أكتوبر 27, 2023 - 12:16
نوفمبر 11, 2023 - 04:33
كتائب القسام ورسائلها من الافراج المتواصل لأسرى مدنيين، كدواعي انسانية
كتائب القسام ورسائلها من الافراج المتواصل لأسرى مدنيين، كدواعي انسانية

الأمر صعب

لقد حاولت أن تبرز عضلاتها الولايات المتحدة، في أنها ستعمل على الافراج على الاسرى المدنيين، بالذات الأمريكيين، ، تحت أي ضغط وتخيل حيث حاولت، قبل ايام ،أن تستعرض عضلاتها وتقول بأن نحن أرسلنا مجموعات خاصة إلى المنطقة من أجل الافراج عن الاسرى، وذهبت بالحديث عن إرسال مختصين، للتعامل مع هذا الملف للتحري عن أماكن هؤلاء وإطلاق سراحهم على طريقة "رامبو" في المقابل عندما وجدت الأمر بعيد المنال، كان تصريح، مسؤولين أمريكيين بأن الأمر صعب، بالتالي المقاومة بهكذا فعل، أخذت زمام المبادرة على الولايات المتحدة لتعلنها فاشلة ولن تحقق شيء.

نتنياهو"رامبو"!

إذن المقاومة قامت بهذه الخطوة، فقط لغايات إنسانية وبدوافع إنسانية لإطلاق سراح هاتين الاسيريتين، لذلك هذا إنجاز يحسب للمقاومة وهذا إنجاز تسجل فيه المقاومة ضربة أولا لبنيامين نتنياهو الذي كان يحلم والذي ويتخيل نفسه كما "رامبو" بأنه سيدخل إلى قطاع غزة ويحرر هؤلاء ويظهر بصورة البطل، أو سوبر مان أمام الرأي العام العالمي على أنه، حرر هؤلاء، وهذا الأمر لم ولن يحدث، والمسألة الأخرى تكمن في الثغرة التي خلقتها المقاومة في جدار الجبهة الصهيونية، بهكذا فعل، فالآن الصهاينة، وخاصة أهالي الأسرى المحتجزين سيقولون، بأن الولايات المتحدة الأمريكية حليفتنا إنما هبت لإطلاق سراح رعاياها أما أبناءنا فتركهم نتنياهو ويقصف الآن في غزه وربما يقضوا تحت هذا القصف، هذا الأمر سيجعل الصهاينة، في ريب مما يجري من حرب، على غزة وقد يضغطون على انتهائها.

أكثر من سياق

أعتقد أن هناك أكثر من سياق للإفراج عنهن، الأول أنه يأتي مع بيانات، حماس مع ما جاء على لسان، الناطق الرسمي العسكري لكتائب القسام بأن أصلا كتائب القسام, حركة حماس ليست بحاجة لاحتجاز أجانب أو حملة، جنسيات أجنبية وذكروا أن هؤلاء هم بمثابة ضيوف بمعنى، أنهم سيفرجون عنهم حينما تتوفر الظروف الأمنية المناسبة داخل القطاع وحسب مراقبين، يعد هذا، جزء من التأكيد على هذه القضية ومنها الإيفاء بهذا.

و يعتقد محللون، هذا الافراج غير المشروط، مؤشر جيد قد يؤدي بشكل أو بأخر إلى تخفيف الاحتقان في هذه الأزمة لكن قد، لا يؤدي لتغيير السردية الأمريكية هذا أمر صعب للغاية.

ويذهب أخرون، إلى أن الرسائل التي تريدها كتائب القسام من عملية الافراج هذه، هو أحراج نتنياهو، أمام أهالي الأسرى الأخرين، لكي يوقف العملية العسكرية، ليتسنى الافراج عن الاسرى المدنيين.

ليس هذا وحسب، بل سيكون الاحتلال، أمام ردود فعل من دول غربية عدة، كانت معه في الأيام السابقة، وضغوط منها، لأيقاف حملته العسكرية، على قطاع غزة، ليتسنى لهم الحصول على مواطنيهم، بل سيذهب كثير من المتعاطفين، معه، إلى إنكار الرواية الصهيونية، ووصفها بالكاذبة، وسيفقد الكيان تأييد كثير من الدول الغربية، التي كانت معه.

فضلا عن الضغط الشعبي الذي تتعرض له، هذه البلدان، من قبل مواطنيها بسبب التظاهرات المستمرة، استنكارا لجرائم العدو الصهيوني.

كما يأتي الافراج الأخير عن الاسيرتين الأخيرتين من قبل القسام، ليوصل نفس الرسائل، لكن هذه المرة، حمل مفاجاءة للكيان، كون إحدى الاسيرتين المدنيتين، والتي عمرها يتجاوز الثمانين، أوضحت أمام وسائل إعلام صهيونية، حسن تعامل القسام معهم في كل الجوانب، وهذا ما أزعج الكيان والذي بالتأكيد يحمي الرواية، الصهيونية، ويتبنى الأمريكية.