أكتوبر 26, 2023 - 23:00
نوفمبر 11, 2023 - 04:35
مدينة الخليل الفلسطينية.. من أقدم مدن العالم تاريخيا وذات تراث عريق وحاضر متجدد
مدينة الخليل الفلسطينية

أروى حنيش

تاريخ مدينة الخليل

تضم مدينة الخليل الكثير من المعالم الدينية والتاريخية التي تُعد من أهم مصادر الجذب السياحي فيها، بالإضافة إلى المدينة القديمة التي تحتوي على معالم تاريخية بارزة مثل المسجد الإبراهيمي ومعالم تاريخية أخرى تتوزع في قرى مدينة الخليل.
و تعتبر مدينة الخليل من اقدم المدن التاريخية المأهولة فى العالم حيث يعود تاريخها الى ما يزيد عن 4000 سنة قبل الميلاد. وقد اكتسبت مدينة الخليل شهرتها بعد قدوم سيدنا ابراهيم عليه السلام اليها حيث توفي و دفن فيها و اصبحت المدينة تعرف اليوم باسم "خليل الرحمن" نسبة الى جد الانبياء ابراهيم عليه السلام.
مدينة الخليل مدينة فلسطينية تعد مركزاً لمحافظة الخليل وتعدّ أكبر مدينة في الضفة الغربية من حيث عدد السكان والمساحة، تحمل المدينة أهمية دينية كبيرة في الديانات الإبراهيمية الثلاث (اليهودية والمسيحية والإسلام) حيث يتميز وسط المدينة بالمسجد الإبراهيمي. ويُعتقد أن هذا المسجد يحتوي على مقامات ترتبط بالأنبياء إبراهيم وإسحق ويعقوب وكذلك زوجاتهم
لقد تعاقبت على مدينة الخليل حضارات كثيرة وتعرضت الى الغزو من قبل الفرس و الرومان الى ان جاءت الفتوحات الاسلامية حيث ترعرعت المدينة و ازدهرت واهتم الخلفاء و الامراء المسلمين بالمدينة التي تعتبر رابع اقدس مدينة عند المسلمين بعد مكة و المدينة و القدس تكريما لمدينة جد الانبياء ابراهيم عليه السلام الذي دفن اسفل ما يعرف الان بالحرم الابراهيمي الشريف الذي يحوي الغار الشريف و منبر صلاح الدين الذي حرر المدينة من الصليبيين.
وما زالت البلدة القديمة بأبنيتها التي يعود تاريخها الى العهد المملوكي و العثماني شاهدا على رقيها و تطورها.
وكغيرها من المدن الفلسطينية تعاقب على ادارتها الانتداب البريطاني ثم الحكم الاردني الى ان وقعت تحت الاحتلال الاسرائيلي فى العام 1967.
وقد استهدف الاحتلال الاسرئيلي منذ العام 1969 المدينة وقام بانشاء المستوطنات فى محيطها وبلدتها القديمة تحت ذرائع استيطانية واهية و مازالت المدينة تعاني التقسيم جراء تواجد حفنة من المستوطينين المتطرفين في قلبها. وتجسد عدوان وغطرسة المستوطنين اليهود في ارتكاب مجزرة الحرم الابراهيمي الشريف الذي راح ضحيتها العشرات من المصلين في 25-02-1994.
ومع قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية تم اعادة الانتشار فى مدينة الخليل وفق اتفاق خاص عرف ببروتوكول الخليل حيث تم تقسيم المدينة سياسيا الى ما يعرف ب H1 وتحت السيطرة الفلسطينية و منطقة H2 وبقي تحت السيطرة الامنية الاسرائيلة و بقيت المدينة موحدة جغرافيا تحت صلاحيات البلدية كاملة من حيث الخدمات. و ما زالت المدينة تعاني جراء هذا التقسيم الجائر.
وعرفت الخليل في العصر القديم بعدة أسماء هي قرية أربع (نسبة إلى اتحاد أربع قبائل كنعانية)، وحبرون وتعني (التجمع والاتفاق والصحبة)، وهي ليست كلمة عبرية.
والخليل مدينة عريقة تعد من أقدم مدن العالم، ويتضح من خلال الحفريات الأثرية في تل الرميدة سنة 1964وتعود إلى 3500 ق.م وسكانها الأوائل من الآموريين.
ومن أهم الاكتشافات الأثرية في تل الرميدة: لوح مسماري وهو عبارة عن نص اقتصادي يظهر فيه أسماء أربعة شخصيات آمورية، كما عثر على جرار فخارية عليها اسم حبر).

الموقع

تقع الخليل جنوب غرب القدس، وتبعد عنها 36 كم، ويتراوح ارتفاعها من930 متراً إلى 1027عن مستوى سطح البحر الأبيض المتوسط، يربطها طريق رئيسي بمدنيتي بيت لحم والقدس، وتقع على الطريق الذي يمر بأواسط فلسطين رابطة الشام مروراً بسيناء.
وموقع مدينة الخليل المتوسط جعلها مركزاً للتجارة منذ القدم، عرفت منذ القدم بأنها مدينة تحيط بها الأراضي الزراعية، واشتهرت بزراعة العنب الذي يحتل المكان الأول بين أشجارها المثمرة، كما تزرع التين، واللوز، والمشمش، وتزرع فيها الحبوب والخضروات.

الخليل تحت الإحتلال

بُنيت مستوطنة إسرائيلية تسمى "كريات أربع" بالقرب من مدينة الخليل.
الجدير بالذكر أن مسجد الخليل، المعروف أيضاً بالحرم الإبراهيمي، سيطر عليه الجيش الإسرائيلي، مما منع الكثير من المسلمين من دخوله، وحوَّل جزءاً منه إلى كنيسة يهودية، وحالياً يجري تقسيم المسجد الإبراهيمي إلى جزأين؛ يخصَّص أحدهما للمسلمين والجزء الآخر الأكبر لليهود.
بالإضافة إلى ذلك قُسمت المدينة نفسها إلى قسمين، يدير أحدهما الأمن الفلسطيني والآخر يخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية.

مجزرة الحرم الإبراهيمي

صباح يوم 25 فبراير عام 1994، وقعت مأساة في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، إذ هجمت مجموعة من المستوطنين اليهود بزعامة باروخ غولدشتاين، وهو طبيب يهودي، بالتواطؤ مع قوات من الجيش على المصلين المسلمين خلال صلاة الفجر في شهر رمضان، وفتح النار عليهم، مما أسفر عن مقتل 29 شخصاً وإصابة 150 آخرين، وبعد الهجوم قُبض على المعتدي وقُتل على يد مصلّين آخرين.
بعد انتهاء مجزرة الحرم الإبراهيمي، أغلق جنود الاحتلال الإسرائيلي أبواب المسجد الشريف لمنع المصلين من المغادرة، كما منعوا الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى، وخلال تشييع جثامين ضحايا المجزرة أطلق جنود الاحتلال النار على المشيعين، مما أسفر عن ارتفاع عدد الضحايا إلى خمسين شهيداً.
إثر هذه المأساة أُرسل ما يعرف بـ"الوجود الدولي المؤقت" إلى الخليل، اتُّخذ هذا الإجراء بهدف تنفيذ مهام المراقبة والمتابعة وكتابة التقارير حول الأوضاع في المدينة في ضوء التصاعد الخطير للأحداث والصراعات.

أشهر معالم مدينة الخليل

تضم مدينة الخليل الكثير من المعالم الدينية والتاريخية التي تُعد من أهم مصادر الجذب السياحي فيها، بالإضافة إلى المدينة القديمة التي تحتوي على معالم تاريخية بارزة مثل المسجد الإبراهيمي ومعالم تاريخية أخرى تتوزع في قرى مدينة الخليل.
مدينة الخليل تضم أيضاً عدداً من المتاحف التاريخية مثل متحف الخليل، وتمتلك الكثير من المتنزهات مثل متنزه الكرمل، ومن خلال وسائل التعقب والأبحاث الأثرية اكتشف العلماء أن الكنعانيين كانوا أول من استوطنوا مدينة الخليل وشيَّدوا المدن والقرى في مدينة الخليل.
مدينة الخليل القديمة تحتفظ بعدد من الآثار المتبقية من الحضارات السابقة مثل الرومان والبيزنطيين والأمويين وغيرهم، وبعد الاحتلال الذي تعرضت له المدينة من الإسرائيليين بنوا المستوطنات الخاصة بهم وأتلفوا بعض الآثار في المدينة، مما أثر سلباً على مكانتها السياحية.