أغسطس 3, 2023 - 00:27
من أجل قيمة معرفية مقاومة.. في نقد "الأدب المسلع"
عرب جورنال

الرواية الأدبية (أو ما يكافئها من الأعمال السينمائية والتلفزيونية) ليست مجرد قصص سطحية تقرأها للتسلية و الترفيه لتملأ فراغك أو تتخلص من الملل..

وظيفة الأدب الحقيقية هي التعبير عن الحقائق الكونية والوجودية الكبرى والغوص بأعماق النفس البشرية من خلال الرمز و الصورة الفنية...

لا يمكن أن نطلق كلمة روائي أو أديب بشكل حقيقي إذا لم يكن هذا الأديب فيلسوفاً في الدرجة الأولى و على إطلاع كبير على مختلف آداب الشعوب والحضارات البشرية قديمها و حديثها، و الاصغاء والإحساس بأدق الهواجس البشرية وأكثرها جنوناً و تناقضاً بغض النظر عن توافقها أو عدم توافقها مع الايديولوجيا التي يتبناها...

أصلا الأديب يجب أن يكون كالعالم، شخص حيادي غير مستقطب، فلا ينطلق بأدبه من زاوية إيديولوجية أو يسعى لتوظيف أدبه للانتصار لعصبياته الخاصة..

يجب أن يكون متجردا بشكل كامل ليتجاوز القشرة التي فرقت البشر وبالتالي الوصول للمكان الذي يلتقي عنده الجميع بعيدا عن هذه القشور الأيديولوجية و الدينية و العصبيات المختلفة..

نشاهد اليوم أعداد وأسماء لا تحصى من (الروائيين) و ( الأدباء) و (الشعراء) المؤدلجين أو مسطحي التفكير و قصار الرؤية وفقيري الفكر و الثقافة والإطلاع ينتجون كميات هائلة من القصص والروايات و القصائد في مجملها مجرد غثاء سيل من الكلمات..

العملية الأدبية للأسف ككل الأشياء العظيمة في عصرنا أصابها التسليع و أصبحت مجرد تجارة رخيصة..وهذا أدى بدوره لانحطاط الفكر والذائقة الثقافية و الجمالية و الإبداعية.

"نجيب زياش"