خالد الأشموري
نُشر مقالات ودراسات عديدة في الدوريات والمواقع والصحف العربية تحدثت عن انتفاضة الأقصى الثانية التي نعيش ذكراها السنوية الـ 23.. ففي مقال بعنوان " انتفاضة الأقصى " في صحيفة " رأي اليوم " – اللندنية – يقول عبدالباري عطوان: " في الانتفاضة الأولى كانت الحجارة ، وفي الثانية القنابل الحارقة والكلاشينكوف، وفي الثالثة تعانقت الحجارة والقنابل الحارقة في الضفة مع صواريخ المقاومة في قطاع غزة ، وبدعم من جيش الإيمان الذي يحمي المدينة المقدسة بدمائه وأرواحه .. فعندما تطلق المقاومة 35 صاروخاً باتجاه المستوطنات في غلاف غزة تضامناً مع المدافعين عن المسجد الأقصى ودعماً لهم ولم تنجح القبب الحديدية إلا في إعتراض ستة منها فقط فهنا يكمن الأعجاز.
ولن يشعر المستوطنون في كل فلسطين بالأمان والاستقرار ولن تحميهم القبب الحديدية ولا طائرات الشبح أف 35 ولا حتى حاملات الطائرات الأمريكية طالماً أستمر الاحتلال، فإرادة المقاومة أقوى من كل هذه الأسلحة وأكثرها فاعلية وأطولها نفساً وصبراً وسيكون لها النصر في نهاية المطاف" .
وجاء في المقال التالي بعنوان ( 23 عاماً على انتفاضة الأقصى ) للكاتب " يوسف سامي" – موقع نون بوست يقول فيه : " 28 سبتمبر 2000م كانت القضية الفلسطينية على موعد مع حديث سيبقى ملازماً للأجيال الفلسطينية الشابة التي عاصرته ، حينما اقتحم زعيم حزب الليكود الإسرائيلي المعارض حينئذ أرئيل شارون المسجد الأقصى متجاهلاً تحذيرات فلسطينية من أن اقتحامه قد يشعل المنطقة ، حيث جاءت شرارة الانتفاضة نتيجة للاقتحام الذي نفذه شارون تحت حماية نحو 2000 من الجنود والقوات الخاصة وبموافقة من رئيس الوزراء في حينه أيهود باراك .. فوقعت مواجهات بين المصلين وقوات الاحتلال حيث أستشهد سبعة فلسطينيين وجرح 250 آخرين، كما أصيب 13 جندياً إسرائيلياً لم تقف الأمور عند هذا الحد إذ تطورت الإحداث لاحقاً لتمتد إلى جميع المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة ليطلق عليها أسم انتفاضة الأقصى أو الانتفاضة الثانية ، وكانت بعد تسع سنوات من إتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
كانت هذه الانتفاضة مغايرة تماماً عن الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987م التي عرفت باسم ( انتفاضة الحجارة) حيث شهدت تطوراً في واقع المقاومة من ناحية طبيعة المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي والأسلحة التي استخدمت خلالها خلافاً لما حصل في المرة الأولى ، وعرفت هذه الانتفاضة بكثرة عمليات ( الباص الطائر ) التي كانت تنفذها المقاومة الفلسطينية وتحديداً حركة حماس بدرجة أعلى ثم حركة الجهاد الإسلامية ، حيث كانت تعتمد هذه العمليات على إرسال الاستشهاديين إلى داخل العمق الفلسطيني المحتل عبر الاحزمة الناسفة .
أستشهد وجرح الكثيرون من الفلسطينيين وقتل أكثر من ألف إسرائيلي في تلك العمليات والمواجهات خلال فترة الانتفاضة التي استمرت حتى عام 2005م".
وتحت العنوان: "على هامش إنفجار انتفاضة الأقصى " لـ سري سمور - مركز القدس - يقول الكاتب :" الحديث عن انتفاضة الأقصى الثانية طويل ومتشعب وهي من الأحداث المفصلية التي لا نزال نعيش تبعاتها وتداعياتها على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية وغيرها.. وانتفاضة الأقصى هي أشد مراحل المواجهة حتى اللحظة إستناداً إلى طولها ( 2000م- 2005م ) كما يؤرخ لنهايتها وعنفوانها وأدواتها وعدد الشهداء والجرحى والاسرى والدمار في الممتلكات والحيز الجغرافي وبالتالي فإن الحديث عنها بكل تفصيلاتها ليس بالأمر السهل .
وفي " فلسطين أون لاين – نيوز " كتب (أياد القرا) تحت عنوان" الحرب على الثوابت في ذكرى انتفاضة الأقصى – يقول:" شكل المسجد الأقصى على مدار التاريخ الفلسطيني بؤرة الأحداث ومنع الثورات خاصة خلال القرن الماضي، بؤرة الصراع في وجه المحاولات الصهيونية للسيطرة عليه وتهويده عبر حملات متوالية من التدنيس والاعتداء، وخلالها قاوم الفلسطيني المحاولات الصهيونية فكانت الثورات والمعارك والانتفاضات ومنها انتفاضة الأقصى الثلاث .. والأكثر شهرة هي الثانية.. ففي مثل هذه الأيام أندلعت الانتفاضة الثانية منذ احتلال المدينة المقدسة في 28/9/2000م كانت الشرارة للانتفاضة الشعبية الفلسطينية في وجه الاحتلال أحتجاجاً ومقاومة زيارة الوزير المتطرف في حينه أرئيل شارون ، الذي أقتحم المسجد الأقصى بحماية من جيش الاحتلال ، فكانت الهبة التي لم يتوقعها الاحتلال في حينه، وأشعلت الأراضي الفلسطينية جميعاً لهيب في وجه الاحتلال فكانت الانتفاضة الشعبية التي جمعت بين استخدام المقاومة السلمية عبر الحجارة والتظاهرات وبين المقاومة المسلحة التي أستخدم فيها الفلسطينيون الأسلحة والعبوات ثم القذائف والصواريخ والعمليات الاستشهادية في وجه الاحتلال ومستوطنيه وبفضلها تمكنت المقاومة من إجبار الاحتلال على الانسحاب من غزة وبعض المستوطنات من شمال الضفة الغربية.
وفي مقال بعنوان " الانتفاضة الفلسطينية الثانية.. انتفاضة فلسطين ضد الاحتلال الإسرائيلي" في - ويكيبيديا – جاء فيه " أندلعت في 28 سبتمبر عام 2000م وتوقفت فعلياً في فبراير 2005م بعد إتفاق قمة شرم الشيخ والذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون .. وتميزت هذه الانتفاضة مقارنة بسابقاتها بكثرة المواجهات المسلحة وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي راح ضحيتها أكثر من أربعة الآف شهيد فلسطيني وحوالي خمسون ألف جريح.
ردود الفعل العربية..
أما الشارع العربي فقد تفاعل مع الانتفاضة لدرجة أن دولاً لم تعرف المظاهرات مثل دول الخليج خرجت فيها مظاهرات تأييدية لانتفاضة الأقصى، وهو ما أحرج الأنظمة العربية التي عقدت بعدما يقرب من شهر على إندلاع الانتفاضة القمة العربية الطارئة في القاهرة وخرجت ببيان لم تصل فيه إلى مستوى آمال الشارع العربي، وأن كان فيه دعم وإعطاء صبغة شرعية أعمق لانتفاضة الأقصى ، ودفع نحو تسمية مؤتمر الدوحة الإسلامي المنعقد في نوفمبر / تشرين الثاني بقمة الأقصى وخرج ببيان القمة ناقماً على الكيان الإسرائيلي وناقداً الموقف الأمريكي المتسامح مع القمع الإسرائيلي.. يمكن القول أن الانتفاضة أحيت جوانب منسية في المجتمع العربي فعادت من جديد الدعوة إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية وشهدت الحركة الفنية عودة الأغنية الوطنية وشعر المقاومة، وأمتلات الفضائيات العربية بمواد غزيرة عن انتفاضة الأقصى واحتلت الانتفاضة المساحة الأكثر في أغلب الفضائيات العربية، وأعد أكثر من فيلم سينمائي ووثائقي لتصوير معركة جنين إحدى معارك انتفاضة الأقصى وإيصالها للعالم.
وفي السياق – كتبت دانيا باسم الأغا – الباحثة في الشأن الفلسطيني – في (أراء حول الخليج – مركز الخليج للأبحاث) مقالاً بعنوان : " المرأة الفلسطينية والأقصى" قالت فيه: المرأة الفلسطينية تتميز بخصوصية مستمدة من خصوصية قضيتها الوطنية التي شكلت حياتها وأثرت على مسيرة نضالها ، حيث خاضت المرأة الفلسطينية غمار الحياة مبكراً وشاركت الرجل في مقاومة الاحتلال الفلسطيني وانخرطت في صفوف الأحزاب والقوى الوطنية وسجلت أروع الصفحات وألمعها في تاريخ الثورات الفلسطينية منذ بدايتها وحتى الآن .. كما أتخذت المرأة الفلسطينية مواقف أكثر جرأة فشاركت في الكفاح المسلح وقدمت التضحيات في الكثير من المعارك والانتفاضات .. ففي الانتفاضة الأولى لها ( حياة نضال ) فقد لعبت دوراً بارزاً في الدور السياسي والاجتماعي والدور التنظيمي والنقابي، فيما قامت بإفشال خطة الاحتلال الإسرائيلي في فرض الحصار الاقتصادي على القرى والمخيمات حيث كانت تقوم بإدخال كميات كبيرة من المواد الغذائية في تحد للحصار من أجل توفير الطعام للثوار لمساعدتهم بالاستمرار في النضال الوطني .. وفي الانتفاضة كان لها مشاركة في العمليات الفدائية استشهدت وفاء إدريس أولى الفدائيات في الانتفاضة بعد قيامها بعملية استشهادية في عام 2000م ، وآيات الأخرس، ولعل من أشهر الفلسطينيات اللاتي تحولن رمز وقدوة في انتفاضة السكاكين هي الطالبة داليا نصار التي أصابها جنود الاحتلال برصاصة لا زالت بداخلها حتى اللحظة تمثل خطراً على حياتها وغيرها الكثير ممن استشهدن حتى وصل العدد 460 شهيدة و 900 فلسطينية معتقلة خلال انتفاضة الأقصى.
وتحت عنوان" منذ انتفاضة الأقصى عام 2000م .. إسرائيل اعتقلت 135 ألف فلسطيني " نشر يوم الخميس 28 سبتمبر 2023م – نقلاً عن هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطيني في بيان بمناسبة الذكرى الـ 23 لانتفاضة الأقصى يوم 28 سبتمبر من العام 2000م " بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي نفذت 135 ألف حالة اعتقال منذ عام 2000م بينها 21 ألف حالة اعتقال القاصرين واعتقال عدد من أعضاء المجلس التشريعي ووزراء وأكاديميين وصحفيين وعاملين في منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية.
وتضيف الصحيفة وفقاً للهيئة : أن من بين المعتقلين 2600 فتاة وسيده بينهن 4 سيدات وضعت كل منهن مولودها داخل السجن في ظروف قاسية وصعبة.