أروى حنيش
أم الرشراش بلدة فلسطينية تقع أقصى جنوب فلسطين على خليج العقبة، تحدها من الغرب طابا المصرية وتفصلها عن مدينة العقبة الأردنية مسافة قصيرة ٍجدا.
تعود تسميتها إلى إحدى القبائل العربية التي سكنتها، وكانت تدعى في الماضي (قرية الحجاج) إذ كان الحجاج المصريون يستريحون بها في طريقهم إلى الحجاز.
تاريخها
في العام 1516 وقعت بلدة أم الرشراش تحت السيطرة العثمانية، وتراوحت بين الولاية المصرية، أو ولايات جنوب الشام إلى أن استقرت منذ العام 1841 نهائياً خارج ولاية مصر.
وفي العام 1906 وفي الترسيم الإداري النهائي للحدود الشرقية لمصر كانت أم الرشراش خارج أراضي مصر وتتبع جنوب الشام العثماني، لتصبح بهذا نهائياً لا تتبع مصر العثمانية والمملكة المصرية ثم الجمهورية المصرية لاحقاً.
قبل احتلالها في 1949، كانت أم الرشراش قرية مساحتها 1500 متر مربع، ويسكنها قرابة 50 نسمة من العرب.
الموقع
الموقع الاستراتيجي الهام لها على البحر الأحمر، وتحديدا بالقرب من جمهورية مصر العربية، جعلها أحد أهم مطامع الغزو الصهيوني لفلسطين. فقد زارها في العام 1934 بن غوريون، وكان يطمح لتحويلها إلى ميناء صهيوني دولي
وتوسعت المدينة في 1952، وكانت احتلتها قوة إسرائيلية بقيادة "إسحاق رابين" خلال عملية «عوفيدا»، في 10 مارس 1949، وبذلك تكون آخر حملة قامت بها القوات الإسرائيلية خلال الحرب. وما زالت بعض المنظمات غير الحكومية في مصر تطالب بها على أساس أنها "أرض مصرية".
في العقود الأخيرة تصاعدت أصوات أكدت أن "أم الرشراش" أرض مصرية، وطالبت باستعادتها، لكن القاهرة ردت على "محاولات تخريب العلاقة مع إسرائيل" بأن "أم الرشراش" كانت تتبع فلسطين قبل احتلالها، وفق اتفاقيات قبل العام 1922.
في 2006 أنهى وزير الخارجية المصري آنذاك أحمد أبو الغيط الجدل حول ملكية مدينة أم الرشراش بتأكيده على أنها أرض فلسطينية وفقاً لاتفاقية ترسيم الحدود بين بريطانيا والدولة العثمانية في 1906 و1922
وإيلات" هي المنفذ الإسرائيلي الوحيد على البحر الأحمر، ومنه إلى المحيط الهندي.
بعد احتلالها، افتتح ميناء صغير فيها عام 1951، وبعد حرب عام 1956، عندما تم احتلال مضيق تيران عند مدخل خليج العقبة، تم توسيع الميناء بشكل كبير، ولكن مصر استعادت السيطرة على المنطقة مرة أخرى في مايو 1967، عندما قامت بحصار مضيق تيران وإغلاقه أمام السفن التي تحمل "العلم" الإسرائيلي. وكان هذا الإجراء سبباً رئيساً لحرب الأيام الستة في يونيو 1967.
لاحقاً، بنت "إسرائيل" في ميناء "إيلات" خط أنابيب نفط يصل إلى عسقلان عبر البحر الأبيض المتوسط، ثم شمالاً إلى حيفا.
ترتبط "إيلات" الآن بالأراضي الفلسطينية المحتلة الوسطى والشمالية عن طريق الطرق السريعة المحسنة والخدمات الجوية المنتظمة. وقد تم الترويج للمنطقة كوجهة سياحية، وتم التركيز على ساحلها المطل على البحر الأحمر الذي يتميز بمياهه الصافية وتكويناته المرجانية الخلابة والحياة البحرية.
في السبعينيات، أصبحت السياحة ذات أهمية متزايدة لاقتصاد "إيلات"، وتعد السياحة اليوم المصدر الرئيس للدخل فيها.
تسعى إسرائيل" إلى أن تكون "إيلات" جزءاً من مشروع مدينة "نيوم" السعودي، كونها تقع إلى الشمال من الحدود السعودية، وتبعد عن "نيوم" أقل من 200 كم. وتعد "إسرائيل" هذا المشروع "جسراً" لتعزيز تطبيعها مع دول عربية.
وتضم "إيلات" مطار "رامون" وفنادق فاخرة، وتخطط "إسرائيل" لزيادة المشاريع الاقتصادية فيها، بهدف استقطاب مزيد من المستوطنين إلى المنطقة التي تشكل مورداً اقتصادياً مهماً.
أصبحت "إيلات" اليوم مركزاً للإسرائيليين الهاربين من صواريخ المقاومة الفلسطينية ظناً منهم أنها آمنة، لكن صواريخ المقاومة وصلت إليها. وقد أعلنت كتائب القسام قصف "إيلات" بصاروخ "عياش 250" رداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين الأبرياء أكثر من مرّة.
المقاومة الفلسطينية، لم تكن وحدها التي استهدفت صواريخها "إيلات"، إذ رجحت وسائل إعلام إسرائيلية أن إطلاق الصواريخ على "إيلات" جاء من اليمن أيضاً.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن صواريخ ذات رؤوس حربية تزن "ما مجموعه 1.6 طن " أطلقتها حركة "أنصار الله" كما يبدو في اتجاه منطقة الفنادق في "إيلات".
وإضافة إلى الصواريخ، أطلقت "أنصار الله" 15 طائرة مسيرة انتحارية تحمل كل منها رأساً حربياً وزنه نحو 40 كلغ، بحسب الإعلام الإسرائيلي.
وفي السياق نفسه، نقل الإعلام الإسرائيلي تقدير المتحدث باسم البنتاغون بأن "مدى الصواريخ التي أطلقتها أنصار الله كان أكثر من 2000 كلم. وعليه، فإن هذه الصواريخ بإمكانها الوصول إلى أي مكان في إسرائيل".
من جهتها، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن "أنصار الله" في اليمن أطلقت 5 صواريخ كروز ، كما أطلقت نحو 30 طائرة من دون طيار في اتجاه إسرائيل، في هجوم كان أكبر مما وصفه البنتاغون في البداية".
وفي ضوء هذه التطورات، أعلن رئيس سلطات الاحتلال في "إيلات" " تعزيز أنظمة الدفاع الجوي في محيطها على نحو كبير جداً".
الإعلام الإسرائيلي بدوره ركز على إطلاق الصواريخ نحو "إيلات"، وأولاه اهتماماً، لما يشكل هذا الأمر من تطور كبير في ساحة المعركة، وتهديد متزايد للإسرائيليين الذين يظنون أنهم في مأمن.
وقالت إذاعة "الجيش" الإسرائيلي إن "إطلاق صواريخ على إيلات من غزة واليمن هو إشارة إلى الإسرائيليين بأنهم ليسوا آمنين في أي مكان من إسرائيل، كما يؤكد تطور قدرات حركة حماس العسكرية التي تعرف جيداً نقاط ضعف المستوطنين الإسرائيليين".
الإسرائيليون رجحوا أن "هجمات اليمن على إيلات التي كانت تستهدف جموع اللاجئين إليها أو منشآت حيوية كانت "أكبر بكثير مما يتصوره الجمهور الإسرائيلي. ولو لم يتم اعتراضها، لكانت قد تسببت في كارثة جماعية"، على حد وصفه. وأفاد رئيس السلطة المحلية في "إيلات" باستقبال أكثر من 60 ألف إسرائيلي منذ 7 أكتوبر، ورجح أن تنهار المدينة في ظل هذا العدد الكبير من المستوطنين فيها.
مدينة الفنادق لم تتسع للكم الهائل من المستوطنين الذين فروا من الشمال والجنوب هرباً من صواريخ المقاومة في غزة ولبنان واليمن، وبدأت السلطات المحلية بالتحضير لإنشاء خيام لاستقبال أعدداهم الضخمة.
وقال مستوطنون إنهم يفترشون الأرصفة في "إيلات" لعدم توفّر الفنادق الكافية، فيما أفاد مراسل "القناة 12" الإسرائيلية بأنّ "الكثير ممن تم إجلاؤهم إلى إيلات تلقوا بياناً من الفندق بضرورة تسليم الغرف بسبب عدم وجود موازنة، وليس هناك من يدفع تكاليف إقامتهم".