أغسطس 21, 2021 - 13:34
صهاريج عدن.. إحدى عجائب فن الهندسة
عرب جورنال


تقف أمامها تشعر بعظم من بنوها وأقاموها .. تطلع على تفاصيل تكوينها الظاهرة والمشاهدة .. تلمس الأهمية التي تكتسبها والدور الذي لعبته في زمن اللا إمكانيات..
• ما أن تطأ قدماك بوابة سور الصهاريج وتقطع تذكرة دخول بقيمة رمزية، تشعر ببهجة في النفس وأنت تسير وتمر بمكان تكسوه الخضرة عن يمين وعن شمال .. تتقدم قليلاً تشعر بهيبة المكان المستمدة من أهميته وقيمته ، وتجد شموخ الصهاريج شموخاً يعاصر الأزمنة وأناسها .. عندها يكتشف لك عظم من بنوا هذه الصهاريج وترى فيها إبداع الفكرة فن التصميم .. هندسة الشكل جودة العمل .. وأتقان التنفيذ.
• وأنت تسير متجهاً ناحية الصهاريج تجد على اليمين ما يلفت النظر درج تصعد عليها تقف تجد أمامك ما يشبه البركة صهريجاً بني عند مصب سيل ليتلقف السيول القادمة من تلك الجهة تعود تواصل السير نحو الأمام تقف على أول صهريج وأكبرها مساحة ، وهناك توجد لوحة أو ما يسمى اللوحة التذكارية كتبت بالإنجليزية ، أن كنت ممن يلم بالإنجليزية ستفهم محتواها..، وإن كنت غير ذلك فلن تستطيع سوى قراءة رقم يشير إلى تاريخ لكن لا تعلم إلى ماذا يشير وماذا يعني؟!.
الصهريج الأول بالنسبة للقادمين وأخر صهريج بالنسبة لترتيب الصهاريج من الناحية التي تأتي منها مياه السيول والذي يتلقف ما يفيض منها بعد أن تكون المياه قد مرت بمراحل عدة تتخطى فيها الصهاريج التي تقع قبله والتي تساعد على تصفيتها وتنقيتها مما تجرفه السيول فالصهاريج أنشئت أسفل مصبات جبال شمسان في سلسلة متواصلة تتصل ببعضها البعض بطريقة إنسيابية أتقن مصمموها ومنفذوها إنشاءها وبناءها .
وأنت تتنقل بين الصهاريج محاولاًً الإطلاع على حضارة من مضوا وأكتشاف تفاصيل تلك الصهاريج التي يقدر عدد القائم منها بحوالي ( 18 ) صهريجاً تستوعب حوالي من ( 18-20) مليون جالون فيما يقدر عدد الصهاريج الأصلية – حسب الباحثين – بحوالي (50) صهريجاً إلا أن أغلبها لا يزال مطموراً تحت الأرض ، تقف منبهراً أمام تصميم الصهاريج وشكلها الهندسي البديع ذلك الموقف ما يمكن أن يلحظه أي زائر للصهاريج ليس بالضرورة أن يكون مهندساً معمارياً أو مدنياً أو ملماً بفنون الهندسة.
سألت شخصاً زائراً : هل يمكن إقامة مثل هذه في وقتنا الحاضر ؟ ! وكم ستتطلب جهوداً وأموالاً.؟!
فأجاب إجابة مقتضبة : هذا إنجاز وعمل لن يتكرر !!
• وتعد صهاريج عدن إحدى عجائب فن الهندسة، وتعد أبرز المعالم التاريخية والسياحية في محافظة عدن وهي مزار سياحي يتوافد إليه الزوار – محليين وعرب وأجانب – على مدار العام.
• وتقع الصهاريج في مدينة كريتر في وادي الطويلة أسفل مصبات هضبة عدن.
وعلى رغم اختلاف المصادر التاريخية في تحديد تاريخ بنائها ، إلا أن ما ترجحه المصادر أنها أنشئت وبنيت منذ عهد السبئيين.
وتكمن أهميتها في أنها متعددة الوظائف، فهي لم تبنى لحجز مياه السيول وتوفيرها وما ذلك إلا إحدى وظائفها ، فإلى جانب ذلك فهي تعد حاجزاً منيعاً لصد الصخور التي تجرفها السيول، كما أنها تحمي المدينة من السيول الجارفة القادمة من أعالي جبال شمسان وما تحمله معها .