أغسطس 12, 2023 - 23:04
قرطاج قلب البحر الأبيض المتوسط وأرض الحضارات
عرب جورنال

أروى حنيش

قرطاج يرجع تاريخها إلى ما يقرب من ثلاثة آلاف سنة وقد كانت قلب إمبراطورية البحر الأبيض المتوسط القوية قبل أن يتجه إليها الرومان في الحرب البونيقية الثالثة في عام 146 قبل الميلاد. فلقد نشأت من الأطلال لتصبح مركزًا مسيحيًا مهمًا قبل أن يغزوها المسلمون مرة أخرى في أواخر القرن السابع.
وقد أصبحت الأن أحد مواقع التراث العالمي حيث أدرجتها منظمة اليونسكو في سنة 1985م كونها مدينة سياحية بامتياز؛ حيث يزورها سنوياً قرابة المليون سائح.
فهي تبعد بمسافة قصيرة بالقطار من مدينة تونس العاصمة كما تضم عدة معالم رائعة جاذبة للزوار، مثل ميناء البونيقيين ومتحف قرطاج.

الموقع

تقع في الجهة الشمالية الشرقية من البلاد على بعد قرابة (15) كيلومتراً من مدينة تونس العاصمة. يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر قرابة (57) متراً، وتمتدّ على شريط ساحلي قرابة (3) كيلومترات.

سبب التسمية

سميت المدينة بقرطاج، وتعني المدينة الجديدة، هذه المدينة توسع نفوذها من إسبانيا إلى قبرص وأصبحت في وقت قصير إمبراطورية بحرية حقيقية واتحاداً اقتصادياً.

تاسيس المدينة

قرطاج البونية أو الفنيقية تأسست المدينة في عام 814 قبل الميلاد؛ حيث هربت الأميرة ديدون أو عليسة من جور أخيها ملك فينيقيا وصارت برحلة حول حوض البحر المتوسط للبحث عن مكان تُقيم فيه مدينتها، وأخذت معها ثروة زوجها و(80) فتاة، وزوجتهنّ من (80) رجلاً؛ حيث أسّست مدينتها من غرب البحر المتوسط وصولاً لسواحل الأطلسي من أفريقيا الوسطى "مدينة قرط حدشت".

تاريخ المدينة

تاريخ قرطاج من عام 814- 550 ق. م وهي المرحلة الملكية وكانت عبارة عن امتداد للنظام الفينيقي في بلاد الشام حيث تقوم الأسر الغنية باختيار الملك والإنفاق على الجيش والأسطول وحملات الاستكشاف للبحث عن المواد الخام والأسواق الجديدة. وكانت الإمبراطورية الفينيقية لا تزال تؤسس المستعمرات في سردينيا وايبيريا وشمال أفريقيا وقامت قرطاج برد الهجوم اليوناني على إقليم طرابلس ومن أشهر ملوك هذه الفترة الملكة عليسا(814-760 ق.م).


المرحلة الثانية

من (550-480 ق.م) وهي فترة أسرة (ماقون) التي تتابع أفرادها على حكم قرطاج طيلة ثلاثة أجيال من ماقون حتى ولديه أملكار ثم صدر بعل. وجرت خلالها معارك صقلية. ومدت قرطاج نفوذها إلى مساحات واسعة قبل أن تتحطم قواتها قرب هيميرا. وفي هذه الفترة نشات في قرطاج طبقة جديدة من ملاك الأرض الذين ما لبثوا أن حولوا أراضيهم إلى إقطاعيات شبه مستقلة وشرعوا يضغطون لتقليص سلطة الملك وإرغامه على مشاركتهم في الحكم.


المرحلة الثالثة

من (480-290 ق.م) وهي مرحلة الثورة الشاملة التي شهدت تقويض الحكم الفردي المطلق، وقيام الحرب الأولى بين روما وقرطاج، وانسحاب الأسطول من جبهة البحر المتوسط، وظهور خمس هيئات سياسية جديدة تولت أمور الدولة بدلا من أسرة ماقون .

المرحلة الرابعة

من عام 290 ق.م حتى سقوط قرطاج عام 146 ق.م. جمعت هذه الفترة بين مظاهر المرحلتين الثانية والثالثة، فتركزت السلطة في يد آل بركة، إلى جانب المجالس الهيئات والمجالس السياسية


أبرز المعالم الأثرية لمدينة قرطاج

١- الحي البونيقي: يوجد الحي بجانب متحف قرطاج الوطني؛ تمّ إنشاء هذا الحي في عهد "حنبعل"، وهو عبارة عن حي سكني.

٢-حي المنازل الرومانية: وهو عبارة عن حي يحتوي على بيوت أرستقراطية موزّعة على سفح هضبة لاديون الشرقية.
٣- مبنى السكولا: وهو عبارة عن مقر جمعيّة دينيّة سياسية، ومقر لكنيسة مسيحية ذات طابع معماري بيزنطي.
٤- الأديون: وهو عبارة عن مسرح في الجهة الشمالية من المدينة، وهو على شكل مستطيل ولكن تم تدميره كلياً، ولم تبقَ منه سوى الأساسات والقليل من العناصر المعمارية. تمّ اكتشافه في عام (1900م).
٥- مسرح قرطاج الروماني: تمّ تشييده خلال بدايات القرن الثاني ما قبل الميلاد على هضبة " أوديون"، يتمتّع بهندسةٍ معماريّةٍ وزخارف ومدرجات نصف دائرية.

٦- حمامات أنطونيوس: تم تشييد هذه الحمامات على شواطئ البحر في سنة (145) قبل الميلاد، ولكنها دُمّرت من قبل الوندال، وبقيت مغمورةً تحت التراب لفترة طويلة، ولم يتم اكتشافها إلا عام (1945م)، تأتي في المرتبة الثالثة عالمياً بعد حمامات كاركالا الإيطالية، وحمامات دسو كليسيان السورية.