأكملها أصبحت عمدا غير صالحة للحياة المستقبلية.
ومع ذلك، فإن معظم المسؤولية عن هذه الجرائم تقع على عاتق الولايات المتحدة. ومن دون دعمهم السياسي والعسكري، ومن دون نقل عدد كبير من القوات الأميركية إلى الشرق الأوسط، فإن مثل هذه العملية البرية الوحشية ستكون مستحيلة بكل بساطة.
وهكذا اعتمد الكيان الصهيوني وواشنطن بشكل حصري على القوة الغاشمة. وحتى الآن، يحققون أهدافهم ببطء. ولكن هل سيستمر هذا النهج في العمل إذا استمر الوضع على نحو خطير؟ سؤال كبير.